الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل وأثرها على الرضيع والجنين

هل الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل آمنة للجنين والرضيع؟ ما هي أعراض الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية؟ وما هي فوائد ومخاطر الرضاعة الطبيعية خلال الحمل؟
الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل وأثرها على الرضيع والجنين
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتقد الكثير من الأمهات المرضعات أنّ الرضاعة الطبيعية وسيلة فعالة بنسبة 100% لمنع حدوث الحمل أثناء فترة الرضاعة؛ وفي حين يعتبر هذا الكلام صحيح نسبياً، إلا أنه "ولأسباب عديدة" يحدث الحمل غير المُخطّط له لدى بعض الأمهات المرضعات، وفي هذه الحالة تطرح الأم "الحامل والمرضع" في نفس الوقت، العديد من الاستفسارات حول إمكانية استمرار الرضاعة مع وجود الحمل؟ وهل سيؤثر الحمل القادم سلباً على صحة الطفل الرضيع في حال قرّرت الأم استمرار الرضاعة؟ سيجيب مقال اليوم عن معظم الأسئلة المهمة حول إمكانية استمرار الرضاعة الطبيعية خلال فترة الحمل.

هل يحدث الحمل أثناء الرضاعة؟ تعتبر الرضاعة الطبيعية أحد وسائل منع الحمل التي يمكن أن تعتمد عليها المرأة المرضع خلال الأشهر الست الأولى من ولادة طفلها؛ يعود ذلك إلى الهرمونات، إذ تحفّز عملية الرضاعة الطبيعية إفراز هرمون البرولاكتين (Prolactin)؛ الذي يمنع حدوث عملية الإباضة الضرورية لحدوث الحمل.
على الرغم من قدرة الرضاعة الطبيعية على تقليل خصوبة المرأة، يمكن أن يحدث الحمل خلال الرضاعة الطبيعية لدى الكثير من الأمهات المرضعات، خاصّةً بعد عودة انتظام الدورة الشهرية لدى المرأة، والبدء بتخفيف الرضاعة الطبيعية تدريجياً للطفل الرضيع، وذلك تزامناً مع إدخال أنواع الأطعمة الصلبة لنظامه الغذائي.
كما يمكن أن تتفاجئ بعض النساء المرضعات بحدوث الحمل حتّى قبل نزول الدورة الشهرية لديهنّ؛ فقد تحدث عملية الإباضة حتى قبل عودة الدورة الشهرية، لذلك فقد تجد المرأة المرضع نفسها حاملاً دون التخطيط لذلك. [1,2]

animate

تعتمد الكثير من النساء على علامة غياب أو تأخر نزول الدورة الشهرية كأحد الأعراض المؤكِدة على وجود حمل، إلا أنّه لا ينطبق ذات الشيء على المرأة المرضع، حيث تواجه المرأة المرضع الكثير من التغيرات في دورتها الشهرية خلال فترة الرضاعة.
فقد تتأخر الدورة الشهرية بشكل عفوي خلال فترة الرضاعة دون أن يدلّ ذلك على وجود حمل لدى بعض الأمهات المرضعات، في حين تؤكد العلامات التالية على وجود الحمل خلال الرضاعة الطبيعية: [2,3,4]

  1. آلام الثدي: يمكن أن تشعر الأم الحامل بحساسية حلمة الثدي بشكل أكبر خلال الحمل أثناء الرضاعة، ويزداد الألم أثناء إرضاع الطفل.
  2. انخفاض إنتاج حليب الرضاعة: يحدث ذلك نتيجة التغيرات الهرمونية التي ترافق حدوث الحمل، والتي تسبب انخفاض كمية الحليب الذي ينتجه الثدي.
  3. تغيّرات في حليب الرضاعة: يحدث خلال الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية، تغيراً في تكوين حليب الأم ومذاقه، وفي هذه الحالة قد تلاحظ الأم المرضع امتناع طفلها الرضيع عن إكمال الرضاعة.
  4. العطش الشديد: يزداد الشعور بالعطش خلال الحمل مع الرضاعة الطبيعية، إذ تحتاج كل من عملية إرضاع الطفل الرضيع و نمو الجنين إلى زيادة مدخول السوائل لجسم الأم.
  5. زيادة الشعور بالجوع: تسبب الرضاعة الطبيعية الشعور بالجوع، ويمكن أن تلاحظ المرأة المرضع عند حملها رغبة شديدة في تناول الطعام خلال اليوم.
  6. أعراض الحمل الشائعة: بالإضافة إلى الأعراض السابقة المميزة لحدوث الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية، تلاحظ المرأة المرضع أعراض الحمل الشائعة مثل:
    • الغثيان والإقياء: وهي الأعراض الأكثر شيوعاً خلال الحمل، يمكن أن تكون هذه الأعراض أكثر شدةً خلال الرضاعة.
    • التشجنّات المرافقة لنزول بقع دموية: يبدو الأمر وكأن الدورة الشهرية على وشك النزول، إلا أنها تكون فقط تقلصّات يرافقها نزول بقع دموية، وهي مؤشر قوي على وجود حمل.
    • التعب الشديد: في حين تبدأ أعراض التعب بالظهور بعد مرور الأشهر الأولى من الحمل، يمكن أن تبدأ أعراض التعب عند الأم المرضع في وقت مبكّر من الحمل.
    • تغيرات لون الجلد: مثل التصبّغات الجلدية وظهور كَلَف الحمل.

