أسباب زيادة الشهوة الجنسية عند الرجال وعلاجها
لا شك أن التوافق الجنسي أحد أهم شروط استمرار ونجاح العلاقات الزوجية، وأي خلل في أسلوب التعامل الجنسي والتواصل غير المتزن سيترتب عليه مشكلات وآثار سلبية كثيرة ومتعبة لكلا الطرفين، ومن الشكاوى التي يلاحظ أنها تعيق الحياة الجنسية السليمة في العلاقات الزوجية هي كثرة رغبة الرجل في ممارسة العلاقة الجنسية وشهوته الغير طبيعية لذلك.
ويطلق على هذه المشكلة عدة تسميات منها السلوك الجنسي القهري وفرط الدافع الجنسي وغيرها من التسميات، ونستعرض في هذا المقال أبرز مسببات هذه الحالة عند الرجال وطرق علاجها وآثارها السبية على كل من الزوج والزوجة.
أغلب حالات الرغبة الجنسية الزائدة عند الرجال تكون مؤقتة وتزول بسرعة، ولكن في بعض الحالات يمكن بالفعل أن يكون الاستمرار لوقت طويل في الشعور بشهوة جنسية عالية مؤشراً لوجود مسبب غير طبيعي يؤدي لذلك، من أبرز تلك المشاكل المحتملة: [2-1]
- المشاكل العصبية: بعض المواد الكيميائية تعمل كنواقل عصبية في الدماغ تؤثر في الحالات المزاجية للشخص وبسلوكه ورغبته الجنسية، منها السيروتونين والدوبامين والنور أدرينالين، وعند حدوث خلل في مستويات تلك المواد في الدماغ قد يسبب ذلك زيادة في الرغبة الجنسية عند الرجال.
- اضطرابات عقلية: حيث يوجد العديد من الاعتقادات التي تفيد بأن ازدياد الدافع الجنسي عند الرجال يمكن أن يحدث بسبب بعض الاضطرابات العقلية النفسية، يكون أبرزها اضطراب ثنائي القطب، فيمكن أن تسبب الإصابة به اضطراب الدوافع الجنسية وزيادتها عند الرجال.
- تناول بعض الأدوية: العديد الأدوية لها تأثيرات جانبية تحفز الرغبة الجنسية، وعلى الرغم من كون هذه الأدوية ضرورية في كثير من الأوقات إلا أنها قد تسبب متاعب غير محسوبة وخصوصاً عندما تؤخذ لعلاج الأمراض المزمنة، فبعض الرجال يتعرضون لحالات من الرغبة الجنسية الزائدة إلى حد قد يكون متعب لهم على الصعيد النفسي أو الجسدي أو متعب لزوجاتهم، وأهم تلك الأدوية هي المستخدمة لعلاج أعراض مرض باركنسون حيث تكون عبارة عن ناهضات للناقل العصبي الدوبامين، والدوبامين من المواد الموجودة طبيعياً في الجسم والتي تتسبب زيادة كميتها في رفع الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى أدوية العلاج بالهرمونات التي يخضع لها بعض الرجال لتحسين أعراض حالة مرضية ما أو التي يتناولها الرياضيون لزيادة كتلة العضلات، فتحوي تلك العلاجات على هرمون التستوستيرون المسؤول عن رفع الدافع الجنسي عند الرجال.
- إصابات في الدماغ: قد تؤدي المشاكل والأمراض التي تسبب عللاً في الدماغ، مثل مرض الصرع أو حالات الخرف لحدوث تلف في خلايا الدماغ، وقد يحمل ذلك تأثرات على السلوك الجنسي فيصاب الرجل بحالة من زيادة الشهوة الجنسية.
