ما هو الطلق الصناعي؟ إجراءات الطلق الصناعي ومخاطره

أيهما أفضل الطلق الصناعي أم القيصرية؟ تعرفي إلى الطلق الصناعي وكيفية عمله، مخاطر الطلق الصناعي ومتى يكون تحريض الطلق ضرورياً؟ وما هي بدائل تحريض الطلق
ما هو الطلق الصناعي؟ إجراءات الطلق الصناعي ومخاطره
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يلجأ الطبيب في بعض حالات الحمل الخاصّة لإجراء الطلق الصناعي؛ أي استخدام وسائل طبية أو دوائية تساعد على تحريض ولادة الطفل، بالطبع لن يطلب الطبيب اللجوء إلى هذا الإجراء إلا لأسباب معينة لا يمكن بوجودها انتظار حدوث مخاض طبيعي، سنتعرّف في هذا المقال بشكل مفصّل عن الطلق الصناعي والطرق المختلفة لإجراء عملية تحريض الولادة، ومتى يكون تحريض الطلق ضرورياً؟ وسنشرح بعض الفروقات بين الطلق الصناعي والطبيعي، وأيهما أفضل الطلق الصناعي أم الولادة القيصرية؟

الطلق الصناعي (Labor Induction) هو عملية إجراء تحريض لحدوث تقلصّات الرحم أثناء عملية الولادة، أي يمكن اعتباره وسيلة لتحريض حدوث المخاض عند المرأة الحامل، بدلاً من انتظاره يحدث من تلقاء نفسه، يوصي الطبيب المختصّ بإجراء الطلق الصناعي عند تواجد خطر على صحّة الأم والجنين، حيث تشمل أهم أسباب تحريض الطلق: [1]

  1. مرور أسبوعين أو أكثر على موعد الولادة الطبيعية من دون حدوث مخاض طبيعي.
  2. وجود التهاب في منطقة الرحم عند المرأة الحامل يُدعى بالتهاب المشيماء والسلى.
  3. وجود مشاكل أثناء نمو الجنين في الرحم.
  4. حالات قلّة كمية السائل السلوي أو الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين في رحم الأم.
  5. انفصال المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم بشكل جزئي أو كلّي قبل موعد الولادة.
  6. وجود مضاعفات صحيّة أثناء الحمل مثل السمنة والسكري الحملي وارتفاع ضغط الدم خلال الحمل والمشاكل الكلوية.
animate

ينتهي المطاف بكلّ من الطلق الطبيعي والطلق الصناعي بحدوث عملية الولادة ، ولكن توجد بعض الفروقات بينهما من حيث آلية تحريض الطلق ومايحدث أثناء المخاض: [2]

  1. يُستخدم لتحريض حدوث الطلق الصناعي بعض التقنيات الطبية أو الأدوية لبدء حدوث المخاض، بينما يحدث المخاض في الطلق الطبيعي بشكل عفوي دون أي تدخّل طبّي.
  2. يحدث الطلق الطبيعي بشكل تدريجي؛ حيث تبدأ عضلات الرحم بالانقباض أولاً ثم يبدأ عنق الرحم بالاتسّاع ويصبح أكثر ليونة تمهيداً لحدوث الولادة، في حين تكون الانقباضات في الطلق الصناعي أكثر شدّةُ وألماً، وقد تحدث بشكل متكرّر خلال فترات قصيرة متتابعة
  3. من المحتمل أن تحتاج المرأة الحامل خلال الطلق الصناعي إلى التخدير الموضعي في منطقة أسفل الظهر لتخفيف الألم الشديد أثناء حدوث الانقباضات السريعة، بينما لا تحتاج كثير من حالات الطلق الطبيعي إعطاء المخدّر الموضعي خلال الولادة.

