علاج الالتهابات المهبلية بالخل وتحذيرات الاستخدام
الالتهابات المهبلية من أكثر المشاكل الشائعة التي تصيب النساء والفتيات وخاصة في سنوات ومراحل الانجاب فتؤثر على حياتهن الطبيعية وعلاقتهم الحميمية مع أزواجهن، هذا ما يجعلهن يبحثن عن علاج لهذه الالتهابات سواء كانت علاجات دوائية أو عشبية أو مواد طبيعية، في هذه المقالة سنبحث عن فوائد ومضار الخل كمادة طبيعية في علاج الالتهابات المهبلية وبعض التحذيرات المرافقة لاستخدامه على المنطقة الحساسة للسيدة.
لا تعتبر الالتهابات المهبلية مرض بحد ذاته وإنما هو عرض لأمراض أخرى يمكن أن تكون فطرية أو بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية أو ناتجة عن تحسس نتيجة العادات غير الصحية، ويمكن أن نذكر أسباب الالتهابات المهبلية الأكثر شيوعاً: [1]
- عدوى فطرية: من أشهر أنواع العدوى الفطرية التي تصيب الأعضاء التناسلية هي عدوى الخميرة ومن أهم العوامل التي تسبب لإصابة بها هي استخدام المضادات الحيوية أو موانع الحمل الهرمونية أو أي نشاط أو عادات خاطئة يمكن أن تساهم في حدوث تغيرات في نسبة الجراثيم النافعة المتواجدة في المهبل بشكل طبيعي مثل الغسل المفرط للمنطقة باستخدام الغسولات المهبلية.
- عدوى بكتيرية: مثل التهاب المهبل الجرثومي الذي يحدث نتيجة النمو المفرط للبكتريا الضارة المتواجدة بشكل طبيعي في المهبل على حساب البكتريا النافعة وذلك نتيجة الإفراط في غسل المنطقة التناسلية بالغسول، كذلك من الأسباب البكتيرية التي تسبب الالتهابات المهبلية هي الإصابة ببعض الامراض التناسلية مثل الكلاميديا أوالسيلان البني التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مع الشريك المصاب، بالإضافة إلى أن إهمال النظافة الشخصية يكون سبب في الإصابة بالعدوى البكتيرية.
- عدوى فيروسية: تحدث العدوى الفيروسية المسببة للالتهابات المهبلية نتيجة الاتصال الجنسي مع شخص مصاب أو حتى ملامسة الجلد لشخص مصاب، ومن أهم الأمراض الفيروسية التي تسبب التهابات في المهبل هي الهربس التناسلي والثآليل التناسلية وفيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
- عدوى طفيلية: يعتبر داء المشعرات المهبلية من أكثر أنواع الأمراض الناتجة عن العدوى الطفيلية والتي تسبب الالتهابات المهبلية وتنتج عن الاتصال الجنسي بالشريك المصاب أو من خلال لمس الأعضاء التناسلية المصابة.
- أسباب تحسسية: يمكن أن تحدث الالتهابات المهبلية كرد فعل تحسسي مما يسبب تهيج المنطقة والتهابها، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى تحسس المنطقة المهبلية الفوط الصحية وتطبيق العطورات على المنطقة الحساسة أو التحسس من الواقي الذكري والملابس الداخلية غير القطنية، كما يمكن أن يتسبب السائل المنوي الذكري في ذلك.
كان شائعاً استخدام المنتجات الطبيعية لعلاج الالتهابات المهبلية قبل أن يتم اكتشاف العلاج الدوائي وبناء عليه بقي استخدام الخل لعلاج الالتهابات المهبلية عادة متعارف عليها وذلك بسبب قدرته على: [2]
- القضاء على البكتريا والفطريات: من الممكن أن يساعد الخل في علاج التهابات المهبل الفطرية والبكتيرية نتيجة الطبيعة الحمضية التي يتمتع بها مما يعطيه خصائص مضادة للالتهاب قوية ومطهرة في حال تم استخدامه بتركيز صحيح ومناسب بحيث لا يضر بالفلورا أو الجراثيم النافعة الموجودة بشكل طبيعي في المهبل.
- تنشيط انتاج البكتريا النافعة: يساعد خل التفاح في زيادة إنتاج عدد البكتريا النافعة والضرورية لحماية المهبل ضد أي فطريات ممكن أن تتشكل فيه في حال تم تمديده واستخدامه بشكل صحيح وتحت الإشراف الطبي.
- موازنة الحموضة: الالتهابات المهبلية تحدث بالدرجة الأولى نتيجة الخلل بنسبة الحموضة المهبلية وبما أن الخل يملك خصائص حمضية لذلك قد يساعد في إعادة توازن درجة الحموضة في المهبل.
- تنظيف بقايا الدورة الشهرية: بعد الانتهاء من فترة الدورة الشهرية بفترة يمكن أن تتراكم مع الوقت بعض البقايا في المهبل، واستخدام الخل الطبي من شأنه تعقيم المهبل من هذه البقايا.
بالرغم من فوائد الخل الكثيرة كمعقم ومطهر للجلد ورغم استخدامه كعلاج شعبي للالتهابات المهبلية إلا أن له العديد من الآثار الجانبية التي يمكن أن تضر بالمهبل، ونذكر أهم هذه الأضرار: [3]
- إصابة المهبل بحروق: تؤدي الطبيعة الحمضية العالية للخل لإصابة الجلد بحروق كيميائية خطيرة وخاصة إذا لم يتم تخفيفه بالماء أو كانت نسبة خلطه مع الماء كبيرة، لذلك من المهم ألا يتم استخدامه إلا من مصادر طبية كشرائه من الصيدليات بتراكيز مضبوطة ولا يجب استخدامه بطريقة عشوائية أيضاً.
