تربية الأطفال على حب الوطن والوطنية

غرس حب الوطن في نفوس الأطفال وتعليم الطفل مفهوم الوطنية، طرق تربية الأطفال على حب الوطن ودور الأهل والمدرسة بغرس حب الوطن في نفوس الأطفال
تربية الأطفال على حب الوطن والوطنية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

حب الوطن هو من الأمور التي يجب عدم المساومة عليها مهما حدث، فالوطن يفدى بالروح وحتى بالولد. فلولا الوطن والأرض لما عشنا وما أنجبنا أبناءنا، فالوطن هو الأم التي تحتضننا، ومن واجبنا عليه أن نحبه ونخلص له ونغرس حبه في أبنائنا منذ صغرهم، وفي هذا المقال سوف نناقش كيف نغرس في أبنائنا حب الوطن.

يعتمد شرح مفهوم الوطن والوطنية للأطفال على إدراك الأهل أنفسهم لمفهوم الوطن ومعنى الوطنية والانتماء، وعادةً ما يبدأ وعي الطفل بوطنه من خلال إدراك الخصوصية الجغرافية والثقافية التي تميّز بلاده، لذلك فإن شرح مفهوم الوطن للأطفال يتزامن مع تعليمهم بعض الأساسيات مثل خريطة بلادهم والبلاد المحيطة، العلم الوطني والنشيد، تاريخ بلادهم المبسّط.
الجانب الآخر من توضيح مفهوم الوطن يرتبط بتعليم الطفل الحفاظ على موارد بلاده التي يشترك فيها مع جيرانه وأهل بلده، مثل ترشيد الطاقة والمياه والحفاظ على المرافق العامة، وسنرى في الفقرات القادمة كيف يمكن غرس حب الوطن في نفوس الأطفال وترسيخ مفهوم الوطنية لديهم.

animate

لا بد أننا جميعاً نغرس في أبنائنا حب الوطن دون وعيٍ منا، ولكننا في هذا المقال سوف نلفت نظرك –عزيزي القارئ- على بعض الأمور التي تساعدك أكثر، وخاصة مع انشغالنا عن أبنائنا وعدم قضاءنا معهم أوقات نوعية كما يجب، كما أن هناك الكثير من الأسر التي تعيش خارج أوطانها. فكيف نغرس في أبنائنا حب الوطن؟ [1،2،3]

  1. كن أنت القدوة في الوطنية: فلا تتكلم بسوء عن الوطن أمام أطفالك حتى لو كنت مستاء من أمر ما، وطبق النصائح التالية على نفسك قبل أن تطبقها على أبنائك.
  2. ابدأ من بيتك: فعلّم أبناءك أن يحبوا بيتهم وأن يهمتموا به ويحافظوا على نظافته وأمنه واستقرار أفراده وسعادتهم، وأن ينتموا له وللأسرة؛ فيدعموا بعضهم ويحبوا بعضهم، ومن ثم توسع معهم بحوار يناسب أعمارهم بالانتقال للحي والمدينة والوطن والوطن العربي ككل فالعالم أجمع وهكذا.
  3. تغنَّ بالأمور الجميلة والإيجابية في بلدك أمام أبنائك: فتغنَ بجمال الطبيعة أو بعراقة التاريخ أو بالحريات أو بطيبة الناس أو بأخلاقهم أو حتى بجمال وجوههم.
  4. حدثهم عن تاريخ بلادهم العريق: فليس هناك بلد عربية واحدة لم تسطر تاريخاً مشرفاً وعريقاً للإنسانية، هذا لا يطلب منك أن تكون مؤرخاً وعالماً في التاريخ، فما عليك إلا أن تكون مثقفاً بتاريخ بلادك كجزء من الثقافة التي يتطلبها دورك كمربٍ، ومن ثم يمكنك أن تستفز ابنك وتستثير رغبته للبحث والاطلاع عن أمور التاريخ والجغرافيا والحياة السياسية. ويفضل أن تعرض عليهم بعض الكتب والمراجع التاريخية والخرائط الورقية وليس الإلكترونية باستخدام الأجهزة الخلوية وغيرها، لأن الطفل يربط هذه الأجهزة بالألعاب والتسلية أكثر.
  5. أطلعهم على ثقافة وعادات وتقاليد البلد: فهذا جزء لا يتجزأ من الانتماء والوطنية، والبلد الذي يسمح شعبه لعاداته وتقاليده ولهجته وزيه الشعبي ... بالاندثار فهو عرضة للضياع والاستغلال والنسيان.
  6. علمهم احترام القوانين والأنظمة: فلا تتجاوز السرعة المسموح بها عند قيادتك لسيارتك، ولا تنتقد نظاماً أو قانوناً أمامه حتى لو لم يعجبك.
  7. طالب بحقوقك وأدِ واجباتك: فانتخب وشارك وحاور وانتقد.

