الأمراض التي تنتقل من الكلاب للإنسان والوقاية منها
الكلاب من الحيوانات الأليفة التي يرغب كثيرون بتربيتها لطبعها المحبب وسلالاتها المتنوعة، لكنها كائنات بالمحصلة وهي معرضة للإصابة بأمراض عديدة مهما كان من يربيها حريصاً على بقائها بصحة جيدة، من هذه الأمراض ما هو عارض ومنها الشديد الذي يتوجب الحذر منه، وبما أن الحذر وحده لا يكفي فيتوجب التقيد ببعض القواعد الخاصة بالنظافة عند تربية الكلاب لتجنب إصابتها بالمرض أولاً، وإبعاد خطر العدوى للإنسان ثانياً. حتى لا تقع بحيرة فيما يجب القيام به أو الابتعاد عنه نقدم لك ما قد تحتاجه من معلومات ضمن هذا المقال.
داء الكَلَب أو السُّعار:
وهو مرض فيروسي ناتج عن فيوس الكَلَب Rabies الذي يسبب التهاب حاد في الدماغ، في الدول النامية تعتبر الكلاب الضالة المصدر الأول لانتقال داء الكلب من الحيوان للإنسان، فيما تمثل جميع الثديات وعلى رأسها الراكون والخفافيش والثعالب مصدراً لانتشار داء الكلب ايضاً، وغالباً ما يكون داء الكَلَب قاتلاً للكلاب التي تصاب به وللإنسان غير المحصّن باللقاح أو الذي لا يتلقى الرعاية الفورية، ينتقل السعار عن طريق العض بشكل أساسي، ويمكن أن ينتقل عن طريق اللعاب.السعفة:
عبارة عن فطر يمكن أن يصيب الجلد والشعر والأظافر، وهو مرض شديد العدوى يؤدي إلى تساقط الشعر لدى الكلاب فيسبب مناطق غير مكتملة الشعر لديه، ويمكن أن ينتقل إلى الحيوانات الأخرى وإلى الإنسان كذلك.انفلونزا الكلاب:
والتي يسببها فيروس الانفلونزا A والتي تصيب أيضاً الطيور، ويمكن أن تنتقل للإنسان بأعراض الانفلونزا المعروفة من السعال والحمى وفقدان الشهية والطاقة، كما يمكن أن تتطور انفلونزا الكلاب إلى عدوى رؤية حادة تسبب ضيقاً للتنفس وتهدد الحياة.الجيارديات Giardia:
الجيارديا أو حمى القندس طفيليات تنتشر من خلال الماء الملوث أو الأسطح الملوثة بفضلات الكلاب أو الحيوانات الأخرى التي تحمل هذه الطفيليات، وتنتقل الجيارديا إلى الإنسان مسبّبةً أعراض هضمية مثل القيء والإسهال والغثيان، ويكون الشفاء منها سهلاً لكنها قد تسبب مضاعفات خطيرة لدى البعض.الدودة الشريطية الكلبية Echinococcosis:
تنتقل عدوى شريطيّة الكلاب من الكلب إلى الإنسان من خلال الماء أو التراب الملوّث ببيوض الشريطية، وعندما تدخل هذه البيوض إلى جسم الإنسان فهي تخترق الأمعاء وتنتقل إلى أعضاء الجسم الداخلية مثل الكبد والرئتين وتسبب ما يعرف بداء المشوكات، وتكون الأعراض حسب درجة ومكان انتشار الشريطية، وغالباً ما تكون الأعراض هضمية أو نفث للدم عندما تصل العدوى للرئتين، وقد تتأخر أعراض العدوى لعدوة سنوات.طفيليات الدودة الشصيّة Hookworm:
وتعرف أيضاً باسم الانسيلوستوما، وهي عدوى طفيلية معوية تصيب الثديات مثل الكلاب، وتنتقل للإنسان من خلال لمس براز الكلاب أو الحيوانات المصابة، حيث تنتقل طفيليات الدودة الشصيّة إلى الإنسان من خلال اختراق الجلد، وعلى الرغم أنها ليست عدوى خطيرة لكنها قد تسبب حكّة شديدة وأعراض تنفسية وهضمية وقد تسبب فقراً في الدم نقصاً في الحديد.عدوى كامبيلوبكتر أو داء العطائف Campylobacterosis:
وهي أيضاً عدوى معوية بكتيرية تنتقل من الكلاب أو الحيوانات للإنسان، لكن الأكثر شيوعاً أن تنتقل للإنسان من اللحوم غير المطبوخة والألبان غير المبسترة.الطاعون Plague:
ينتقل الطاعون إلى الكلاب من البراغيث بشكل أساسي، ويمكن أن ينتقل إلى الإنسان من خلال ملامسة سوائل أو أنسجة الحيوان المريض، ويعتبر الطاعون من الأمراض الخطيرة التي قد تفتك بحياة الحيوان المصاب والإنسان الذي يتعرض للعدوى.داء البروسيلات Brucellosis أو المالطية:
تصيب المالطية أو البروسيلات الكلاب من خلال الاتصال الجنسي مع حيوان مصاب ويمكن أن تنتقل من إفرازات وسوائل حيوان مصاب، وعلى الرغم أن انتقال المالطية إلى الإنسان غالباً ما يكون نتيجة الألبان غير المعقّمة، لكنه قد ينتقل من الكلاب والحيوانات المنزلية بسبب التلامس المباشر مع مفرزات وسوائل الحيوان المصاب، وتعتبر الحمى المالطية خطيرة وشديدة العدوى بين الحيوانات وبين الحيوان والإنسان.
