إثارة الجنس في حياتك الزوجية
عندما يبدأ الزوجان بالتعامل مع بعضهما البعض كأقارب وليس كزوجين، فإن واحدة من المشكلات التي تؤسس لصعوبة التواصل بينهما تبدأ.. فتخبو الإثارة التي كان ينعم بها الزوجان في بداية حياتهما المشتركة، كما يؤسس الروتين مكانه ضمن مجريات حياتهما، هذا ومع تراجع العلاقة الجنسية بفعل مشاغل الحياة وضغوطات العمل والتعب ومسؤولية الأطفال وغيرها؛ قد يهدد الامتناع عن الجنس العلاقة الزوجية.
فكيف تعيد الألق والإثارة لعلاقتك الجنسية؟.. ما نصيحة الخبراءُ للزوجين حول إصلاح علاقة جسدية كبّلتها الضغوطات؟ وهل يعني التقدم بالعمر انتهاء علاقة الزوجين الجنسية إلى الأبد؟ هذا ما ستعرفه بعد قراءة السطور التالية.
خطوات إعادة الإثارة الجنسية إلى العلاقة الزوجية
يقول الدكتور إيان كيرنر (Ian Kerner) مستشار الزواج ومؤلف كتاب (هي تأتي أولاً- دليل الرجل لإرضاء المرأة ).. (She Comes First): "التشويق الذي يميز العلاقة الزوجية؛ هو أن يتعلم كل شريك عن الآخر وعن نفسه أيضاً بشكل دائم، هذه العملية أشبه بالنمو الذاتي الذي يغذي الدماغ؛ عندما يغرق الزوجان في الحياة الروتينية يتوقف هذا النمو ويرتاح الشريكان معاً، بالتالي تتحول الإثارة إلى اهتمام بالأطفال مثلاً، فيصبح الزوج مجرد أب للأطفال أو قريب آخر، كذلك تصبح الزوجة أمّا للأطفال، بدلاً من كون الشريك شخصاً يمثل شعلة الحياة والتجدد في نظر الآخر.. فتتأثر العلاقة الجنسية وتُوضع على رف المناسبات".. لأنك تستطيع إعادة الإثارة إلى حياتك الزوجية ما عليك إلا أن تتابع القراءة:
أولا: خذا استراحة من بعضكما
اسأل نفسك هذا السؤال: هل لديك ما يكفي من الاستقلالية في العلاقة؟ هل كل منكما نشط في ممارسة حياته الخاصة وهواياته وعلاقته مع أصدقائه؟ أم أنكما متشابكان بشكل مربك (ولم نقل منسجمان)؟.. إن العلاقة الزوجية التي تعطي كل من الشريكين مساحته الخاصة؛ تحرّض الاشتياق بينهما وتكسر روتين الحياة اليومية، بالتالي تسهم في تألق علاقتهما الجنسية.
ثانياً: أعد ضبط الجنس في علاقتك واعمل على إحياء كيمياء الجسد
ممارسة الجنس بشكل نادر أو روتيني هي دليل على أن الزوجين لا يستمتعان بالجنس كثيراً، وقد اكتشف العلماء بأن المداعبة بين الشريكين والتقبيل والعناق والتلامس الحسي تحسّن العلاقة الزوجية، لأنها تزيد تدفق الدم وإفراز الأوكسيتوسين (Oxytocin) أو هرمون الترابط، الذي يتم إطلاقه خلال المرحلة الأولية من التعارف والحب ويجعل الأزواج يشعرون بالبهجة فتتطور علاقتهما عن طريق اللمس الجسدي؛ كما يقلل هرمون الترابط من المستويات اليومية لهورمون الإجهاد أو الكورتيزول (Cortisol).
فما الذي يوّلد الحاجة للجنس لديك؟ حاول أن تفعله مع الشريك.. مثل: (مشاهدة فيلم حب أو قراءة رواية رومانسية - شراء ملابس داخلية مثيرة- دروس الرقص المشتركة- تفتيح لون شعركِ...الخ).. كما أن هناك العديد من المصادر على الإنترنت والكتب المصورة لإعطائكما أفكار تساعدكما على تجريب وضعيات جديدة لم يسبق لكما تجربتها.. إن تغذية الرغبة عند كِلا الشريكين يعطي القوت لحياتهما الجنسية ويحميها من الوقوع في مطبّ الروتين والتعوّد.
