طرق تعليم الأطفال الحفاظ على البيئة

هناك العديد من الأمور التي تساعدك لتجعل أطفالك يحافظون على البيئة، ولكن الأهم قبل أن نبدأ بهذه الأمور أن تعلم أنك أنت القدوة لأطفالك في أسلوب حياتك بشكل عام، وكذلك عليك أن تحببهم بالبيئة وتبني انتماءهم لها ومسؤوليتهم تجاهها كون هذا الكوكب هو بيتنا الكبير، وأن تجد طرقاً وأساليب تناسبهم لتجعلهم يفعلون هذا من قلبهم وفي السر والعلن، وليس أمامك فقط. [1،2،3]

من الأمور التي تساعدك في تعليم أطفالك الحفاظ على البيئة:

1. البدء مبكراً: في السنوات الأولى من عمر طفلك حاول التركيز على التعلم الاجتماعي والعاطفي من أجل مساعدته على تبني عقلية ضميرية وبناء المهارات الاجتماعية والعاطفية الإيجابية التي يحتاجون إليها. خلال هذه السنوات التكوينية، ركز على تعليمهم المهارات الأساسية المطلوبة للتفكير النقدي والتفاعلات الاجتماعية والإبداع. في وقت لاحق من الحياة ، ستمكنهم هذه المهارات من تحليل القضايا البيئية ونقل هذه الأفكار إلى أقرانهم وإيجاد الحلول في النهاية.
2. التوعية البيئية للأطفال من خلال:
   • حاول أن تكلمهم عن الدور الحيوي الذي يقوم به كل كائن على هذه الأرض؛ فالأشجار مثلاً تعطينا الظل وتنقي الهواء إضافة لثمرها وخشبها وصمغها... حدثهم كذلك عن دور القطط في تنظيف المكان واصطياد الحشرات المؤذية، وعن أهمية كل كائن في التوازن البيئي.
   • أخبرهم عن طاقة الطبيعة وعلمهم أن للطبيعة طاقة عظيمة تمدنا بها؛ فأفضل دواء لإراحة الأعصاب هو وضع الجبهة على الأرض أو التراب والمشي دون حذاء، ولا حصر لفوائد شرب ماء المطر، وإن مرضوا فاستخدام الأعشاب الطبيعية والأغذية الطازجة في علاجهم.
   • تكلم معهم حول مواضيع تخص البيئة من حولهم وحول النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض وحول ثقب الأوزون والآثار السلبية للبيئة غير النظيفة على العالم بأكمله وما يتسبب به هذا من أمراض وكوارث طبيعية.
   • علمهم أن النباتات والحيوانات وكل المخلوقات تفرح وتحزن وتتألم مثلنا تماماً، فعليهم ألا يقطفوا الزرع بقسوة مثلاً.
   • علمهم أن الصحة هي أغلى ما في الوجود، وأن وجودنا في بيئة نظيفة وصحية وآمنة هو من المتطلبات الأساسية لتبقى صحتنا جيدة.
3. الألعاب الصديقة للبيئة: عودهم شراء الألعاب والمقتنيات الصديقة للبيئة وتصنيف النفايات حتى يتمكن جامعوها من التخلص منها حسب طبيعتها بطرق لا تؤذي البيئة قدر الإمكان.
4. إعادة التدوير: علمهم إعادة التدوير وإعادة الاستخدام كالرسم على وجهي الورقة مثلاً، وإعطاء ملابسهم وألعابهم التي كبروا عليها لإخوتهم الأصغر منهم أو لأشخاص يمكنهم الاستفادة منها، واصحبهم معك لسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي التي أصبح معظمها يحتوي على خيار "لا أريد وصلاً ورقياً للحفاظ على البيئة". 
5. الحفاظ على الماء والطاقة: علمهم المحافظة على الماء والطاقة في المنزل؛ فأغلق صنبور الماء عند عدم استخدامه، وأطفئ الأضواء في الغرف غير المستخدمة. واستخدم قدر الإمكان أمور موفرة للطاقة كاعتماد الطاقة الشمسية بدل الكهرباء والسخانات الشمسية.
6. علمهم الاستفادة من الطبيعة: مثل صنع ما يريدون بعيداً عن الكيماويات والمواد الحافظة والضارة؛ علمهم مثلاً صنع معقم اليدين من جل الصبار وشجرة الشاي الأخضر، وعلمهم كذلك صنع كريم مرطب للأيدي بزبدة الشيا وزيت الزيتون وشمع العسل مع إضافة بعض الروائح الطبيعية التي يحبونها، وعلمهم كذلك صنع الأكلات التي يحبون والحلويات، وصنع ديكورات جميلة للمنزل من الخشب مثلاً بدل البلاستيك، وصنع الكمامات من بقايا الملابس.