يمكن أن يتمّ تحريض حدوث المخاض عن طريق استخدام أحد الوسائل الدوائية أو الإجراءات الطبيّة التالية: [1,3]

  1. توسيع عنق الرحم باستخدام الأدوية: مثل البروستاغلاندين (Prostaglandin) الصناعي، يستخدم هذا الدواء بشكل جلّ أو تحاميل مهبليّة بهدف تليين وتسريع نضج عنق الرحم للولادة وتحفيز حدوث تقلّصات الرحم.
  2. توسيع عنق الرحم باستخدام التجهيزات الطبيّة: مثل قسطرة بالون عنق الرحم؛ وهو مثل أنبوب صغير (قسطرة) يحتوي في نهايته على بالون صغير قابل للنفخ يتمّ وضعه في منطقة عنق الرحم، يساعد ملء هذا البالون بالمحلول المحلي وتثبيته على الجدار الداخلي من عنق الرحم على تسريع نضج عنق الرحم وتسهيل حدوث المخاض الطبيعي.
  3. تمزيق الكيس السلوي: يستخدم هذا الإجراء من قبل الطبيب المختصّ وذلك عن طريق إدخال أداة برأس حاد واستخدامه لتمزيق الكيس السلوي أو الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين.
  4. تمزيق الأغشية الدقيقة بين الكيس السلوي والرحم: يمكن أن تتمّ عملية تحريض المخاض وذلك عن طريق تمزيق الأغشية الدقيقة التي تربط الكيس السلوي بجدار الرحم تحت إشراف الطبيب المختصّ المشرف على عملية الولادة.
  5. تحريض المخاض باستخدام الهرمونات: وهي الطريقة الأكثر شيوعاً لإحداث الطلق الصناعي، يُستخدم في هذه الطريقة الشكل الاصطناعي من هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) المعروف بالاسم التجاري بيتوسين (Pitocin) عبر حقنه وريدياً في جسم الأم الحامل، يساعد هذا الدواء على زيادة تقلّص عضلات الرحم وتسريع عملية حدوث المخاض.

تختلف فعاليّة الطلق الصناعي من امرأة لأخرى، حيث يمكن أن يستمر المخاض في الطلق الصناعي من بضع ساعات إلى عدّة أيام، يعتمد هذا على نضج عنق الرحم في وقت التحريض ومدى استجابة جسم المرأة الحامل للطريقة المستخدمة في تحريض الولادة.
يمكن أن تبدأ تقلّصات عضلة الرحم بعد 30 دقيقة من استخدام دواء بيتوسين أو الأوكسيتوسين بطريقة الإعطاء الوريدي، ويبدأ المخاض لدى معظم النساء خلال عدة ساعات بعد خروج ماء الرحم. [4]

يعتبر اللجوء إلى خيار الطلق الصناعي أفضل من إجراء الولادة القيصرية؛ وذلك وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة (New England Journal of Medicine)، حيث ذكرت هذه الدراسة أنّ إجراء تحريض المخاض في الأسبوع 39 من الحمل قد يقلّل بشكل كبير من احتماليّة إجراء الولادة عبر العملية القيصرية.
يرجع ذلك إلى المخاطر التي تحيط بالولادة القيصيرية مثل مخاطر العمل الجراحي والنزيف وفقدان الدماء وطول فترة الشفاء من جروح العملية القيصرية وخطورة إصابة الأعضاء القريبة من الرحم أثناء العمل الجراحي وغيرها من المخاطر العديدة.

لكن هناك بعض الحالات التي تعتبر فيها العملية القيصرية الخيار الأفضل للولادة عند بعض النساء مثل: [1،5]

  1. وجود ولادة قيصرية سابقة عند المرأة.
  2. وجود عدوى تناسلية لدى الأم الحامل مثل الهربس التناسلي.
  3. الحمل بتوأم أو أكثر.
  4. وزن الجنين أكبر من الطبيعي.
  5. إذا كانت المشيمة تسدّ عنق الرحم.
  6. حالة تدلّي الحبل السري في المهبل قبل الولادة.
  7. عندما يكون الطفل مستلقياً على الأرداف (وضعية القعود) أو على الجانبين في الرحم.
  1. يمكن أن تساعد بعض النصائح الطبيعية عند تجربتها في الأسابيع الأخيرة من الولادة في تحفيز المخاض الطبيعي والتي سنذكر الآن بعض منها وأهمها: [6]
  2. ممارسة التمارين الرياضية الملائمة للحامل: مثل رياضة المشي، التي تساعد في توسيع عنق الرحم.
  3. تحفيز حلمة الثدي: وهي من أفضل الطرق لتحريض الولادة الطبيعية، حيث يساعد ذلك في زيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين بشكل طبيعي، الذي يعتبر مسؤولاً عن زيادة التقلّصات خلال الولادة، يتمّ تحفيز الحلمة من خلال تدليكها من خلال الأصابع بشكل دائري لعدة دقائق.
  4. ممارسة العلاقة الحميمة: تساعد ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة في الأسابيع الأخيرة قبل الولادة في زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يحفّز زيادة تقلصّات الرحم.
  5. تحريض الطلق بالأعشاب والزيوت:
    • يمكن أن يساعد تناول زيت الخروع تحت إشراف طبي في تسريع نضج وتهيئة عنق الرحم وبدء المخاض الطبيعي
    • وقد يساعد تناول الأناناس أيضاً على زيادة نضج عنق الرحم.
    • الإكثار من تناول التمر في الأسابيع الأخيرة من الحمل يزيد من نضح واتسّاع عنق الرحم في بداية المخاض، اقرئي فوائد التمر للحامل من خلال النقر هنا.
    • شرب شاي أوراق التوت الأحمر مع اقتراب موعد الولادة، والذي يُعتقد بقدرته على تقوية عضلة الرحم استعداداً للولادة.

