كيف أتعلم الدفاع عن نفسي إذ تعرضت لهجوم؟
رغم أنّ الكثيرين منا يفضلون أن يعيشوا نمط حياةٍ مسالم وهادئٍ دون أن يخوضوا في صداماتٍ مع الآخرين إلا أنّ الأمور لا تسير بهذه الطريقة للأسف.
بما أنّنا جميعاً باختلاف أفكارنا وطباعنا نتفق في أننا لا نحب أن نكون ضحية لأحد سيكون من الضروري علينا أن نتعلم الأساليب الضرورية للدفاع عن النفس، إن كنت تسأل نفسك: كيف أتعلم الدفاع عن نفسي وما هي أساليب توفير الحماية؟ فهذا المقال سيساعدك في إيجاد بداية الطريق.
إنّ تعلم الدفاع عن النفس للمبتدئين سيكون أسهل وأكثر فائدةً في حال تمّ الأمر في أحد المراكز التدريبية تحت إشراف مدربٍ خبير، ولكن في حال كان ذلك غير متاح من الممكن أن تتعلم أساسيات الدفاع عن النفس في البيت، من خلال التعرّف على أهم حركات الدفاع عن النفس ومواجهة الاعتداء الجسدي.
لكن المشكلة في التدريب المنزلي هي أنك لن تتمكن من التدرب على الفنون والحركات التي تعلمتها مع المدرب والطلاب الآخرين المشاركين أيضاً في التدريبات وهذا يعني أنّك قد لا تتمكن من اختبار روح الفنون القتالية أو مدى اتقان مهارة الدفاع عن النفس.
على سبيل المثال من أبرز الجوانب التي تُرافق الدفاع عن النفس هي ردود الفعل الأولية التي ترافق التعرض للهجوم، من الضروري أن تتعلم كيف تبقى هادئاً وحازماً وتفكر بعقلانية في مثل هذه المواقف وهي أمورٌ تحتاج إلى الممارسة لتعلمها وليست أشياء نظرية يمكن استيعابها بالقراءة مثلاً.
بالطبع تعلم الفنون القتالية والتدرب عليها عبر الدورات التدريبية على الانترنت ومقاطع الفيديو التعليمية يبقى أفضل من عدم تعلمها إطلاقاً في حال لم يكن هناك أية مراكز تعليمية متاحة قرب مكان وجودك، ولكن في حال تمكنك من إيجاد أحدها سيكون الالتحاق بها خيارك الأفضل. [3]
تعلم تمارين الدفاع عن النفس للبنات ضروري من أجل توفير الحماية في حال تعرضتْ لمواقف اعتداء جسدي وخاصةً عندما يكون المهاجم أضخم منها، إتقان بعض التقنيات يمكن أن يمكنها من ردع الشخص المعتدي أو على الأقل يوفر لها فرصةً للهروب والوصول لمكانٍ آمنٍ حيث يمكنها أن تتجنب الأذى.
وهذه أهم قواعد الدفاع عن النفس في حال التعرض لهجوم أو محاولة اعتداء جسدي من رجل مع مراعاة فارق الحجم والقوة:
- التركيز على نقاط ضعف الخصم: من أساسيات الدفاع عن النفس أن تتذكري أنّ الهجوم على بعض المناطق في الجسم يمكن أن يكون طريقةً فعالة لتجاوز فروقات الحجم، فمن أهم الأعضاء التي تُشكل نقاط ضعفٍ ويمكن استهدافها [4]:
- العيون
- الأنف
- الحنجرة
- الصدر
- الركبتان
- الأربية (المنطقة التي تلتقي فيها المنطقة الداخلية من الفخذ بالمنطقة السفلية من البطن)
- إمساك المعصم: تعتبر من الحركات التي يمكن أن تُسقط أي شخصٍ على ركبتيه مهما كان حجمه، يتضمن الأمر استخدام اليدين وإمساك الخنصر والبنصر بإحدى اليدين والقبض على الوسطى والسبابة باليد الثانية وشدهما باتجاهين متعاكسين مع دفع المعصم إلى الخلف.