• دع طفلك يشاهد الأماكن الطبيعية وحببه بها، سواء كان هذا من خلال صور أو فيديوهات، أو حتى يمكنك أن تصطحبه عليها إن أمكن، ففي الأردن يمكن للمجموعات ترتيب رحلات مع برية الأردن مثلاً للتعرف على عدد من المحميات الطبيعية وكذلك على أسواق تبيع المنتجات الطبيعية.
• اجعل بيتك أخضر ودعهم يتذوقون الأغذية الطازجة من حديقة منزلك أو حتى من الشرفة، ووزع العناية بالمزروعات عليهم، وابتعد عن شراء الصحون والكاسات الورقية أو البلاستيكية وضع مناديل من الكتان أو القطن ليستخدموها في تجفيف أيديهم مثلاً بدلاً من ورق المطبخ.
• استغل حواسهم للتعرف على الطبيعة؛ فعودهم أن يشموا رائحة المطر والأزهار، وأن يلمسوا الشجر، وأن يشاهدوا المناظر الطبيعية ويستمتعوا بها، وأن يستمعوا لأمواج البحر وزقزقة العصافير، وأن يتذوقوا الأطعمة الطازجة فور قطفها مباشرة، ودعهم يستمتعون بالماء البارد النقي من الآنية الفخارية بدلاً من البلاستيكية.
• استغل الفصول لتعودهم أكل النباتات الموسمية واصطحبهم للسباحة في البحر في الصيف، وصنع الاكسسوارات من الصدف ولاكتشاف جمال الطبيعة وصنع أطواق من ورد الياسمبن في الربيع، وللعب في الثلج أو التزلج في الشتاء، ولمراقبة التجدد والأوراق الصفراء التي تتساقط في الخريف.
• خذهم في رحلات ممتعة بين أحضان الطبيعة كالمعسكرات البيئية التي تجعلك تعيش بين أحضان الطبيعة، وتسلق معهم الجبال، وراقب النجوم في مناطق معينة كوادي رم. تصفح موقع برية الأردن للتعرف على أمور تفيدك
• اطلب من الأشخاص الكبار في السن في منطقتك أن يحدثوهم عن مدى التغيير السلبي الذي حل بالبيئة وفي المنطقة التي يسكنون فيها في السنوات الأخيرة.
• عودهم على المشي على الأقدام للمشاوير القريبة واستخدام الدراجة الهوائية؛ فاطلب منهم مثلاً أن يذهبوا لشراء بعض حاجيات المنزل بدراجاتهم من المتجر القريب.
• لا تربي حيوانات في منزلك لتعلمهم أن الموطن الأصلي للحيوان هو المكان الذي خلق ليعيش فيه وليس ليكون محبوساً في منزلك.
• علمهم الألعاب التي كنت أنت وأبناء جيلك وأبناء الأجيال السابقة تمارسونها كنط الحبل ومداعبة عجلة الهيلاهوب والحجلة والسلم والحية، كما يمكنك أن تبني لهم بيتاً فوق شجرة كبيرة إن كان هذا ممكناً وإن كنت تستطيع ذلك دون أن تؤذي الشجرة. فالطفل العادي يقضي أكثر من سبع ساعات في اليوم أمام شاشة متوهجة وأقل من 20 دقيقة في اللعب النشط في الهواء الطلق.
• عودهم أن يبحثوا عن الأشخاص والمتاجر التي تهتم بالبيئة، وأن يعطوا أموالهم لهم ليساعدهم هذا على أن يقدموا للبيئة أكثر وأكثر.
• افعل كل الأمور السابقة باللعب والتسلية ونظم مسابقات وخصص هدايا وحوافز للفائزين... فمثلاً لتشجع أطفالك ليتخلصوا من القمامة نظم مسابقة لمعرفة عدد قطع الورق التي يمكن لكل منهم التقاطها في دقيقتين، وطبعاً حضر معقم الأيدي الذي من المستحسن أن يكون مصنوعاً من المواد الطبيعية، وحضر كذلك سلة مهملات نظيفة وليست مثيرة للاشمئزاز لوضع النفايات فيها.

