فقدان الشغف والطاقة في العمل وكيفية استعادة الشغف
قد يمر الإنسان بالعديد من الأوقات التي يشعر فيها بأنه مرهق من العمل ولا يقوى على أن يكمل كل يوم في نفس الروتين الذي يجعل أدائه يتراجع بدلاً من أن يتقدم، في هذه الحالة يكون وصل لمرحلة فقدان الشغف تجاه العمل، فما هي الأسباب التي تجعل الشخص يصل لهذه المرحلة، وكيف يمكن استعادة الشغف والطاقة تجاه العمل؟
يوجد العديد من الأسباب وراء نفور الأشخاص من عملهم وفقدان الشغف وهذه الأسباب تجعلهم يبحثون عن أشياء جديدة تخرجهم من دائرة الاستياء للعودة بطاقة قوية إلى العمل ومنها نذكر: [1]
- الروتين الوظيفي: بالدرجة الأولى يعد الروتين من أكثر الأسباب التي تجعل جميع الأشخاص على اختلاف أنواع عملهم يشعرون بالملل والنفور وفقدان الشغف في العمل بعد فترة من الزمن، ففي كل يوم يعملون بنفس الطريقة دون تغيير لذلك بعد فترة قصيرة يشعرون بأن هذا العمل لم يعد يناسبهم.
- ضغوط العمل: قد يكون ضغط العمل والوقت الطويل دون أخذ وقت كافي من الراحة أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص يفقدون الشغف في العمل ويفقدون شغفهم تجاهه.
- الفشل المتكرر: من الأسباب الهامة أيضاً والتي تجعل الأشخاص يفقدون شغفهم تجاه العمل هو الفشل المتكرر في كل محاولة يقوم بها الشخص ويبني أمل على نجاحها فتفشل ومع تكرار الفشل يصبح في حالة نفسية غير قادر فيها على البقاء في العمل نفسه.
- المنافسة السلبية: في بعض الأحيان المنافسة في العمل تكون لأهداف إبعاد أحد الأشخاص من العمل ولا تكون بهدف رفع مستوى العمل لذلك هذه المنافسة تجعل الشخص ينفر من العمل ويفقد شغفه بالتطور في هذا المجال.
- أسباب شخصية: قد ينفر الشخص من العمل نتيجة ضغوطات يتعرض لها خارج العمل ولأسباب شخصية تجعله غير قادر على التركيز في عمله وليس لديه الرغبة بالعمل فيتراكم عمله لدرجة تجعله يفقد شغفه تجاهه.
- عدم كفاية المردود: أحد الأسباب الهامة التي تجعل الشخص يفقد شغفه تماماً في العمل هو قلة المردود التي لا تلبي احتياجات هذا الشخص فيجد نفسه يعمل بكل طاقته ولكن دون مقابل يؤمن مستقبله فيفقد الشغف ويحاول البحث في مجال آخر.
قد يكون العمل في بعض الأحيان سبباً للإصابة بالاكتئاب، حيث أن الضغوطات والجو الممتلئ بالطاقة السلبية قد يجعل الشخص غير قادر على المواجهة وقد يصل لدرجة الاكتئاب ومن الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب في العمل: [1،4]
- الانتقادات اللاذعة في العمل: إن الانتقادات اللاذعة قد تجعل الشخص يشعر بأن لا قيمة له وقد تقلل من قيمة الإنجازات التي يحققها في العمل وقد تكون أحد الأسباب التي تتراكم مع أسباب أخرى وتسبب الاكتئاب في العمل.
- الإرهاق النفسي: من الممكن أن يكون الإرهاق النفسي أحد الأسباب التي تقود إلى الاكتئاب في العمل لأنه يؤدي إلى نسيان المعلومات وضعف في التركيز مما ينعكس سلباً على الأداء في العمل.
- ارتكاب الأخطاء في العمل: قد يكون ارتكاب الأخطاء أحد الأسباب التي توصل إلى الاكتئاب نتيجة قلة الثقة بالنفس والخضوع للأمر الواقع دون محاولة تطوير الذات من أجل عمل أفضل.
- الشجار مع الزملاء: مهما كان العمل مريحاً في حال لم يكن هنالك محيط هادئ لن يستطع أي شخص تحقيق إنجازات في هذا العمل لأن الشجار مع الزملاء وسوء المعاملة تسبب الاكتئاب في العمل نتيجة وجود الطاقة السلبية في المكان.
- عدم الإنجاز في العمل: من الممكن أن يعمل الشخص بكامل قوته ولساعات طويلة يشعر فيها بالإرهاق ولكن دون نتيجة أو إنجاز يذكر مما قد يسبب له الاكتئاب.
يمر الإنسان بمرحلة من الملل تجعله يفقد شغفه تجاه العمل ويكون غير قادر على أن يكمل فيه ويتبع ذلك عدة آثار سلبية منها: [1،4]
- التراجع في الأداء: الشعور بالملل الوظيفي وفقدان الشغف يرافقه الكسل والإرهاق من العمل مما قد يؤثر على مستويات الأداء الوظيفي بشكل عام ويؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الشغف تجاه العمل.
- الشعور بالتوتر والغضب: العمل في مجال لا ترغب فيه والشعور بالملل طوال الوقت والشعور بأن هذا المكان ليس هو المكان المناسب لك يجعلك تشعر بالتوتر والغضب طوال الوقت مما يبعث بالطاقة السلبية في مكان العمل وتنعكس بشكل سلبي أيضاً على نفسية الشخص نفسه.
