كيف أستطيع تكوين أصدقاء في الغربة؟ وكيف أتعامل معهم؟
يعتبر السَّفر للدراسة أو العمل طموحاً كبيراً لدى معظم الشَّباب العربي، وبعيداً ع تعقيدات الحصول على التَّأشيرة للدراسة في أوروبا أو أميركا أو أي دولة أجنبيَّة سيجد الشَّباب أنفسهم أمام تحديات صعبة تتعلق بالتَّعامل مع المجتمع الجديد وتكوين الصداقات في الغربة والتَّعامل مع الأصدقاء الأجانب في السَّكن المشترك وفي الحياة المشتركة.
هذه الأشياء يجب أن تفعلها قبل أن تغادر بلادك إلى بلاد جديدة
لنبدأ أولاً بما يجب علينا فعله قبل السَّفر لنمتكن من إنشاء علاقات وصداقات جيدة في البلاد المضيفة، حيث لم تعد هذه المرحلة أمراً معقداً بفضل وجود الانترنت ووسائل التَّواصل الاجتماعي، فكل ما علينا فعله أن نخصِّص بعض الوقت لنتعرف على وجهتنا أكثر ولنقلل من شعورنا بالغربة عند الوصول إلى تلك الوجهة.
- اللُّغة من أهم مفاتيح التواصل في أي بلد آخر
إن كنت لا تتقن لغة البلد التي ستذهب إليها فلا بد على الأقل أن تتعلم بعض الجمل الأساسية التي ستساعدك على التواصل مع الأشخاص ريثما تتعلم اللُّغة بشكل جيد.
ركز على عبارات التَّرحيب والأسئلة التي قد تحتاج إليها، والأفضل أن تحمل معك قاموساً ذكياً ليساعدك على التواصل مع الآخرين. - تعرف على عادات وتقاليد البلد المضيف
إذا كنت على وشك السَّفر للعمل أو الدِّراسة فمن المهم جداً أن تتعرف على عادات وتقاليد البلد المضيف بشكلٍ جيد، يمكنك مثلاً استخدام محرك البحث جوجل لتسأله عن عادات استقبال الضيوف في السُّعودية مثلاً، أو عن عادات إلقاء التحية وتقاليد التعامل مع الجنس الآخر في بلد ما...إلخ.
كل ما جمعت معلومات أكثر عن عادات وتقاليد البلد المضيف كلما كان التَّعامل مع سكانه أسهل وأكثر أماناً، كما ستجد المجتمع المحلي يرحب بالأجنبي الذي يعرف تقاليدهم ويحترمها ترحيباً استثنائياً.
ويشمل التعرف إلى ثقافة البلد المضيف التعرف إلى أنماط الموسيقا والغناء في تلك البلد، إضافة إلى أخذ لمحة عن الأحداث التاريخية المهمة التي أثرت في حياة الشعب، وأي معلومة مثيرة للاهتمام ستشكل جسراً بينك وبين السكان المحليين. - لغة الجسد في البلد المضيف مهمَّة للغاية
من بين الأشياء التي لا بد أن تأخذ فكرة عنها هي لغة الجسد الخاصة بثقافة البلد التي ستزورها، فبعض الحركات التي قد تكون ذات دلالة عادية في ثقافتك قد تحمل دلالات مشينة في ثقافة أخرى، فإذا كنت ستذهب إلى السودان مثلاً لا بد أن تعرف أن التقبيل في السودان أثناء المصافحة أمر مرفوض ومعيب، وإذا كنت ستذهب إلى بلغارية يجب أن تعرف أن هز الرأس يعني الرفض وليس القبول. - حاول أن تبدأ بتكوين الصَّداقات من بلدك
من الخطوات المهمة التي يمكن أن تتخذها في صدد تكوين صداقات فعالة في بلد جديد أن تبدأ بذلك قبل مغادرة بلدك، ومن البديهي أن تكون وسائل التَّواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأسرع والأفضل لتحقيق هدفك بإيجاد أصدقاء جدد في بلد أخرى.- حاول أن تجد شخصاً من بلدك مقيماً في البلد التي ستسافر إليها، سيعطيك نصائح مهمة.