دعونا نأخذ ما شهدناه في فلسطين في الأيام الأخيرة مثالاً... فلا بد أننا شهدنا حب الفلسطينيين لوطنهم وتمسكهم بأرضهم، ولم يكن هذا مقتصراً على كبار السن الذين تعودوا تنفس عشق الوطن، بل أننا لاحظناه حتى في الشباب والأطفال الفلسطينيين في الداخل والخارج، فكسب الذين قالوا أن أجيال فلسطين الجديدة لن تنسى قضيتها ووطنها... فلماذا كل هذا الحب والإخلاص لوطن قد لا يكون كثير منهم قد رآه من قبل؟ [1]

  1. لا بد أن أهلهم قد غرسوا حب الوطن في نفوسهم وقالوا لهم أنه دون الوطن لن يكن لهم مأوى ولا بيت، فمهما اغتربوا وحلوا وارتحلوا لن يضمهم إلا تراب الوطن، حيث الأصالة والذكريات والتاريخ والعراقة. فقد اختار لك الله تعالى أن تعيش في هذا البلد بالذات في هذه الفترة الزمنية تحديداً، ولا بد أن هناك حكمة إلهية في ذلك؛ فحتى أن جسدك يتفاعل مع المثيرات والأمور الطبيعية التي في بلدك تحديداً كما سنوضح لاحقاً في هذا المقال.
  2. لأنك حر في بلدك... فمهما قيدت بلدك حريتك في التعبير عما بداخلك، فعلى الأقل لن يساء فهمك، ولن يقال أنك دخيل تحاول زعزعة أمن البلد، فمن يمارس حقه في التعبير عما بداخله في بلده – بحدود طبعاً- يعرف الجميع أن هدفه الانتقاد لتحسين الحال وبنية الغيرة على البلد ليس إلا. بينما لو كنت مغترباً في بلاد الغربة فإنك لن تستطيع أن تفتح فمك لئلا تتهم بأنك تحاول زعزعة أمن البلد أو تخريبها.
  3. لأن من يتنازل عن حقه في أن يكون له وطن ينتمي له يمكن أن يتنازل عن أي شيء مستقبلاً؛ فهو ضعيف الشخصية ومن السهل الاستقواء عليه، ومن لا يحب وطنه ويبيعه فكأنما يبيع شرفه وعرضه.
  4. لأن "إللي ما فيه خير لوطنه وأهله، ما فيه خير لحد"... فكيف يمكن أن تؤمن على شخص خان وطنه الذي هو أمه وأصله؟!
  5. لأننا إن لم نحب أوطاننا لن نستطيع تعميرها والمحافظة عليها والعيش بخيرها ومن خيراتها.
  6. لأننا بذلك نضمن استقرارنا وأماننا، وكذلك أمن واستقرار أبناءنا في المستقبل.