- ضعف الإنتاج: من الطبيعي عند فقدان الشغف في العمل أن ينعكس بشكل سلبي على الإنتاج في العمل أيضاً وبالتالي قلة المردود العام.
- التهرب من العمل والرغبة بتغييره: عند الوصول لهذه المرحلة من فقدان الشغف تجاه العمل والملل المستمر الذي لا ينتهي مهما حاول الشخص التخلص منه يبدأ الشعور بالضرورة التي تدفعه لتغيير العمل أو التهرب منه والبحث عن مكان عمل جديد يعيد إليه شغفه وطاقته للبدء بالإنتاج مرة أخرى.
- نفور الزملاء: قد يتعرض الشخص عند شعوره بالملل الوظيفي من نفور الأصدقاء والزملاء منه نتيجة الطاقة السلبية التي يبعثها في المكان وقد يصل لمرحلة من الشجار معهم تدفعهم للابتعاد عنه.
فقدان الشغف في العمل لا يستوجب تغيير العمل ببساطة لأنه يجب محاولة استعادة هذا الشغف وتحقيق الإنجازات في العمل خاصة في حال عدم وجود عمل بديل مناسب ومن طرق استعادة الشغف نذكر: [2،3،5]
- تعمل بمجال تحبه: من أهم الأشياء التي تساعد على استعادة الشغف هو العمل في مجال ترغب فيه من الأساس لأن العمل في مجال لا تحبه رغماً عنك قد يجعلك تفشل في كل مرة مهما حاولت لأنك تهدر طاقتك في المكان الخطأ.
- تنظيم المطلوب منك: يمكنك أن تبدأ باستعادة شغفك تجاه العمل من خلال وجود الرغبة بالعمل بالدرجة الأولى وبعدها البدء بتنظيم جميع الأشياء التي تراكمت عليك ومعرفة من أين تبدأ بحل المشكلات.
- تثابر أكثر للشعور بالنجاح: من المهم أن تعمل بكامل طاقتك لإنجاز كل الأشياء التي تفرض عليك في العمل ومع البدء بحصد النتائج والنجاح تبدأ بشكل تدريجي باستعادة الشغف تجاه العمل.
- التقرب من الزملاء الإيجابيين فقط: من المهم لاستعادة الشغف أن يتم الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يبعثون الطاقة السلبية والتي تؤثر على نتائج العمل ويتوجب الاقتراب فقط من الأشخاص الإيجابيين الذين يحفزون على العمل ويفرحون للنجاح كأنهم جزء منه.
- السباق مع الزمن: لاستعادة الشغف تجاه العمل يجب أن يتم إنجاز جميع الأعمال المطلوبة مما يدخل الشخص في مرحلة السباق مع الزمن فيقوم بتحديد الأشياء التي يجب عليه إنجازها في وقت معين والعمل على إنجازها وعند النجاح فيها بالوقت المحدد هذا يولد الشعور بالاستمتاع عند النجاح.
- تقبل النقد: النقد الإيجابي لرفع سوية العمل يكون مهم في بعض الأحيان لمعرفة الأخطاء وإصلاحها وعدم الوقوع فيها مرة أخرى، لذلك من المهم تقبل النقد البناء وعدم اعتباره تقليل من شأنك.
- الوصول لجذور المشكلة: من المهم عند تراجع مستوى العمل وفقدان الشغف تجاهه أن يتم البحث وراء الأسباب من أجل إيجاد حلول لجذور هذه المشكلة وحلها.
من المهم تجنب فقدان الشغف الذي قد يجعل الشخص يفشل في كل مرة يحاول فيها العمل لذلك يتوجب المحافظة على مستوى عالي من الطاقة في العمل وذلك عن طريق: [2،3،5]
- فصل خلافات العمل عن الحياة الشخصية: من المهم ترك الخلافات المنزلية في المنزل دون أن تؤثر على العمل فعند الخروج من المنزل يجب أن يكون هنالك استعداد كامل للنجاح في العمل فقط دون التفكير بأشياء أخرى قد تنعكس بشكل سلبي على إنجاز المهام المطلوبة.
- الاهتمام بالقوة الجسدية خلال العمل: من المهم لتجنب فقدان الشغف الاهتمام بالصحة الجسدية بمعنى جسد صحي عمل أكثر فلا يجب الجلوس لفترات طويلة دون حركة أو الوقوف لوقت طويل دون أخذ راحة.
- عدم تجاهل وجبات الطعام خلال أوقات العمل: من المهم للحفاظ على عمل جيد ألا يتم إهمال وجبات الطعام خلال أوقات العمل فهي ما تعطي الطاقة الجسدية التي تجعل الشخص قادر على العمل بشكل أفضل.
- النوم بشكل منتظم: إن تنظيم أوقات النوم يساعد على تنظيم العمل والنجاح فيه بشكل أكبر، لذلك من المهم الحفاظ على فترات كافية ومنظمة من النوم.
- الإجازات بين الحين والآخر: الإنسان طاقة من الممكن أن تنتهي لذلك يجب أخذ إجازات بين الحين والآخر دون التفكير بالعمل من أجل استعادة الطاقة والشغف تجاه العمل وبالتالي العودة للعمل بشكل أفضل وطاقة أعلى.