أضرار التدخين السلبي على الأطفال والوقاية منها
تساعد قواعد منع التدخين في المنزل والسيارة على حماية الأطفال من مخاطر التدخين التي سنتحدث عنها في هذا المقال، كما نتناول في الحديث أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الطفل بسبب استشاقه لدخان السجائر والأركيلة أيضاً.
يقصد بالتدخين السلبي Passive smoking تعرض الطفل أو البالغ غير المدخن للدخان الناتج عن تدخين شخص ما بجواره، فالدخان السلبي هو ما ينفخه المدخن من فمه أو أنفه، أو الذي ينبعث من نهاية سيجارة مشتعلة، كما يعلَق دخان السجائر ويبقى على كل سطح تقريباً في الغرفة التي يتم التدخين فيها، وتبقى آثاره على الجلد والشعر والملابس والأثاث والأرضيات، هذا يعني أنه يمكن أن يتعرض الرضع والأطفال للسموم الضارة من السجائر، حتى بعد أن ينتهي البالغون من التدخين.
التواجد في منزل يعيش فيه أشخاص مدخنون هو المكان الرئيسي الذي يتعرض فيه الأطفال للتدخين السلبي، خاصة إذا كان الآباء أو أحد أفراد العائلة والأصدقاء يدخنون باستمرار، كذلك الأمر عندما يزور الأطفال أمكان مغلقة فيها تدخين أو شيشة مثل المطاعم. [1،2]
يسبب تدخين الأم أثناء الحمل أو تعرضها للتدخين السلبي انتقال السموم إلى الجنين في الرحم عن طريق الدم، وتشمل أضرار التدخين السلبي على الجنين: [4،3]
- ارتفاع مخاطر الإجهاض.
- ارتفاع احتمال الولادة المبكرة قبل اكتمال نمو الجنين.
- إنجاب طفل بوزن أقل من الوزن الطبيعي عند الولادة.
- يبطئ التدخين السلبي نمو رئتي الجنين فتكون أضعف من الأطفال الآخرين، مما يزيد من خطر إصابته بالعديد من المشاكل الصحية في المستقبل، ويقلل من فرص النجاة للأطفال الخدج.
- تزداد المخاطر الصحية كلما طالت مدة تدخين المرأة الحامل أو تعرضها للدخان السلبي.
والجدير بالذكر أن الأطفال المولودين بشكل مبكر أو ذوي الوزن المنخفض عند الولادة، أكثر عرضة للإصابة بأمراض عديدة في حياتهم.
كما يساعد الإقلاع عن التدخين في أي وقت أثناء الحمل على التخفيف من هذه الآثار السلبية، لذلك يجب على جميع النساء الحوامل الابتعاد عن التدخين وطلب عدم التدخين أثناء وجودهن.
يتعرض الأطفال والرضع للتدخين السلبي بطرق عديدة، إما من خلال التواجد في أماكن تحوي دخان، أو قضاء الكثير من الوقت على الأرض أو بالقرب منها ثم وضع أيديهم وألعابهم الملوثة في أفواههم، مما يزيد من خطر ابتلاع أو استنشاق الدخان العالق على الأرض والأسطح.
- الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي أكثر عرضة للوفاة من متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)، وهي متلازمة يموت فيه الرضيع بشكل غير متوقع أثناء نومه، تعد هذه الحالة غير مفهومة لأن عمليات التشريح والفحوصات الطبية لا تحدد سبب وفاة الطفل، حتى أن الأطفال يكونون بصحة جيدة قبل وفاتهم.
- التهاب الجهاز التنفسي السفلي الحاد مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
- تعرض الأطفال المصابين بالربو لنوبات أكثر شدة وتكراراً.
- ظهور أعراض تنفسية مزعجة بما في ذلك السعال والصفير وضيق التنفس وتراكم البلغم في الجهاز التنفسي.
- خطر متزايد للإصابة بعدوى الأذن التي قد تصل إلى حاجة الطفل الرضيع لعملية من خلال إدخال أنابيب في الأذن للتصريف.
- مشاكل مستقبلية في التعلم والتطور.