- الضغوط انفسية: الرغبة العالية في ممارسة الجنس التي تكون عند بعض الرجال يمكن في كثير من الأحيان أن تتسبب بها بعض المتاعب والضغوطات النفسية، فقد تكون سبيل للهروب من المشاكل وطريقة غير مباشرة لعدم التفكير فيها، سواء كانت تلك المشاكل عمومية تتعلق بالعمل والأسرة، أو متعلقة بالمشاكل الحاصلة في العلاقة الزوجية، وقد ارتفاع الرغبة الجنسية عند الرجل نتيجة لأزمة عاطفية قد تعرض لها مسبقاً، حيث تتمثل غالباً بالرفض العاطفي الذي يترك أثراً في نفسية الرجل.
- كثرة التعرض للمحفزات الجنسية والإدمان عليها: أبرزها المشاهد ذات الطابع الجنسي واللقطات الساخنة التي تكثر في الأفلام والمسلسلات الغربية، والأكثر خطورة هي الأفلام الإباحية المنتشرة على مواقع الإنترنيت، فهي تسبب حالة من الإدمان الجنسي الفعلي لمختلف الفئات العمرية من الشباب والرجال، فقد يكون الرجل واقعاً في حالة من الإدمان على تلك المحفزات التي تجعله يبدي رغبة قوية لممارسة العلاقة الحميمية مع الزوجة وبكثرة، بالإضافة للتسبب بكثرة التعرض للتخيلات الجنسية وممارسة بعض التصرفات الجنسية كالعادة السرية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: تفرز الغدة الدرقية هرمونات تؤثر في جميع خلايا وأعضاء الجسم، بما في ذلك الأعضاء الجنسية عند الرجال، حيث تعطي هرمونات الدرق تأثيراً في الجسم يتحكم بمستويات هرمون التستوستيرون، لذا فعند تعرض الغدة الدرقية لخلل ما يسبب فرط نشاطها فهذا بدوره سيرفع مستويات هرمون التستوستيرون في الدم عند الرجل مما يؤدي للشعور برغبة أكثر من اللازم لممارسة الجنس.
- أسباب أخرى: توجد عدة احتمالات أخرى قد تسبب تحفيز الرغبة الجنسية عند الرجال، منها إدمان شرب الكحول وتعاطي المخدرات، المشاكل العائلية والأسرية وانعدام الهدوء والاستقرار في العلاقات العائلية، بالإضافة إلى احتمال إصابة الرجال بحالة من الوسواس القهري لممارسة الجنس في حال التعرض لحالة من الاعتداء الجنسي في الطفولة أو المراهقة.
يتضمن العلاج من الشهوة الزائدة عند الرجال في المرتبة الأولى اتباع خطوات المساعدة الذاتية التي تتضمن القدرة على التحكم بالذات تجاه الرغبة الجنسية غير الطبيعية التي تكون ملحة ومتكررة أكثر من اللازم، ومن العلاجات المتوفرة للمساعدة في حل تلك المشكلة: [3-2]
- مضادات الاكتئاب: بما أن الضغوط النفسية تلعب دوراً في زيادة الرغبة الجنسية غير الطبيعية عند الرجال، فتساعد مضادات الاكتئاب على التحكم في ذلك، وتختلف أنواع مضادات الاكتئاب وجرعاتها التي يمكن استخدامها بحسب نوع الاكتئاب الحاصل ومسبباته، ويحدد استخدامها من قبل الطبيب حصراً.
- المهدئات الجنسية: أبرزها مضادات الأندروجين، وهذه الأدوية تقلل من تأثير مجموعة الهرمونات الجنسية عند الرجال والتي تدعى الأندروجينات، وهي بالتالي تقلل من التحفيز الجنسي عند الرجال.
- الأدوية الهرمونية: يوجد عدد من الأدوية التي تقلل من نسبة هرمون التستوستيرون عند الرجال وتساعد بالتالي في كبح الرغبة الجنسية الشديدة غير المستحبة لديهم، يطلق على هذا العلاج بالإخصاء الكيميائي القابل للعكس.
