أسباب العين الكسولة وعلاج الغمش وخمول العين
تعد العين من أكثر الأعضاء حساسية في الجسم، يصيبها العديد من الأمراض المختلفة الأسباب، ومن هذه الأمراض العين الكسولة التي تصيب الأطفال غالباً في عمرهم المبكر، لذلك يجب التعرف على هذا المرض وأسبابه وعلاجه لتداركه في بداياته، وفي هذا المقال سنقدم تعريفاً عن مصطلح العين الكسولة وكل المعلومات المتعلقة به.
العين الكسولة Lazy-eye أو كما يطلق عليها الأطباء "الغمش" وهي حالة تتراجع فيها الرؤية بعين واحدة مع استمرار تطور الرؤية في العين الأخرى وهذا سيؤدي إلى تجاهل الدماغ للصور والرسومات الآتية من العين الأضعف ويتناساها مع الوقت فتتكاسل عن العمل، بمبدأ العضو الذي لا يعمل يضمر، وغالباً ما تلاحظ عند الأطفال دون السبع سنوات وخاصة الذين ولدوا قبل أوانهم، أو الذين يملكون عين أصغر من حجمها المتوسط عند الولادة، كما أن وجود تاريخ عائلي سابق للغمش يزيد من احتمال حدوثه، وكلما كان التشخيص أسرع كلما كان العلاج ممكناً. [1]
لكل مرض أسباب وكوامن وراء حدوثه، والأسباب وراء كسل العين وخمولها مازالت مبهمة قليلاً ولكن تمكن الأطباء بعد البحث الطويل الوصول إلى الأمراض والأسباب التي تدهور صحة العين للوصول إلى الغمش، ودوماً معرفة الأسباب تعطينا نظرة عن سبل للوقاية، لذلك فيما يلي سنعرض الأسباب: [2]
- الحول: يعرف الحول بإشارة العينين إلى جهتين مختلفتين تماماً، ومن الممكن أن تكون أحد العينين اتجاهها إلى الأمام والعين الأخرى إلى الأعلى أو الأسفل أو تدور إلى الداخل أو الخارج، وفي هذه الحالة ستنشأ رؤية مزدوجة فلا يستطيع الدماغ التركيز فيتجاهل العين الأضعف ومع مرور الوقت لن تطور هذه العين بالشكل القويم.
- أخطاء الانكسار: وهي الحالة الأصعب لأنها لا تظهر خارجياً فيبدو الطفل أن كلتا عينيه سليمتان، وفي الواقع تكون أحد العينين مصابة ببعد النظر أو قصر النظر ففي كلتا الحالتين لا يتوضع خيال الرؤية على الشبكية فتكون الرؤية مشوشة، أو في حال اللابؤرية وهي انحناء في القرنية أو العدسة، فيتجاهل الدماغ العين المصابة.
- اعتام العدسة: تكون عدسة العين في هذه الحالة ضبابية وغائمة، والرؤية أشبه بالنظر من زجاج غير نظيف ومليء بالغبار، فيصعب على الدماغ تحديد الأجسام والكائنات من هذه العين ويفقد التركيز عليها ويتجاهلها، لذلك لا تطور بشكل صحيح بمحاذاة العين السليمة.
- تدلي الجفن: والتشخيص يسهل في هذه الحالة، حيث يكون الجفن مترهل ومتدلي على العين بسبب ارتخاء العضلات، فيعيق الرؤية ويصبح من الصعب الحصول على صورة واضحة وكاملة، وهذا بدوره يؤدي إلى الغمش.
- العامل الوراثي: يوجد احتمال ضئيل أن الغمش سببه خلل في أحد المورثات، كما أن خطر الإصابة يزداد في حال وجود إصابة عائلية سابقة بالغمش أو أحد الأمراض العينية السابقة.