- خطر أكبر لتطوّر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
تكون المجاري التنفسية للأطفال في طور النمو، وأصغر من المجاري التنفسية عند الكبار، كما أن جهازهم المناعي أقل نضجاً من البالغين، لذلك فإن تعرض الأطفال للتدخين السلبي يؤثر عليهم بشكل كبير، تشمل أضرار رائحة الدخان على الطفل: [2،3]
- تأخر النمو العقلي والإدراكي: يمكن أن يؤثر التدخين السلبي على نمو دماغ الطفل لأن الدماغ حساس جداً حتى لكميات صغيرة جداً من السموم، التي ستؤثر بشكل أكبر على دماغ الطفل مقارنة بالبالغين.
- مشاكل التنفس: يعاني الأطفال الذين يعيشون بين المدخنين من مشاكل تنفسية متفاوتة الخطورة، تؤثر على عمل الجسم ككل وقد تكون سبباً في مشاكل انتظام ضربات القلب.
- ضعف الجهاز المناعي: يؤدي التدخين السلبي إلى بطء تطور المناعة عند الأطفال وضعف جهازهم المناعي عموماً، مما يسبب تعرض الطفل للأمراض بشكل أكبر.
- زيادة خطر الوفاة المبكرة: تكاد تكون آثار التدخين السلبي على الأطفال مماثلة لآثار التدخين الفعلي وأضراره، وعلى رأسها ازدياد احتمال الوفاة المبكرة مستقبلاً.
- تتضاعف فرصة أن يدخنوا بأنفسهم في سن المراهقة: على الرغم أن كميات دخان السجائر التي يستنشقها الطفل من التدخين السلبي لا تقود إلى الإدمان على السجائر، لكن وجود الطفل بين المدخنين واعتياده على رائحة السجائر وشكلها يعزّز من فرص أن يصبح هو نفسه مدخناً في المستقبل.
أمراض تصيب الطفل بسبب استنشاقه دخان السجائر
يسبب التدخين السلبي الأذى للرضع والأطفال لأنهم يتنفسون ذات السموم والمواد الكيميائية الخطرة التي يستنشقها المدخنون من السجائر، ونظراً لأن جسم الطفل في مرحلة التطور والنمو، فهو معرض بشكل خاص للآثار السلبية لهذه السموم، مسببة العديد له من الأمراض التي تشمل: [1،2]
- الإصابة بالربو أو زيادة حدة نوبات الربو.
- الإصابة بعدوى أشد من العادة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب القصبات.
- التهابات في الأذن.
- التهاب اللوزتين، والتهاب الحلق وتهيج العين وبحة في الصوت.
- يواجه الطفل صعوبة أكبر في مقاومة الإصابة بنزلات البرد وتظهر عليهم أعراضها بشكل أشد ولفترة أطول، مثل انسداد الأنف والصداع والسعال والأزيز.
- تورم وتهيج في مجرى الهواء، ويكون الطفل أكثر عرضة لتطوير مجموعة من مشاكل الرئة.
- الخناق وصعوبة التنفس.
- فرص أكبر لتسوس الأسنان.
- سرطانات الأطفال، بما في ذلك سرطان الرئة.
- مرض المكورات السحائية، التهاب السحايا وتسمم الدم.
- احتمالية أكبر للإصابة بأمراض في القلب.
- زيادة خطر الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية خلال حياتهم.
- ارتفاع خطورة الإصابة بإعتام عدسة العين.
يحتوي دخان الشيشة نفس الأضرار المذكورة أعلاه والتي يسببها دخان السجائر على الطفل، ويمكن أن تكون هذه الأضرار أكثر شدة، حيث تبين أن: [6،5]
- مستويات النيكوتين في الهواء الداخلي وعلى الأسطح في غرف نوم الأطفال في منازل مدخني الشيشة بشكل يومي أعلى بكثير منها في منازل غير المدخنين.
- كان معدل النيكوتين والنيتروجين والأكرولين (وهي مواد سامة) لدى الأطفال الذين يعيشون في منازل مدخني الشيشة يومياً أعلى بكثير من الأطفال الذين يعيشون في منازل غير مدخنين.
- يوجد نوع من السجائر الإلكترونية (قلم vape) شبيه بالشيشة، تبخر هذه الأقلام سائلًا يدعي صانعوه أنه لا يحتوي على النيكوتين أو التبغ أو القطران، يصعب إثبات ذلك حيث لم تتم دراسة تلك الأقلام والسوائل من قبل مجموعات بحثية مستقلة.