يمكن أن تحمل الكلاب أنواعاً مختلفة من الفيروسات والبكتيريا والطفيليات على وبرها أو في لعابها وبولها، لذلك يعتبر التلامس المباشر مع الكلاب مجازفةً خطيرة ما لم يكن الكلب وحاصلاً على التطعيمات الأساسية والرعاية الطبية الدورية، وأبرز طرق انتقال العدوى من الإنسان للكلاب:
- التعرض لعضة الكلب، وخصوصاً الكلاب الضالة التي تمتلك فرصة أعلى للإصابة بأمراض الكلاب مثل السعار.
- لعاب الكلاب سواء عن طريق اللعق أو السعال والرذاذ.
- لمس بول وفضلات الكلاب.
- تناول الأطعمة الملوثة بوبر أو لعاب أو بول الكلاب، مثل تناول الطعام عن الأرض أو تناول الطعام دون غسل اليد بعد مداعبة الكلاب أو تنظيفها، أو شرب ماء ملوث.
- التعرض للخدش من الكلاب.
- استنشاق وبر الكلاب.
- الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بعدوى من الكلاب هم الرضّع والأطفال الصغار، النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المناعة.
من دون شك فإن التواصل المباشر مع مفرزات الكلاب من بول ولعاب وحتى مع وبرها قد يسبب أضراراً معينة تؤذي الإنسان سواء الكبار أو الأطفال من قبيل ما يلي: [5،6]
- الحساسية المفرطة: يمكن أن يسبب التلامس المتواصل مع بول ووبر الكلاب ولعابها حساسية مفرطة في جهاز المناعة لدى من يعانون حساسية الحيوانات الأليفة، حيث يمكن أن يتفاعل جهاز المناعة مع البروتينات في بول الحيوانات الأليفة أو لعابها أو وبرها وينتج عن ذلك رد فعل تحسسي.
وقد تصل المواد المسببة للحساسية لدى الكلاب إلى الأغشية التي تبطن العين والأنف لدى الإنسان فيصاب بتورم وحكة في الأغشية وانسداد الأنف والتهاب العينين، من الأضرار الشائعة لوبر الكلاب الإصابة بالحكة في العين وخاصة بعد مداعبته ولمس العينين بعد ذلك. - الحساسية من الكلاب عند الأطفال: بالنسبة للأطفال فقد يصابون برد فعل تحسسي حتى من الكلاب التي ليس لها شعر أو قصيرة الشعر، وقد تكون هذه الكلاب تنتمي إلى سلالة معينة تنتج عنها هذه الحساسية التي قد تظهر لدى الطفل في أي عمر تقريباً لكنها لا تسبب أعراضاً قبل عمر السنتين، وتكون الأعراض المصاحبة عند الرضع والأطفال:
- سيلان الأنف
- عيون دامعة حكة
- العطس
- السعال أو الصفير
- حكة في الجلد
- بقع حمراء نافرة على الجلد (الشري)
- المشاكل التنفسية: قد تؤدي الجزيئات الصغيرة المنتشرة من بول ولعاب ووبر الكلاب إلى مشاكل خطيرة في التنفس بعد وصولها إلى الرئتين، بدءاً من السعال والصفير وضيق التنفس خلال 15 إلى 30 دقيقة من استنشاق المواد المسببة للحساسية وصولاً إلى ظهور طفح جلدي شديد على الوجه والرقبة وأعلى الصدر.
