متلازمة القولون العصبي: الأسباب، الأعراض، العلاج

أساس حول القولون العصبي، عوامل القولون العصبي النفسية والجسدية، أعراض القولون العصبي المتهيج عند النساء والرجال وكيفية علاج القولون العصبي بالأدوية والحمية
متلازمة القولون العصبي: الأسباب، الأعراض، العلاج
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في هذا البحث سنقدم لكم معلومات عن القولون العصبي وعلاجه، كما سنستعرض لكم أعراض القولون العصبي المتهيج وأسباب القولون العصبي المنتشرة عند الغالبية العظمى، إليكم التفاصيل عبر السطور التالية.

متلازمة القولون العصبي (IBS) هو اضطراب شائع يؤثر على الأمعاء الغليظة، وتشمل أعراض القولون العصبي المتهيج التشنج وآلام البطن والانتفاخ والغازات والإسهال أو الإمساك أو كليهما، والقولون العصبي هو حالة مزمنة ستحتاج إلى إدارة جيدة على المدى الطويل للتخفيف من الأعراض المؤلمة والمتعبة.

يمكن لبعض الناس التحكم في أعراض القولون العصبي عن طريق ضبط النظام الغذائي و تعديل نمط الحياة والسيطرة على التوتر، ويمكن علاج القولون العصبي نهائياً عن طريق تناول أدوية القولون العصبي واستشارة الطبيب المختص.

لا يسبب  القولون العصبي أي تغيرات في أنسجة الأمعاء ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
 

علامات وأعراض القولون العصبي تختلف بحسب الحالة والشخص، وفيما يلي الأعراض الأكثر شيوعًا:
1- ألم في البطن، والشعور بالتشنج أو الانتفاخ الذي يختفي عادة بشكل جزئي بتمرير حركة الأمعاء.
2- غازات كثيرة.
3- الإسهال أو الإمساك، وفي بعض الأحيان تتناوب نوبات الإسهال والإمساك سوياً.
4- وجود مخاط في البراز.

متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب المختص إذا لاحظت أحدى أعراض القولون العصبي التالية، التي لا تدل بالضرورة على الإصابة بالقولون العصبي بل تشير إلى مرض آخر خطير مثل سرطان القولون:
1- فقدان الوزن.
2- الإسهال في الليل.
3- نزيف في المستقيم.
4- فقر الدم بسبب نقص الحديد.
5- قىء غير مفسر.
6- صعوبة في البلع.
7- ألم في الأمعاء لا يختفي حتى بعد تمرير الغازات أو حركة الأمعاء.

أما عن أعراض القولون العصبي عند النساء فهي لا تختلف عن الأعراض التي تصيب الرجال أو الكبار بالعمر، فجميع الأشخاص لديهم نفس الأعراض تقريباً بغض النظر عن الجنس أو العمر ولكن تختلف درجة حدة الأعراض من شخص لآخر، ولكن تبقى المرأة معرضة أكثر للإصابة بالقولون العصبي والشعور بأعراض القولون العصبي أكثر من غيرها بسبب التقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية أو الحمل.
 

animate

هنالك أسباب تزيد من عوامل الإصابة بالقولون العصبي، منها:
1- تقلصات العضلات في الأمعاء: تلتف جدران الأمعاء بطبقات من العضلات تتقلص أثناء نقل الطعام عبر الجهاز الهضمي، يمكن أن تؤدي التقلصات في هذه العضلات إلى حدوث الغازات والانتفاخ والإسهال.
2- الجهاز العصبي: حدوث تشوهات في الأعصاب الموجودة في الجهاز الهضمي قد تسبب بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، ويمكن أن تؤدي الإشارات الغير متناسقة بين الدماغ والأمعاء إلى مشاكل في عملية الهضم، مما يؤدي إلى ألم في البطن أو إسهال أو إمساك.
3- التهاب في الامعاء: بعض الأشخاص المصابين بالتهابات الأمعاء يكون لديهم عدد متزايد من خلايا الجهاز المناعي في أمعائهم، وترتبط استجابة النظام المناعي هذه بالألم والإسهال.
4- العدوى: يمكن أن يتهيج القولون العصبي بعد نوبة حادة من الإسهال بسبب التهاب المعدة والأمعاء الذي تسببه نوع من أنواع البكتيريا أو الفيروس المعدية.
 