- جفاف المهبل: يؤدي الخل لحدوث جفاف في المهبل وإزالة الطبقة الرقيقة التي تعمل على ترطيب جدار الرحم الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل الحكة والحرقة ووجود ألم عند الجماع وانخفاض في الرغبة الجنسية ونزيف بعد العلاقة الجنسية خاصة عند وصول بقايا من الخل إلى الأعضاء التناسلية الداخلية لأنه يلحق ضرر كبير في هذه المناطق.
- حدوث تصبغات على البشرة في المنطقة الحساسة: قد تؤدي الحروق التي يسببها الخل للمنطقة الحساسة إلى حدوث تصبغات واسمرار المنطقة وحدوث بقع داكنة في مكان تطبيقه وهو أمر غير مرغوب فيه من قبل السيدات خاصة في المناطق الحميمية.
- تهييج وتلف الجلد حول المهبل: تسبب الحموضة العالية المتواجدة في الخل بتآكل الجلد فهو مادة كاوية تسبب تلف أنسجة المهبل وتهيجها في حال كانت تراكيزه غير مضبوطة وتم استخدامه بشكل داخلي.
- زيادة انتشار الفطريات: قد يسبب الاستخدام اليومي للخل خلل في توازن البكتريا النافعة والضارة بسبب حموضته العالية مما يجعل المهبل بيئة مناسبة لانتشار الفطريات وزيادة مشكلة الالتهابات المهبلية خطورة.
بعد ذكر فوائد وأضرار الخل في علاج الالتهابات المهبلية ينصح بتجنب استخدامه قدر المستطاع ولكن في حال استعمال الخل على المهبل يجب الحرص على اتباع التحذيرات التالية: [4]
- تجنب تطبيق الخل على المهبل للحامل: يجب على الحامل الامتناع عن تطبيق الخل على منطقة المهبل بشكل نهائي، وذلك لأن الخل يزيد من احتمالية حدوث الإجهاض في حال وصوله إلى الأعضاء الداخلية ولو بنسبة قليلة جداً، لذلك من المهم ان تتم متابعة الحامل من قبل طبيب مشرف بشكل دوري والالتزام بحرفية النصائح.
- تخفيف الخل بالماء: يجب تجنب تطبيق الخل على المهبل مباشرة دون تخفيفه بالماء حتى لا يتسبب في حروق وتهيج المنطقة، حيث يجب مزج كل ملعقة من الخل مع كوب من الماء المقطر.
- عدم الافراط في استخدام الخل على المهبل: في حال لم تجد الفتاة طرق أخرى مطهرة للمهبل يمكنها استخدام الخل المخفف بالماء وينصح بعدم تطبيقه أكثر من مرة في الأسبوع لتجنب مخاطره قدر الإمكان.
- استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى استخدام الخل: بالرغم من فوائد الخل المطهرة إلا أنه يجب استشارة الطبيب بخصوص أي مادة أو منتج طبيعي أو كيميائي يطبق على المنطقة التناسلية لما قد تسببه هذه المنتجات من أضرار خطيرة في بعض الأوقات.
- التوقف عن استخدام الخل عند الشعور بحرقة: يجب التوقف مباشرة عن استخدام الخل على المنطقة التناسلية عند الشعور بأعراض غير مريحة مثل الحرقة أو الحكة وغسل المنطقة بالماء المقطر الدافئ.
- تجنب استخدام الخل داخل المهبل: إن الخل لا يصلح أبداً للاستعمال الداخلي فيحظر تطبيقه داخل المهبل لأنه يسبب مشاكل خطيرة مثل الحروق وتلف جدار المهبل.
- تجنب استخدام الخل لعلاج الالتهابات الفيروسية: يمكن أن يكون الخل مفيد في علاج الالتهابات المهبلية الفطرية أو البكتيرية، ولكنه لا ينفع أبداً في حالات الالتهابات المهبلية الناتجة عن العدوى الفيروسية أو الطفيلية أو الناتجة عن التحسس لأن الخل يزيد من هذه الحساسية.
ليس كل شيء طبيعي هو آمن لذلك يجب تجنب استخدام أي منتجات طبيعية ومنزلية التحضير قبل استشارة طبيب مختص، كما يمكن تجنب الإصابة بالالتهابات المهبلية والوقاية منها من خلال اتباع النصائح التالية: [1]
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية: تساعد الملابس الداخلية القطنية على امتصاص الرطوبة وجعل المنطقة نظيفة وجافة مما يقي من الإصابة بالالتهابات النسائية حيث تعتبر الرطوبة بيئة مناسبة لنمو الفطريات والبكتريا.
- تنظيف المهبل من الأمام للخلف: الطريقة الصحيحة لتنظيف المنطقة الحساسة هي من الأمام إلى الخلف وذلك لمنع انتقال البكتريا والفيروسات من منطقة الشرج إلى منطقة المهبل والإصابة بالالتهابات النسائية.
- استخدام الشريك للواقي الذكري: يساعد استخدام الشريك للواقي الذكري قبل العلاقة الزوجية على منع الإصابة بالأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي أو التسبب بالحساسية والتهيج والتي تؤدي بدورها تؤدي للإصابة بالالتهابات النسائية المهبلية.
- محاولة تجنب استعمال المراحيض العامة: تعتبر المراحيض العامة بؤرة لجميع أنواع الفطريات والبكتريا والفيروسات والطفيليات والتي تسبب التهابات مهبلية للنساء، لذلك ينصح تجنب استخدامها قدر الإمكان.
- عدم الافراط في استخدام الغسول المهبلي: ينصح بعدم استخدام الغسول المهبلي أكثر من مرتين في الأسبوع لكيلا يتسبب في تهيج المنطقة وجفافها والإصابة بالعدوى الفطرية في المهبل.