فرص الحمل بعد سن 35 ومخاطره على الأم والجنين
الحمل من أكثر الأمور التي يترقبها الزوجان في حياتهم الزوجية، خاصة تحديد الفترة المناسبة لإنجاب أطفال وتربيتهم، فخلال مرحلة العشرينات من العمر تكون فرص الحمل للمرأة أكبر من باقي المراحل، ولكن الخبر السار هو أنه ما زال من الممكن الحمل وإنجاب طفل سليم بشكل طبيعي في عمر 35 أو حتى 40 عام، حتى لو لم تتم بنفس السرعة التي تتم في العشرينات، فيتطلب الحمل في سن 35 الصبر وفهم فترة الخصوبة للمرأة بشكل أكبر من خلال تتبع الدورة الشهرية بمساعدة اختبار الإباضة.
هل أستطيع الحمل بعد سن الـ 35؟
كل امرأة تولد بعدد محدد من البويضات حيث يتم إطلاق بويضة في كل مرة تحدث فيها الإباضة قبل حوالي 14 يوماً من موعد الدورة الشهرية التالية، لذلك مع التقدم في العمر، ينخفض عدد البويضات التي يطلقها المبيضان، كما أن البويضات الباقية لا يتم تخصيبها بسهولة بواسطة الحيوانات المنوية للرجل في هذا العمر، لكن لا يزال من الممكن الحمل والاستمرار في الحمل بشكل صحي بعد عمر 35.
ومن المهم مراجعة الطبيب والحصول على الرعاية المناسبة قبل الولادة ومعرفة موعد الإباضة لزيادة فرصك في الحمل بشكل طبيعي. [1،2]
تكون احتمالات الحمل أعلى في عمر الثلاثين منها في الأربعين، حيث تبلغ فرص الحمل خلال دورة شهرية واحدة حوالي نسبة 20٪. ينخفض هذا إلى نسبة 5٪ في عمر الأربعين، قد يبدو هذا الانخفاض في النسبة المئوية للحمل في كل دورة محبط، ولكن بالنظر إلى معدل النسبة المئوية للحمل على مدار عام أو عامين، فإن الأرقام تصبح أكثر تشجيعاً، بافتراض الجماع المهبلي مرتين في الأسبوع في سن 35-39، فالنسبة المئوية للحمل هي: [1،2]
- حامل بعد سنة واحدة (12 دورة) (نسبة 82٪).
- حامل بعد سنتين (24 دورة) (نسبة 90٪).
مع التقدم في العمر، تزداد احتمالية الإصابة بحالات صحية معينة قبل وأثناء الحمل، بما في ذلك: [1،2]
- مشاكل في الخصوبة: بسبب انخفاض عدد البويضات.
- الإصابة بمرض السكري قبل الحمل: يحدث عند ارتفاع معدل السكر (سكر الدم أو الجلوكوز) في الدم، يمكن أن يؤدي إلى إتلاف أعضاء الجسم، بما في ذلك الأوعية الدموية والأعصاب والعينين والكليتين.
- سكري الحمل: هو نوع من مرض السكري تصاب به بعض النساء أثناء الحمل.
- ارتفاع ضغط الدم: جميع النساء الحوامل معرضات لارتفاع ضغط الدم كأحد مقدمات انسمام الحمل، لكن النساء فوق 35 يكنّ أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل ضغط الدم.
- تسمم الحمل: أو انسمام الحمل.. وهو حالة من ارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر على عمل الأعضاء وخصوصاً الكبد والكلى، حيث تتعرض حوالي 8% من النساء الحوامل إلى تسمم الحمل ويزداد معدل الخطورة بعد سن الـ35.
- الولادة المبكرة: عندما يولد الطفل قبل الأسبوع 37 من الحمل أو في الشهر السابع، والأطفال الخدج يتعرضون للعديد من المشاكل الصحية عند الولادة مثل عدم اكتمال الرئيتين ومشاكل التنفس أو انخفاض الوزن ومضاعفاته.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة: عندما يولد طفلك ويزن أقل من 2 كيلو جرام فهو يعتبر دون الوزن الطبيعي للولادة.