ثالثاً: التعبير عن الحميمية خارج غرفة النوم
تحويل الأنشطة اليومية في المنزل إلى فرصة لإثارة الشريك مثل: (تدليك كتفي زوجك أثناء قيامه بالعمل على الكمبيوتر- حضن زوجتك من الخلف أثناء قيامها بتقطيع السلطة، خطف القبلات من بعضكما أثناء مشاهدة التلفاز.. الخ) كل هذه التصرفات تحتاج إلى مهارة وتوفر عنصر المفاجأة اللطيف والحذر بالتأكيد عند وجود الأطفال في الأنحاء، إلا إذا شاهد الطفل والدته تحني رأسها على كتف أبيه.. أو الأب يقوم بتقبيل يدي الأم بعد أن يتذوق طبقاً لذيذاً؛ هذه التصرفات لن تثير فضول الطفل كثيراً، بل على العكس ستعزز لديه الشعور بالأمان في ظل الحبّ الذي يعيشه في المنزل.
رابعاً: لا تخشَ من الحديث عن رغباتك العميقة وحاجاتك الجنسية الدفينة
أولاً تخلص من لغة الشارع في التعبير بفجاجة عن حاجتك لممارسة الجنس مع الشريك؛ اخترعا معاً كلمات حركية بدلاً من المباشرة، سيساعد الكلام حتى ولو كان ساخراً في إضفاء بعض الغموض على حياتكما الجنسية، بالتالي تأجيج الرغبة لديكما باكتشاف بعضكما من جديد، ألم تسمعِ من إحدى صديقاتك تلميحاً حول شعورها بأنها تتعرف على زوجها من جديد كلما مارسا الجنس؟!
ثم أن التحدث عن الرغبة بإيجابية هو وصفة نجاح في إعادة بناء علاقتكما الجنسية، لأنه ينقل الشكاوى والطلبات دون انتقادات ولوم، "هذا يعيد تحويل الزوجين نحو بعضهما البعض من خلال التأقلم العاطفي حتى إذا لم يكونا متوافقين، فالتحدث عما تحتاجانه من بعضكما بإيجابية بدلا من التحدث عما لا تحتاجانه بدفاعية؛ يتطلب تحولاً في التفكير نحو الشريك وما تحتاجه منه وما يحتاجه هو منك أيضاً".. هذا ما يقول الدكتور جون غوتمان (John M. Gottman) مؤلف كتاب (علم الثقة: التناغم العاطفي بين الأزواج)- (The Science of Trust: Emotional Attunement for Couples) فعبارة: "هذا ما أشعر به وهذا ما أحتاجه منك" تعزز العلاقة العاطفية الحميمة بين الزوجين.
خامساً: إنشاء قائمة نعم ولا
باختصار.. على كل منكما أن يكتب قائمة بكل الأشياء التي تثير رغبته الجنسية وتلك الأشياء التي تثبّط الرغبة لديه وقد تقضي عليها أيضاً؛ إن من شأن هذه القائمة أن تلفت نظرك لتفاصيل لم تكن منتبهاً إليها. جرب طرقاً جديدة لتحقيق المتعة لبعضكما البعض، كذلك انظر إلى الجنس كفرصة للتعرف على شريكك بشكل أفضل مع مرور الوقت.
سادساً: ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء واليوغا
تزيد ممارسة التمارين الرياضية من الرغبة الجنسية وتجعلك تشعر بالرضا عن جسدك، كما ستجعلك اليوغا مثلاً أكثر مرونة من الناحيتين النفسية والجسدية.
سابعاً: المحافظة على الصحة الجسدية
عليك أن تعتني بصحتك البدنية وتعالج أي مشكلات تتعلق بالجنس مثل: ضعف الانتصاب كذلك الرغبة الجنسية المنخفضة أو البرود وعدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية عند النساء، فلا شيء يدعو للحرج لأن المساعدة الطبية متاحة إذا طلبتها.
ثامناً: مواعيد الجنس وعدد مرات الممارسة
في الحياة الزوجية هناك أهمية للجنس العفوي وذلك المقرر بموعد مسبق يجعلك تنتظره طوال اليوم (لكن إياك أن تعتبره مخططاً إلزامياً)، وإذا كنت معتاداً على ممارسة العلاقة الحميمة ليلاً؛ جربها في الصباح لتكسر الروتين، كما أن مستويات هرمون تستوستيرون (Testosterone) أعلى خلال ساعات النهار الأولى.
