الشحنات الكهربائية الزائدة في المخ ونوبات الصرع

الشحنات الكهربائية الزائدة في المخ المسببة لنوبات الصرع هي عبارة عن موجة من النشاط الكهربائي غير المنضبط بين خلايا الدماغ (الخلايا العصبية) التي تسبب تشوهات مؤقتة في شد العضلات أو حركاتها (تصلب أو ارتعاش أو ضعف) أو خللاّ في السلوكيات أو الأحاسيس أو تشوّهاً في حالات الوعي والإدراك.

هل كهرباء المخ الزائدة مرض مزمن؟

زيادة كهرباء المخ وما ينتج عنها من نوبات، ليست كلها متشابهة في الأشكال والأعراض والأسباب، يمكن أن يعاني الشخص من نوبة لمرة واحدة نتيجة حدوث خلل مؤقت في كهرباء المخ، وقد يصاب شخص آخر بنوبات كهرباء المخ لمرات متكررة ولسنوات طويلة وهذا ما يسمى بالصرع. [1]
اقرأ أكثر عن الصرع من خلال النقر على هذا الرابط.

هل يمكن أن تكون كهرباء المخ بدون تشنجات؟ نعم قد يعاني البعض من نوبات كهربائية مستمرة دون أن يعرف ذلك، وخاصة أنه ليس كل النوبات تتخذ نفس الشكل، من هنا وجب التنويه لأعراض نوبات الصرع وزيادة الشحنات الكهربائية في المخ، فكيف نعرف أن الشخص يعاني من نوبة كهربائية؟ [2،3]

• قد تلاحظ أن الشخص سارح ويرمش باستمرار أو هناك حركات سريعة في عينيه، أو قد يحدق للأعلى ولا يستجيب لك عند مناداته، أو إن لوحت له بيدك أمام وجهه.
• قد تنقبض عضلاته وتتصلب لتصبح كلوح الخشب.
• قد يسيل لعابه أو يكون فيه رغوة.
• قد يتشنج جسده، ويستمر في الارتعاش والارتجاج لبضع ثوانٍ إلى بضع دقائق.
• قد يفقد الشخص وعيه بالكامل أثناء نوبة الصرع.
• عندما يستعيد وعيه قد يصاب بالارتباك لفترة قصيرة
• قد يسقط رأس الشخص لثوانٍ وكأنه في حالة نعاس ونام فجأة
• قد يفقد الشخص السيطرة على وظائف المثانة أو الأمعاء.
• حدوث تغيرات مزاجية مفاجئة.

في بعض الأحيان تحدث بعض الأعراض قبل حدوث النوبة، من هذه الأعراض: [3]

• شعور مفاجئ بالارتباك أو القلق.
• شعور بالغثيان.
• دوخة.
• تغير في الرؤية.
• حركة تشنجية في الذراعين والساقين قد تسبب سقوط الأشياء من يد الشخص.
• صداع.
• طعم مر وغريب في الفم.

يمكن أن تنجم زيادة الشحنات الكهربائية في المخ أو نوبات الصرع عن عدد من الأسباب التي تؤثر على الجسم فتزعج الدماغ وتؤدي إلى نوبة صرع... مثل: [3]

• عدوى الدماغ مثل التهاب السحايا
• إصابات أو أمراض أو عيوب في الدماغ منذ الولادة.
• يمكن أن تكون النوبات الكهربائية وراثية، وفي بعض الحالات وخاصة عند الأطفال قد يكون سبب النوبة غير معروف.
• الاختناق ونقص أكسجة الدماغ.
• تعاطي المخدرات أو الكحول أو آثار انسحابها من الجسم.
• التعرض لصعقة كهربائية.
• ضغط الدم المرتفع.
• الحمى الشديدة.
• التعرض لضربة على الرأس.
• الفشل في الكلى أو الكبد.
• ورم في المخ.
• انخفاض في مستوى السكر في الدم.
• السكتة الدماغية.
• شذوذ الأوعية الدموية في الدماغ.
• عدوى كورونا المستجد COVID-19.
• التعرض للإشعاعات والمواد المصنعة والابتعاد عن الطبيعة.

قد يكون أحد الأشخاص القريبين منك يعاني من نوبات صرع أو قد يشاء القدر أن تكون متواجداً مع شخص ما، وفجأة يدخل في نوبة صرع، ويكون عليك أن تقدم له الإسعافات اللازمة... من هنا عليك أن تطلع على كيفية تقديم الإسعافات الأولية له... وهي كالتالي: [1،2]