قد يتساءل البعض عن فائدة تعليم الأطفال الحفاظ على البيئة، وخاصة أن كوكبنا متهالك ويحتاج لبذل الكثير من الجهد لإنقاذه، فما أهمية جعل أطفالك يحافظون على البيئة؟ [4]

• ليتمتعوا بصحة ونفسية أفضل: فعندما تعود أطفالك على الأكل الطبيعي وعلى استنشاق الهواء النقي وعلى التواجد في بيئة نظيفة، وكذلك على عدم استهلاك الأطعمة المعلبة أو التي تحتوي على مواد حافظة أو الكيماويات، فكل هذه الأمور تساعدهم لتكون صحتهم الجسدية والنفسية أفضل.
• الحفاظ المستدام على البيئة: لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر وليتمكنوا من أداء دورهم في حماية البيئة والكوكب في المستقبل وإنشاء جيل واعٍ بيئياً، فهم المستقبل، ومعهم تكبر العادات الإيجابية التي اكتسبوها منذ صغرهم.
• لأن البيئة هي بيتنا الكبير: وكما نحافظ على نظافة بيوتنا التي نعيش فيها علينا أن نحافظ عليها.
• لأن يداً واحدة قوية وثابتة على مبادئها تصفق: فلا تقل أنه ليس بيد هذا الطفل فعل أي شيء للبيئة المتهالكة، فلو قال كل منا هذا الكلام فلن ننجح.
• لأن الأطفال يتأثرون ببعضهم كثيراً: فطفلك سيؤثر حتماً على أقرانه الذين سيقلدونه، وخاصة إذا كان ذو شخصية قيادية أو جاذبة لمن حوله.

انقر على الرابط لتقرأ أيضاً كيفية الحفاظ على البيئة وأهمية حماية البيئة

إن الطفل لا يتعلم من أسرته فقط؛ فهناك المدرسة والشارع والأصدقاء والجيران ووسائل الإعلام...
عليك أن تشرك المجتمع الذي حول أطفالك والذي يؤثر عليهم تأثيراً مباشراً في رسالتك، وعليك كذلك أن تعلم أطفالك أنهم قد يجدون أشخاص يستهينون بهذا الموضوع، وأن عليهم إرشادهم وتقديم النصح لهم، أو على الأقل عدم الاقتداء بهم. فالبيئة تحتاج أن نعمل جميعاً يداً بيد لحمايتها والمحافظة عليها؛ فسيكون الهواء في الحي أنقى لو زرع جميع الجيران الأشجار معكم ولو قللوا من استخدام السيارات، وستكون بيئة الصف أنظف والأطفال أصحاء أكثر لو استغنوا عن معقمات الأيدي الصناعية التي تحتوي على الكحول والمواد الحافظة بنسب عالية واستخدموا بدلاً منها المعقمات الطبيعية، ولو ساهم الجميع بجمع النفايات وإعادة استخدام الأدوات المدرسية. فبإمكانك أن تتفق مع مدرسة أطفالك على نشاط بيئي معين، وأن تجمع أصدقاء أطفالك في منزلك لتكلمهم عن أهمية الحفاظ على البيئة، وتشركهم في نشاطاتك مع أطفالك.

أطلقت مبادرة "أيامي الشبابية العربية للموسيقى والفنون" التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أغنية مصورة بعنوان "أهدافي" بمشاركة سبعة شباب من مختلف البلدان العربية، وذلك لتسليط الضوء على خطة التنمية المستدامة 2030 وأهدافها السبعة عشر والتي من شأنها تحسين نمط حياة البشر في مجالات عدة من ضمنها حماية البيئة، يمكن الاستماع إلى الأغنية من خلل النقر على رابط الأغنية.
لا شك أنك لو طبقت هذه النصائح ستجد أفكاراً وطرق عملية لتساعدك لتجعل أطفالك يحافظون على البيئة، والخبر السار في هذا الموضوع هو أن الأمر أصبح أسهل الآن على الأهل لأن العالم بدأ يزداد وعياً بالبيئة وهو يتخذ خطوات جدية في المحافظة عليها أكثر من أي وقت مضى.