- الحمل بتوائم متعددة: النساء الأكبر سناً أكثر عرضة للحمل بأجنة متعددة بسبب التغيرات في الهرمونات مع تقدم العمر، أو بسبب بعض علاجات الخصوبة، يمكن أن يسبب الحمل بأجنة مضاعفة مشاكل أثناء الحمل، مثل الولادة المبكرة وتسمم الحمل وسكري الحمل ومشاكل في نمو طفلك.
- العيوب الخلقية بما في ذلك متلازمة داون: والعيوب الخلقية حالات صحية موجودة عند الولادة، تغير العيوب الخلقية شكل أو وظيفة جزء أو أكثر من أجزاء الجسم. يمكن أن تسبب مشاكل في الصحة العامة، أو في كيفية تطور وعمل الجسم.
- الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية (الولادة القيصرية): هي عملية يولد فيها طفلك من خلال جرح يصنعه الطبيب في بطنك ورحمك، مثل أي عملية جراحية، تنطوي الولادة القيصرية على عدة مخاطر، مثل العدوى ورد الفعل على التخدير.
- الإجهاض: يحدث عندما يموت الجنين في الرحم قبل الأسبوع 20 من الحمل.
- ولادة جنين ميت: يحدث هذا عندما يموت الجنين في الرحم بعد 20 أسبوع من الحمل.
إذا كنتِ تحاولين الحمل بعد بلوغك 35 عام أو أكثر، يمكنك زيادة فرصك في الحمل إلى أقصى حد من خلال الخطوات التالية، ويمكن استشارة الطبيب لمساعدتك:
- معرفة موعد الإباضة: وهو موعد إطلاق المبيضين للبويضة، لأن أبرز أسباب عدم حدوث الحمل هي محاولة الحمل في الوقت الخطأ من الشهر، لا يوجد سوى بضعة أيام في كل دورة شهرية يمكنك فيها الحمل ويمكن أن تختلف أيام الخصوبة بين الدورات، إذا كنت تعرفين موعد أيام الخصوبة، فيمكن أن يساعدك ذلك على الحمل بشكل أسرع.
- إجراء اختبار الإباضة: تكتشف اختبارات الإباضة ارتفاع هرمون يسمى الهرمون اللوتيني (LH) والذي يحدث قبل التبويض بـ 24 إلى 36 ساعة ويحدد أكثر يومين لخصوبتك.
- اختبار هرمون الأستروجين: نظراً لأن الحيوانات المنوية للرجل تعيش لمدة تصل إلى 5 أيام وتكون قادرة على التخصيب، فإن فرصة الخصوبة لديكِ هي في الواقع حوالي 6 أيام.
- اختبار يكتشف ارتفاع هرمون الاستروجين: يحدث هذا الارتفاع في هرمون الاستروجين في الأيام التي سبقت زيادة هرمون LH، لذا فإن تحديد هذه الأيام يمنحك فرصة أعلى للخصوبة مما يزيد من فرص الحمل بشكل أكبر.
النساء في عمر 35 أو أكبر يكنَّ أكثر عرضة من النساء الأصغر لإنجاب طفل مصاب بعيب خلقي، لذلك يجب أن تجري بعض اختبارات ما قبل الولادة لمعرفة ما إذا كان طفلك معرضاً للخطر:
- فحص الحمض النووي للجنين الخالي من الخلايا أو فحص دم الأم: لمعرفة ما إذا كان طفلك معرضاً لخطر الإصابة ببعض العيوب الخلقية، لا تدل هذه الاختبارات ما إذا كان طفلك يعاني من عيب خلقي، فقط تعطي نتيجة1ذ1 فيما إذا كان طفلك معرضاً لخطر الإصابة بعيب خلقي.
إذا أظهرت نتائج اختبار الفحص أن طفلك قد يكون عرضة لخطر الإصابة بعيوب خلقية معينة، فيمكن عندها إجراء بعض الاختبارات التشخيصية التي تدل بشكل يقين ما إذا كان طفلك يعاني من عيب خلقي أم لا، تشمل هذه الاختبارات أخذ عينات من خلايا المشيمة وبزل السلى، وعليك استشارة الطبيب حول م إذا كانت هذه الاختبارات مناسبة لك أم لا. - إجراء فحص ما قبل الحمل: وهو فحص طبي للتأكد من صحتك قبل الحمل، واستشارة الطبيب حول صحتك العامة ونمط حياتك والمخاوف المتعلقة بالقدرة على الحمل.