- ضربة على تفاحة آدم: في حال عجزتِ عن إمساك الأصابع فمن الممكن أن تضربيه بقبضة اليد أو بأحد الأصابع بين عظام الترقوة أو على تفاحة آدم، هذه الضربة ستجعل المعتدي يرتبك ولن يتمكن من استعادة رشده إلا بعد مرور بعض الوقت.
- طريقة تحرير اليد: في حال قبض المعتدي على يدكِ فمن الممكن أن تتحرري منه بسهولة عبر تدوير ذراعك باتجاه إبهام اليد وعندما تصبح يدك تحت يده مباشرةً اسحبيها بأقصى قوتك.
يمكن أن يتعرض الرجل للكثير من المواقف التي يجد نفسه فيه في خضم عراكٍ مع شخصٍ آخر، أسباب العراك يمكن أن تختلف بشدة ولكنّ المشترك دوماً هو وجود شخصٍ في الجانب الآخر يحاول الاعتداء عليك، استعداداً لمواقف مشابهة يجب عليك أن تتدرب على تمارين الدفاع عن النفس وذلك من خلال إتقان طرق اللكم والركل.
- كيفية توجيه لكمة للخصم: اللكمات من أساسيات القتال ولهذا من الضروري أن تحرص على توجيه اللكمات للخصم بشكل صحيح لتجنب تلقي الضرر منها والحرص على توجيه الضرر للخصم وبشكل يتناسب مع الخطورة بحيث تحمي نفسك دون أن تلحق ضرراً كبيراً بالخصم.
- في البداية من الضروري أن تُحكم إغلاق قبضة يدك مع إبقاء الإبهام بجانب الأصابع حيث يبقى محمياً
- تحريك القبضة عند الضرب يجب أن يتم بحيث تصيب الخصم بالمفصلين الثاني والثالث لأنها الأقوى
- سرعة اللكمة تزيد من قوتها ولذلك من الضروري أن تتمرن على الضرب بحيث تزيد السرعة
- تحريك الجسد خلال اللكمة يجب أن يتم بحيث تُضيف المزيد من الزخم إليها مما يجعلها أقوى.
- استخدام القدمين في الدفاع عن النفس: الدفاع عن نفسك لا يتضمن استخدام اليدين فحسب بل يشمل الساقين أيضاً، الضربات تتضمن الركلة الأمامية أو المستديرة أو الركبة حتى. [5]
- الركلة الأمامية: يمكن استخدامها بشكل أساسي لاستهداف ركبة الخصم أو المعدة وحتى الصدر في حال كنت خبيراً بما يكفي، تتطلب هذه الركلة أن تكون على مدى متوسط من الخصم وأن تعيد قدمك بسرعة لمكانها الأصلي بعد كل ركلة.
- الركلة المستديرة: تتطلب ذات المسافة كالركلة الأمامية ويمكن أن تستخدم لضرب الخصم من الجانبين وإفقاده توازنه، الحركة في هذه الركلة أعقد من السابقة وتتطلب تدريباً أكثر على كيفية تحريك الجسد بالتزامن مع الركلة.
- الضرب بالركبة: وهي من الحركات التي تتطلب أن تكون قريباً من الخصم ويمكن استخدامها لاستهداف الطرف الخارجي أو الداخلي من جسم الخصم، الحركة في هذه الركلة تتضمن أخذ خطوة كبيرة نحو الخصم وتوجيه الضربة بالركبة.
تعلم فنون الدفاع عن النفس يمكن أن تكون مفيدةً لك حتى لو كان المهاجم مسلحاً وأنت أعزلٌ أمامه ولكن الأمر قد لا يكون سهلاً فهو يتطلب التدريب والسرعة، لكن في البداية يجب أن تعلم أنّ أفضل وسيلة للدفاع ضد السلاح هي اللكمات والقدمين وهذا يعني محاولة الهرب لتجنب الصدام مع الشخص المسلح لأنّ التعامل مع الأمر يمكن أن يكون خطراً.
