هل يمكن أن يقصر الإنسان ويفقد طوله؟
طول الإنسان أحد مقاييس جماله، لذا من المهم جداً الحفاظ عليه، حيث يتوقف طول الإنسان عند وصوله لسن البلوغ، ولكن يبقى السؤال الذي يبدو غريباً للغاية، هل يمكن للإنسان أن يصبح أقصر بمرور الزمن؟ ولماذا؟ هل أخبرك الناس أنك أصبحت أقصر بسبب زيادة وزنك عن المعتاد؟
سنتعرف في هذا المقال على مدى صحة مقولة قصر الإنسان في سن البلوغ، وسبب نقص طول الإنسان عندما يكبر؟ وكيف يمكن الحفاظ على الطول وتجنب فقدانه بمرور الوقت.
يتغير طول الإنسان بمرور الزمن ويحصل ذلك عند الجنسين الرجال والنساء، حيث يرتبط فقدان الطول بتغيرات الشيخوخة في العظام والعضلات والمفاصل بشكل رئيسي، وعادةً ما يفقد الناس نصف بوصة (حوالي 1 سم) كل 10 سنوات بعد سن الأربعين، فيما يكون فقدان الطول أسرع بعد سن السبعين، قد يفقد المسنون ما مجموعه 1 إلى 3 بوصات (2.5 إلى 7.5 سم) من الطول. [1]
حيث تعتبر الشيخوخة هي العامل الأساسي لنقص الطول وقصر القامة، وعلى الرغم من ذلك يتفاوت الأشخاص بمقدار الطول الذي يخسرونه في الشيخوخة تبعاً للعوامل الوراثية وعاداتهم اليومية والغذائية وغيرها من العوامل التي تتحكم بنقصان الطول مع مرور الزمن.
هل يجب أن ننتبه إلى السرعة التي نفقد بها طولك؟
قد يخطر ببالك السؤال التالي: ماذا لو زاد فقدان الطول مع التقدم في العمر عن الحد الطبيعي؟ يشكل فقدان الطول السريع عارضاً سلبياً يمكن أن يكون مؤشراً على مشكلة كبيرة، كأن تكون أكثر عرضة للإصابة بكسور العمود الفقري والورك وكذلك أمراض مثل هشاشة العظام أو تلين العظام، إذا حدث هذا.. يجب عليك استشارة طبيبك. [2]
في الواقع هناك عدة أسباب لقصر القامة ونقصان الطول عند البالغين بعد الوصول إلى طول معين، وأبرز هذه الأسباب: [1،2،3]
- الشيخوخة: كلما تقدمت في العمر زاد احتمال فقدانك لطولك، لعدة أسباب:
- الغضروف الموجود بين مفاصلهم يتآكل ويؤدي هشاشة العظام إلى جعل العمود الفقري أقصر،
- قلة الكريات البيضاء تسبب انخفاض كتلة العضلات مما يؤدي إلى الضعف والضعف وكذلك انخفاض في الطول.
- عدم الحفاظ على استقامة الظهر: كأن تسير وأنت حاني الظهر، أو تجلس وتحني ظهرك، ما يسبب ضغطاً على فقرات الظهر وقد يؤدي إلى تشوهات في العمود الفقري تؤثر على الطول.
- زيادة الوزن: إذا كنت نحيفاً وزاد وزنك بشكل كبير فهذا سيجعل الناس يظنون أنك أصبحت أقل طولاً، قد تخسر القليل من طولك الحقيقي بسبب ضغط الوزن على الفقرات والمفاصل لكن بنسبة لا يمكن تمييزها بالعين المجردة.
- قلة النشاط البدني: الجلوس لفترات طويلة وقلة ممارسة الرياضة قد يكون من العوامل المهمة التي تؤدي إلى قصر القامة مع مرور الزمن وفي فترة الشيخوخة.
- التدخين والمنبهات: يؤدي التدخين إلى تدهور حالة الأقراص الفقرية، مما يؤدي إلى فقدان الطول بشكل أكثر وضوحاً، مع ذلك قد لا يكون نقصان الطول بسبب التدخين واضحاً قبل سن الخمسين، كذلك الأمر مع المبالغة بشرب المنبهات والكافيين وتعاطي المنشطات الذي يسبب مشاكل في العظام.
- اتباع نظام غذائي قاسٍ: يحرمك الرجيم القاسي من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسمك للحفاظ على طوله كالكالسيوم وفيتامين د والبروتينات، ويكون الأشخاص الذين يتبعون حميات قاسية أكثر عرضة لنقصان الطول مع مرور الزمن، وهذا ينطبق أيضاً على سوء التغذية.
بمجرد أن يتخطى الشخص مرحلة البلوغ تتوقف لوحات النمو عن تكوين عظام جديدة لأنها تندمج معاً، ويتوقف الإنسان عن النمو. هذا يعني أنه عندما يبلغ الإنسان حوالي 18 عاماً لا يمكنه زيادة طوله، ولكن يمكن أن يؤدي اتخاذ وضعية جيدة والحفاظ على قوة عضلات الظهر إلى السماح للشخص بالوقوف بشكل أكثر استقامة والظهور بشكل أطول. [4]
عندما يسأل البالغون "كيف أزيد طولي؟" يجب أن يدركوا طبيعة الجسم البشري ويتقبّلوا حقيقة توقف النمو عند هذا الحد، ويلجؤوا بدلاً من ذلك إلى حلول أخرى توحي بالطول، مثل الحفاظ على الوزن الصحي والرشاقة، واختيار الثياب المناسبة، والتمرن على الجلوس الصحي والوقوف المستقيم.