الأعراض هي العنصر الأهم في تشخيص الأمراض، وكذلك في تشخيص كسل العين وبشكل خاص لأنها تصيب الأطفال فهم لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به أو ما يحدث لهم، لذلك يقع على عاتق الأطباء أو الوالدين ربما، ملاحظة هذه الأعراض للحصول على التشخيص الصحيح: [3]
- العينان لا تعملان معاً: عند النظر إلى الطفل المصاب بالغمش يلاحظ أن كلتا عينيه لا تعملان بشكل متوافق فغالباً تكون العين المصابة أبطأ في الاستجابة والحركة من العين السليمة، لأنها لم تتطور بشكل قويم وهذا يبدو واضحاً في حال التنبيهات السريعة للعينين وقليلاً في الحركة اليومية الطبيعية.
- التحديق: غالباً يحاول الطفل التحديق أو التركيز وإغلاق العين ليحصل على رؤية جيدة وهذه علامة واضحة أن عين الطفل غير سليمة ولا توفر له رؤية واضحة ونقية لذلك يحاول إغلاق العين للتركيز في أغلب أوقاته اليومية.
- إمالة الرأس: يبحث الطفل عن وضع مريح لرأسه ليحاول تثبيت رؤيته وتحديد النظر في نقطة واحدة، وقد تتفاقم المشكلة وصولاً إلى الصعر وهو ميلان العنق بشكل مستمر لجهة واحدة.
- مشاكل في القراءة: يلاحظ هذا عند الأطفال فوق سن السابعة حيث يبدي استجابات تشير إلى الغمش، كتقريب الورقة إلى العينين أو تجاهل بعض الحروف أثناء القراءة أو يمزج الحروف والكلمات، أو أن يستمر في فرك عينه أثناء القراءة.
- فحوصات طبية غير سليمة: وتقسم حسب قدرة الطفل على التعبير أو الكلام فالأطفال الذين لا يقدرون على وصف حالتهم يتم إجراء فحوص طبية مجهرية للعين أو يمكن تثبيت الطفل وجعله يتتبع جسم متحرك، أما الأطفال القادرين على الكلام يتم تغطية العين السليمة وإجراء الفحوصات المعروفة بالصور، وفي حال الغمش تظهر نتائج سلبية ولا يستطيع الطفل رؤية الأشكال والاتجاهات بشكل صحيح.
لم يترك الأطباء مرضاً إلا وأجروا أبحاثاً عليه، ووجدوا لبعض الأمراض علاجاً وبعضها لا، وكسل العين من الأمراض التي تم تحديد عدد من العلاجات لها، سواء بالعمليات أو الأدوات أو الأدوية وهذا ما جعل التعامل معها سهلاً طالما أن تشخيصها كان مبكراً، ومن بعض العلاجات التي قدمت للمرضى: [4]
- جراحة كسل العين: يستخدم هذا العلاج في حال كان اعتام العدسة هو المسبب للغمش، حيث يتم إجراء جراحة تحت تخدير كامل للطفل وتستغرق من ساعة إلى ساعتين يتم فيها إزالة الجزء العاتم من العدسة، لتحسين وتوضيع الرؤية، كما أنه في بعض الأحيان يتم إجراء جراحة لتحسين مظهر الحول عن طريق تغيير وضع عضلات العين ولكن هذه العملية لا تحسن الرؤية بل تجعل العينين في نفس الاستقامة فقط.
- ارتداء رقعة: يتم وضع رقعة سوداء على رقاقة زجاجية أو على النظارات في جهة العين السليمة، وهذا يحفز العين الضعيفة على العمل ويحفز الدماغ على استخدام العين الكسولة، وينصح بتوجيه الأطفال للنشاطات أثناء وضع الرقعة كالتلوين أو القراءة أو أجهزة الألعاب الإلكترونية.
- أدوية الغمش: يمكن استخدام قطرة الأتروبين في العين السليمة وهي قطرة عينية تعمل على توسيع الدقة بشكل كبير وتشويش الرؤية فيحفز الدماغ على استخدام العين الكسولة، ولكن لهذه القطرة آثار جانبية غير مرغوب بها كالصداع واحمرار العين وتهيجها.