ينطوي الطلق الصناعي على بعض المخاطر على صحة الأم والجنين، والتي قد تحدث لدى بعض الأمهات الحوامل وأبرزها: [1,2]

  1. انخفاض معدّل ضربات القلب لدى الجنين: قد تسبب الأدوية المساعدة على التحريض مثل البروستاغلاندين والأوكسيتوسين تقلصّات عديدة وغير طبيعية لعضلات الرحم، ممّا قد يقلّل من وصول الأوكسجين للجنين مسبباً حدوث انخفاض في سرعة ضربات قلبه
  2. العدوى الإنتانية: يمكن أن تزيد بعض طرق تحريض المخاض مثل طريقة تمزيق الأغشية المحيطة بالكيس السلوي، من خطر الإصابة بالعدوى أو الإنتان لدى الأم والجنين
  3. النزيف بعد الولادة: يمكن أن يزيد تحريض المخاض من خطر عدم تقلّص عضلات الرحم بشكل صحيح بعد الولادة، ممّا قد يسبب حدوث نزيف خطير بعد الولادة
  4. تمزّق الرحم: وهي من المضاعفات الخطيرة والنادرة للطلق الصناعي، والتي قد تستدعي معها استئصال الرحم
  5. نشوّهات المولود: قد يسبب تحريض المخاض في بعض الحالات ضرراً على صحة الجنين مثل مشاكل السمع والرؤية وضعف نمو الرئة والدماغ

يمكن أن تقلق بعض الأمهات الحوامل من فكرة الطلق الصناعي، خوفاً من التقلّصات المؤلمة أو خشية حدوث مكروه للطفل المولود، يمكن الأخذ ببعض النصائح التي قد تساعدك في الاستعداد قبل اللجوء للتحريض الصناعي مثل: [4]

  • حاولي جمع معلومات صحيحة حول الطلق الصناعي واطرحي الاسئلة التي تدور في ذهنك على طبيبك قبل خضوعك لتحريض المخاض، يساعدك الفهم الصحيح لما يحدث على تخفيف مشاعر القلق والدخول على عملية الولادة وأنت مرتاحة ومستعدّة لها
  • ناقشي طبيبك في الخيارات المتاحة للطلق الصناعي وحاولي أن تفهمي سبب اختيار طبيبك وسيلة التحريض المناسبة لوضعك، واسألي أكثر حول ما يمكن أن يحدث أثناء وبعد الولادة
  • احرصي على الاسترخاء والهدوء قبل عملية الولادة، ابتعدي عن المشاحنات والتوتر ومارسي تمارين التنفس العميق قبل المخاض وأثناء المخاض

الطلق الصناعي إجراء طبي يتمّ إجراؤه في حالات خاصة عندما تستدعي الحاجة الصحيّة للأم وجنينها ذلك، يختار الطبيب الطريقة المناسبة لتحريض الطلق وفقاً لما هو مناسب، تستطيعين مناقشة طبيبك حول الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تحريض الطلق دون اللجوء للأدوية أو الأجهزة الطبية، كما سيكون من الأفضل لكِ التحدث مع الطبيب أو القابلة حول فوائد ومخاطر الطلق الصناعي والخيارات التي تساعدك على تخفيف الألم أثناء عملية الولادة.

المراجع