دراسة تخصص علم الأحياء ومستقبل اختصاص البيولوجيا
الاختصاصات العلمية من أكثر الاختصاصات تنوعاً وهذا ما يفتح مجال حرية الاختيار أمام العديد من الطلاب الذين أنهوا مرحلة الثانوية ويبحثون عن اختصاص مناسب لهم، ويعد اختيار اختصاص علم الأحياء من الاختيارات المفضلة لدى الأشخاص المهتمين بكل ما يخص فيزيولوجيا الكائنات الحية بشكل عام، لذلك سوف نوضح ما هو هذا الاختصاص وماذا يدرس وما هي اختصاصاته في المقال التالي.
اختصاص علم الأحياء أو البيولوجي Biology هو أحد اختصاصات كلية العلوم المتنوعة، وهذه المعلومات الرئيسية عن تخصص علم الأحياء: [1]
ما هو علم الأحياء؟
علم الأحياء (Biology) هي كلمة من أصل لاتيني تتألف من قسمين الأول (بيو) تعني الحياة والقسم الثاني (لوجيا) بمعنى العلم، علم الحياة أو الأحياء هو اختصاص واسع جداً يدرس بشكل عام كل ما يتعلق بالكائنات الحية من كائنات دقيقة ونباتات وحيوانات بالإضافة إلى دراسة الخلايا البشرية ويدخل إلى تفاصيل المكونات الدقيقة لخلايا هذه الكائنات من بنيتها وغذائها وتكاثرها ووظائفها وما إلى ذلك.
نشأة علم الأحياء
جاء تأسيس علم الأحياء نتيجة جمع المعلومات التي تم اكتشافها على يد العديد من العلماء خلال مئات السنين ونتيجة لتجارب عديدة، فمن أهم علماء الاختصاص أوزوالد أفيري مكتشف الحمض النووي، غريغول يوهان مندل مؤسس علم الوراثة، تشارلز روبرت داروين الذي وضع نظرية التطور، كارل لينيوس، ثيوفراستوس وغيرهم الكثير من العلماء أيضاً.
ماذا يدرس تخصص البيولوجيا؟
يدرس اختصاص علم الأحياء تاريخ الحياة الحيوانية والنباتية وخصائصها ووظائفها وعاداتها وتطورها، بالإضافة إلى دراسة فيزيولوجيا الخلايا البشرية ومكوناتها وآلية عملها، كما يدرس علم الوراثة والتطور البشري، وتتم هذه الدراسة عن طريق تطبيق المفاهيم النظرية بشكل عملي ضمن مخابر الجامعات حيث تقسم المحاضرات إلى قسمين عملي ونظري.
عدد سنوات دراسة البيولوجيا
تمتد دراسة الاختصاص في معظم جامعات العالم إلى أربع سنوات.
المهارات التي يتطلبها الاختصاص
من أهم المهارات التي يتطلبها اختصاص علم الأحياء هي الجرأة في العمل لأن التجارب ستكون على العديد من الحيوانات، كما يتطلب الاختصاص وجود شغف وحب الاكتشاف ومعرفة أصل كل الكائنات ومستقبل تطورها، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع المجاهر وغيرها من التقنيات الحديثة التي تساعد في البحث.
في مرحلة البكالوريوس تتم دراسة أساسيات علم الأحياء والتي تفتح المجال أمام الطلاب للتخصص والتعمق فيما بعد بفروع هذا الاختصاص والذهاب نحو الماجستير، ومن المقررات التي تتم دراستها نذكر: [3]
- علم الأحياء العامة.
- علم النبات.
- علم الحيوان.
- علم الأنسجة.
- علم التشريح.
- كيميا حيوية.
- علم الوراثة.
- التطور.
- فيزيولوجيا الإنسان.
- علم الحشرات.
- علم الاحياء البحرية.
- الوبائيات.
- علم الاحياء الدقيقة.
- الفطريات.
- علم المناعة.
- علم الجينوم.
يعد مجال العمل عند الانتهاء من اختصاص علم الأحياء متنوع على الرغم من أن الفرصة في إيجاد عمل متخصص تعد قليلة في بداية التخرج لأن مجال العمل يحتاج إلى خبرة وغالباً ما يكمل الخريجين نحو الدراسات العليا للحصول على فرص عمل أفضل، ومن مجالات العمل نذكر: [2]
- الحقل التعليمي: مجال العمل الذي ترغب فيه الفتيات بشكل خاص هو المجال التعليمي حيث يمكن لخريجين علم الأحياء أن يعملوا كمدرسين وهو عمل مستقر نوعاً ما، وفي حال الاستمرار في الدراسات العليا يمكن للخريجين العمل كمعيدين في الجامعات.
- مجال البحث العلمي: قد يعمل الخريجون من اختصاص علم الأحياء في مخابر البحث العلمي التي تجري تجارب وبحوث على الكائنات الحية الدقيقة كما تجري التجارب على الحيوانات لاكتشاف وتطوير البحوث العلمية.
- مخابر المستشفيات: من الممكن أن يتم العمل ضمن مخابر المستشفيات في حال كان هنالك اختصاص ماجستير بالإضافة إلى بكالوريوس علم الأحياء.
- في المجال البيئي: في هذا المجال يتم العمل على حل المشكلات البيئية والتخلص من التلوث، والمساعدة في حماية الموارد الطبيعية والحفاظ على الحياة البرية النباتية والحيوانية.
- النشر العلمي والإعلام العلمي: للخريجين المهتمين بالمجال الإعلامي يمكنهم الاستفادة من مجال دراستهم بعلم الأحياء في الإعلام عن طريق العمل ضمن الصحافة والمجلات العلمية التي تختص بنشر المعلومات البيولوجية والطبية والتي تعمل على تثقيف الجمهور علمياً.