- الخضوع لعلاج من الإدمان: أي نوع من الإدمان يصاب به الرجل، سواء أكان إدمان الأفلام الإباحية أو إدمان الكحول والمواد المخدرة، فهو يحتاج للخضوع لمدة من العلاج النفسي أو الدوائي بمساعدة المختصين، بحيث يضمن ذلك التخلص من حالة الإدمان الموجودة ومن ثم إمكانية العودة لحياة جنسية طبيعية.
- علاج المشاكل الجسدية والأمراض: عندما تكون الرغبة الجنسية أحد المظاهر التي تتسبب بها أمراض ومشاكل صحية عند الرجال، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، يجب مراجعة الطبيب المختص الذي يحدد العلاج المناسب لتلك الأمراض ويوجه لكيفية التعامل معها.
- العلاج النفسي: الاضطراب النفسي مسؤول بشكل كبير عن حدوث حالات من الرغبة الجنسية الزائدة عند الرجال، وقد يكون ذلك بدون وعي أو حتى اعتراف من بعض الرجال، وفي هذه الحالة من الضروري الخضوع لجلسات تقييمية للأسباب المحتملة، ومن ثم وضع خطط علاج نفسي تتضمن العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي الديناميكي الذي يركز على رفع مستوى الوعي لدى الشخص، وغيرها من الأساليب العلاجية المناسبة للحالة الحاصلة.
- تغيير الأدوية: إذا كانت الأدوية التي يستخدمها الرجل تسبب حالات غير مرغوب بها من الشهوة لممارسة الجنس، يمكن استشارة الطبيب في إمكانية تغييرها أو التخفيف منها.
يمكن أن تساعد عدة أنواع من الأعشاب في التقليل إلى حدّ ما من النشاط والدافع الجنسي الزائد عند الرجال، ومنها نذكر: [5-4]
- الكافور: هناك العديد من الادعاءات التي تفيد بأن الكافور أحد العلاجات الفعالة جداً في كبح الدافع الجنسي وخصوصاً عند الرجال، ويستخدم الكافور في الطب التقليدي بشكل كبير لهذا الغرض.
- جذور العرق سوس: يمكن أن يؤثر استخدام جذر عرق السوس على نسبة هرمون التستوستيرون في الدم عند الرجال مؤدياً لانخفاضه، هذا بدوره سيعمل بشكل فعال على تقليل دافع الرغبة الجنسية عند الرجل الذي يستخدم جذر عرق السوس.
- بذور الكتان: تحتوي بذور الكتان على بعض المركبات النباتية التي يعتقد أنها ترتبط بهرمون التستوستيرون في الجسم وتؤدي لتخفيف تأثيره، بالإضافة إلى أن بذور الكتان غنية بالحمض الدهني أوميجا 3 والذي يرتبط وجوده في الجسم في حصول انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون.
- النعناع: يمكن أن يعطي استهلاك النعناع على شكل شاي يومياً تأثيراً مباشراً على نسب هرمون التستوستيرون في الدم عند الرجال مؤدياً لانخفاضها.
- اليانسون: اليانسون من الأعشاب المهدئة بشكل وتساعد في تخفيف حالات فرط النشاط أو الأرق الليلي الذي قد يكون سبب في الرغبة الزائدة عند الرجال.
- منتجات الصويا: مثل فول الصويا وحليب الصويا وغيرها، جميعها مواد قد تسبب انخفاض هرمون التستوستيرون عند الرجال وخصوصاً لأنها تحوي على كميات كبيرة من هرمون الاستروجين الذي يقلل من مستوى هرمون التستوستيرون.