- المشاكل الجلدية: يمكن أن يتسبب خدش الكلب للإنسان أو لعقه له في احمرار الجلد مكان الخدش أو لعاب واللعق.
رغم وجود عامل الخطورة من إصابة الإنسان بالعدوى ببعض الأمراض من الكلاب إلا أن الوقاية ممكنة من خلال: [3،4]
- تجنب الكلاب الضالة: يجب تجنب ملامسة الكلاب الضالة والتأكد أنها بعيدة عن مصادر الماء والغذاء، ويمكن إبلاغ الجهات المختصة عن وجود كلاب شاردة ليتم تطعيمها أو أخذها إلى ملجأ للكلاب.
- طلب المساعدة فوراً عند التعرض لعضة الكلب: أخطر الأمراض التي تنتقل من الكلب للإنسان تكون عن طريق العض خصوصاً إن كان الكلب ضالّاً أو كان كلباً أليفاً لكنه أصبح عدوانياً فجأة، ويجب أن يتم حجر الكلب ونقل الشخص الذي تعرض للعضة إلى أقرب مستشفى فوراً.
- الحفاظ على النظافة الشخصية: للوقاية من داء البروسيلات مثلاً يجب أن يكون معظم الأشخاص الذين يتعاملون مع كلاب أو الجراء حديثي الولادة أو بعد الولادة أو الأجنة في حالة جاهزية دائمة للقيام بإجراءات النظافة المناسبة في أي وقت وبشكل متكرر.
ويجب الحرص عند تربية الكلاب على ارتداء القفازات والتخلص من القفازات المستعملة بشكل صحيح وعدم لمس العينين أو الفم قبل غسل اليدين بشكل جيد. - الرعاية الصحية للكلاب: تطعيم الكلاب بشكل دوري أمر هام، ومن الضروري معالجة الكلب الذي تتم تربيته في أسرع وقت ممكن عند ظهور أي عرض من الأمراض السابقة عليه، لأنه إذا تُرك دون علاج فقد تتطور العدوى إلى التهاب رئوي يمكن أن تلتقطه الحيوانات الأليفة الأخرى أو الإنسان.
- إبعاد الكلب عن غرفة النوم: عند تربية الكلاب في المنزل يجب إبعادها عن غرف النوم والطعام بشكل أساسي، كما يجب الحفاظ على تنظيف الأماكن التي يتحرك فيها الكلاب داخل المنزل من خلال إزالة الأثاث الذي يجلس عليه الكلب والمفارش التي يستخدمها وتنظيف الجدران وإزالة الستائر والأغطية عنها سواء القماشية أو الخشبية أو غير ذلك، مع المحافظة على الأسطح في جميع أنحاء المنزل نظيفة ومرتبة، لذا من الأفضل ترك الكلب في مكان ذي أرضيات وجدران مكشوفة.
- الحماية من وبر الكلاب: من خلال ارتداء قناع الغبار عند تنظيف المكان الذي يوجد فيه الكلب بالمكنسة الكهربائية لأن المكانس الكهربائية تنشر مسببات الحساسية المستقرة أساساً فوق السجاد والأرضيات، لذا من الأفضل استخدام تلك المزودة بفلتر إن أمكن.
- فلاتر التكييف في المنزل: يمكن أن ينشر جهاز تكييف الهواء المواد المسببة للحساسية مثل وبر الكلب في جميع أنحاء المنزل لذا يفضل تزويد فتحات التكييف في المنزل وخاصة ضمن غرف النوم بمواد ترشيح كثيفة مثل القماش القطني.
- السكري: السكري لدى الكلاب هو مرض معقد ناتج إما عن نقص هرمون الأنسولين أو استجابة غير كافية للأنسولين، وبعد أن يأكل الكلب يفكك جهازه الهضمي الطعام إلى مكونات مختلفة بما في ذلك الجلوكوز الذي يحمله الأنسولين إلى خلاياه، وعندما لا ينتج الكلب الأنسولين أو لا يستطيع استخدامه بشكل طبيعي ترتفع مستويات السكر في الدم. وإذا ترك دون علاج يمكن أن يسبب العديد من المشاكل الصحية المعقدة للكلب.