- حتى لو كانت أقلام الشيشة خالية من النيكوتين، لكنها غالباً تحتوي على نكهات كيميائية لتغيير طعمها، قد يسبب استنشاق الطفل لدخان هذه المواد الكيميائية ضرراً كبيراً في رئتيه بنفس الطريقة وربما أكثر من من دخان السجائر.
- أفضل طريقة لتجنب تعريض الأطفال للمواد الكيميائية الخطرة أو المسببة للإدمان الموجودة في أقلام الشيشة هي الابتعاد عن تدخين الشيشة وتطبيق نفس الإجراءات المتبعة لتجنب تعريضهم لدخان السجائر.
حتى إذا كنت تدخن بعيداً عن أطفالك، فلا يزال من الممكن أن تتأثر رئتيهم بالدخان، فيستغرق الأمر في المتوسط 5 ساعات بعد التدخين قبل أن يعود الهواء في الغرفة إلى مستوياته الآمنة.
كما أن الآباء الذين يدخنون خارج المنزل وبعيداً عن أطفالهم يستمرون بإحضار دخان السجائر للمنزل من خلال ملابسهم وبشرتهم، كذلك يعد استنشاق آثار هذا الدخان خطيراً على رئتي الأطفال، وفيما يلي طرق لحماية طفلك من التدخين السلبي: [4،3]
- الإقلاع عن التدخين: أفضل طريقة لحماية طفلك من التدخين السلبي هي في الإقلاع عن التدخين، ودعم الأشخاص في حياة طفلك للإقلاع عن التدخين، مما يقلل من تعرضه للتدخين السلبي، كما أنه يعطي الطفل قدوة إيجابية في المستقبل لتجنب التدخين.
- التدخين في الهواء الطلق: إذا كنت غير قادر على الإقلاع عن التدخين فتأكد من التدخين بالهواء الطلق، وخلع الملابس التي كنت ترتديها أثناء التدخين، مثلاً يمكن ارتداء معطف أو قميص من النوع الثقيل عند التدخين وخلعه قبل الدخول إلى المنزل. كما يجب غسل اليدين قبل لمس طفلك بعد التدخين.
- لا تدخن أبداً في السيارة: سواء بوجود الأطفال أو في حال كان الأطفال يستقلون السيارة، لا يكفي فتح نافذة السيارة لإيقاف تأثير الدخان على الأطفال.
- منع الآخرين من التدخين بوجود الأطفال: من أهم الأشياء التي يجب التركيز عليها هي التأكد من عدم وجود شخص يدخن بالقرب من طفلك في المنزل أو السيارة أو أي مكان آخر، هذا يعني أنه سيتعين عليك مطالبة أفراد الأسرة، والأصدقاء، ومقدمي الرعاية، والزائرين وغيرهم بعدم التدخين بحضور طفلك، أو حتى بحضور أطفال آخرين.
واشرح للأصدقاء والعائلة أن نفخ الدخان بعيداً عن طفلك لا يحميه من الآثار الضارة للدخان، من المهم أن يفهم الجميع أنك حريص على صحة طفلك عن طريق تقليل تعرضه للدخان. - تجنب الأماكن العامة التي تسمح بالتدخين: الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن العامة التي قد يتعرض فيها الطفل للتدخين السلبي مثل المطاعم والمحلات التجارية أو المسابح، ذلك حتى عند عدم وجود أحد يدخن، يمكن أن تبقى المواد الكيميائية والسموم من الدخان على الأسطح في الغرف والأماكن المغلقة بعد أيام من التدخين.
- كن مثلا يقتدي به لأطفالك: فإذا كنت تدخن، توقف عن التدخين اليوم، إذا رآك أطفالك وأنت تدخن، فقد يرغبون في تجربته، وقد يدخنوا عندما يكبرون، خاصة إذا كان الوصول للسجائر سهل بسبب وجودها في المنزل.
- ساعد في محاربة التدخين السلبي: ساعد في أن تكون المدارس ودور الحضانة خالية من التدخين، اجعل أطفالك جزءاً من الجهود المبذولة لجعل المدارس والمطاعم والمسابح وغيرها من الأماكن العامة خالية من التبغ.
في النهاية.. لكل طفل الحق في العيش والنمو في بيئة خالية من التدخين لأن هذا يحدث فرقاً كبيراً في صحته ونموه، لذلك لا تخجل من أن تطلب من الأصدقاء والعائلة عدم التدخين في أي مكان بالقرب من طفلك، والإقلاع عن التدخين بدورك للحفاظ على صحة أطفالك.