بشكل عام لا يعتبر تخصص علم الأحياء من الاختصاصات الصعبة كمنهج عام خاصة لمن يستمتع بدراسة المعلومات العلمية، ولكن لا يخلو أي اختصاص من بعض الصعوبات التي تواجه الطلاب خلال سنوات الدراسة فمثلاً في اختصاص علم الأحياء: [1،2]
- المصطلحات اللاتينية العلمية: تشترك الجامعات حول العالم بتدريس المصطلحات اللاتينية العلمية لأسماء النباتات والخلايا وغيرها، وذلك من أجل توحيد المعلومات بحيث لا تختلف على الطلاب في حال سافر الطالب ليكمل تعليمه في بلد آخر، وهذه المصطلحات تعد غريبة نوعاً ما في البداية ويعد حفظها من أهم الصعوبات التي تواجه الطلاب.
- العمل يتطلب جرأة: كما ذكرنا سابقاً فإن نصف الدراسة تكون بشكل تطبيقي عملي في المخابر وهذا يتطلب التعامل مع العديد من حيوانات التجربة كالفئران والضفادع والأرانب والحشرات والصراصير في بعض الأحيان، وهذا قد يشكل تحدي كبير بالنسبة للعديد من الطلاب الذين يواجهون صعوبة بمسك هذه الحيوانات وتثبيتها والتعامل معها نتيجة الخوف أو القرف من هذه الكائنات.
- التعامل مع الدم: قد يحتاج التطبيق العملي أيضاً إلى التعامل مع الدم بشكل أو بآخر وهذا أحد التحديات المزعجة للطلاب الذين يخافون من مظهر الدم.
- الدراسة المستمرة: الاختصاصات العلمية بشكل عام لا تنتهي دراستها عند حد معين واختصاص علم الأحياء من الاختصاصات التي تتطلب اطلاع دائم على نتائج الأبحاث الجديدة ومواكبتها لتطبيق نتائج هذه الأبحاث في الحياة العملية.
- العمل يحتاج إلى خبرة: فرص العمل أمام الخريجين تكون محدودة نوعاً ما في حال اكتفى الطالب بدرجة البكالوريوس ولم يكمل نحو الماجستير، حيث أن مجالات العمل تحتاج خبرة واسعة بتخصص معين قد لا تتوفر هذه الخبرة لدى الخريجين من البكالوريوس.
تختلف اختصاصات الماجستير في علم الأحياء عن بعضها وكل اختصاص منها يملك متعة خاصة فيه، ومن هذه الاختصاصات نذكر: [4]
- علم النبات: في هذا الاختصاص يتم التعمق بدراسة كل ما يخص النباتات فقط أنواعها ومكوناتها ووظائفها وكيف يتم تطويرها وما إلى ذلك.
- علم الحيوان: تتم دراسة الخلايا الحيوانية والسلوك الحيواني ويكتسب الطلاب المعرفة الشاملة بتربية الحيوانات وتطويرها وتحسين السلاسل الحيوانية وراثياً.
- علم الأحياء الجزيئي: يدرس هذا الاختصاص الأحياء الدقيقة على مستوى الجزيئيات ويهتم بدراسة تفاصيل الحمض النووي DNA والعمليات التي تجرى عليه وكيف يتم اكتشاف الطفرات الجينية وغيرها.
- علم الوراثة: يختص هذا الفرع بدراسة المورثات وآلية تأثيرها وانتقالها من جيل إلى آخر ودراسة الطفرات والأمراض الوراثية والطرق التي تحفز هذه الطفرات وكيف يتم الحد منها.
- علم الأحياء التطوري: يدرس هذا الاختصاص تنوع وتطور الكائنات الحية على وجه الكرة الأرضية مع مرور الزمن.
يوجد أهمية كبيرة لدراسة علم الأحياء كونه يدرس جميع الكائنات الحية، ولذلك يحمل هذا الاختصاص العديد من الفوائد نذكر منها: [1،2]
- حماية البيئة: من أهم النتائج الإيجابية لدراسة علم الأحياء هو القدرة على معرفة الملوثات البيئية على مختلف أنواعها وتطوير طرق للتخلص منها للحفاظ على البيئة والغلاف الجوي بشكل عام.
- حب الاكتشاف: من فوائد دراسة علم الأحياء هو إشباع الشغف في الاكتشاف ومعرفة حقائق تطور الكائنات الحية منذ بداية تكون الحياة على وجه الأرض وحتى هذا اليوم مع القدرة على إجراء الأبحاث لمعرفة مستقبل هذه الكائنات أيضاً.
- التعرف على نباتات مختلفة: تعرف دراسة علم الأحياء المتخصصين فيها على أنواع جديدة من النباتات قد لا يكون لديهم أي معلومات سابقة عنها وهنا تكمن المتعة في دراسة هذا الاختصاص.
- الحفاظ على صحة الإنسان: تساهم دراسة علم الأحياء في الحفاظ على صحة الإنسان وتوعيته حول الأمراض المختلفة والوقاية منها عن طريق معرفته بطريقة عمل خلايا جسده ووظائف أعضاءه.
- المساهمة في تطوير البحوث العلمية: من الفوائد التي تنتج عن اختصاص علم الأحياء أيضاً هي المساهمة في تطوير البحوث العلمية حول الكون بشكل عام ومنه القدرة على حماية الإنسان في المستقبل وتأمين بيئة مناسبة لتطوره والحفاظ على الكائنات الحية الأخرى أيضاً كالنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض.