عمليات تصغير المعدة: الأنواع والمخاطر
عمليات تصغير المعدة تنقسم إلى أنواع عديدة، ولكن جميعها تهدف إلى إجراء تغييرات على الجهاز الهضمي للمساعدة على إنقاص الوزن عن طريق الحد من كمية الطعام التي يتم تناولها أو عن طريق تقليل امتصاص العناصر الغذائية في المعدة أو كليهما، حيث يتم تحويل مسار المعدة وغيرها من جراحات تصغير المعدة عندما لا يعمل النظام الغذائي لتخفيف الوزن كما يجب وعندما لا يتم ممارسة التمارين الرياضية لأي سببٍ كان، أو عندما يكون لدى المريض مشاكل صحية خطيرة بسبب الوزن.
وهناك أنواع عديدة من عمليات تصغير المعدة، والتي تعرف باسم جراحة علاج البدانة، ويعد "تجاوز المعدة أو تحويل مسار المعدة -Gastric bypass " واحدة من أكثر أنواع جراحات السمنة شيوعاً في الولايات المتحدة، والعديد من الجراحين يفضلونها لأنها تحتوي على مضاعفات أقل من غيرها من جراحات فقدان الوزن.
ومع ذلك فإن جميع أشكال جراحة إنقاص الوزن بما في ذلك عملية "تجاوز المعدة"، من العمليات الرئيسية والتي يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة وآثار جانبية على صحة الإنسان، كما أنه يجب عدم الاعتماد عليها لوحدها بل يجب إجراء تغييرات صحية دائمة للنظام الغذائي والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لضمان نجاح جراحات علاج البدانة على المدى طويل الأمد.
يتم إجراء جراحة واحدة من جراحات تصغير المعدة التي تم ذكرها سابقاً للمساعدة على فقدان الوزن الزائد وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الصحية المرتبطة بزيادة الوزن التي تهدد حياة الإنسان، بما في ذلك:
• مرض الجزر المعدي المريئي أو الارتجاع المريئي.
• أمرض القلب.
• ضغط الدم المرتفع.
• توقف التنفس أثناء النوم.
• داء السكري من النوع الثاني.
• السكتة الدماغية
عادة ما يتم الخضوع لعمليات تصغير المعدة جراحياً لإنقاص الوزن بعد المحاولات الفاشلة في فقدان الوزن عن طريق النظام الغذائي قليل السعرات الحارارية أو المواظبة على ممارسة الرياضة.
بشكلٍ عام يتم اختيار واحدة من عمليات تصغير المعدة إذا:
• إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) 40 أو أعلى، أي يعاني الشخص من سمنة مفرطة.
• إذا كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح ما بين 35 إلى 39.9 مع وجود مشكل صحية خطيرة تتعلق بالوزن، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم أو انقطاع النفس الشديد أثناء النوم، وفي بعض الحالات يتم اختيار جراحة إنقاص الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم الخاص بك هو 30 إلى 34 ولكن لديك مشاكل صحية خطيرة تتعلق بالوزن.
كما هو الحال مع أي عملية جراحية كبرى، فإن عمليات تصغير المعدة تشكل مخاطر صحية محتملة على المدى القصير والطويل، ويمكن أن تتضمن ما يلي:
• نزيف شديد.
• عدوى.
• ردود فعل سلبية للتخدير.
• جلطات الدم.
• مشاكل في الرئة أو التنفس.
• تسرب في الجهاز الهضمي.
• الموت (نادر).
وهنالك مخاطر ومضاعفات يمكن أن تظهر على المدى الطويل وتختلف تبعاً لنوع الجراحة ويمكن أن تشمل:
• انسداد الأمعاء.
• الإسهال والغثيان أو القيء.
• حصى في المرارة.
• الفتق.
• انخفاض نسبة السكر في الدم.
• سوء التغذية.
• ثقب المعدة.
• قرحة المعدة.
• قيء.
• الموت (نادر).