لكن في حال فشلت وكنت مجبراً على التعامل مع الأمر فهناك بعض الطرق التي يمكن أن تُساعدك على نزع السلاح من الخصم والتي تختلف اعتماداً على نوع السلاح الموجه نحوك. [6]
الدفاع عن النفس ضد شخصٍ مسلحٍ بمسدس
عند التعامل مع سلاح ناري أو مسدس فهناك هدفان أساسيان يجب أن تركز عليهما، الأول هو إبعاد نفسك أو أي شخصٍ يهمك عن مجال الرصاص وذلك عبر توجيه ماسورة السلاح بعيداً عنك، عندما تتأكد من فعلك لذلك يكون الهدف الثاني هو نزع السلاح من يد الخصم. هناك طرق متعددة لنزع السلاح ولكنها جميعاً تتطلب التدريب المتخصص المكثف.
الدفاع عن النفس ضد شخص مسلح بسكين
التعامل مع السكين يُعتبر من الحالات الصعبة ولذلك سيكون الحل الأفضل هو الابتعاد والهرب مع محاولة التفاهم مع المعتدي.
في حال لم يكن بإمكانك الهرب كأن تكون مع عائلتك مثلاً فمن الضروري أن تعمل على الابتعاد عن مجال الإصابة بالنصل ومحاولة السيطرة على يد المعتدي.
من المهم أن تُحاول رمي السكين من يد المهاجم لأنّ القتال بشكل مباشر مع شخص مسلح بسكين لن يكون فكرةً سديدة فالسكين يمكن أن تتسبب بالكثير من الضرر.
هل عليك تعلم رياضة الدفاع عن النفس؟
بالطبع الصراع الفكري لا يلغي أبداً إمكانية التعرض لعنف فيزيولوجي فمن الممكن أن يتعرض لك أحد اللصوص محاولاً سرقة محفظتك أو أن يُحاول أحدهم مضايقتك في الشارع، لكن حماية نفسك من التعرض لهجوم قد لا يكون الفائدة الوحيدة التي يمكن أن تحصل عليها من رياضات الدفاع عن النفس لأنك ستجني العديد من الفوائد الهامة ومنها: [2]
- يزيد الثقة بالنفس: تعلم رياضات الدفاع عن النفس يجعلك أكثر قوةً وقدرةً على حماية نفسك وهذا من شأنه أن يجعلك تشعر بالأمان أينما كنت وبالتالي ستشعر بالثقة ولن تقلق بشأن تعرضك للتنمر من قبل الآخرين.
- يزيد من قدرتك على التوازن: لنواجه الأمر لا يُحسن الكثيرون القيام بأمرين معاً دون الشعور بالتشويش ولهذا نجد أنفسنا معرضين للسقوط في كثيرٍ من الأحيان، تعلم رياضات الدفاع عن النفس تُحسن من تركيزك وتزيد من قدراتك على التحكم في حركات جسمك لأنّ ذلك يُعتبر من أساسيات القتال وبالتالي سيكون جسدك أكثر ثباتاً على الأرض بشكلٍ مستمر حتى عندما يكون كل ما تفعله هو المشي في الشارع.
- يزيد من قدرتك على ضبط النفس: يُقال أنّ الانضباط الذي ينبع من مصادر خارجية لا يستمر وأنّ الانضباط لا يدوم إلا عندما يكون ذاتياً، تعلم فنون الدفاع عن النفس والمتابعة في ذلك للتطور والحفاظ على قدراتك المكتسبة يطور بالضرورة قدرتك على ضبط النفس والصبر.
- يعلمك احترام ذاتك: عندما تتدرب على فنون الدفاع عن النفس ستحتاج إلى شريك للتمرين وستحتاج إلى الثقة به أولاً لعدم إيذاء بعضكم البعض، ولكن إن كنت لا تحترم نفسك وتثق بها فكيف يمكن أن تثق بالآخرين؟ على هذا الأساس تُركز الفنون القتالية على تعليمك الاحترام بدايةً باحترام الذات وصولاً إلى احترام الآخرين.
