سبب نزول كتل دم مع الدورة الشهرية وهل هو خطير
تعاني أغلب النساء والبنات العديد من المشكلات خلال الدورة الشهرية بسبب الاضطرابات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة مثل تقلصات الرحم التي تنتج عنها آلام في أسفل البطن وغزارة دم الحيض، كما تلاحظ معظمهن نزول قطع من الدم على شكل كتل لحمية، الأمر الذي يثير قلقهن والتساؤل حول سبب نزول الدم بهذا الشكل وما مدى خطورة هذا الأمر، لذلك في هذه المقال سنتحدث عن أسباب نزول كتل الدم مع الدورة الشهرية عند البنات والمتزوجات ومتى يعتبر الأمر خطيراً وما هو علاج هذه المشكلة وبعض النصائح التي تساعد في تجنبها.
قد يكون نزول قطع من الدم خلال الدورة الشهرية مصدر قلق خاصة لدى المراهقات والبنات غير المتزوجات لعدم معرفتهن أسباب تشكل ونزول هذه القطع الدموية، لذلك سنحاول أن نبين كيف تتشكل هذه القطع داخل الرحم ولماذا تخرج منه: [1]
- تشكل تجلطات الدورة الشهرية: منذ سن الإنجاب تبدأ بطانة الرحم بالنمو وتزداد سماكة تمهيداً للمساعدة في دعم البويضة عندما تتلقح، فإذا تلقحت البويضة بالحيوان المنوي للذكر يتشكل الجنين، وتكون وظيفة بطانة الرحم هنا هي حماية الجنين خلال فترة الحمل، أما إذا لم تتلقح البويضة فتنسلخ بطانة الرحم وتسقط مع الدم والأنسجة والسوائل المخاطية المحيطة بها، هذه البطانة والأنسجة لا تنزل من الجسم فوراً، إنما تتجمع داخل الرحم أو المهبل لفترة قبل خروجها من الجسم مما يؤدي إلى تجمعها على شكل كتل أو ما يسمى بتجلطات الدورة الشهرية.
- مكونات جلطات الدورة الشهرية: هي مزيج من خلايا الدم وأنسجة بطانة الرحم وبروتينات في الدم تساعد على تنظيم تدفقه، وهي تأتي على شكل كتل قد يسقط بعضها مع دم الدورية الشهرية.
- وظيفة تجلطات الدم: وهي جزء طبيعي من آلية الدفاع في الجسم حيث يساعد النسيج السميك للجلطات الدموية على منع نزول الكثير من الدماء وتخفيف النزف مثلما يحدث عند جرح أي منطقة في الجسم، حيث يبدأ الدم في المنطقة المجروحة بالتخثر لمنع المزيد من النزف والمساعدة في شفاء الجرح، ويمكن أن تسقط بعض كتل هذه التجلطات أثناء الدورة الشهرية.
- ازدياد عدد التجلطات: عندما يكون دم الدورة الشهرية غزير تميل الجلطات الدموية لأن تكون أكبر حجماً وأكثر نظراً لوجود كمية أكبر من الدم في الرحم الأمر الذي يتيح للدم الوقت للتخثر والتجلط، وبالتالي نزول كتل دم مع الدورة الشهرية.
- هل تعتبر التجلطات حالة مرضية؟ على الرغم من أنه أمر طبيعي وجود جلطات في دم الدورة الشهرية إلا أنه في بعض الحالات تكون هذه التجلطات دليلاً على وجود مشكلة طبية.
يمكن أن تتعرض السيدات خلال حياتها لمشكلة نزول الدم على شكل قطع لحمية وهو أمر طبيعي كما سبق وذكرنا ولكن في بعض الحالات يمكن أن يكون أحد الأعراض للأمراض التالية والتي تحتاج إلى مراجعة وإشراف طبي ومن هذه الأمراض: [2]
- بطانة الرحم المهاجرة: بطانة الرحم المهاجرة هي حالة تؤدي إلى نمو أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم خاصة قناة فالوب والمبيضين، بالتالي تتراكم دماء الدورة الشهرية خارج الرحم مما يؤدي إلى تشكل التجلطات الدموية التي تخرج من المهبل باللون البني، وبالتالي تكون هذه الجلطات إحدى أعراض بطانة الرحم المهاجرة.
- العضال الغدي الرحمي: وهي حالة تنمو فيها بطانة الرحم في الجدار العضلي للرحم مما يجعل بطانة الرحم وجدار الرحم أكثر سماكة والذي يؤدي بدوره إلى تدفق أثقل بكثير خلال الدورة الشهرية مما يتسبب في تشكل تجلطات الدم أثناء الدورة كعرض للعضال الغدي.
