تحليل السائل المنوي وقراءة نتائج تحليل الخصوبة
يرغب كافة الأزواج بالحصول على طفلٍ يكون ثمرة الحب بين الزوجين، ولكن عندما يستمر الزوجان في المحاولة دون نتيجة لوقتٍ طويل يُصبح من الضروري إجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم وجود مشكلةٍ تمنع حدوث الحمل. هذه الاختبارات لا تقتصر على المرأة وحسب بل يتوجب على الرجل أيضاً اجراء بعض الاختبارات للتأكد من سلامته وخصوبته.
بينما يتوجب على المرأة اجراء عدة اختبارات وتحاليل سُيطلب من الزوج إجراء تحليل السائل المنوي في المختبر، ولكن ما هو تحليل السائل المنوي بالضبط؟ وما هي العوامل التي يُساعدنا على معرفتها؟
قبل أن نتحدث عن تحليل السائل المنوي من المهم أن نعلم ما هو السائل المنوي، كتعريف السائل المنوي هو سائل يفرز في الخصيتين لدى الذكور ويتكون من: [1]
- الحيوانات المنوية (النطاف): والتي تعتبر الخلايا التناسلية الذكرية وتتكون من الرأس الذي يحمل المادة الوراثية والذيل الذي يُساعدها على الحركة.
- السوائل أو البلازما المنوية: وهو السائل الذي يسهل على الحيوانات المنوية الحركة فيه ويُساعد على وصول السائل المنوي والحيوانات المنوية إلى عنق الرحم.
- المواد المغذية: تتضمن هذه المواد مجموعةً من البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية، وهذه المواد المغذية.
تحليل السائل المنوي هو تحليل يُجرى في المختبرات الطبية، يتم في هذا التحليل فحص عينة من السائل المنوي تحت المجهر وتقييم بعض العوامل والخصائص للعينة، العوامل هذه هي: [2]
- عدد الحيوانات المنوية: أو تركيز الحيوانات المنوية ضمن كل 1 ميلي لتر من العينة، عدد الحيوانات المنوية عامل ضروري من أجل الخصوبة فالعدد القليل قد يزيد صعوبة تخصيب البويضة وحدوث الحمل.
- شكل الحيوانات المنوية: يتم تحديد شكل الحيوانات المنوية وحجمها أيضاً مع تقدير نسبة الحيوانات المنوية ذات الشكل غير الطبيعي ضمن العينة.
- حركة الحيوانات المنوية: يتم فيها قياس مقدار الحركة الطبيعية للحيوانات المنوية، حركة الحيوانات المنوية من العوامل المهمة للخصوبة لأنّ الحيوانات المنوية يجب أن تنتقل من عنق الرحم وصولاً لقناتي فالوب لتخصيب البويضة.
- حجم السائل المنوي: يتم فيها قياس حجم عينة السائل المنوي التي قدمها الرجل في العينة، يتم قياس حجم العينة بالملليتر.
- زمن التميع: يعني قياس الزمن اللازم لتحول السائل المنوي من مادة لزجة إلى سائل، زمن التمييع يلعب دوراً في تحديد قدرة النطاف على الحركة.
- مظهر السائل المنوي: يعني ذلك تقييم اللون والشكل، يجب أن يكون السائل المنوي أبيض مائلاً للون الرمادي ولامعاً، امتلاك السائل المنوي للون آخر قد يشير لبعض الحالات الصحية فاللون البني المحمر يعني وجود الدم في النطاف والأصفر قد يشير للإصابة باليرقان.
- درجة الحموضة: تحليل نسبة الحموضة في السائل المنوي ضروري لتحديد بعض المشاكل، كون السائل المنوي شديد الحموضة أو قلوياً أكثر من اللازم قد يُشير لبعض المشاكل.
- حيوية النطاف: حيوية النطاف أو جدوى النطاف تعني نسبة الحيوانات المنوية الحية ضمن السائل المنوي
- مستويات الفركتوز: الفركتوز والمغذيات ضرورية لحياة الحيوانات المنوية ويحدد مقدار الطاقة المتاحة لها
- كريات الدم البيضاء: نسبة وجود كريات الدم البيضاء قد تعني وجود عدوى معينة.
إنّ تحليل السائل المنوي ليس إجراء روتينياً يقوم به الجميع، يُطلب تحليل السائل المنوي في حالات محددة فقط ويتم ذلك بهدف [3]:
- التأكد من وجود مشكلة في الخصوبة عند الرجل تؤثر على فرص حدوث الحمل.
- التأكد من نجاح عملية قطع القناة الدافقة.
- التأكد من نجاح عملية عكس قطع القناة الدافقة.
تحليل السائل المنوي ليس تحليلاً يمكن إجراؤه بشكل عفوي فهو يحتاج إلى بعض التحضيرات أولاً، من أجل الحصول على نتائج أكثر دقة فمن المهم أن يتبع الرجل التعليمات التالية: [4]
- تجنب القذف قبل تحليل السائل المنوي بحوالي 24 ساعة إلى 72 ساعة وهذا يتضمن الامتناع عن ممارسة الجنس أو الاستمناء.
- ممارسة العلاقة الجنسية في الأسبوع السابق لفترة الامتناع وذلك بهدف الحصول على حيوانات منوية نشطة.
- التوقف عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية أو الأدوية المخدرة لمدة 5 أيام على الأقل قبل الاختبار.
- الامتناع عن تناول أية أدوية ومكملات غذائية ذات أصل عشبي لأنّها يمكن أن تؤثر على جودة الحيوانات المنوية
- التوقف عن تناول أي نوع من الأدوية الهرمونية قبل إجراء الاختبار (مع استشارة الطبيب بالطبع).
