العلاقة مع رجل كبير في السن وسلبيات حب رجل كبير
في هذه الأيام أصبحنا نشهد علاقات يكون فارق السن فيها كبيراً بين الأزواج، هذا يعني أننا قد بدأنا نتحرر من القوانين المجتمعية التي قيدت الناس لسنوات طويلة، لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك تأثير لفارق السن على الحب والعلاقة العاطفية.
لتعرف ما هو هذا التأثير وخاصة عندما يكون الرجل أكبر من المرأة بكثير طالع هذا المقال.
تعودنا أن يكون الرجل أكبر من المرأة في الحب والعلاقات العاطفية، لكن هل هناك تأثير لفارق السن الكبير بينهما، أم أن الأمر ليس أكثر من رقم؟
بشكل عام يعتمد نجاح العلاقة بين شخصين على الحب والاحترام المتبادل وفهم حاجات الآخر والتواصل الفعال بينهما بغض النظر عن أي أمر آخر، ويعتبر وجود شريك أكبر من الآخر سناً أمراً طبيعياً، لكن إن كان الفارق بينهما كبير جداً فهذا قد يصعّب عليهما أمور كثيرة كفهم الحاجات والتواصل الفعال وأمور أخرى مما يعكر صفو الحب والعلاقة العاطفية بينهما.
عندما يكون الرجل أكبر من حبيبته بفارق سن بسيط (أقل من عشر سنوات) فإن علاقتهما ستكون أكثر نضجاً، كما أنه سيكون غالباً مستقر مالياً أكثر من غيره، وسيكون له وجهات نظر مختلفة في الحياة ما يغني حصيلة حبيبته ويجعلها أكثر وعياً.
أما إن كان الفارق بينهما كبير جداً فهذا سيصعب العلاقة بينهما غالباً ويجعلهما يواجهان عدة مشكلات تتعلق بالفجوة بينهما من حيث التجربة الحياتية والمتطلبات المختلفة لكل منهما بناء على المرحلة العمرية التي يمر بها، وحتى القدرة الجسدية والنشاط والمرونة النفسية والعاطفية.
تشير إحدى الدراسات إلى أن كلاً من الرجال والنساء يفضلون أن تكون الفجوة العمرية بينهما حوالي ثلاث سنوات؛ بحيث يكون الرجل أكبر سنًا من المرأة، على أن يكون الحد الأقصى للفجوة العمرية المقبولة بينهما هو عشر سنوات. كما أن هناك قاعدة للفجوة العمرية بين الحبيبين أو الزوجين تعود لأكثر من مئة عام ومفادها "لا تقبل الدخول في علاقة عاطفية مع شخص يقل عمره عن نصف عمرك + 7". [1]
بشكل عام قد يكون مقبولاً لامرأة في الأربعينيات من العمر أن تدخل في علاقة مع رجل خمسيني أو حتى في الستين من عمره مع أن فارق السن بينهما أكثر من عشر سنوات، وذلك لأن كلاهما ناضج وقد يشتركا في كثير من الأمور، لكن الأمر سيكون أصعب إن كوّن طالب جامعي علاقة مع فتاة في الصف السابع مع أن الفارق بينهما هو أقل من عشر سنوات.
العلاقة العاطفية مع رجل أكبر منكِ بكثير قد تجعلك تشعرين بعدم الاستقرار بسبب المشاكل المرتبطة بفارق السن بينكما، وأبرز هذه المشاكل:
- قد تسوء العلاقة مع مرور وقت: فعندما يكون الرجل أكبر من المرأة بكثير ولكنهما كانا راضيان عن هذه العلاقة في البداية، فمع مرور الوقت قد يتغير كل شيء؛ فيزيد الندم واللارضا عند أحدهما أو كليهما عندما تبدأ الفروقات في العادات والتفكير والاهتمامات وأسلوب الحياة بشكل عام تتوضح لهما أكثر.
- ازدياد فرص الانفصال: فكما أفاد راندي أولسون وهو كبير علماء البيانات في جامعة بنسلفانيا أنه كلما زاد الفارق العمري بين الشريكين فستزيد معه فرص الانفصال ولن تتوج العلاقة بالزواج.