- كما يجب أن تبحث عن أشخاص يمكن أن تقابلهم عند وصولك إلى البلد الجديدة، وذلك من خلال البحث عن أشخاص يقيمون في نفس المدينة، أو يدرسون في نفس الاختصاص الذي ستسافر من أجله، أو يعملون في نفس مجالك، سواء أكانوا من المواطنين أم من الأجانب.
- حاول أن تتعرف مسبقاً إلى زملائك في الدراسة من خلال الدخول إلى صفحة الكلية أو المجموعة الخاصة بالطلاب، كذلك الأمر فيما يتعلق بأصدقاء العمل إن كنت على وشك السَّفر بقصد العمل.
- النُّقطة الأساسية التي ستعتمد عليها أثناء البحث عن أصدقاء افتراضيين عبر شبكات التَّواصل الاجتماعي أن تركِّز على الاهتمامات المشتركة بينكما، بحيث يكون هذا الصديق مفيداً لك عند سفرك بالنَّصيحة على الأقل.
- خذ معك بعض الهدايا التَّذكارية من بلادك
الخطوة الأخيرة التي يمكن أن تقوم بها قبل السَّفر كتحضير لإقامة علاقات وصداقات فعالة في البلد الجديد هي أن تحمل معك بعض الهدايا التَّذكارية من بلادك.
يمكنك أن تشتري بعض الهدايا الرَّمزية التي تتميز بها بلادك، كما يمكنك أن تحمل معك بعض فئات العملة النقدية خاصة المعدنية التي ستكون هدية تذكارية مميزة، هذه الأشياء ستكون بمثابة مفتاح لعلاقة جيدة مع الآخرين في الغربة.
الصداقة في الغربة لا تختلف كثيراً عن الصداقة في الوطن، المهم أن تُبنى على أسس صحيحة
كثيراً ما نتعامل في موقع حلوها مع الشكوى من المشكلات المتعلقة بالصداقة والأصدقاء، ومما لا ريب فيه أن إقامة الصَّداقة على أسس صحيحة من البداية ستوفر علينا الكثير من المشاكل لاحقاً، وفي حالة وجودنا في الغربة ستكون هذه المهمة أكثر صعوبة.
فبالدرجة الأولى نحن بعيدون عن الوسط الذي اعتدنا عليه ومجبرون على التَّعامل مع أشخاص جدد ذوي طباع مختلفة، حيث سيكون الخيار خيارنا، إمَّا أن نجعل من تجربة السَّفر هذه تجربة مثيرة وممتعة، وإمَّا أن نختار العزلة ونبني حاجزاً بيننا وبين الآخرين.
غالباً ما يكون الخيار الأول هو خيارنا، وفي حالات نادرة سنجد من اختار أن يقضي فترة الدراسة أو العمل في بلاد أجنبية بعزلة تامة، وسنكتشف إذا تقصينا الأمر أنَّه لم يعرف كيف يقضي هذه الفترة بطريقة مختلفة.
سيقدم لكم موقع حلوها فيما يلي مجموعة من النصائح التي ستجعل تكوين الصداقات في الغربة أمراً سهلاً أو على الأقل ليس أمراً شاقاً، نتمنى لكم الفائدة.
تعتبر الأيام الأولى في البلد الجديد أياماً مصيرية في تكوين صداقات فعالة
مما لا ريب فيه أنَّ البداية تعني الكثير، لذلك تعتبر الأيام الأولى في الغربة أياماً مصيرية في تكوين العلاقات البنَّاءة، خاصة إذا كان سبب السَّفر الدراسة، فالأيام الأولى في الكلية تعني الكثير بالنِّسبة للطُّلاب وخاصة الطلاب الأجانب.
بوصفك طالباً أجنبياً جديداً لا بد أن تكون أكثر بشاشة من المعتاد -إن لم تكن مرحاً بطبيعتك-، طبعاً هذا لا يعني بالضرورة أن توزع ابتساماتك ذات اليمين وذات الشمال، لكن على الأقل يجب أن تكون الابتسامة هي السِّمة الواضحة في شخصيتك.