- التأكد من عدم الإصابة بأمراض معدية.
- غسل اليدين والعضو التناسلي جيداً قبل العمل على إنتاج العينة.
- تجنب استخدام المزلقات أثناء توفير العينة.
من الممكن أن يتم توفير العينة في المختبر أو في المنزل، ولكن في حال توفير العينة في المنزل فمن المهم أن تُحفظ في درجة حرارة منخفضة وتُسلم للمختبر ضمن 30 دقيقة من إنتاج العينة، من أجل الحصول على أفضل النتائج من المهم أن تنتبه لبعض التفاصيل مثل:
- التأكد من القذف في العبوة المعقمة التي منحك إياها الطبيب بشكل مباشر.
- الاحتفاظ بالعبوة واقفةً بشكل عمودي مع التأكد من إغلاق الغطاء بإحكام.
- التأكد من نزول الدفعة الأولى من السائل المنوي في العبوة لأنها عادةً تحتوي الحيوانات المنوية الأكثر نشاطاً.
هناك عدة طرق لتوفير العينة وتتضمن: [5]
- الاستمناء: وهي الطريقة الأكثر شيوعاً يمكن أن تتم في المختبر
- عبر الواقي الذكري: في حال تفضيل هذه الطريقة من الضروري استخدام واقي ذكري خاص، الواقي الذكري يجب ألا يتضمن مادةً مشحمة أو مادةً قاتلةً للنطاف.
- عبر ممارسة الجنس مع الانسحاب قبل القذف: من سلبيات هذه الطريقة أنها قد لا تسمح للرجل بتوفير الدفعة الأولى من النطاف والتي يمكن أن تتسلل قبل القذف.
- عبر المحفزات الكهربائية في بعض المختبرات.
عندما تحصل على التحاليل سيتضمن التقرير مجموعةً من القيم لكل عامل، هذه القيم تُحدد ما إن كان هناك مشكلة أم لا. القيم الطبيعية والسليمة تكون كالتالي: [5]
التحليل | النسبة الطبيعية | القراءة غير الطبيعية |
---|---|---|
شكل الحيوانات المنوية | أكثر من 50% | أقل من 50% تدل على انخفاض الخصوبة |
حركة الحيوانات المنوية | على مقياس من 0 إلى 4 (النتيجة الطبيعية هي 3 أو 4) يجب أن تتحرك أكثر من 50% من الحيوانات المنوية خلال الساعة التالية للقذف | عندما تكون القراء 0 فهذا يعني أنّ الحيوانات المنوية لا تتحرك |
درجة الحموضة | بين 7.2 و7.8 | عندما يكون أعلى من 8 فقد يشير لإصابة الرجل بعدوى |
حجم العينة | يجب أن يكون حجم العينة أكبر من 2 ميلليلتر (أو بين 1.5 مل و5 مل) | حجم عينة أقل قد يعني انخفاضاً في كمية النطاف أو حالة ضمور المني |
تميع العينة | يجب أن يتحول السائل خلال 15 إلى 30 دقيقة | طول زمن تيمع السائل المنوي قد يدل على إصابة في الخصية |
عدد الحيوانات المنوية | يتراوح عدد الحيوانات المنوية في التحليل السليم بين 20 مليون إلى 200 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر | كمية أقل من ذلك تقلل من الخصوبة وتقلل من فرص حدوث الحمل |
حيوية النطاف | نسبة الحيوانات السليمة تتجاوز 58% | انخفاض حيوية النطاف عن 58% يدل على مشاكل في الخصوبة |
خلايا الدم البيضاء | أقل من مليون في ملليلتر | زيادة عدد خلايا الدم البيضاء قد يكون نتيجة عدوى في الجهاز التناسلي |
إنّ ظهور نتائج غير طبيعية في تحليل السائل المنوي لا يعني بالضرورة ضعف خصوبة الرجل، يجب أن تعلم أنّ العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على النتائج، قد يطلب منك الطبيب تكرار التحليل بعد فترة معينة أو قد يعرض عليك بعض العلاجات في بعض الحالات. من العلاجات التي يمكن أن يعرضها عليك الطبيب:
- العلاج الهرموني: قد لا يكون علاجاً شائعاً إلا أنّ العلاج الهرموني يمكن أن يحسن من تعداد النطاف في العينة
- التلقيح داخل الرحم: قد يعرض الطبيب على بعض الرجال عملية تتضمن دفع الحيوانات المنوية عبر قسطرة خاصة نحو عنق الرحم لتحفيز الحمل
- عملية أطفال الأنابيب مع الحقن المجهري: من الخيارات المكلفة ولكنه قد يكون الخيار الوحيد والأفضل للرجال الذين يُعانون من انخفاض شديد في عدد الحيوانات المنوية.
- تغيير نمط الحياة: قد يقترح الطبيب تغيير بعض العادات التي تؤثر على الخصوبة
- عملية جراحية: يمكن أن يكون هذا الخيار مطروحاً في حال كان الرجل مصاباً بحالاتٍ مثل دوالي الخصية، إزالة الدوالي يمكن أن يحسن من تعداد النطاف
تحليل السائل المنوي يمكن أن يوفر العديد من المعلومات المتعلقة بالخصوبة، كما أنّه أيضاً يمكن أن يُساعد على تحديد العوامل التي تمنع حدوث الحمل للعمل على حلها، بالطبع النتائج السلبية لا تعني دوماً عقم الرجل.