- الاختلالات الهرمونية: يمكن أن يتسبب الخلل في إنتاج الهرمونات وخاصة هرمون الاستروجين في حدوث العديد من المشاكل المتعلقة بالدورة الشهرية حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة في النزيف مما يتسبب في حدوث التجلطات الدموية خلال الحيض.
- الأورام الليفية: تتكون الأورام الليفية من نسيج عضلي والتي تنمو في جدار الرحم وتتسبب في انسداده، ويتسبب في تجمع الدم بالرحم مما يسهل تشكل تجلطات في دماء الدورة الشهرية.
- الأورام السرطانية: تتسبب الأورام السرطانية في انسداد عنق الرحم مما يمنعه من الانقباض وهذا يعني أن الدم يأخذ وقت أطول للخروج من الرحم ونتيجة البطء في خروج الدم يتسبب في تشكل التكتلات والتجلطات الدموية.
- نقص الفيتامينات: نقص الفيتامينات في الجسم خاصة فيتامين C أو K يغير من التخثر في الدم مما يتسبب في جلطات الدم خلال الدورة الشهرية.
- فقر الدم: قد يتسبب فقر الدم الناتج عن نقص الحديد في الجسم في مشاكل تتعلق بتخثر الدم مما يؤدي إلى تجلطه وخروجه على شكل كتل لحمية.
قد يكون سبب نزول كتل من الدم أثناء الدورة الشهرية عند المتزوجات هو أحد الأسباب التي ذكرناها سابقاً ولكن في هذه الفقرة سنذكر بعض الأسباب الخاصة بالمتزوجة فقط وهي: [3]
- نزول قطع دم مع الدورة هل هو إجهاض؟ قد يكون التجلط الذي ينزل باللون الرمادي أو الأصفر مع نزف قوي والذي يحدث بفترات بعيدة عن موعد الدورة الشهرية دليلاً على فقدان الحمل.
- فترة النفاس: فترة النفاس هي الفترة التي يقوم فيها الجسم بمساعدة الرحم على إعادة تأهيل الوسط المحيط لاستقبال البويضات من جديد بعد الولادة، لذلك يقوم الجسم بتنظيف الرحم من بقايا مشيمة الطفل والأنسجة التي كانت تقوم بتغذية الطفل في هذه المرحلة، ونتيجة لهذا قد ترى الأم خلال فترة النفاس العديد من الخثرات.
- تركيب اللولب: يمكن أن تتسبب بعض أنواع اللولب وخاصة النحاسية منها في التسبب بزيادة النزف وبالتالي محاولة الجسم مقاومة النزيف بتنشيط عملية التخثر مما يزيد من تشكل التكتلات.
- تضخم الرحم: بعد الحمل يتأثر حجم الرحم بحيث يصبح أكبر من السابق مما يشكل مساحة إضافية لتجمع الدم وتخثره قبل أن يخرج من الجسم.
- حبوب منع الحمل: تؤثر حبوب منع الحمل على استقرار الهرمونات في الجسم وتسبب اختلالها، مما يؤثر على حجم النزف بعد إيقاف الحبوب وبالتالي تشكل الخثرات والكتل.
بعد القيام بشرح كيفية تشكل قطع الدم أو التجلطات وأسباب نزولها خلال الدورة لدى المتزوجة والبنات يبقى أن نجيب على التساؤل المطروح فيما إذا كان نزول قطع دم مع الدورة خطير أم لا، وذلك حسب كل حالة: [4]
- نزول خثرات في اليوم الثاني من الحيض: يعتبر نزول قطع من الدم على شكل تجلطات تشبه الكبدة خلال فترة الدورة الشهرية أمر طبيعي وشائع وخاصة في اليوم الثاني منها فليس هنالك داع للتوتر والقلق أو الذعر.
- تغيرات بقوام النزف: قد تعاني السيدة من تدفق كثيف يحتوي على خثرات الدورة في شهر ما ونزيف أخف لا يحتوي على الخثرات في شهر آخر، وهذا الأمر طبيعي حيث تحدث هذه التغيرات بسبب عوامل تتعلق غالباً بالنظام الغذائي ونمط الحياة.
- نزول التجلطات خلال فترة الحمل: إذا لاحظت السيدة نزول هذه التجلطات الدموية من المهبل خلال فترة الحمل وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى فيجب التوجه إلى المستشفى مباشرة لأنه دليل على الإجهاض.