لا تتردد أبداً في السؤال، ولا تتردد أبداً في التعريف عن نفسك ومن أي بلد أنت، ولتستغل فرصة أن معظم الموجودين لا يعرفون بعضهم البعض، فكما تعلم أيام قليلة وسيصبح الدخول ضمن مجموعات الأصدقاء أمراً ليس بالسهل.
انظر مثلاً الرسالة التي أرسلتها صديقة موقع حلوها حول صعوبة اختراق مجموعات الأصدقاء التي تكونت وترابطت مسبقاً، وحالة التجمعات المتماسكة التي قد ترفض أعضاء جدد ليست حالة استثنائية، بل هذا ما يحصل غالباً، لذلك يجب أن تستغل الأيام الأولى.
أما إذا كنت قد وصلت إلى عملك الجديد أو إلى جامعتك الجديدة فوجدت أن الأصدقاء قد كونوا مجموعاتهم فلا بد أن تبحث عن مكانك بينهم، وذلك من خلال التقرب من أصحاب الاهتمامات المشتركة، واختيار المجموعة التي تناسبك والأشخاص الأكثر تقبلاً للأعضاء الجدد.
تواصل مع الأشخاص الذين تعرفت عليهم سابقاً
تحدثنا في بداية هذا المقال عن ضرورة إنشاء صداقات افتراضية مع أشخاص في البلد المضيف، حان الوقت لتحويل هذه الصَّداقات إلى صداقات حقيقة من خلال تفعيل التَّواصل بينك وبينهم.
وكي لا تصاب بخيبة الأمل قد لا يستجيب أصدقاء مواقع التَّواصل الاجتماعي لرغبتك بالتَّعرف إليهم عن قرب، لكن استجابة واحد منهم على الأقل ستجعل من الأمور تسير بشكل أفضل في الأيام الأولى من الغربة.
ابتعد تماماً عن السخرية من الآخرين إذا أردت علاقات جيدة معهم
بطبيعة الحال لا يمكن أن تكون السُّخرية من الآخرين خياراً جيداً لتكوين صداقات حقيقية، وبما أنَّنا نتحدث ع الصداقة في الغربة فيفضل أن نبتعد تماماً عن السخرية من الآخرين، فنحن أمام ألوان وأعراق وعادات وأفكار مختلفة، وسنتعامل مع العديد من الأفكار والممارسات الغريبة التي قد تكون مثيرة للضحك بالنِّسبة لنا، فالحذر ضروري أمام مثل هذه الحالات.
ربما نستبدل السخرية بالاستفسار، فإذا رأيت عادة غريبة من عادات تناول الطعام ربما تستفسر عنها وتخبر عن عادات تناول الطعام في بلدك، لقد فتحت باباً جديداً للصداقة.
كن مبادراً ولطيفاً دائماً
يجب أن تكون مبادراً بإلقاء التحية على الآخرين، وأن تحافظ على التَّعامل اللطيف معهم وإن لم تجد منهم التجاوب الكامل، فإن لم يكونوا متفاعلين مع مبادرتك هذه سيكون محرجاً بالسبة لهم تمسكك بأسلوبك اللطيف.
من بين الرسائل الواردة إلى موقع حلوها بعنوان "إن لم أبادر في الكلام فلا أحد يتكلم معي، فما الحل؟" كانت صاحبة المشكلة طالبة تشتكي من بعض زميلاتها التي اعتادت أن ترمي عليهن السلام لكنها عندما لم تبادر وجدتهن غير مكترثات للأمر ولم يبادرن.
فعلياً كانت نصيحة الدكتورة سناء عبده في الرد على صاحبة المشكلة تؤيد ما نذهب إليه حول التمسك بالمبادرة والحفاظ على أسلوب لطيف وراقي وإن لم يتفاعل معنا الآخرون بالشكل الكامل.
تعامل مع الموضوع كأنَّك تكون صداقة جديدة في بلدك
إذا ما أخذت بعين الاعتبار الفروق الثقافية بينك وبين الأشخاص الآخرين في محيطك الجديد، إضافة إلى الملاحظات التي ذكرناها سابقاً، كل ما عليك فعله لتكوين صداقات جديدة وفعالة أن تتعامل مع الأمر كأنَّك في بلدك.