تقع مسؤولية غرس حب الوطن في قلوب الأطفال على الأهل والبيت أولاً، وكذلك على المدرسة والأصدقاء والمجتمع، ووسائل الإعلام وكل من يتعامل مع الأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر. كيف؟ [4،5،6]

  • البيئة المحيطة بالطفل: الطفل يتشرب كل شيء مما حوله، ويقلد الآخرين في تصرفاتهم وسلوكياتهم وحتى في توجهاتهم، ولديه القدرة أن يحتفظ بالأمور التي تعلمها في ذاكرته طوال حياته.
  • دور المدرسة: على المدرسة التركيز على تعليم الطلاب النشيد الوطني واحترامه عن طريق الوقوف وقفة عز وشموخ أثناء تأديته وشرح معانيه العميقة بحب وإيجابية، وتعليم الطفل التربية الوطنية بأسلوب سلس ومسلٍ بعيداً عن الأساليب التقليدية وحشو المعلومات التي تنفر الطفل من التعلم بدلاً من أن تشده له، وكذلك تقع على المدرسة مسؤولية التربية قبل التعليم كتعليم الطفل القيم الأخلاقية السامية ومنها الانتماء والوطنية والإخلاص والتعاون ومساعدة الغير والتعاطف وأساسيات الحوار والنقاش، والتي تصب جميعها في مصلحة إنشاء جيلٍ واعٍ ومسؤول محبٍ لوطنه ومنتمٍ للمجموعة.
  • وسائل الإعلام: كما أن على وسائل الإعلام أن تكون مؤثرة إيجابياً في الناس بشكل عام وفي الأطفال بشكل خاص، من خلال عرض رسائل هادفة، وتسليط الضوء على الأنشطة والمبادرات والأمور التي تنمي حب الوطن والوطنية لدى الناس.
  • وسائل التواصل الحديثة: ولا ننكر دور وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت؛ فعندما يتعرضون لمحتوى معيناً فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على سلوكيات الناس ويحدد توجهاتهم وخاصة الأطفال والشباب.

ذكرنا المبادئ الأساسية التي على الأهل والمربين تطبيقها لغرس حب الوطن في الأبناء، وتالياً أفكار مفصلة لمساعدتك في ذلك:

  1. عود أطفالك على الاستماع لبعض الأغاني الوطنية في السيارة بين الحين والآخر، وعلمهم الرقصة الشعبية للبلد وهم يرتدون اللباس الشعبي.
  2. ارتدوا اللباس الشعبي على الأقل في بعض المناسبات كالمناسبات الوطنية والأعياد.
  3. خذهم لزيارة المتاحف والحدائق العامة والأماكن الأثرية والمناطق لطبيعية، وحدثهم عن هذه الأماكن وازرع فيهم الفخر بها.
  4. اغتنم الفرص لتفتخر بوطنيتك بمشاركة أطفالك كالمناسبات الوطنية والاجتماعية؛ فمثلاً يمكنك حضور الحفل العام بعيد الاستقلال مع أطفالك وتزيين سيارتك بالأعلام، وكذلك يمكنك أن تحضر معهم المباريات لتشجع فريق بلدك بروح رياضية عالية.
  5. حاول دعم أبناء بلدك من خلال التطوع بالأعمال الخيرية أو الاجتماعية؛ فيمكنك المشاركة في تنظيف مكان عام أو زراعة الأشجار أو التبرع بالدم.
  6. افتخر بصناعات بلادك المحلية وبمنتجاتها واشترها وادعمها: فمن قال أن الفاكهة المستوردة ألذ وأكثر فائدة من الفاكهة البلدية مثلاً؟! هل تعلم أن هناك قاعدة ذهبية معروفة في علم الأعشاب والطب الطبيعي كان يرددها خبير الأعشاب الأردني د. حسين خيلفة وهي أن الإنسان يستفيد أكثر مما تنتج أرضه من نباتات وخيرات؛ فإن كنت من بلاد الشام فاترك شراء القطين التركي مثلاً، واشترِ بدلاً منهم القطين السوري لتستفيد أكثر منه.
  7. استخدم الأمثال الشعبية والكلمات باللهجة المحكية في كلامك.
  8. علمهم أن ينفعوا بلدهم بعلمهعم، وكلمهم عن العقول المهاجرة وتأثير هذا عليهم وعلى البلد.
  9. زيّن بيتك ومكتبك بمخدات عليها تطريز من أيدي سيدات بلدك، وقدّم المشروب الذي يختص بها بلدك في مناساتك، واحمل ميدلية لمفاتيحك بعلم بلادك.
  10. تحدث عن بلدك بإيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلّم أبناءك أن يحدثوا أصدقاءهم من بلاد أخرى عن بلدهم.

المراجع