تعتري الأم المرضع الحيرة والكثير من مشاعر القلق حيال استمرار إرضاع طفلها الرضيع، وذلك مع علمها بوجود حمل جديد، ولكن لا داعي للقلق كثيراً؛ إذ لا يوجد أضرار لحليب الأم الحامل على الرضيع، حيث تعتبر عملية الرضاعة الطبيعية خلال الحمل آمنة تماماً للطفل الرضيع، وذلك مع حرص المرأة الحامل على الاستمرار بالحصول على تغذية جيدة وشرب الكثير من السوائل.
يستمرّ حليب الأم المرضع خلال حملها تقديم نفس الفوائد الغذائية والصحية للطفل الرضيع، ولكن كما ذكرنا في فقرة أعراض الحمل خلال الرضاعة الطبيعية؛ يحدث تغيّر في مذاق حليب الإرضاع وانخفاض في إنتاج كمية الحليب ؛خاصّةً مع تقدم عمر الحمل، لذلك تلاحظ الكثير من الأمهات عزوف أطفالهنّ الرضّع عن استكمال عملية الإرضاع الطبيعية، يبدو الأمر كما لو أنّ الطفل يفطم نفسه بنفسه، كما تزداد آلام الثدي في الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية، وهذا ما يدفع الكثير من الأمهات لاتخاذ قرار الفطام خاصّةً مع تقدم عمر الحمل. [5,6]

مع دخول المرأة شهرها الرابع من الحمل ستتغير تركيبة حليب الثدي، حيث يصبح الحليب أكثر سماكةً وقد يصبح لونه أصفراً، لذلك قد يرفض الطفل الرضيع تقبّل الحليب بعد تغيّر قوامه ولونه، أو يمكن أن لا يسبّب هذا الشيء أي ازعاج للطفل الرضيع، فيستمرّ بالرضاعة. [8]

يمكن أن تكون مهمة استمرار الإرضاع مع وجود حمل صعبة على الأم الحامل من جديد، وذلك لإمكانية مواجهتها لبعض الأعراض الجسدية المزعجة مثل: [8]

  • التهاب حلمة الثدي: يفرز الجسم مع بداية الحمل هرمونات تجعل مثل الثديين مؤلمين خاصةً في أوقات الرضاعة.
  • غثيان الصباح: وهو أحد أعراض الحمل الشائعة خلال فترة الأشهر الأولى من الحمل، والتي قد تزداد سوءاً مع الرضاعة الطبيعية.
  • تقلبّات المزاج: يحدث ذلك نتيجة التقلبات الهرمونية العديدة بين اجتماع حالَتي الحمل والإرضاع معاً.

لا يوجد أي دليل مثبت على خطورة إجهاض الجنين مع استمرار الرضاعة الطبيعية، وذلك إذا قررت الأم الاستمرار في إرضاع طفلها؛ مع الأخذ بالعلم أنّ الرضاعة الطبيعية قد تسبب بعض التقلصات الخفيفة في الرحم، إلا أنّ هذه الانقباضات لا تشكّل أي مصدر قلق على الجنين، يُنصح بإيقاف الرضاعة الطبيعية في بعض الحالات الخاصّة مثل: [6,7]

  • حالة الحمل شديد الخطورة
  • وجود احتمال ولادة مبكرة
  • حالة وجود نزيف أو ألم في الرحم
  • حالة الحمل بتوأم أو أكثر
  • كما وجدت بعض الدراسات احتمالية ضئيلة لحدوث إجهاض في حال كان الطفل الرضيع معتمد كلياً في تغذيته على الأم المرضع.

في حين يمكن أن يكون الاستمرار بالرضاعة الطبيعية أمراً صعباً مع تقدّم الحمل، إلا أنه ينطوي على الكثير من الفوائد التي تجعل بعض الأمهات تختار الاستمرار بالرضاعة الطبيعية خلال الحمل: [8]

  • تعزيز مناعة الطفل وتقديم أفضل غذاء له من خلال حليب الإرضاع.
  • الرضاعة الطبيعية وسيلة مهمة لتقوية العلاقة بين الأم والطفل الرضيع.
  • كما تساهم الرضاعة الطبيعية سهولة تكيّف الطفل الرضيع مع الطفل القادم.

أهم النصائح التي يجب على الأم الحامل اتبّاعها في حال قرّرت الاستمرار في الرضاعة الطبيعية: [8]

  • تناول نظام غذائي صحي متوازن يضمن لها الحفاظ على صحة الحمل خلال فترة الرضاعة
  • شرب كميات كافية من الماء؛ بما يدعم صحة حملها وتغذية طفلها الرضيع معاً
  • تناول وجبات خفيفة صحيّة قبل الرضاعة للتخفيف من شعور الغثيان الذي قد يزداد سوءاً خلال الإرضاع
  • الانتباه لتغيير وضعية الطفل الرضيع أثناء الرضاعة مع تقدّم عمر الحمل

في النهاية.. يبقى استمرار الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل خياراً ممكناً للأم الحامل، يعتمد ذلك على صحة جسمها وعدم وجود أي أمراض مرافقة، بالإضافة إلى رغبتها في الحفاظ على تغذية سليمة لطفلها الرضيع من خلال الرضاعة الطبيعية، من المهم مناقشة الاستمرار في الرضاعة أو فطام الطفل الرضيع خلال الحمل مع طبيبك المختصّ، الذي سيساعدك على اتخاذ القرار المناسب وفقاً لصحتك وصحة حملك.

المراجع