1- الأطعمة: لا يمكن فهم دور بعض الأطعمة في تهييج القولون العصبي تماماً، ولكن الكثير من الناس يعانون من أعراض القولون العصبي بشكل حاد عند تناولهم بعض الأطعمة أو الأشربة بما في ذلك القمح ومنتجات الألبان والحمضيات والفاصوليا والملفوف والحليب والمشروبات الغازية.
2- التوتر والإجهاد: يعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي من تفاقم علامات وأعراض القولون العصبي خلال فترات الإجهاد والتوتر، لكن الإجهاد قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض ولا يسببها.
3- الهرمونات: من المرجّح أن يكون لدى النساء احتمالية أكبر للإصابة بالقولون العصبي، وهذا بسبب التغييرات الهرمونية الكثيرة التي تتعرض لها المرأة، حيث تلاحظ العديد من النساء بأن علامات وأعراض القولون العصبي اشتدت خلال فترات الحيض.
 

ستكون أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي إذا كنت:
1- الشباب: يصيب القولون العصبي الشباب تحت سن الخمسين.
2- الإناث: الأنثى أكثر عرضة من الذكر للإصابة بالقولون العصبي وذلك بسبب التغييرات الهرمونية.
3- التاريخ العائلي: قد تلعب الجينات دوراً لزيادة احتمالية الإصابة بالقولون العصبي، كما قد تكون هنالك عوامل مشتركة في بيئة الأسرة الواحدة تقوم بتهيج القولون أو مجموعة من الجينات والبيئة.
4- الصحة العقلية: يرتبط القلق والاكتئاب وغيرها من قضايا الصحة العقلية مع القولون العصبي، وقد يكون التعرض للإساءة الجنسية أو الجسدية أو العاطفية أيضاً أحد عوامل الخطر.
 

في الحقيقة لا يوجد اختبار لتشخيص القولون العصبي بشكل محدد، ولكن من المرجح أن يبدأ طبيبك بمعرفة التاريخ الطبي الخاص بك وإجراء فحوصات طبية متنوعة لاستبعاد الأمراض الأخرى التي تتشابه بالأعراض مع القولون العصبي. 

وبعد استبعاد وجود أي أمراض أخرى، سيستخدم الطبيب إحدى هذه المعايير الخاصة بتشخيص القولون العصبي:
1- معايير روما (Rome criteria):تتضمن هذه المعايير  وجود ألم في البطن يستمر لمدة يوم واحد على الأقل في الأسبوع، مع ما لا يقل عن اثنين من هذه العوامل: عدم الراحة في الإخراج ، وتغيير في تسلسل أو استمرار الإخراج.
2- معايير مانينغ(Manning criteria): تركز هذه المعايير على ملاحظة ألم الأمعاء الذي يزول بمجرد الإخراج، وحركات الأمعاء غير الكاملة ووجود المخاط والتغيرات في قوام البراز.
3- أنواع القولون العصبي: بهدف العلاج، يمكن تقسيم القولون العصبي إلى ثلاثة أنواع استنادًا إلى الأعراض التي يعاني منها المريض وهي: الإمساك، الإسهال، والإمساك والإسهال معاً.

من المرجح أيضًا أن يقيّم الطبيب ما إذا كان لديك علامات أو أعراض أخرى قد توحي مرض آخر أكثر خطورة مثل سرطان القولون، وهذه العلامات والأعراض تشمل:
• ظهور الأعراض بعد سن 50.
• فقدان الوزن.
• نزف مستقيمي.
• حمى.
• الغثيان أو القيء المتكرر.
• ألم في البطن .
• الإسهال المستمر .
• فقر الدم بسبب انخفاض الحديد.

يركز علاج القولون العصبي على تخفيف الأعراض حتى يتمكن المصاب من العيش بشكل طبيعي قدر الإمكان، وهذا عن طريق السيطرة على التوتر وعن طريق إجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، مثل:
• تجنب الأطعمة التي تسبب الأعراض.
• تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
• شرب الكثير من السوائل.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• الحصول على قسط كاف من النوم.