الرغبة الزائدة في ممارسة الجنس قد لا تكون أمراً ممتعاً في كل الأوقات، فعندما تزداد عند الرجال ستسبب لهم عدد من المشاكل على الصعيد الجسدي وعلى صعيد العلاقة مع الزوجة، منها:
- النفور بين الزوجين: ممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين بشكل مكثف وكثير التكرار بسبب الرغبة الزائدة للرجل في ذلك سيسبب بعد فترة حصول حالة من الملل بين الزوجين، وخصوصاً من ناحية الزوجة، وهذا ما يدفعها للنفور من زوجها وقلة رغبتها في تقرب الزوج منها وربما محاولة التهرب من ذلك.
- الضغط النفسي على الزوجة: عندما يكون الزوج في حالة من الرغبة الدائمة والزائدة لممارسة العلاقة الحميمية مع زوجته، سيؤدي ذلك لحدوث حالة من الضغط النفسي على الزوجة بسبب عدم قدرتها في كل الأوقات على تلبية رغبة زوجها الملحة في التقرب منها، وهذا سيجر الكثير من المتاعب في العلاقة ما بين الزوجين مع الأيام.
- آثار صحية: الرغبة الزائدة لممارسة الجنس من قبل الزوج ستتسبب له بالعديد من الآثار السلبية على الصحة، حيث سيشعر بالتعب والضعف الجسدي في كثير من الأحيان بالإضافة لانعكاس هذه المتاعب أيضاً على الصحة الجسدية للزوجة.
- الإحراج بين الزوجين: ربما يسبب كثرة رفض الزوجة لتقرب زوجها منها وعدم قدرتها على تلبية رغبته المتكررة لحدوث حالة من الإحراج بين الزوجين بعد فترة، فالزوج محرج من طلب التقرب من زوجته، وكذلك الزوجة غير قادرة على رفض رغبة زوجها وفي نفس الوقت لا تستطيع تحمل الرغبة الزائدة الموجودة لديه.
- عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية: فربما سيلاحظ معاناة الرجل الذي لديه رغبة وشهوة جنسية عالية من انعدام القدرة على إكمال أعماله وممارسة أنشطة حياته اليومية براحة، حيث سيتعب تفكيره من كثرة التخيلات الجنسية وسيقل تركيزه بشكل كبير نتيجة لذلك، بالإضافة للتعب الجسدي الذي يمكن أن يرافقه ويمنعه عن ممارسة أعماله وحياته بشكل طبيعي ومتوازن.
"تفكيره مقتصر على الجنس حتى أصبحت أشعر أني آلة لتفريغ شهواته"
من المشاركات لأحد متابعات حلوها تشرح فيها حالتها بأنها سيدة متزوجة ولديها طفلة ومشكلتها أن زوجها لديه شهوة ورغبة دائمة للجنس، حتى أنه لا يترك لها المجال لترتاح ولا يراعي ظروفها ورغبتها ويريد منها ممارسة الجنس مرات عديدة في نفس اليوم حتى أنه يعود من عمله فقط لممارسة الجنس.
وما يزعجها أنها أصبحت تشعر وكأنها آلة لتفريغ شهواته، وأضافت بأنه يعاملها بطريقة سيئة وكأنها خادمة ويقول لها عبارات بذيئة.
ومع أنها حاولت التحدث معه عدة مرات إلا أنه لا جدوى من ذلك ففي كل مرة يعدها بأنه سيتغير ويجد حل، ولكن دون جدوى.
وأجابتها أخصائية علم النفس والتثقيف الصحي الخبيرة في موقع حلوها ميساء النحلاوي؛ بأن زوجها يعاني من حالة تسمى الشبق الجنسي وهو حالة صحية تسبب الشهوة الجنسية الزائدة ونصحتها بأن تتحاور مع زوجها لإيجاد الحل معه، وأن تشجع زوجها على ممارسة نشاط رياضي والانتساب لأد النوادي لتفريغ نشاطه. وأخيراً وفي حال عدم نجاح الحلول السابقة نصحتها بأن تراجع طبيب مختص مع زوجها.
لمراجعة الاستشارة الكاملة مع أراء الخبراء وتفاعل مجتمع حلوها انقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.