طبعاً.. لا تستطيع قياس الرضا الجنسي بعدد مرات ممارسة العلاقة مع الشريك، ففي الواقع ما يهمك هو نوعية تفاعلكم الجنسي وليست الكمية، إلا أن الكثير من المتزوجين يحبون أن يعرفوا إذا ما كان لتكرار العملية الجنسية تأثير على الرضا لدى الشريك، فوجد باحثون أن التكرار الجنسي لا يكون دائماً الأفضل؛ رغم أنه وفق الدراسة كلما كان الزواج أكثر جنساً كانت السعادة أكبر، إلا أن مرة واحدة أسبوعياً تغطي حاجة الزوجين.. لماذا؟!
الأمر أشبه بمعادلة اقتصادية كلما زاد عدد الموظفين زادت الإنتاجية وقلّت الكفاءة؛ ثم أن الأزواج الذين زادوا عدد مرات ممارسة الجنس لم تتحسن نسبة رضاهم عما سبق واعتادوا عليه، فمع معادلة تناقص الكفاءة يبدو أن الكثير من الجنس يحمل جانباً سلبياً، لذا.. توقف عن التفكير بالعدد لأن الارتياح في العلاقة هو الذي يحدد معايير خاصة لدى كل زوجين تقيس مدى رضاهم الجنسي، ولتترك الأرقام والإحصاءات للباحثين والمتخصصين.
كيف تعيد إصلاح علاقتك الجنسية؟
تعد مشاكل العلاقة الجنسية من أسهل الطرق التي تدفع الكثير من الأزواج للانفصال والطلاق، لذلك فإن إصلاح هذه العلاقة بحاجة لعمل جاد من كلا الطرفين، لأنك وبمجرد أن تسمح لعلاقتك الحميمة بالانهيار ستتأثر جميع النواحي من حياتك بشكل سلبي.. لا بد أن يكون زواجك على قائمة أولوياتك وهو يحتاج إلى أكثر من الحب، لذلك عليك أن تقوم بإصلاح علاقتك الجنسية المتدهورة من خلال بعض التفاصيل التي تزيد التقارب والشعور بالحماية بينكما ومنها:
- تخصيص موعد يومي لرعاية الزواج: بأن تتعهد على نفسك رعاية علاقتك مع الشريك بتخصيص وقت من 20- 30 دقيقة يومياً؛ للحديث معاً حول المواضيع الحساسة في المنزل والعمل والأهم علاقتكما الجنسية، فكن حريصاً على أن تفرض احترام وقتك مع الشريك من قبل أطفالك وذويك وأي من كان يقيم معكما في نفس المنزل، لا تستثنِ أي موضوع من القضايا الحساسة في الحديث خلال هذا الوقت الخاص بكما، فقيمة الحوار بينكما ستنعكس على شكل لهفة للقائكما اليومي، كما تنبع أهمية تخصيص هذا الوقت والالتزام به من أنكما إذا أجلتما الكلام في مواضيعكما الحساسة؛ لن تجد وقتاً آخر خلال اليوم، وأنت تعرف مدى صعوبة القيام بالمهام اليومية.
- تخصيص موعد أسبوعي مع الشريك: ويكون على الأقل لساعة أو ساعتين.. حيث يزداد الترابط عندما يقوم الزوجان بفعل الأشياء معاً، فأيام العطلة لا يتعين على الزوجة القيام بكل الأعمال المنزلية وحدها في الوقت الذي يقرأ الزوج الصحف أو يشاهد التلفاز، هناك الكثير مما يمكن القيام به معاً؛ كالذهاب للتسوق، تنظيف المنزل، إعداد أطباق الطعام التي يفضلها كل فرد من أفراد الأسرة (أنتما تعملان في المطبخ والأولاد يشاهدان برامج الأطفال في غرفة الجلوس مثلا)، الذهاب للمشي.. إلخ.
- تخصيص موعد سنوي مع الشريك: من المهم جداً قضاء عطلة سنوية لوحدكما ولو لمدة يومين فقط؛ بعيداً عن المنزل والواجبات والمسؤوليات المعتادة.
