أعراض إدمان الإنترنت والألعاب عند المراهقين وعلاجه
لكل زمان تفاصيله وحكاياته الخاصة ولهذا العصر عصر السرعة في القرن الحادي والعشرين قصصه وتحدياته ولعل استخدام الانترنت بهذا الزمان سلاح ذوو حدين قد ينطوي على العديد من المخاطر منها الإدمان فليس فقط الإدمان فقط مقتصر على المخدرات أو الكحول كذلك عليك الحذر من إدمان الإنترنت والألعاب عند المراهقين.
- ما هو إدمان الإنترنت عند المراهقين؟
- علامات وأعراض إدمان الإنترنت عند المراهقين
- أعراض جسدية لإدمان الألعاب والإنترنت
- عوامل إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية عند المراهقين
- علاج الإدمان على الإنترنت والألعاب عند المراهق
- ضرورة علاج الإدمان على الإنترنت في سن المراهقة
- أنواع الإدمان على الإنترنت
- المصادر و المراجع
تُظهر الأبحاث أن 92% من المراهقين يستخدمون الإنترنت يومياً، بينما 24% من المراهقين يتصلون بالإنترنت بشكل مستمر.
في الواقع تتطابق العديد من أعراض إدمان الإنترنت مع أعراض إدمان المخدرات حيث تبين من خلال عمليات مسح الدماغ، بإن كل من اضطراب إدمان الإنترنت وإدمان تعاطي المخدرات يشتركان في نفس البصمة العصبية لكن الفرق أن المواد تسبب الإدمان مثل الكحول والمخدرات تطلق مواد كيميائية عصبية قوية عندما تدخل جسدك.
بينما إدمان السلوكيات (مثل ألعاب الفيديو أو المقامرة أو الإنترنت) هو نتيجة إطلاق نفس المواد الكيميائية العصبية نتيجة هذا السلوك لذلك، سواء كان ذلك ناتجاً عن الانخراط في سلوكيات معينة أو تناول مواد كيميائية معينة، فإن النتائج نفسها.
ليس كل استخدام لفترات طويلة للإنترنت يصنف إدماناً لذا ستخبرك فيما يلي بعض العلامات والأعراض الشائعة لاضطراب إدمان الإنترنت عند المراهقين: [1،2]
- الهوس الشديد بالإنترنت وبما يخصه.
- الاستخدام المفرط الذي يؤثر على أنشطة حياتك اليومية.
- القلق أو الاكتئاب أو الانفعال الشديد عند منع المراهق عن الوصول للأنترنت.
- المشاكل الأكاديمية الدراسية والعملية، مثل انخفاض الدرجات الامتحانية، أو عدم القيام بالمهام المعتادة، أو الانسحاب أو النوم في الفصل
- عدم قضاء أوقات مسلية بعيداً عن الانترنت وانعدام الاهتمام بالأنشطة الأخرى التي اعتادوا الاستمتاع بها واختيار قضاء الوقت على الإنترنت بدلاً من الأصدقاء والرياضة والهوايات.
- الكذب حول كمية الوقت الذي يقضيه المراهق على الإنترنت.
- الانعزال عن الأصدقاء والأقران.
- استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير ومفرط للهروب من تجارب الحياة والمشاعر السلبية
- تجنب المسؤوليات والتخلي عن الواجبات في سبيل قضاء المزيد من الوقت على الانترنت، مثل الواجبات المدرسية أو الأعمال المنزلية أو العمل بعد المدرسة.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- تغيير كبير في نظام ونمط الأكل والنوم
- يهتم ويستمتع بقضاء وقته على الإنترنت أكثر من الوقت مع الأصدقاء أو في التخييم.
- يصبح الإنترنت هو هواية المراهقين الوحيدة والفوز بمراحل عليا من الألعاب الكترونية أحد أهم أهدافه.
- اكتشفت فقدان الأموال أو زيادة الإنفاق عبر الإنترنت على مواقع الويب والألعاب وعمليات الشراء الأخرى عبر الإنترنت.
من المهم جداً أن يلاحظ الآباء هذه الأعراض إذ بمرور الوقت سيتسبب إدمان الإنترنت والألعاب بتأثيرات كبيرة على العقل والجسم لا ينبغي الاستهانة بها حيث يمكن أن يصاب هؤلاء المراهقين المدمنين في كثير من الأحيان: [1]
- عدم انتظام في الأكل.
- آلام الرقبة والظهر.
- الصداع النصفي.