أطعمة تهيج القولون العصبي
وقد يقترح عليك الطبيب الابتعاد عن تناول الأطعمة التالية :
• الغلوتين: وهو عبارة عن مركب بروتيني أثبتت الأبحاث بأنه يسبب تهيج بالقولون بسبب الإسهال، وهذه المادة موجودة بالقمح والشعر، لذلك ينصح بالابتعاد عنها قدر الامكان.
• الأطعمة الغنية بالغازات: إذا كنت تعاني من الانتفاخ أو الغازات، فيجب أن تتجنب بعض الأطعمة والأشربة مثل المشروبات الغازية والكحولية والكافيين وبعض الخضروات مثل الملفوف والبروكلي والقرنبيط.
• FODMAPs: بعض الأشخاص حساسون لبعض الكربوهيدرات مثل الفركتوز واللاكتوز وغيرها والتي تسمى FODMAPs، وتتواجد في بعض الحبوب والخضروات والفواكه ومنتجات الألبان.

ادوية القولون العصبي
بالإضافة إلى ذلك واستنادًا إلى الأعراض الخاصة بك، فقد يصف الطبيب أدوية مثل:
• مكملات الألياف:  قد يساعد تناول المكملات الغذائية مثل سيلليوم (ميتاموسيل) مع الإكثار من السوائل في السيطرة على الإمساك.
• أدوية الإمساك: إذا لم تساعد الألياف في القضاء على الإمساك فقد يصف لك الطبيب هيدروكسيد المغنيسيوم عن طريق الفم.
• أدوية الإسهال: يمكن أن تساعد بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية ، مثل loperamide (Imodium) في السيطرة على الإسهال. 
• مضادات الكولين (Anticholinergic medications): يمكن أن تساعد الأدوية مثل ديسيكلومين (Bentyl) في تخفيف تشنجات الأمعاء المؤلمة، ويتم وصفها في بعض الأحيان للأشخاص الذين لديهم نوبات من الإسهال. هذه الأدوية آمنة بشكل عام ولكن يمكن أن تسبب الإمساك وجفاف الفم وعدم وضوح الرؤية.
• مضادات الاكتئاب (Tricyclic antidepressants): هذا النوع من الأدوية يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب وكذلك منع نشاط الخلايا العصبية التي تتحكم في الأمعاء للمساعدة في تقليل الألم، أما إذا كنت تعاني من الإسهال وألم في البطن دون اكتئاب فقد يقترح عليك الطبيب جرعة أقل من المعتاد من إيميبرامين (Tofranil) أو ديسيبرامين (Norpramine) أو نورتريبتيلين (Pamelor). ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية التي قد تنخفض إذا أخذت الدواء في وقت النوم: النعاس، عدم وضوح الرؤية، الدوخة وجفاف الفم.
• مسكنات الألم: مثل  Pregabalin (Lyrica) أو  gabapentin (Neurontin).

علاج القولون العصبي بتغيير نمط الحياة
• الألياف: الألياف تساعد على الحد من الإمساك ولكن يمكن أن تزيد من الغازات والتشنجات، حاول زيادة كمية الألياف في النظام الغذائي الخاص بك بشكل تدريجي على مدى أسابيع مع الأطعمة مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات. مكملات الألياف تسبب الغازات والانتفاخ بشكل أقل من الأطعمة الغنية بالألياف.
• تنظيم أوقات الطعام: حاول تناول الطعام في نفس الوقت تقريبًا كل يوم للمساعدة في تنظيم وظيفة الأمعاء، وإذا كنت تعاني من الإسهال فحاول تناول وجبات صغيرة ومتكررة لتشعر بتحسن، ولكن إذا كنت مصابًا بالإمساك فقد يساعد تناول كميات أكبر من الأطعمة الغنية بالألياف على تسهيل حركة الطعام عبر الأمعاء.
• التمارين الرياضية: يساعد التمرين على تخفيف الاكتئاب والإجهاد ويحفز تقلصات الأمعاء بشكل طبيعي ، ويمكن أن يساعدك على الشعور بتحسن النفسية.

وفي الختام ننصحكم بالسيطرة على التوتر الذي يمكن أن يصيب أي أحد منا خلال اليوم بسبب ضغوطات الحياة، وتأكد بأن الحل دائماً يبدأ من عندك. وهكذا نكون قد قدمنا لكم بحثاً مفصلاً عن أسباب القولون العصبي وكيفية علاجه بالأدوية وتغيير نمط الحياة