إذا كنت مؤهلاً للخضوع لجراحات إنقاص الوزن، فإن الفريق الطبي الخاص بك سيقدم لك تعليمات حول كيفية الاستعداد لنوع الجراحة المقررة لك، وقد تحتاج إلى الخضوع لاختبارات وفحوصات مختلفة قبل الجراحة، وقد يكون لديك قيود معينة على الأكل والشرب والأدوية التي يمكنك تناولها قبل وبعد العملية، وقد يُطلب منك بدء ممارسة التمارين الرياضية والتوقف عن التدخين.
قد تحتاج أيضًا إلى التخطيط المسبق لبعض أمورك بعد الجراحة، فعلى سبيل المثال يمكنك طلب المساعدة في ترتيب المنزل أو غيرها من الأمور التي تتطلب منك جهداً بعد الخروج من المشفى.
يتم إجراء جراحة إنقاص الوزن في المستشفى من خلال استخدام التخدير العام، وهذا يعني أنك ستكون فاقداً للوعي أثناء العملية.
تعتمد تفاصيل الجراحة الخاصة بك على وضعك الفردي، ونوع جراحة إنقاص الوزن التي تم اعتمادها من قبل الطبيب المختص، وفي هذه الأيام يتم إجراء معظم جراحات تصغير المعدة باستخدام بالمنظار وهو عبارة عن جهاز صغير أنبوبي مزود بكاميرا متصلة، يتم إدخاله في بطن المريض من خلال شقوق صغيرة في البطن تسمح للكاميرا الصغيرة الموجودة على طرف المنظار بالتشغيل والتصوير داخل بطنك دون عمل جروح تقليدية كبيرة، حيث يمكن لعملية الجراحة بالمنظار أن تجعل عملية الشفاء أسرع وأقصر ولكنها ليست مناسبة للجميع.
العملية الجراحية تستغرق عادةً عدة ساعات، وبعد الجراحة تستيقظ في غرفة الإنعاش حيث يقوم الطاقم الطبي بمراقبتك لمنع حدوث أي مضاعفات، وقد تستمر إقامتك في المستشفى من ثلاثة إلى خمسة أيام.
كل نوع من أنواع جراحة تصغير المعدة لها إيجابيات وسلبيات، لذلك يجب التحدث مع طبيبك حولها، وفيما يلي نقدم لكم نظرة عامة على الأنواع الشائعة من عمليات تصغير المعدة:
• تحويل مسار المعدة Gastric bypass (Roux-en-Y) - .
هذا النوع من العمليات هو الأكثر شيوعاً، حيث يعمل عن طريق تقليل كمية الطعام التي يمكنك تناولها في الوجبة الواحدة والحد من امتصاص العناصر الغذائية، حيث يقطع الجراح الجزء العلوي من معدتك ويغلقها عن بقية بطنك، والكمية المتبقية من المعدة ستكون بحجم حبة الجوز ويمكنها حمل حوالي أوقية من الطعام فقط أي حوالي 3 مكاييل من الطعام، ثم يقطع الجراح الأمعاء الدقيقة ويخيط جزءاً منها مباشرة على الكيس، ثم يذهب الطعام إلى هذه الحقيبة الصغيرة من المعدة ثم إلى الأمعاء الدقيقة مخيطاً بها، يتجاوز الطعام معظم معدتك والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة وبدلاً من ذلك يدخل مباشرة إلى الجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة.
• تحويل القناة المرارية مع تبديل الإثني عشر - Biliopancreatic diversion with duodenal switch
في هذا الإجراء يتم إزالة حوالي 80% من المعدة، ويبقى الصمام الذي يمرر الطعام إلى الأمعاء الدقيقة إلى جانب جزء محدود من الأمعاء الدقيقة التي تتصل عادة بالمعدة (الاثني عشر)، تتجاوز الجراحة غالبية الأمعاء بتوصيل الجزء الأخير من الأمعاء إلى الاثنى عشر بالقرب من المعدة، هذه الجراحة تحد من كمية الطعام التي يمكنك تناولها وتقلل من امتصاص المواد الغذائية، وهي تعتبر من العمليات الفعّالة إلا أن لها مخاطر أكبر من غيرها من العمليات الأخرى، بما في ذلك سوء التغذية ونقص الفيتامينات، وتستخدم هذه العملية بشكلٍ عامٍ للأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أكبر من 50.