- اضطرابات النوم، فوفقاً لدراسة حديثة تبين أن إدمان الإنترنت يعطل دورات نوم المراهقين، كما كشفت فحوصات الدماغ أن إدمان التكنولوجيا يمكن أن يكون لها آثار سلبية على أجزاء الدماغ المسؤولة عن المعالجة العاطفية والاهتمام التنفيذي واتخاذ القرار والتحكم المعرفي.
لطالما كان الانترنت هو لغة العصر فهو يجذب الكثير الكثير من الناس وليس فقط المراهقين لاستخدامه وقد يكون بعضهم عرضة لتحول هذا الاستخدام إلى هوس أو إدمان ومنهم: [2]
- المراهقين الذين يعانون من القلق: قد تجعل مشاعر القلق بشأن الحياة والمدرسة والإنجازات والعلاقات الإنترنت يبدو أكثر جاذبية ويجعلهم أكثر انفصال وهروب عن الواقع.
- المصابون باضطراب فرط الحركة ADHD: تبين أن المراهقون المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن الإنترنت يلفت انتباههم.
- المنسحبين الذين يحلون مشاكلهم بالهروب: يمكن أن يكون الإنترنت ملاذاً لهرمونات وعواطف المراهقة
- الحاجة إلى التعرف واستكشاف هويات أخرى مختلفة: قد يشعر ابنك المراهق أنه يمكن أن يكون له هوية مختلفة عبر الإنترنت مما يزيد ثقته بنفسه أو يمكن أن يكون مختلفاً وبعيداً عن الأسرة والأصدقاء.
- الاضطرابات المتزامنة: قد يواجه ابنك المراهق اضطراب الوسواس القهري أو اضطرابات القلق الأخرى أو الاكتئاب.
دائماً وأبداً إن الخطوة الأولى في العلاج هي الاعتراف بوجود مشكلة ومن المهم الانتباه للهرمونات الهائجة وتأثير الأقران وأي تعاطي عاطفي أو سلوكي أو إدمان محتمل لابنك المراهق وإليك ما يمكنك فعله منزلياً لمساعدة مراهق مدمن على الإنترنت: [3،4]
- التعبير عن المخاوف المتعلقة بنتائج استخدامهم للإنترنت: من المهم أن يتخذ الحديث عندما تتحدث عن مخاوفك بشأن استخدام ابنك المراهق للإنترنت شكلاً مطمئناً وليس اتهام أو إدانة.
حيث تنصح طبيبة الأطفال التنموية في مومباي Nisha Talwar بإخبارهم أنك قلق بشأن بعض التغييرات التي لاحظتها على سبيل المثال، أنت قلق بسبب انخفاض درجاتهم، أو لأنهم لا يشاركون في أنشطة أخرى أو يمارسون هواياتهم السابقة فهذا التصرف سيجعل المراهق يشعر بالحب الدعم والرعاية ويتقبل ما ستقوله. - اسألهم عن سبب قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت: خصص ساعة معينة من الوقت كل يوم يقضيه المراهق مع العائلة ولكن ناقش مع ابنك المراهق سبب أهمية وقت الأسرة
- اتفقوا على خطة: خطة تتضمن تحديد الوقت والتركيز على الجوانب الأخرى كالدراسة والعمل، وفي حال كان هنالك مشكلة بانخفاض درجات ابنك فاقترح عليه أداء واجباته المدرسية في القرب منك حيث يمكنك مساعدته على عدم استخدام الإنترنت والحفاظ على تركيزه كذلك اقترح إبقاء الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأي جهاز آخر متصل بالإنترنت خارج غرفة نومه.
- لا تقطع الإنترنت عنه تماماً: لا يفضل منع المراهق عن الانترنت لأنه سيحصل عليه بأي شكل ومن مكان آخر لذا فمن الأفضل التركيز على مساعدتهم على تطوير عادات استخدام صحية واهتمامات وهوايات أخرى تقلل من وقتهم على الإنترنت، بدلاً من محاولة حظر الإنترنت.
- استشارة متخصص والعلاج الدوائي: في النهاية إذا لم تتوصلا لعلاج وفق الخطوات السابقة يمكن للطبيب النفسي أن يصف الدواء إلى جانب الاستشارة أو العلاج الذي سيساعد المراهق في السيطرة على إدمان الإنترنت.
ككل أنواع الإدمان يحتاج إدمان الانترنت إلى العلاج، ويجب معالجته بشكل عاجل وهنا تختلف مناهج العلاج، وتتنوع بين العلاجات السلوكية المعرفية واستشارة المختصين إلى استخدام العقاقير المستخدمة عادةً لعلاج الحالات الرضية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الاكتئاب. لكن عادةً ما يكون النهج الذي لا ينطوي على استخدام العقاقير هو أفضل علاج مبدأي كخطوة أولى، ولكن الأدوية يمكن أن تفيد قبل برنامج العلاج أو أثناءه أو بعده حسب الحالة - نصائح أخرى للتعامل مع إدمان الانترنت عند المراهق: وتشمل الطرق الأخرى التي يمكن أن تساعد في علاج إدمان الإنترنت عند المراقيم أيضاً:
- مراقبة سلوك ونشاط ابنك المراهق.