- عدم الاستقرار في العلاقة: في العلاقات ذات الفجوة العمرية الكبيرة يمكن أن تكون هناك قضايا تجعل العلاقة غير مستقرة بينهما مثل انخفاض القيمة الذاتية للمرأة إن استمر شريكها برؤيتها بأنها صغيرة وغير واعية، أو للرجل الذي تراه شريكته بأنه عجوز.
- الرفض الاجتماعي من قبل المحيطين بهم: فقد تشكل الأسرة أو الجيران أو الأصدقاء أو غيرهم من المحيطين والمعارف ضغطاً إضافياً على الشريكين عندما يرفضون علاقتهما وينظرون لهما نظرات سيئة ويتكلمون عنهما بالسوء؛ فقد تنعت المرأة بأنها محتالة وأنها قد قبلت بعلاقتها مع هذا الرجل الذي يكبره بكثير من أجل المال أو الجاه أو لأنها لم تجد شريكاً بعمرها أو لأنها فاقدة لحنان الأب، وقد ينعت هو بالمتصبين أو المراهق أو أنه يلعب بمشاعرها...
- اختلاف الأولويات: فلكل مرحلة عمرية أولويات مختلفة، وقد يرى أحدهما أولويات الآخر تافهة مما يؤثر على صفو العلاقة بينهما؛ فقد تكون أولويات المرأة الاستمتاع بوقتها والخروج مع الصديقات والسفر، بينما يكون هو قد انتهى منذ زمن من هذه الأولوية وأصبحت أولوياته الآن التركيز على نجاحه في العمل، مما يسبب لكثير من المشكلات.
- التخطيط للزواج وإنجاب وتربية الأطفال: إذا انتهت العلاقة مع رجل كبير في السن بالزواج؛ سيواجه الزوجان العديد من المشاكل المتعلقة بالإنجاب وتربية الأطفال، منها المشاكل الصحية التي قد تمنع الرجل الكبير من الإنجاب، لأن معدل الخصوبة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعمر الزوجين.
وحتى لو أنجبوا الأطفال وكانت الأمور على ما يرام فسيظل يطاردهم شبح ألا يشبع الأب الكبير من أبنائه وأن يفارق الحياة وهم في سن صغيرة، لتكمل الزوجة طريقها لوحدها. - الرومانسية غير المناسبة: فتريد المرأة الصغيرة رومانسية كتلك التي تراها في الأفلام، بينما يمارس شريكها معها الرومانسية المناسبة لعمره، وإن فكروا بالزواج فقد لا تكون اللحظات الحميمة بينهما مرضية كما يريدانها؛ فقد ترغب الزوجة الأصغر سناً في أن يكون زوجها أكثر نشاطًا مع بعض الشقاوة، بينما قد لا يرى الزوج الأكبر سنًا الأمر بهذه الطريقة.
- العلاقات الاجتماعية: فقد لا يحب أصدقاء الرجل وجود شخص أصغر منهم بكثير في الشلة، وكذلك أصدقاء المرأة.
قد لا يكون فارق السن بين الشريكين بحد ذاته مشكلة، سواء كان الرجل أكبر من شريكته في العلاقة العاطفية أو العكس، فهناك عدة أمور تؤثر على ذلك وقد تؤدي لفشل العلاقة العاطفية بينهما، منها: [1]
- الفجوة الثقافية: الممارسات المتبعة في المنطقة أو الثقافة يمكن أن يكون لها تأثير على الأفراد؛ ففي الدول الأوروبية والآسيوية ، يفضل أن يكون الرجل هو الأكبر بفارق سن بينه وبين شريكته في العلاقة من سنتين إلى ثلاث سنوات، وكذلك في دولنا العربية، قد نقبل بفارق سن أكبر من هذا بقليل لصالح الرجل أيضاً. أما في ثقافات أخرى فقد يكون مقبولاً أن تكون المرأة هي الأكبر وقد يكون الفارق بينهما كبير أحياناً.