• ربط المعدة بالمنظار - Laparoscopic adjustable gastric banding (LAGB)
في هذه الجراحة يقوم الجراح بربط شريط مطاطي حول الجزء العلوي من المعدة من خلال حلقة يتم نفخها لتضغظ على المعدة ويقسمها إلى جزأين، مشكلاً بعدها حقيبة علوية صغيرة جدًا تتصل مع بقية المعدة من خلال قناة يم إنشاؤها بواسطة الحلقة، حيث تحد الحقيبة الصغيرة من كمية الطعام التي يمكنك تناولها، وبسبب بساطة هذه العملية فإنها تعتبر واحدة من أكثر عمليات فقدان الوزن شيوعاً، ومع ذلك فإنها قد تؤدي إلى خسارة وزن أقل من غيرها من العمليات الأخرى، كما أنها قد تحتاج إلى تعديل وضبط الحلقة بشكل دوري.
• تكميم المعدة - Sleeve gastrectomy
وتسمى أيضاً عملية استئصال جزء من المعدة أو الكم الرأسي، حيث يتم تغيير هيكل المعدة ليكون على شكل أنبوب مما يحد من كمية الطعام والسعرات الحرارية التي يمتصها جسمك.
• بالون المعدة – Gastric balloon
عملية بالون المعدة هي عملية غير جراحية يتم إجراؤها بهدف إنقاص الوزن لمن يعانون من زيادة الوزن بمقدار لا يزيد عن 40 كيلوغرام، تقوم هذا البالون بتقليص مساحة المعدة وتقليل كمية الطعام المتناول لحين الشعور بالشبع مما يعمل على انقاص الوزن، ويُستخدم في إجراء هذه العملية بالون أو أكثر حيث يتم إدخاله فارغً إلى المعدة عن طريق الفم ومن ثم ملؤه بمحلول سائل أو غاز.
بعد عملية تصغير المعدة لن يُسمح لك عمومًا بتناول الطعام لمدة يوم إلى يومين حتى تتمكن معدتك والجهاز الهضمي من الشفاء، وبعدها ستتبع نظام غذائي محدد لمدة 12 أسبوعًا تقريبًا، حيث يبدأ النظام بتناول السوائل فقط، ثم يتطور إلى تناول أطعمة طازجة أو طرية، وأخيراً إلى الأطعمة العادية، وقد يكون لديك العديد من القيود على كميات ونوعيات الأطعمة التي يسمح لك بتناولها.
سيكون لديك أيضاً فحوصات طبية دورية لمراقبة صحتك في الأشهر القليلة الأولى بعد جراحة انقاص الوزن، وقد تواجه بعض التغييرات أو المضاعفات في الأشهر الثلاثة أو الستة الأولى بعد جراحة المعدة بما في ذلك:
• آلام الجسم.
• الشعور بالتعب، كما لو كنت مصابًا بالأنفلونزا.
• الشعور بالبرد.
• جفاف بالجلد.
• تساقط الشعر.
• تغيرات في المزاج.
وأخيراً فإن جراحات علاج البدانة ستعمل على فقدان الوزن على المدى الطويل، ويعتمد مقدار الوزن الذي ستفقده على نوع الجراحة التي تم اختيارها من قبل طبيبك، فقد يكون من الممكن فقدان نصف وزنك أو حتى أكثر في غضون عامين!
بالإضافة إلى إنقاص الوزن فقد تعمل جراحة تصغير المعدة على تحسين أو منع حدوث بعض الأمراض مثل: أمراض القلب، وضغط الدم المرتفع، وتوقف التنفس أثناء النوم الشديد، وداء السكري من النوع الثاني، والسكتة الدماغية