الخوف من الزوج العصبي والتعامل مع عصبية الزوج
الإنسان بشكل عام معرض لحالات نفسية وعصبية كثيرة يمكن أن يمر بها فتغير مزاجه وقد تقلبه رأساً على عقب، وهذا ينطبق على الرجل والمرأة سواء كانا شريكين أو كلاً منهما على حدة، لكن العصبية إن اتسم بها الزوج قد تجعل التوتر والخوف من عدم الاستقرار يسودان العلاقة الزوجية، ويضعان المرأة أمام حيرة فيما يجب أن تفعله وما قد يكرهه زوجها الغضوب والعصبي أو قد يحبه، كما قد يتسلل الخوف إلى الزوجة من سلوك زوجها العصبي فتفقد القدرة على التصرف السليم. في المقال التالي نضع بين يدي الزوجات صفات الزوج العصبي وكيفية التعامل معه.
فيما يلي بعض الصفات التي قد يتصف بها الزوج العصبي: [1]
- نكدي ودائم الشكوى: حيث يشتكي دائماً ويتصرف بعناد ويكون متجهّماً مدعياً الشعور بعدم التقدير وسوء الفهم، باختصار الزوج العصبي غالباً ما يكون زوجاً نكدياً.
- عصبي ولكنه لا يعبر عن غضبه: قد تلاحظين أن زوجك لا يعبر عن غضبه علانية وقد يكون السبب ربطه كثير من المواقف بذكريات الطفولة غير السارة ما يخلق لديه سلوكاً عصبياً.
- مختلق للأعذار: أي أنه يرفض تحمل أي لوم أو مسؤولية عن أفعاله بل على العكس لا ينفك يختلق الأعذار وقد يكذب وينكر ارتكابه أي أخطاء.
- مسوّف ومماطل: أي أنه قد يتجنب إعطاء مواعيد نهائية لبعض القضايا العالقة كما نه لا يلتزم بالمواعيد التي قد يمنحها للآخرين ويعمد إلى تأجيل أغلب الأمور للتهرب من مسؤوليتها.
- كثير النسيان: يمكن أن يكون نسيانه متعمداً كأن ينسى أنه دعاك لحضور فيلم أو أنكما اتفقتما على زيارة أحدهم.
- يغضب من الطلبات: أي أنه يستاء من احتياجاتك أو مطالبك التي تسألينه تنفيذها أنت أو أي أحد، فمن وجهة نظره لا يجدر بأحد أن يطلب منه شيئاً.
- اتكالي ومتكاسل: غالباً ما يكون الزوج العصبي متردداً وكثير الاتكال عليك أو على غيره بشكل عام كما أنه غير حازم ولا يعطي كلمة فصل في أغلب الأمور.
- عصبي ومتهرب من الحديث: كثيراً ما يعمل الزوج العصبي على إنهاء أي محادثة تبدئينها معه ويمكن أن ينهرك بغضب لإقفال الحديث وإنهاء الموضوع.
إليك بعض الخطوات لتتجاوزي بالفعل الخوف الذي قد تخلفه عصبية زوجك: [4]
- لا تخافي من غضبه: واعلمي أن الغضب ينبع من نقص عام في القوة الحقيقية، وقد يكون ذلك بسبب عدم قدرته على التحكم في موقفه، لذا تعاملي معه كطفل!
- راجعي نفسكِ: فيما إن كنت قد لعبت أي دور في إثارة عصبيته أو غضبه وإن استنتجت أن لك دوراً في ذلك فاعتذري منه ببساطة إن استدعى الموقف ذلك.
- اصبري حتى يهدأ: ضعي بحسبانك أن غضب الرجل قد يكون مجرد حالة سيمر بها لوقت معين ومن ثم يعود لطبيعته لذا لا تخافي وتمسكي بهدوئك وبموقفك إن لم تكوني على خطأ لأن العصبية عادة ما تستثيرها أكثر الأحداث تفاهة.
- لا تلوميه أثناء عصبيته: وأجلي ذلك حتى يهدأ فهذا أفضل لك وله، وفي المقابل لا تجعلي هدفك السيطرة على عصبيته في حينها لأنه الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك، بينما يمكنك أنت التحكم في كيفية تفاعلك معه.
- أعطه فرصة ليتراجع عن غضبه: لتتخلصي من الخوف ضعي ببالك فكرة أن الغضب يجعل الرجل يشعر بالقوة والسيطرة في البداية لكنه يحرقه ببطء ويستهلكه من الداخل، وهو سيدرك ذلك بعد حين ويتراجع عن عصبيته لأنه سيشعر بإيذائه لنفسه بالدرجة الأولى.
- بادري بالفكاهة: النصيحة الأجدى ربما لتتخلصي من خوفك من زوجك العصبي هي استخدام الفكاهة كأفضل حامية لك، وخاصة خلال لحظة احتدام عصبيته، حاولي أخذ المسألة بنكتة أو ضحكة فقد يكون هذا العلاج الأمثل لكليكما، أو على الأقل حاولي التفكير بما يجعلك تضحكين.
زوجي عصبي على أتفه الأسباب! فيما يلي بعض الخطوات التي يفضل احتسابها عند التعامل مع زوجك العصبي لامتصاص عصبية الزوج بذكاء: [4]
- لا تصبّي الزيت على النار: وتذكري أن السمة الأبرز للعصبية أو الغضب هي أنها مؤقتة لذا دعيه يغضب كما يشاء لأنه في النهاية سيهدأ، وفي المقابل إن عملت على تصعيد المشكلة فستزداد عصبيته.