في بلدك ستبحث عن الأشخاص الذين يشاركونك اهتماماتك، وستكون لطيفاً قدر الممكن، ستقدم العون للآخرين لتندمج معهم، وسترد التحية بأحسن منها ....إلخ.
إذا كنت قد تعرفت على البلاد التي سافرت إليها مسبقاً كما ذكرنا في البداية ستجد الأمر في غاية البساطة.
- لا وجود لصداقات أبدية ولا لعداوة دائمة
من المفترض أنَّنا تخطينا مرحلة تكوين الأصدقاء في الغربة، وأصبح الوقت مناسباً للتفكير كيف سنتعامل مع هؤلاء الأصدقاء حتى نحافظ على علاقتنا بهم؟.
في هذه الفقرة سيقدم لكم موقع حلولها مجموعة من النصائح للتعامل مع أصدقاء الغربة، نتمنى أن تستفيدوا منها. - تذكر دائماً أنَّك تمثل بلدك في الغربة
من المفيد أن تحمل مسؤولية تمثيل بلادك في الغربة، هذا سيجعلك تتجنب الكثير من المشاكل وتظهر أفضل ما لديك، ليس فقط من أجل تكوين صداقات حقيقية بل أيضاً لتترك انطباعاً جيداً عن أبناء وطنك أمام الآخرين. - ابتعد عن الخلافات العرقية والدينية العميقة
من البديهي أن النقاشات الدينية العميقة قد تسبب مشكلات بين الأصدقاء حتى وإن مضى على صداقتهم سنوات، كذلك الأمر فيما يتعلق بالقضايا العرقية، لذلك فمن الأفضل تجنب التعمق في النقاشات الدينية والعرقية وحتَّى السياسية التي من شأنها أن تحدث خلافات قد لا يسهل حلها.
وإذا لم تستطع تقبل أشخاص معينين بسبب انتمائهم الديني أو العرقي أو السياسي فلا داعي للتصريح بمشاعرك تجاههم، ومن الأجدى أن تتعامل معهم بلطف مع الحفاظ على مسافة تفصلك عنهم. - كن صديقاً للجميع في الغربة
عندما تكون غريباً يجب أن تتجنب العداوة مع الآخرين قدر الممكن، حاول أن تكون لطيفاَ مع الجميع وإن كانت لديك تفضيلات لفئات معينة، فالعداوة التي قد تنشأ بينك وبين جماعة ما أو شخص ما قد تجعلك تخسر رصيدك عند أشخاص آخرين كأصدقاء أو كأصدقاء محتملين. - تجنب المشاكل السطحية مع أصدقائك
سنحاول قدر الممكن أن نتجنب المشكلات السطحية التي قد تنشأ عن سوء تفاهم أو عن سوء تقدير لموقف ما، وسنحاول أن نتخلص من الخلاف بشكل فوري مع الصديق الجديد نسبياً كي لا يتحول إلى عداوة، وما دمت شخصاً متفهماً ومسالماً مع الحفاظ على قوة شخصيتك ستجد نفسك مغناطيساً للأصدقاء. - ابحث عن حل للمشكلة
إذا كنت تعاني من مشكلة ما مع أصدقائك في الغربة فحاول أن تبحث عن الحل لا أن تقف متفرجاً أمام مشكلتك وهي تتفاقم.
من بين الرسائل الواردة لموقع حلوها بعنوان كيف أتعامل مع أصدقاء الغربة من غير حساسية كانت صديقة الموقع تعرض مشكلتها مع تسلط أصدقاء الغربة وفرض خياراتهم فيما يتعلق بالتنزه والترفيه باعتبار أن الأغلبية موافقة، ونحن نجد في رغبة صاحبة المشكلة بإيجاد حل لمشكلتها خطوة إيجابية جداً تمثل نصف الطريق نحو الحل.
أخيراً... الصداقة من الأمور التي يسعى الإنسان جاهداً إلى تحقيقها، وستصبح رغبة الإنسان بتكوين صداقات حقيقية أكبر عندما ينتقل من بيئته إلى بيئة جديدة، وعلى الرغم أن معظم الأشخاص قد يشعرون بالارتباك في بداية الأمر، إلّا أنَّ هذا الارتباك سرعان ما يزول وتحل محله الراحة التي ترافق بداية الاندماج.