- العلاج والرعاية الطبية
- اتباع نمط حياة صحي والتركيز على تناول وجبات مغذية.
- مجموعات العلاج الجماعي.
- التعليم والتوعية المستمرة.
في البداية قد يكون كشف الإدمان على الإنترنت والتعرف عليه أمراً صعباً لأن العالم أصبح يعتمد على الاتصال واستخدام الانترنت بشكل كبير، ولكل شيئ ولأي خدمة في الحياة، ومع ذلك فقد نشأ المراهقون بشكل خاص في وقت تكون فيه الهواتف المحمولة جزء أساسي ومهم من الحياة ويمكنهم تكوين علاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا السبب قد لا يلاحظ الآباء علامات الإدمان لأنهم يفترضون أن ابنهم المراهق -مثل جميع المراهقين- يتصل بالإنترنت مع الأصدقاء ويقضي فروضه الدراسية أو يقرأ حول مواضيع مفيدة أو حتى يطلب ويشتري الأشياء من خلاله.
لذا لا يجب أن تتوقف فقط عند مقدار الوقت الذي يقضيه ابنك المراهق في استخدام جهاز كمبيوتر أو الجوال، يل يجب أن تلاحظ بدقة العلامات والأعراض التي ذكرناها آنفاً، وما إذا كان ابنك المراهق سريع الانفعال أو القلق بمجرد أن ينقطع عن الإنترنت؟ وهل يكذب بشأن استخدامه للإنترنت أم يخفيه عنك؟
وهنا إذا اكتشفت إدمان ابنك المراهق عليك السعي جاهداً لحل الموضوع قبل أن يتفاقم وتتوجه لاستشارة الأخصائيين للوصول للحل المناسب والعلاج المناسب في الوقت المناسب.
تختلف أنواع إدمان المراهق على الإنترنت من مراهق لآخر فتجد عدة أنواع من إدمان الإنترنت، والتي يمكنها أن تؤثر على الناس من جميع الأعمار ليس فقط المراهقين اخترنا لك أشيعها والتي تشمل: [3]
- إدمان وسائل التواصل الاجتماعي: المراهقون عرضة لهذا النوع من الإدمان بسبب استخدامهم لتطبيقات مثل Snapchat وInstagram وFacebook يمكن أن تشمل الآثار السلبية لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي النرجسية والقلق وتعثر القدرة على التعلم وفقدان مهارات التواصل الحقيقي والذكاء العاطفي.
- إدمان الألعاب عبر الإنترنت: عندما يدمن المراهق الألعاب عبر الإنترنت قد يكون لعدم قدرته على التوقف أو الانفصال عن ألعاب الإنترنت تأثير مدمر على نمط حياته وشخصيته.
- إدمان القمار عبر الإنترنت: إدمان القمار هو اضطراب في السيطرة على الانفعالات يحقق فيه الشخص استجابة عاطفية من خلال المراهنة يتجاوز عدد مدمني القمار عبر الإنترنت مدمني القمار في الكازينوهات إذ يفتح الباب لمزيد من المدمنين لديهم القدرة على اللعب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون الخروج من منازلهم.
- إدمان الجنس عبر الإنترنت: يعتبر المراهقين أكثر عرضة لاكتشاف واستخدام المواد الإباحية على الإنترنت وعندما يتحول استخدامهم بشكل روتيني وهوس لتحقيق الرضا والقبول العاطفي على الرغم من عدم تصنيف إدمان الجنس عبر الإنترنت على أنه اضطراب عقلي، إلا أنه يمكن أن يتسبب في ضرر دائم للعلاقات الحقيقية الشخصية.
في نهاية المطاف يواجه الآباء والأمهات مع أبنائهم المراهقين العديد من المشاكل والصعوبات، ولأن في عصرنا هذا إدمان الانترنت أحد هذه المشكلات والذي يؤثر بشكل سلبي وسيئ على صحة وعقل ونفسية أبنائنا من المهم جداً أن نراقب تصرفاتهم ونلاحظ تغيراتهم ونكون مقربين إليهم نحوز على ثقتهم حتى نستطيع مساعدتهم في علاج أي اضطراب أو مشكلة كإدمان الانترنت ونساعدهم للوصول إلى سن الرشد مستقرين متزنين نفسياً.