- التحدث مع الطبيب حول السجل الصحي لعائلتك: واللقاحات التي قد تكوني بحاجة إليها والأدوية التي تأخذيها، التاريخ الصحي لعائلتك هو سجل لأي حالات صحية وعلاجات خضعت لها أنت وشريكك وكل فرد في عائلتك، يفيد في مساعدة الطبيب على اكتشاف أي حالات صحية سائدة في عائلتك والتي قد تؤثر على حملك.
- معالجة أي حالة صحية لديك: مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، والتأكد من سلامة الأدوية التي تأخذيها لعلاج هذه الأمراض أو غيرها، فقد تضطرين إلى أخذ دواء أكثر أماناً أثناء الحمل، كما يمكن للتطعيمات أن تحميك من بعض الأمراض حسب رأي الطبيب.
- تناول فيتامينات متعددة: مع 400 ميكروغرام من حمض الفوليك كل يوم، فحمض الفوليك هو فيتامين تحتاجه كل خلية في جسمك للنمو الصحي والتطور، يمكن أن يساعد تناول حمض الفوليك قبل وأثناء الحمل المبكر في منع حدوث عيوب خلقية في دماغ طفلك وعموده الفقري التي تسمى عيوب الأنبوب العصبي وعيوب خلقية في فم طفلك تسمى الشفة المشقوقة والحنك المشقوق.
- اكتسبي وزن صحي: من المرجح أن تعاني من مشاكل صحية أثناء الحمل إذا كنتِ تعانين من زيادة الوزن أو الوزن القليل جداً، تناولي الأطعمة الصحية ومارسي نشاط بدني ورياضة بانتظام.
- لا تدخني أو تشربي الكحول: أو المخدرات أو تسيئي استخدام الأدوية التي تستلزم وصفة طبية.
- احمِ نفسك من المواد الكيميائية غير الآمنة في المنزل أو العمل: قد يؤدي استخدام بعض المواد الكيميائية، مثل منتجات التنظيف والطلاء، إلى زيادة فرصك في إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي.
- قللي من التوتر: إيجاد طرق لتقليل التوتر والضغط حتى لا يؤثر على حملك.
- يساعدك اتباع نفس الخطوات التالية في الحفاظ على حمل صحي وآمن، كما يجب:
- الحصول على رعاية منتظمة أثناء الحمل حتى الولادة من الطبيب المشرف عليك حتى لو كنتِ بصحة جيدة، يتم خلال ذلك إجراء فحوصات التأكد من سلامتك وسلامة الجنين وربما أخذ تطعيمات تحتاجينها، وبعض التطعيمات مثل لقاح الأنفلونزا، آمنة بالنسبة لك أثناء الحمل.
- مواكبة العلاج لأي حالة صحية لديك، تأكدي من أن طبيبك يعرف أي دواء تأخذيه لمعالجة الحالات الصحية التي تعانين منها لهذه الحالات مثل قصور الغدة الدرقية، قد تحتاجين إلى التغيير إلى دواء أكثر أماناً لطفلك أثناء الحمل.
- الحفاظ على وزن صحي الوزن وتناولي الأطعمة الصحية الغنية بالكالسيوم وحمض الفوليك والحديد وفيتامين د، والفيتامينات ومارسي نشاط بدني كل يوم.
- حتى لو كان عمرك أقل من 35 عام، فإن القيام بهذه الأشياء قبل وأثناء الحمل يمكن أن يساعدك في الحصول على حمل صحي وطفل سليم.
في النهاية.. من المهم عدم السماح لليأس بأن يصيبك عند الفشل في حدوث الحمل، والاستمرار في المحاولة والمتابعة مع الطبيب حتى يتم نجاح الحمل بشكل صحي وآمن بعد بلوغك عمر 35 أو أكثر.