- الخلفية العائلية: فالعائلات المنفتحة على العالم تتقبل فارق السن بين الشريكين بصدر رحب أكثر من العائلات المحافظة التي ما زالت متمسكة بما اعتادت عليه، ألا وهي أن يكون الرجل أكبر من شريكته بـ 2-5 سنوات.
- التخطيط الأسري: فإن كان الشريكان يخططان للزواج فعليهما أن يدرسا قرار الإنجاب جيداً؛ فقد يكون عمر الرجل في الستينيات مما يزيد خوف الشريكين من إنجاب وتربية الأطفال؛ فقد يخاف أن يفارق الحياة ويترك زوجته لوحدها مع أطفالها، أو ألا يستطيع أن يكون لهم الأب المثالي لكثرة مشكلاته الصحية.
- شخصية ونضج كل من الرجل والمرأة: فعندما يتمتع كلا الشريكان بشخصية مستقلة ومتزنة، فإن علاقتهما ستنجح غالباً لأنهما لن يسمحا لطرف ثالثا بالتدخل بينهما، وسيعرفا كيف يجدا نقطة التقاء بينهما من خلال الاحترام والتواصل الفعال والتضحيات والتنازلات المتبادلة وغيرها من الأمور التي سيتم طرحها لاحقاً في هذا المقال.
لا شك أن هناك علاقات حب ناجحة رغم أن الرجل يكبر المرأة بعشر سنوات وربما أكثر. هذه بعض النصائح التي تقلل من تأثير الفارق العمري على الحب والعلاقة العاطفية بين الشريكين: [1،2]
- الحفاظ على المساحة الخاصة: ففي كل العلاقات يجب أن يعطى الشريك مساحته الخاصة وأن تحترم خصوصيته مع نفسه وأصدقائه وعمله وأسلوب حياته؛ ولا بد أن يصبح هذا المتطلب يكون أهم إن كان هناك فرق عمري بين الزوجين لاختلاف متطلبات كل منهما؛ فأعطي أنتِ شريكك مساحته الخاصة بين أصدقائه الذين قد لا تحبين التواجد معهم، وأعطها أنت مساحتها الخاصة مع صديقاتها وأسلوب حياتها ووسائل التكنولوجيا التي تعتبرها جزءاً مهماً جداً من حياتها.
- التمتع بالمرونة: فاحتويه ولا تتمسك بمبادئك وقوانينك حتى النهاية، فارتباطك بشريك بفارق سن كبير بينكما قد يغير فيك بعض الأمور والمفاهيم والقوانين، وهذا ليس عيباً إن لم يتجاوز الحدود والثوابت.
- التواصل الفعال: وهو مفتاح الحل لكل المشكلات في هذه الحياة، فتواصل مع شريكك وحاول أن تفهمه وتستمع إليه لتلمس حاجاته ولتعرف طريقة تفكيره وتحاوره لتصلا معاً لنقطة التقاء، أو على الأقل ليعرف كل منكما ماذا يغيظ الطرف الآخر فيبتعد عنه.
- الاحترام والتعاطف: فأي علاقة غير مبنية على أساس الاحترام لن تستمر مهما كان الحب كبيراً بينهما، كما أن عليك أن تتعاطف معه وتفهمه.
- الثقة المتبادلة: فكيف تستمر علاقتك مع شريكك إن كنت غير واثق به، فقد يتهم الشريك شريكته في كل مرة تخرج فيها أو تتبع الموضة في لباسها أنها قد تعرف رجلاً غيره، وكذلك قد تتهم المرأة شريكها أنه قد يخونها ويبحث عن امرأة أخرى تصغرها سناً بما أنه يفضل الصغيرات. على كلا الزوجين أن يثق في نفسه وفي الآخر.
في النهاية... قد تقابل شخصاً في نفس سنك ولكن التفاهم والاحترام بينكما معدوم، وقد تقابل شخصاً بفارق سن كبير بينكما إلا أنكما قد تصبحا أفضل شريكين وقد تتوج علاقتكما بزواج ناجح ومثمر.