كيف أتصالح مع شكلي وأصبح واثقاً من مظهري؟
عندما تنظر في نفسك في المرآة هل تكون راضٍ عن شكلك بنسبة؟ 100%؟ أم أنك تتمنى لو كان أنفك أصغر قليلاً ولو كنت أكثر رشاقة مثلاً؟ إن كنت لست راضٍ تماماً عن شكلك فلا تقلق، لأنك مثلك أشخاص كثر.
في هذا المقال سوف نساعدك للتوصل إلى طرق عملية لنجيبك على سؤالك "كيف أتصالح مع شكلي؟"
كشف بحث أمريكي أن هناك حوالي 84% من النساء الأمريكيات غير راضيات عن شكلهن، أو أنهن كنّ كذلك في مرحلة معينة من العمر على الأقل. ولأن هذه مشكلة كبيرة لها تأثيرات خطيرة عليك -كما سنوضح آنفاً- سنساعدك ببعض الطرق لتتقبل شكلك وتحبه. [1،2]
- اسأل أو اسألي نفسك عن شيء محدد لا يرضيك: فحدد الأمر الذي يزعجك في شكلك؛ فهل هو قوامك أو لون بشرتك أو حب الشباب... إن كان يمكنك إصلاح الأمر فسر في خطة إصلاحه مع تقبله، وإن كان الأمر صعباً فتقبله فحسب.
- اقتنع بفكرة أن عليك أن تتصالح مع شكلك تماماً: فاقرأ هذا المقال لتعرف أخطار عدم تقبلك لشكلك، وكيف يؤثر هذا على شخصيتك وعلاقاتك وعملك وحياتك بأكملها، وكيف ستتحسن حياتك إن تصالحت مع شكلك لتعرف أهمية ذلك وتأخذه على محمل الجد.
- اسأل نفسك "لماذا أريد أن أغير شكلي": فهل تريد هذا لتكون محبوباً أكثر بين الناس وترضي معايير المجتمع؟ إن كان هذا هو جوابك فانظر إلى عارضات الأزياء التعيسات واللاتي تورطت الكثيرات منهن في إدمان المخدرت أو الكحول، ومنهن من تعرضن للنصب والاحتيال... تذكر أناس جميلون عرفتهم في حياتك ولكنهم غير محبوبون بسبب تصرفاتهم السيئة، وتذكر كذلك أشخاص غير جميلين تماماً ولكنهم محبوبون بتصرفاتهم وبجمالهم الداخلي.
- تذكر أن معايير الجمال تختلف من فترة لأخرى: فهذه المعايير هي من صنع المجتمع، ففي الماضي كان معيار الجمال للفتاة أن تكون مليئة وبيضاء البشرة بوجه مليء أيضاً ودائري، أما الآن فأصبحت الفتاة النحيفة السمراء ذات الوجه النحيف هي الأجمل، فلا تتبع هذه المعايير.
- توقف عن التعليق على شكل الآخرين: فعندما تعلق على شكل الآخرين فإنك ترسل رسالة غير مباشرة لعقلك الباطن أن الشكل أمر مهم جداً، وأنه معيار الحكم على الناس.
- اختر الأشخاص الذين تتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي: إن كان هؤلاء يبدون بشكل مثالي يجعلك تشعر بالنقص عندما تنظر إليهم فلا تتابعهم، فللأشخاص المحيطين بك على وسائل التواصل الاجتماعي تأثير كبير عليك. حاول أن تجد حسابات لأشخاص إيجابيين متقبلين لشكلهم ولما هم عليه، ويفضل أن تجد أشخاصاً شبيهين بشكل جسدك الذي لا تحبه.
- ابتعد عن الأشخاص السلبيين: الذين يعلقون على شكلك أو يذكروك بعدم رضاك عنه، وإن كان هذا صعباً فعلى الأقل تعامل مع الموضوع حسب الموقف والشخص ونيته؛ فمثلاً يمكنك أن تشرح لوالدتك أن تعليقها على مظهرك يجرحك، أما إن كان من يعلق عليك هو زميل لك في العمل مثلاً أو شخصاً يريد التنمر عليك فقد يكون من المفيد تجاهل الأمر حتى يتم إطفاء هذا السلوك لديه أو إيجاد طريقة مناسبة أخرى لذلك.