يمكنك إيقاف فقدان طولك، واستعادة طولك من خلال اتباع النصائح التالية: [5]
- اتبع نظام غذائي متوازن: من المهم حتى تحافظ على طولك أن تتبع نظاماً صحياً متوازناً يتضمن الفواكه الطازجة والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتينات (اللحوم والبيض) والألبان وتجنب الدهون والسكر المضاف.
- أكثر من تناول الكالسيوم: إذا تسببت حالة طبية أساسية، أو تقدم في السن، في نقص طولك من خلال التأثير سلباً على كثافة عظامك ويجعل عظامك هشة وأكثر عرضة للكسور، فقم بزيادة تناول الكالسيوم وهو معدن يعزز صحة العظام والأسنان حيث يدعم بنيتها ويقويها. غالباً ما تُنصح النساء فوق سن الخمسين والرجال فوق سن السبعين باستهلاك 1200 مللي غرام من الكالسيوم يومياً. يوجد الكالسيوم في الأطعمة التالية: زيادي، حليب، جبنة، بروكلي، كرنب، فول الصويا، البرتقال، السردين، سمك السالمون.
- تناول المزيد من فيتامين د: إذا أردت الحفاظ على طولك ومنع فقدانه بمرور الزمن فعليك بتناول المزيد من فيتامين د فهو يعزز صحة العظام ويقويها يساعد جسمك على امتصاص الكالسيوم بشكل صحيح. تشمل المصادر الشائعة لفيتامين د التونة والحليب المدعم وصفار البيض. إذا كنت لا تحصل على ما يكفي من فيتامين (د) في نظامك الغذائي، فتحدث إلى طبيبك بشأن تناول مكمل غذائي لتلبية الكمية اليومية الموصى بها.
- استخدم المكملات بحذر: ليست كل الحالات تتطلب تناول مكملات غذائية، ولكن هذا لا يعني أن تتناول الكثير من المكملات الغذائية، فلا يوجد سوى عدد قليل من الحالات التي قد تكون فيها المكملات مناسبة لزيادة الطول عند الأطفال ومنع فقدان الطول لدى كبار السن. على سبيل المثال، إذا كانت لديك حالة تؤثر على إنتاج هرمون النمو البشري (HGH)، فقد يوصي طبيبك بمكمل يحتوي على هرمون النمو الصناعي. بالإضافة إلى ذلك، قد يرغب كبار السن في تناول فيتامين د أو مكملات الكالسيوم لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- نم جيداً مهما كان عمرك: من المهم النوم جيداً ولساعات كافية كل يوم كي تحافظ على طولك وتوفق فقدانه بسبب الشيخوخة، فجسمك يفرز هرمون النمو أثناء النوم ما يساعد في الحفاظ على طولك، فإذا قلت ساعات نومك انخفض إنتاج هذا الهرمون مما يؤثر سلباً على طولك ويجعلك تفقد طولك بمرور الوقت.
- مارس الرياضة بانتظام: ممارسة الرياضة بانتظام مهمة في كل مراحل حياتك سيما بعد البلوغ، فهي تعزز صحتك العامة وتساعدك في الحفاظ على وزن صحي، وتعزز إنتاج هرمون النمو لديك، كما تقوي عضلاتك وعظامك وتقلل خطر الإصابة بهشاشة العظام، تحدث هذه الحالة عندما تصبح عظامك ضعيفة أو هشة، مما يؤدي إلى فقدان كثافة العظام. يمكن أن يتسبب ذلك في قصر قامتك. جرب المشي أو لعب التنس أو ممارسة اليوجا عدة مرات في الأسبوع.
- الوضعية الصحيحة للجلوس والوقوف: قد تجعلك الوضعية السيئة تبدو أقصر مما أنت عليه بالفعل. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤثر الانحناء أو التراخي أيضاً على طولك الفعلي، فالانتباه إلى كيفية وقوفك وجلوسك ونومك هو المفتاح. تحدث إلى طبيبك حول كيفية دمج بيئة العمل في روتينك اليومي. بناءً على احتياجاتك، قد يكون جلوسك خلف مكتب مرتفع، أو وضع وسادة خلف ظهرك هو كل ما تحتاجه لتصحيح وضعك وجعل ظهرك مستقيماً.
- ممارسة اليوجا لزيادة الطول: إذا لم تكن تمارين الوقوف المستهدفة من الأشياء التي تفضلها، فجرّب اليوغا. يمكن أن تقوي تمارين الجسم بالكامل وتقوي عضلاتك، وتحافظ على ظهرك مستقيماً، وتساعدك في وضعيتك الصحية، كما ستساعدك اليوغا على الوقوف بشكل جيد لتبدو أكثر طولاً.
صحيح أن طولك سيتوقف عن الزيادة بعد سن الثامنة عشرة على أبعد تقدير، ولكن هذا لا يعني أن طولك لن يتغير، على العكس قد تقصر قامتك بعد سن الأربعين لذا كن حذراً والتزم بالنصائح التي أوردناها في هذا المقال للحفاظ على طولك بأقل تغيير ممكن.