كيف تجدد حياتك الجنسية بعد التقدم بالعمر؟
كثيرة هي الأسباب التي تؤدي إلى انعدام الجنس في حياتك الزوجية؛ أبرزها تقدم العمر ومن المألوف تعليق ممارسة الجنس بين الشريكين، لكن من النادر أن يكون كلا الزوجين على استعداد لوداع العلاقة الحميمة نهائياً من حياتهم!
قد يكون من الصعب إعادة تجديد الجنس والعلاقة الجسدية بعد انقطاع سنوات طويلة، لكن ليس من المستحيل. لكن إذا كان الأمر مخيفاً بالنسبة لك أو لشريكة حياتك/ لكِ أو لشريك حياتك، ما عليك إلا أن تستشير متخصصاً نفسياً وطبيباً لإعادة التواصل الجسدي مع الشريك ببطء.
ومن الخطوات التي تساعدك على تجديد حياتك الجنسية رغم التقدم بالعمر:
- تحدث مع شريكك حول ممارسة الجنس من عدمها، طبعاً لا يمكنك أن تفتح هذا الموضوع معه دون موافقته أصلاً لطرحه على طاولة النقاش، كما عليك إن كانت هناك مشاكل طبية (سيئة أو بسيطة) أن تتفق مع الشريك على زيارة الطبيب لإجراء اختبار اطمئنان فحسب.
- حاول أن تمسك بيد زوجتك / أو أن تمسكي بيد زوجك أثناء نقاش موضوع الجنس، لأن الاتصال الجسدي سيعمل على تهدئة حساسية وإحراج الموضوع لأحد الشريكين أو كليهما، كما سيكون لتلامس أيديكما تأثير مهدئ لغضب أحد الشريكين من الآخر، بسبب تعنته وإصراره على التحدث في موضوع فات أوان الحديث فيه!
- بدء المحادثة بمحبة.. بلغة لطيفة تقول فيها للشريكة: "كم تحبها وكم تجدها جذابة وتعبّر عن شوقك للمسها واحتضانها".. ببساطة أنت تقوم بتحفيزها بخطوة سهلة ستبادر هي بعدها وتتجاوب معك، وإن كنتِ أنتِ من افتتح وطلب الحديث في موضوع الجنس؛ فمن الأكيد أنكِ الأعرف بمفاتيح استمالة شريك حياتك بعد كل هذه السنين.
- القيام بتجريب التدليك والمساج غير الجنسي؛ من خلال التركيز والضغط على مناطق لا تثير الرغبة كبداية؛ والهدف كما تقول د. شوارتز: "هو تجربة حسية تبني الثقة والراحة مع التفاعل المادي بينكما"، كما تؤكد أن عليك أن تقوم بالعديد من الجلسات التي تحتاجها إلى أن تشعر بالراحة، بالتالي ستجدان أنكما متلهفان للقيام بالأكثر.
- قد تحتاجين إلى شراء مرطب مهبلي كما قد يكون من الضروري الحصول على المشورة الطبية حول مشاكل الانتصاب لدى الشريك أو بعض الأدوية التي يتناولها أحدكما عادة، لا تخشَ شيئاً فهناك أكثر مما تتخيل من حلول لهذه المشاكل، فبادر بزيارة الطبيب المتخصص.
- عندما تكونان مستعدان لممارسة الجنس بعد كل هذه السنوات من الانقطاع؛ لا تتوتر واخفض من توقعاتك فليس المطلوب منكما الوصول إلى مرحلة النشوة وهزة الجماع، فإن هذا اللقاء يشكل خطوة لإعادة تجديد علاقتكما الجنسية، التي ينصحكما الخبراء بممارستها حتى تصلا إلى مرحلة الإشباع والرضا بالتالي لن يكون تقدم العمر حجة بعد الآن.
ختاماً.. في محاولة لقراءة أحدث ما توصل إليه الخبراء وعلماء النفس المتخصصون بالعلاقات الزوجية؛ استعرضنا لك أهم الخطوات والأدوات التي يمكنك من خلالها؛ تجديد الإثارة الجنسية في حياتك الزوجية وإعادة اكتشافها، تبقى الخصوصية هي ميزة كل علاقة زوجية على حدى، فشاركنا في التعليقات تجربتك المميزة وكيفية إصلاح ما يمكن أن تخرّبه ضغوط وروتين الحياة اليومية في العلاقة الجنسية من وجهة نظرك.