- كن شاكراً لجسدك: أغمض عينيك وفكّر في كل جزء من أجزاء جسدك لوحده، وفكر في الجزء الذي لا تحبه من جسدك؛ فإن كنت لا تحب لون عينيك مثلاً فقدّر نعمة أن لك عينان تمكناك من رؤية العالم، وابحث عن أمور جميلة أو مقبولة فيهما، فقد يكون اللون لا يعجبك لكنهما واسعتان أو قد تكون رموشك طويلة أو قد تكونان صافيتان أو تتمتعان بنظرات جذابة، وقد لا تملك كل هذا، ولكنك تملك عينين ببساطة وتستطيع الإبصار، وهذه نعمة بحد ذاتها.
- افعل شيئاً يشعرك بالراحة والسعادة مع جسدك كل يوم: فارقص أو ارتدِ أجمل ما عندك، ويمكن للفتيات والسيدات أن يضعن الماكياج حتى دون مناسبة.
- أحط نفسك بأمور تفرحك: فإن كان المكان الذي تتواجد فيه بكثرة هو مكتبك في العمل فزيّنه بصور من تحب، وزين بيتك بالورود الطبيعية...
- تحدَّ جسدك: فعندما تتحدى جسدك وتطلب منه عمل مهمات جديدة عليه ستراه بمنظور آخر، فإن كنت لا تحب عينيك فابدأ بتحدي معهما بأن ترى التفاصيل الصغيرة جداً في صورة ما، أو أن تعد كم من الوقت استطعت فتحهما دون أن ترمش... سيسليك هذا التمرين ويساعدك على أن تحب جسدك وتعرف إمكانياته وتثق به أكثر.
- حاول أن تجد الإيجابيات في الأمر الذي لا تحبه في جسدك: فإن كنت لا تحب بشرتك الدهنية مثلاً فاعلم أنها أفضل أنواع البشرات على المدى الطويل، وأنها الأكثر احتفاظاً بالمرونة والرطوبة والشباب والأقل عرضة للجفاف والتجاعيد.
- حاول أن تبحث عن أجمل ما فيك: فعد النعم يومياً يحسن مزاجك ونفسيتك ويعلمك أن تقدّر ما عندك، يمكنك التركيز على هذه النعم التي في شكلك الخارجي أو في صفاتك الداخلية بدلاً من التركيز على ما لا يعجبك في شكلك، وحاول إظهار هذه الأمور الجميلة؛ فإن كان يعجبك لون بشرتك فحاول أن ترتدي ملابس تظهر هذا الجمال. ستكتشف أن هناك خدع كثيرة تلفت نظر الناس للأمور الجميلة فيك وتجعلهم لا يرون أصلاً العيب الذي فيك.
- غير أفكارك: فمثلاً إن كنت غير راضٍ عن قوامك لأنك سمين قليلاً وتلبس الملابس الطويلة والعريضة لتخفي سمنتك، غيّر هذه الفكرة، وقل لنفسك أنك سترتدي هذه الملابس لتغطيه وكأنه جوهرة ثمينة تخاف عليها وليس شيئاً تخجل منه وتخفيه.
- مارس التأمل: ابتعد عن كل شيء وحاول عدم التفكير بشيء قدر المستطاع أو فكر في أمور مفرحة وارخ جسدك وتنفس ببطء وعمق، ستشعر بالراحة إن تعودت على هذا.
- استعن بمتخصّص إن لزم الأمر: ليساعدك على تقبل ذاتك والتصالح مع شكلك.
هناك أسباب تجعل الشخص لا يحب شكله أو لا يتقبله، علماً بأنه في كثير من الحالات لا يكون سبب عدم رضى شخص عن شكله هو أنه غير جميل فعلاً، فهناك الكثير من الأشخاص غير الجميلين متقبلين لشكلهم وواثقين منه، وفي المقابل هناك من هم في قمة الجمال وغير راضين عن شكلهم... فما هي هذه الأسباب؟
- معايير مجتمعية: فمن قال أن العيون الواسعة أجمل من العيون الصغيرة؟ ومن قال أن الجسم النحيف أجمل من الممتلئ؟! كل هذه هي معايير وضعها المجتمع، وعززتها وسائل الإعلام والإعلان ومواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة كالموبايلات التي توفر فلاتر تلون عينيك أو تجعلك نحيفاً أو تكبر شفتيك أو تنحف وجهك... لا تتبع هذه المعايير لأنها تتغير باستمرار ولأن لمعظمها غايات اقتصادية للترويج لبعض المنتجات أو لمتابعة أشخاص معينين على وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً.
- عدم الثقة بالنفس: فالشخص غير الواثق من نفسه يبحث في شكله الخارجي أو في صفاته الداخلية عن شماعة يعلق عليها فكرة أنه غير جدير بالحب أو بالاحترام من قبل نفسه والآخرين.