- النظارات الطبية: وهي العلاج الفعال للغمش الذي ينشأ من مشاكل الرؤية كالحول أو قصر النظر أو بعد النظر، حيث يتم ارتداء نظارات مخصصة للعلاج ولتصحيح البصر، ويجب التقيد والالتزام بارتدائها باستمرار، فقد يشكو الطفل منها أو يقول أن الرؤية أفضل دونها ولكن هذا غير صحيح والسبب أنه اعتاد على الرؤية بعين واحدة والاعتماد عليها كلياً.
- الليزك: يعتقد أن عمليات الليزر والتي تعالج القرنية وتعالج مشاكل الرؤية كقصر البصر ومد البصر واللابؤرية مفيدة في حال كان الغمش مرتبط بهذه الأمراض فيمكن لليزك أن يعالج الغمش إلى حد ما، وليس تماماً، فبعد العملية تحتاج العين إلى تمرينات لتقويتها وتنشيطها.
كما ذكرنا سابقاً أن الغمش هو كسل بالعين وتجاهل الدماغ لهذه العين، وذكرنا أيضاً الطرق العلاجية التي ينصح بأن ترفق مع أحد هذه التمارين، لأنها تنشط العين وتقوي العضلات وتحفزها فيستعيد الدماغ تواصله معها ومن هذه التمارين المقوية نذكر:[5]
- التلوين داخل الخطوط: وفي هذا التمرين المحبب لدى العديد من الأطفال، قم بشراء دفتر تلوين ذو رسومات واضحة وغير دقيقة، اعط طفلك أقلام تلوين وضع رقعة سوداء على عينه السليمة، ثم اجعله يبدأ بالتلوين داخل الخطوط سيشعر بصعوبة وبرغبة في إزالة الرقعة في البداية، ولكن مع تكرار هذا التمرين سيصبح الأمر سهلاً.
- ألعاب الفيديو: يوجد أنواع صممت خصيصاً لعلاج العين الكسولة حيث يتم ارتداء نظارات واقية ولعب هذه الألعاب بشكل ثنائي أي أن كل عين ترى شيئاً مختلفاً مثل الصور عالة التباين أو منخفضة التباين، فتقوي هذه الألعاب العين الكسولة بسبب الصور التي تعرضها الرؤية الثنائية، كما يمكن لعب ألعاب الفيديو العادية بوجود رقعة على العين السليمة.
- الألغاز: وفي هذا التمرين أيضاً يتم تغطية العين السليمة برقعة ومحاولة تجميع الصور المتقطعة وتركيبها ليتم تنشيط كل من الدماغ والعين لحل الأحاجي والتركيز بها.
- سلسلة بروك: وهي طريقة ابتكرها عالم سويسري يدعى فريدريك بروك من أجل تنسيق عمل العينين معاً، وتحتاج لخيط طوله متر ونصف تقريباً يوضع عليه ثلاث خرزات أو حبات ملونة، يثبت طرف منه على جزء ثابت كمقبض الباب مثلاً والجزء الآخر على أنف الطفل واجعل طفلك يركز على كل خرزة على حدى، في حال ظهرت إشارةX فإن أحد عينيه لا تنظران إلى الخرزة كرر التمرين عندها.
- تمرين قلم الرصاص: أمسك قلم رصاص على بعد قليل من عيني طفلك، ودعه يركز في نقطة ثابتة منه الممحاة مثلاً وابدأ بتقريبه، عندما تصبح الرؤية ضبابية أوقف التمرين، وكرره عدة مرات باليوم.
- تمرين التتبع: دع طفلك يجلس على كرسي أمام حاسوب شاشته بيضاء وسوداء ويوجد به نقطة حمراء، غط العين السليمة بنقطة وتتبع مكان النقطة الحمراء، عندما يفقد التركيز بسبب اللونين الأسود والأبيض كرر التمرين مجدداً.