- دودة القلب: الدودة القلبية هي دودة طفيلية تعيش في القلب والشرايين الرئوية للحيوان المصاب، وتنتقل عبر مجرى الدم ما يؤذي الشرايين والأعضاء الحيوية حيث إنها تستقر في أوعية الرئة والقلب بعد حوالي ستة أشهر من الإصابة الأولية، كما يمكن أن تعيش عدة مئات من الديدان في كلب واحد لمدة خمس إلى سبع سنوات.
- التهابات الجهاز التنفسي (الفيروسية والبكتيرية): تسبب التهاب الجهاز الصوتي للكلب والقصبة الهوائية، وهي شكل من أشكال التهاب الشعب الهوائية تشبه نزلة البرد في الصدر عند البشر، بعضها ينتقل من الكلاب للإنسان وبعضها لا ينتقل، على سبيل المثال يعتبر فيروس كورونا من الفيروسات التي لا تنتقل بين الكلاب والإنسان حتى الآن.
- مرض lumbosacral (L / S): يشبه هذا المرض عرق النسا عند الإنسان وينتج عن ضغط الأعصاب في قاعدة العمود الفقري.
- الاعتلال النخاعي التنكسي للكلاب: وهو نوع من اضطرابات العمود الفقري يسبب مشاكل في تنسيق حركة الأطراف الخلفية ما يؤدي إلى صعوبة في المشي، ومن أعراضها جر القدم.
- المرض الدهليزي: تنجم عن هذا المرض مشاكل في التوازن وشعور بالارتباك وحركات تشنجية في العين، وميلان الرأس بانتظام مع فقدان التوازن المرتبط بذلك ويؤدي بالنتيجة إلى سقوط الكلب أو الانحناء الدائم في نفس اتجاه ميل الرأس.
- فيروس هربس الكلاب: وهي عدوى فيروسية تصيب الجراء التي لم تولد بعد؛ فإذا كانت الكلبة الأم حاملاً وتعرضت للفيروس حينها تموت الجراء قبل ولادتها، وكذلك الأمر إذا تعرضت الأم للعدوى الفيروسية بعد الولادة؛ حيث إن الجراء تمرض وتموت.
فترة حضانة الفيروس 3 أيام فقط ويمكن أن يسبب أعراضاً كثيرة من التغيرات في التنفس إلى فقدان الشهية والقيء، وينتقل من خلال النشاط الجنسي أو عن طريق المخاط في الفم أو الأنف أي كل ما يتصل باللعق والعض والشم، لكنه لا ينتقل من الكلاب للإنسان. - أورام الكلاب التناسلية أو CVT: من الأمراض التي تنتقل إلى الكلاب عن طريق الاتصال الجنسي بما في ذلك العض واللعق أو استنشاق الكلاب مناطق المهبل أو القضيب لبعضها البعض، وتنتشر هذه الأورام من خلال ملامسة سوائل جسم الكلب المصاب. غالباً ما تظهر أورام CVT في منطقة المهبل أو القضيب لدى الكلب بشكل يشبه الثآليل، لكن نادراً ما تظهر بالقرب من الفم والأنف.
- الكلاميديا: على الرغم من أنها ليست ضمن الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي إلا أنها بكتيريا تنتقل إلى الكلاب عند ملامستها للسوائل الجسدية للكلاب الأخرى وكذلك عندما تتلامس مع طائر نافق أو براز طائر، ومن أعراضها حصول احمرار في عيني الكلب كما تصبح العينان ملتهبة ومنتفخة مع حكة شديدة.
ختاماً.. الكلب حيوان لطيف أليف وتربيته ممتعة لدى الكثيرين، لكن هو معرض للإصابة بأمراض كثيرة منها ما هو معدٍ ويؤثر على صحة الإنسان بشكل سلبي وقد يتطلب وقتاً طويلاً للعلاج، ولاسيما بحال وجود أطفال ما يستدعي مزيداً من الحذر والاهتمام بالمكان الذي تتم فيه تربية الكلب، من حيث النظافة والتعقيم ولا ضير في تغيير المكان إن كان صعب التنظيف، وإخراج الكلب إلى ركن يبعد قليلاً عن المنزل لتجنب التعرض لمفرزاته.