• حافظ على هدوئك ولا تخف.
• ارفع الشخص عن الأرض قليلاً، واتركه ولا تحاول أن تمسكه أو توقف حركاته.
• اقلبه برفق على أحد جانبيه – ويفضل على الجانب الأيمن- لتساعده على التنفس بشكل مريح.
• أزل جميع الأشياء الخطرة كالأشياء الصلبة أو الحادة من حوله حتى لا يؤذي نفسه بها أثناء حركته، وضع وسادة تحت رأسه.
• أزل نظاراته إن كان يستخدم نظارة طبية أو سماعات الأذن، وفك ربطة العنق أو الحزام...
• لا تضع أي شيء في فمه أو تحت لسانه حتى لا يعض عليه فيؤذي أسنانه أو فكه، ولا تحاول عمل تنفس اصطناعي له.
• لا تعطه الماء أو أي طعام أو شراب إلا بعد أن يستعيد وعه تماماً من النوبة.
• حدد الوقت الذي تستغرقه النوبة، واتصل بالطوارئ إذا استمرت النوبة لأكثر من 5 دقائق.
• بعد انتهاء النوبة...افحص جسمه باحثاً عن إصابات دون تحريكه كثيراً، وساعده أن يستعيد وعيه بسؤاله عن اليوم ومن هو وأين هو... وابق معه حتى تنتهي النوبة ويستيقظ منها تماماً، ثم ساعده على الجلوس في مكان آمن وفيه تهوية جيدة، وبعد أن يعي أخبره بما حدث معه وطمئنه. [3]

يعاني شخص واحد من بين كل 10 أشخاص من نوبة صرع ولو لمرة واحدة في حياته، وهي ناتجة عن الشحنات الكهربائية الزائدة في المخ. ليس كل الحالات تستدعي طلب المساعدة والتدخل الدوائي، إلا في الحالات التالية: [1]

• إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الشخص لنوبة صرع.
• إذا فقد بعد النوبة القدرة على التنفس أو المشي.
• إذ استمرت النوبة لأكثر من 5 دقائق.
• إذا تبعت النوبة نوبة أخرى.
• إذا كان الشخص يعاني من أمراض أخرى كالسكري وأمراض القلب
• إذا تزامنت النوبة مع وجود الحمل.

ما هي آثار النوبات؟

إذا لم يحصل المريض على علاج للنوبات، فقد تزداد أعراضها سوءًا وتتكرر أكثر، كما قد تؤدي النوبات إلى تلف خلايا دماغية، أما النوبات الطويلة أو الحادة فقد تؤدي إلى الغيبوبة أو حتى الوفاة. كما قد يصاب الشخص أثناء النوبة إصابةً مباشرة جراء سقوطه على الأرض أو على جسم صلب. [3]

تعتمد علاجات النوبات على السبب، ويساعد العلاج على التقليل من آثار النوبات أو من حدتها وتكرارها أو قد يسيطر عليها تماماً. حيث يتم علاج النوبات من خلال الأدوية واتباع نظام غذائي يعرف باسم حمية الكيتو وهي حمية عالية الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات مع سعرات حرارية محدودة. وفي الحالات المتقدمة يتم إجراء جراحة للدماغ لعلاج الشحنات الكهربائية الزائدة بعد تقييم الحالة.

وفي المقابل هناك أمور تزيد من تكرار النوبات أو حدتها منها:

• الانقطاع عن الأدوية
• تعرض المريض لارتفاع في درجة الحرارة.
• قلة النوم.
• التوتر وعدم الراحة سواء الجسدية أو النفسية.
• تناول بعض الأدوية مثل بعض مسكنات الألم أو مضادات الاكتئاب.
• انخفاض مستوى الصوديوم في الدم.
• إصابات الرأس.
• التعرض للأضواء الوامضة.

كما أن هناك طرق طبيعية تحدث عنها الكثير من خبراء الأعشاب المعروفين منهم الخبير الأردني حسن خليفة من خلال أكثر من مقابلة تلفزيونية منها:

• التأمل.
• المشي وممارسة التمرينات الرياضية.
• تناول كبسولات زيت السمك.
• شرب عصير العنب وتناول أو شرب الأعشاب المهدئة كالريحان والبابونج.
• التقليل من تناول السكر الأبيض.
• المشي حافي القدمين على التراب أو البلاط والإكثار من وضعية السجود لتفريغ الشحنات عن طريق الأرض.
• ربط خيط صوف على اليد وصنع إسوارة منه.
• استخدام الملابس القطنية أو الصوفية وليس النايلون ولا البوليستر، وحتى أغطية السرير ومخدة الرأس يجب أن يكونوا من القطن أو الصوف.
• فرك اليدين بالسواك أو أي قطعة خشبية لأكثر من مرة في اليوم، واستخدام السواك كذلك في تنظيف الأسنان.
• عمل مساج بزيت الزيتون للظهر والرقبة والرأس قبل النوم.
• الإكثار من أكل البندق.
• وضع الأيدي والأرجل بماء بارد للتخلص من الإرهاق والخوف وتعب النفسية.
• تناول ملعقة عسل مذابة في كأس من الماء صباحاً ومساء.
• التقليل من تناول الألبان واللحوم.
• كما أنه من المهم والمفيد ارتداء سوار تعريفي طبي يخبر الناس أنك مريض بالصرع، فيه رقم هاتف طبيبك واسمه وطريقة التعامل معك أثناء النوبة. [3،4،5،6]

في النهاية... نأمل أن يكون هذا المقال مفيداً، وأن يسهم في علاج أو على الأقل في التقليل من معاناة مرضى الصرع والمحيطين بهم، وتحسين حياتهم ولو بشكل بسيط، مع تمنياتنا للجميع بالشفاء التام والعاجل