- يُحسن من قدراتك الجسدية: الهدف الأساسي للتدريب على فنون الدفاع على النفس هو تحسين القدرات على تجنب وقوع الضرر في حال تعرض لك شخصٌ ما ولهذا يكون من الضروري أن يترافق التدريب على الفن القتالي بتدريبات جسدية متكررة، هذه التدريبات تزيد من قوتك العضلية وتعزز من قدرتك على التحمل.
عند ذكر الدفاع عن النفس أول ما يتبادر إلى الذهن عادةً هو التمارين القاسية والتدريب الشاق لتعلم الفنون القتالية لحماية نفسك في حال التعرض لهجومٍ ما، ولكن إن توقفت وفكرت في الأمر ستجد أن فرص تعرضك إلى الهجوم في الشارع قليلةٌ ونادرة بينما أنت تعيش يومياً في جدالٍ مستمر مع المحيطين بك، عندما يحاول مديرك أن يُعاملك بشكل غير عادل أو عندما تختلف مع شريكك أو أطفالك ستكون في خضم صراعٍ كلامي لا تنفعك فيه الحركات القتالية وتبرز فائدة الدفاع عن النفس بالكلام.
إن كنت تتساءل عن أهمية الدفاع عن النفس بالكلام فيجب أن تعلم أنّ اللغة والكلام العدائي يمكن أن يكون ذا تأثيرٍ سلبي على الصحة ويؤدي إلى زيادة مخاطر المرض كما أنّ يزيد الوقت اللازم للتعافي، ومن المخاطر التي يمكن أن يُسببها التعرض لسوء المعاملة اللفظي أيضاً هناك: [1]
- الاكتئاب: يمكن أن يكون الاكتئاب من النتائج الشائعة للتعرض لسوء المعاملة اللفظي وخاصةً عندما يحدث الأمر لفترات طويلة، يمكن أن يشمل ذلك الشعور بالحزن واليأس والفراغ مع صعوبة النوم.
- تقلبات المزاج: يمكن أن تكون تقلبات المزاج من الأعراض الشائعة على الانخراط في علاقات سامة (سواء كان ذلك علاقة عاطفية أم لا)، الدخول في سلسلة من المشاعر المتضاربة يمكن أن يجعلك تشعر بالارتباك ويؤدي لفقدانك للثقة بأحكامك المبنية على مشاعرك.
- انخفاض الثقة بالنفس: يمكن أن تتضمن الإساءة اللفظية التعرض إلى بعض الألفاظ المهينة بشكل متكرر وهو ما قد يؤدي إلى توجيه ضربة كبيرة إلى ثقة الشخص بنفسه.
- الشعور بالذنب غير المبرر: الشعور بالذنب يجب أن يكون مرتبطاً بالأمور السيئة التي فعلتها ولكن تعرضك للإساءة اللفظية سيجعلك تشعر بالذنب من كل شيء.
- الوحدة: يمكن أن تقودك أيضاً للشعور بالوحدة والانفصال عن الآخرين وهو شعور قد يرافقك حتى عندما تكون بين مجموعةٍ من الآخرين.
بعد أن تُدرك أنّ الكلمات يمكن أن تؤذي بقدر الكلمات وربما أكثر وعندما تعلم أنّك ستكون في صراعٍ مستمرٍ لإثبات ذاتك لمن يحيطون بك سيصبح من الواضح لك كم أنّ الدفاع عن النفس باستخدام الكلمات هو أمرٌ مهم وحيوي.
في الختام.. هناك الكثير من الفنون القتالية التي يمكن أن تُساعدك على الدفاع عن النفس والتي يمكنك تعلمها وإتقانها عبر التدريب والمثابرة، حاول أن تقوم بتعلم الفنون ضمن مركزٍ يتيح لك التدريب على يد خبراء في مكان سكنك وإن كان ذلك غير متوفر فحاول أن تحصل على دروسٍ عبر الانترنت برفقة شريكٍ يُساعدك على التدريب للحصول على فوائد أكبر من التمرين.