- التعرض للتنمر: حتى الأشخاص الذين يتميزون بالوسامة أو الجمال قد يعانون من كره الشكل وعدم الثقة بالمظهر بسبب التنمر الذي يتعرضون له في الطفولة، فغالباً ما يتعرض الأطفال الذين يرتدون نظارات إلى التنمر الذي يجعلهم يكرهون شكلهم بالنظارات.
- الأشخاص السلبيون: فعندما يعاير الزوج زوجته مثلاً بقوامها ويطلق أحياناً عليها ألقاب سلبية ويقارنها بغيرها، فإنه بذلك يدخل في عقلها الباطن فكرة أنها سمينة وغير جميلة.
- اضطراب تشوّه صورة الجسد: وهي حالة متطورة من التركيز على عيوب الجسد أو حتى اختلاق عيوب غير حقيقة، وعادة ما يتحول فحص عيوب الشكل والمظهر إلى نوع من الوسواس والهوس لدى المصابين باضطراب تشوّه صورة الجسم، اقرأ أكثر عن هذا الاضطراب من خلال النقر هنا.
يطلب الناس ممن حولهم أن يحبوهم أو أن يتقبلوا عيوبهم سواء في شكلهم أو في شخصيتهم، أليس من الأولى أن تحب أنت نفسك وتتقبلها كما هي قبل أن تطلب هذا من الناس؟! فلعدم التصالح مع الذات ومع الشكل آثار سلبية منها:
- تدني القيمة الذاتية: فالشخص غير المتصالح مع نفسه يعاني غالباً من عدم الثقة بالنفس وتدني القيمة الذاتية، معتقداً أن القيمة الذاتية للشخص تعتمد على الشكل الخارجي.
- عدم احترام الناس لك: فمن لا يحترم نفسه ولا يحبها كيف له أن يتوقع احترام وحب الناس له؟!
- تأثر الإنتاجية والطاقة بشكل سلبي: فتنشغل بالتفكير بهذا الأمر على حساب عملك وواجباتك وعائلتك وحياتك، وتنخفض مستويات طاقتك الإيجابية وتمتلئ بالسلبية.
- اجترار عدم التصالح مع الذات: فيصبح هذا الأمر كالإدمان بالنسبة للشخص، فقد تدمن فتاة على عمليات التجميل لأنها أعطتها الرضى عن الذات الذي كانت تبحث عنه عندما خضعت لعملية تصحيح وتيرة في أنفها، فأصبحت الآن تريد عملية شفط دهون ومن ثم تاتو حواجب ثم تكبير شفاه.
- العزلة الاجتماعية: فيبدأ الشخص بالانسحاب الاجتماعي شيئاً فشيئاً خوفاً من أن ينتبه الناس لما يراه معيباً في شكله ومعايرته أو النظر له بدونية مثلاً.
هناك أشخاص سطروا نجاحات كثيرة في مجالاتهم وأكملوا قطار الحياة ولم يتوقفوا عن محطة عدم تقبل شكلهم فأبدعوا وجعلوا الناس لا يلتفتون لشكلهم أصلاً لأن نجاحاتهم وإنجازاتهم قد غطته.
منهم مثلاً الإعلامية أوبرا وينفري، فقد علقت على شكلها أكثر من مرة ولكنها متصالحة معه، انظر إلى إنجازاتها التي غطت على شكلها، بل وقد أصبح البعض يراها جميلة، وهذا أكبر مثال أن الناس لا ينتبهون فعلياً لشكلك الخارجي أو لعيوبك إن كان هناك أموراً تغطيها.
كذلك ليزي فيلاسكيز وهي امرأة تعاني من متلازمة تمنعها من اكتساب الوزن أو تكوين الدهون في الجسم، مما أثر على شكلها بنحو كبير جداً وجعل الناس يطلقون عليها اسم "أقبح امرأة في العالم" وقد قامت بعمل حملة توعوية ضد التنمر وأصبحت تنشر فيديوهات وهي واقفة تتكلم بكل ثقة، وكانت رسالتها للعالم هي أنك إن أردت أن تنجح في أي شيء في حياتك فعليك أن تحب نفسك أولاً. حتى أصبحت قدوة ومصدر أمل لكثيرين. [3]
شاهد هذا الفيديو القصير عن أشخاص عانوا من مشاكل حقيقية في شكلهم لكنهم تصالحوا معها، وشاهد المزيد من الفيديوهات على حِلّوها tv من خلال النقر على هذا الرابط.
رسالتنا الأخيرة لك هي أن تحب نفسك وتتقبلها شكلك حتى لو لم يكن يعجبك، فكيف ستستقبل الحب والاحترام من الآخرين وأنت لا تعطيه لنفسك؟!