- الحاجة لمراجعة الطبيب: في حال ملاحظة أن القطع كبيرة وغامقة جداً وزيادة النزيف لمدة تزيد عن 7 أيام أو ألم بعد ممارسة الجماع أو حصولها خارج فترة الدورة الشهرية فينصح باستشارة الطبيب والقيام بالفحوصات التي يطلبها.
التجلطات بحد ذاتها ليست خطير، ولكن كما ذكرنا يمكن أن تكون عرضاً لمرض خطير كسرطان الرحم مثلاً، لذلك لا يجب إهمال مشكلة الجلطات الدموية عند ملاحظة نزولها بشكل كبير ومتكرر حيث يمكن أن تتسبب في حدوث فقر دم شديد بالجسم وحصول مضاعفات خطيرة.
يتوقف علاج تجلطات الدم خلال الدورة الشهرية على عدد من العوامل تتمثل في تشخيص أسباب هذه التجلطات وما مدى شدتها بالإضافة إلى أخذ العمر وكون السيدة متزوجة أو لا بعين الاعتبار: [4]
- العلاج الهرموني: يمكن أن تساعد الأدوية الهرمونية كالبروجستيرون أو الإستروجين في علاج مشكلة الاضطرابات الهرمونية التي تسبب مشكلة تجلط الدم كما سبق وذكرنا.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: يمكن أن تساعد مضادات الالتهاب كالبروفين في تقليل الألم والتشنجات وتقليل كمية النزيف مما يساهم في تقليل تجلط الدم وتشكله على هيئة قطع لحمية.
- مكملات الحديد: يمكن أن يقوم الطبيب المشرف على حالتك وبعد إجراء فحص طبي يشمل تحليل الدم ودراسة الأعراض الأخرى بوصف مكملات الحديد إذا وجد أن سبب هذه الخثرات هو نتيجة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، حيث تساعد هذه المكملات في التقليل من تخثر الدم بالحالات غير الطبيعية وتشكل هذه التجلطات.
- تنظيف عنق الرحم وكحته: هذا الإجراء الجراحي يقوم على إزالة الأنسجة من داخل الرحم وتوسيعه لمعالجة النزيف الحاد وتنظيف الرحم بعد الإجهاض أو الولادة مما يعمل على علاج مشكلة تكتل دم الدورة الشهرية.
- العلاج الجراحي: في حال لم يجدي العلاج الدوائي ولم يحل المشكلة الأساسية فيمكن للطبيب أن ينصح باللجوء إلى العمل الجراحي لإزالة الأورام الليفية أو الكتل السرطانية أو الحميدة التي تتسبب في غلق عنق الرحم وتشكل تجلطات دموية، كما أنه في الحالات الخطرة والمستعصية ينصح الطبيب باستئصال الرحم بالكامل عندما تفشل أنواع العلاجات الأخرى وخاصة في حالة سرطان بطانة الرحم والعضال الغدي وهنا يعالج سبب المشكلة الرئيسية لتجلط الدم وبالتالي توقف ظهور هذه الخثرات.
في حال لم تكون مشكلة نزول كتل من مع الدورة ناتج عن مشكلة صحية فيمكن للنصائح التالية أن تساعد في التخفيف من هذه الكتل: [5]
- الإكثار من المياه: يساعد الاكثار من شرب الماء في التعويض عن السوائل التي يفقدها الجسم نتيجة نزول الدم بشكل كبير والذي يتسبب في تجلط الدم، لذلك ينصح بشرب مالا يقل عن لترين من الماء خلال فترة الحيض.
- النظام الغذائي الصحي: ينصح باختيار نظام غذائي يشمل أطعمة غنية بالفيلوفونوئيدات مثل الحمضيات والبروكلي والعنب فهي تساعد في التقليل من تخثر الدم.
- الاستحمام بالماء الساخن: الاستحمام بالماء الساخن خلال الدورة الشهرية يساعد في التخلص من الدم بشكل أسرع ومنع تجلطه داخل الرحم.
- شرب القرفة: كثيراً ما ينصح بتناول مشروب القرفة خلال فترة الدورة الشهرية فهي تساعد على إخراج الدم من الرحم ومنعه من التخثر والتجلط.
- ممارسة التمارين الخفيفة: إن التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي البطيء لمدة نصف ساعة خلال الدورة أو تمارين الإطالة أو اليوغا يساعد في تخليص الرحم من الدم بشكل دوري ومنعه من التجمع والتكتل وبالتالي منع التجلطات.