- انتظري حتى يهدأ: ثم تعاملي مع عصبيته عندما يكون أكثر عقلانية، وحتى إن بقي على عصبيته رغم مجاراتك له فلا تستغربي واعلمي أن الجسم عبارة عن نظام طاقة وأن استقرار هذه الطاقة يستغرق وقتاً، وعلمياً فإن زوال تأثير الأدرينالين يحتاج 20 دقيقة على الأقل، بعدها يمكنك البدء بنقاش سلوكه العصبي غير العقلاني.
- ضعي حدوداً أمام عصبية زوجك: بمعنى أن تجعليه يفهم أن تحملك لعصبيته له حد معين حتى لا يتمادى في ذلك ويكرر أخطاءه أو سلوكه، حتى إذا وجد نفسه بلغ الحد الأقصى لتحملك عصبيته عاد أدراجه.
- حاولي تقييم المسألة التي أدت لحدوث العصبية: وفاضلي بين الأمور التي تستحق فعلاً الوقوف عندها لمعالجتها أو حلها وتلك التي يمكن تجاوزها، ووفري طاقتك للأهم دائماً حتى لا تفجري مشاكل أنت بالغنى عنها.
- لا تتجاهلي تقليل احترامك: لا تتسامحي في حال قادت عصبية زوجك إلى تصرف أو قول يشي بعدم الاحترام، وهذا يتوافق مع مسألة وضع الحدود الحاسمة في بعض المسائل، واعلمي أنك إن تسامحت في أمور تتعلق بكرامتك أثناء عصبيته فسيزيد غروره وسيكرر موقفه هذا لاحقاً.
- اعتذري عندما تكونين مخطئة: على الرغم من أهمية النقطة السابقة لكن من المهم أيضاً التحلي بثقافة الاعتذار إن علمت أنك مسؤولة عن عصبية زوجك في أمر ما، فالأسف مهم عند الحاجة ويبين أنك ذات قدرة على تحمل مسؤولية أفعالك وأقوالك أمام زوجك وبالتالي قد يشجعه هذا على تقديم الاعتذار عند الضرورة وربما العودة عن سلوكه العصبي والاعتراف بالخطأ.
- انتبهي لنظام زوجكِ الغذائي! لا تستغربي هذه النصيحة لكم من المهم الانتباه إلى غذاء زوجك ونظام أكله وشربه، فقد يكون مفيداً تناول بعض المكملات الغذائية مثل فيتامين B المركب الضروري لصحة الأعصاب، وفيتامين C وأوميجا 3، وكذلك الفيتامينات عالية الجودة، مع ضرورة شرب الكثير من الماء، فلهذه العناصر تأثير مهم على نفسية وأعصاب الإنسان بشكل عام ويمكن أن تساعد في تحسين المزاج.
يمكن استنتاج الإجابة على هذا السؤال من الصفات التي قد يتسم بها الزوج العصبي وكذلك من الصفات التي يحبها الرجل بشكل عام في المرأة وفي شريكته تحديداً، فالزوج العصبي رجل عادي لكن لديه بعض التوتر الزائد، وهذا ما يمكن تلخيصه فيما يلي: [2]
- يحب الزوج العصبي المرأة التي لا تذكّره بأخطائه: أي التي لا تتحدث عن أمر سلبي أو حادثة عصبية جرت بينهما أو شهداها في يوم سابق.
- يحب الرجل العصبي في المرأة أن تقدّره: حيث يمكن أن يحدث إبداء التقدير لزوجك فرقاً كبيراً في طريقة تصرفه أمامك أو معك.
- يجب المرأة التي تشعره بالحب: من أكثر ما يحبه الزوج العصبي في المرأة أن تشعره بالحب وتحيطه به فمن الممكن أن يخفف ذلك توتره ويعيد إليه هدوءه ويساعده على التصرف بشكل مناسب أكثر من قبل.
- يحب المرأة المتمسكة به رغم عيوبه: يحب الزوج العصبي في المرأة ما يرغب به أي رجل وهو أن تكون على استعداد لتقوية علاقة الزواج فيما بينهما بأي طريقة، أي أن تكون متمسكة به وبالبقاء معه.
الغضب شعور موجود لدى الناس جميعاً رجالاً ونساءً، وقد تكون له آثار سلبية تدمر العلاقات بما في ذلك الزواج، حيث يعتبر الإسلام الغضب غير المنضبط أداة الشيطان التي يمكن أن تسبب العديد من الشرور والمآسي، بالتالي ينطبق على الزوج العصبي في الإسلام ما ينطبق على حالة العصبية أو الغضب للناس جميعاً كما يلي: [3]
- يدعو الإسلام إلى التحكم في مشاعر العصبية والغضب، وهذا يتجلى من خلال عدد من الآيات القرآنية مثل قوله تعالى:
- "وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ" سورة الشورى آية 37.
- "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" سورة آل عمران آية 134.
- " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" سورة فصلت آية 34.
- "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا" سورة الفرقان آية 63.
- كما حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتمان الغضب، وهذا تبين في أحاديث نبوية منها:
- روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" رواه البخاري ومسلم.
- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يصطرعون فقال: "ما هذا؟" قالوا فلان لا يصارع أحداً إلا صرعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ رجل كلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه".
كلمة أخيرة.. الزوج العصبي ليس مصطلحاً قد يرافق الرجل طيلة فترة حياته الزوجية، ولكل مشكلة نفسية أو عصبية مسبب وحل بالمقابل، وإن لم تنفع الحلول البسيطة في التعامل مع زوجك بحالة العصبية التي يمر بها قد يكون الحل باستشارة اختصاصي نفسي يضع الحلول أمامك حتى دون علم زوجك بذلك، كما قد يفيد تغيير نمط الحياة بإبعاد التوتر الذي يقود إلى العصبية أحياناً.. وبالمحصلة هناك مسألة الفردية التي يتسم بها كل شخص وتحكم تصرفاته وتبررها.