خطوات البحث عن فرص الدراسة بالخارج بعد الثانوية
في هذا المقال نضع بين يديك بعض الخطوات اللازمة للبحث عن فرصة دراسة في الخارج بالتفصيل، مع عرض لأحدث التصنيفات المتبعة للجامعات للعام الحالي 2021، والمدد الزمنية اللازمة للدراسة في الخارج بالإضافة للأسباب التي تدفع الأكثرية للدراسة في الخارج.
عند اتخاذك قرار الدراسة في الخارج تكون قد وضعت قدمك على أول الطريق، لكن القرار ليس كل شيء بل يجب أن يكون متبوعاً بتخطيط مدروس من قبيل ما يلي: [1]
- التعرف إلى الجامعات الأجنبية: بعد اتخاذ القرار مباشرة تأتي خطوة التفكير بالجامعة التي ترغب بإكمال دراستك فيها، وذلك باستعراض برامج عدد من الجامعات في الخارج واختيار الأنسب لك، ولأجل ذلك يمكنك مراجعة التصنيفات المعتمدة للجامعات على مستوى العالم، أو استخدام تصنيفات الاختصاصات لاكتشاف الجامعات الأفضل للاختصاص الذي ترغب بدراسته، أو الدخول على موقع كل جامعة على حدة واستكشاف طرق الحصول على مقعد في هذه الجامعة وخطوات التقديم فيها والشروط.
- البحث عن تفاصيل برامج الجامعات الدراسية: الخطوة التالية هي البحث بتمعن ودقة عن الدورات والبرامج الدراسية التي تقدمها الجامعات التي وجدتها أثناء بحثك الدقيق المتمعن، ووضعتها في قائمة اختياراتك، بالإضافة إلى البحث حول المنطقة التي توجد فيها الجامعات ونمط الحياة هناك ومتطلبات القبول والتكاليف، فالريف غير المدينة، وكذلك فإن البلدة الصغيرة غير المدن الكبيرة.
- التأكد من طريقة التقديم: بعد اتخاذ قرار نهائي باختيار جامعة معينة تتبع نظاماً دراسياً معيناً أو أكثر من جامعة يتناسب وضعها وبرنامجها الدراسي مع الطالب، ادرس تقديم طلبك إلى تلك الجامعة وبالتأكيد فإن طريقة التقديم تختلف من جامعة لأخرى ومن بلد لآخر، كما أن كل جامعة ستقدم لك تفاصيل كاملة عن كيفية التقديم فيها عبر موقعها الإلكتروني المتاح للجميع بالنسبة لأغلب الجامعات
- خطوات التقديم للجامعة: التقديم في بعض الجامعات يتضمن خطوتين للطلاب الدوليين أي أنه عليك تقديم طلبين: أحدهما للحصول على مكان في الجامعة والآخر للحصول على مكان في الاختصاص نفسه، وفي هذه الحالة تأكد من تقديمك الطلبين واتباع الخطوات المحددة بدقة حتى لا يفوتك المقعد المنتظر في الجامعة التي تحب.
- الحصول على القبول والتأشيرة: عند تلقيك خطاب قبول من الجامعة التي اخترتها يمكنك حينها الحصول على تأشيرة كطالب، علماً أنه قد تستغرق الجامعة لإرسال ردها على طلبك عدة أشهر، فكن صبوراً لأن الانتظار هنا تحديداً سيأتيك بنتائجه التي تريدها خاصة إن كانت مؤهلاتك تفي بالغرض لاستكمال الدراسة بالخارج.
يعتمد طول الوقت الذي تقتضيه الدراسة في الخارج على البرنامج ومستوى الشهادة التي تريد الحصول عليها كما يلي: [1]
- دراسة البكالوريوس في الخارج: يتطلب الحصول على درجة البكالوريوس ثلاث أو أربع سنوات من الدراسة بدوام كامل. مثال: المدة الزمنية المعتمدة لدراسة معظم المواد في المملكة المتحدة هي ثلاث سنوات، بينما في الولايات المتحدة أربع سنوات.
- الدراسات العليا: الحصول على درجة الدراسات العليا كالماجستير أو ما يعادلها تستغرق سنة أو سنتين، فيما يستغرق برنامج الدكتوراه عادة من ثلاث إلى أربع سنوات.
- برامج الدراسة القصيرة: العديد من جامعات العالم لديها برامج دراسة أقصر زمنياً حيث تسمح لك برامج التبادل الطلابي بالدراسة في الخارج لمدة عام أو فصل دراسي أو حتى أسابيع قليلة، والمعلومات حول ذلك عادة ما تكون منشورة على موقع الجامعة التي تريد التسجيل فيها.
بحسب التصنيفات الأكاديمية المعتمدة لعام 2021 فإن الدول الأفضل للدراسة فيها تصنف بالترتيب كما يلي [2]:
الدراسة في كندا:
احتلت المركز الأول لعامين متتاليين كأفضل مكان للدراسة وهي خيار جيد للطلاب الذين يتطلعون للدراسة في الخارج حيث تشتهر الجامعات الكندية بابتكاراتها التكنولوجية وخاصة في مجالات الكمبيوتر وتقنيات المعلومات، كما أن تكاليف التعليم فيها قليلة نسبياً أقل بكثير ما يجعل جامعاتها تنافس الجامعات الأميركية والبريطانية.
أضف إلى التنوع الاجتماعي والثقافي الموجود في كندا كونها بلد مفتوح للجميع. يشار إلى أن الفرنسية هي اللغة الأم لخُمس السكان كما يتحدث الكنديون معظمهم الإنجليزيةالدراسة في جامعات أستراليا:
ينصح باختيارها كونها تجربة دراسة استثنائية في الخارج وتحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث الحصول على تعليم عالي الجودة، كما تضم جامعات تُصنف بين الأفضل، وهي في مدن ملبورن وسيدني وبريسبان، كما احتلت أستراليا المرتبة السابعة عالمياً من حيث التنمية الشخصية وهذا أمر يسعى إليه الراغبون بالدراسة في الخارج.
إضافة إلى أن أستراليا تضم عشرين موقعاً للتراث العالمي لليونسكو مثل الحاجز المرجاني العظيم ودار أوبرا سيدني وغيرها، ما يثري الذاكرة الثقافية للطلاب الدارسين هناك.الدراسة في ألمانيا:
تحتل ألمانيا المرتبة الثالثة في العالم والأولى في أوروبا وهي من أكثر الخيارات شيوعاً عند الطلاب كونها تقدم تعليماً عالي المستوى بسعر جيد جداً ومناسب للطلاب، كما أنها تحتوي العديد من العادات والتقاليد والطبيعة التي تُكسب المتعلم ذاكرة حياتية وبصرية جديدة.جامعات الولايات المتحدة الأميركية:
توفر الولايات المتحدة للعديد من الطلاب الذين يتطلعون للدراسة في الخارج فرصاً كثيرة لإيجاد التجربة المثالية حيث توفرها في كل ولاية على حدة بمستوى تعليم عالي الجودة بالإضافة لكونها المركز الخامس في غنى التجربة الثقافية الفريدة والثاني من حيث الحصول على تعليم عالي الجودة.
كما أنها مكان جيد ومناسب لبناء تجربة حياتية مليئة بالأحداث والمغامرات الكثيرة على امتداد الولايات والمدن ما يمكن من اكتساب خبرة بالإضافة إلى تطوير مهارات التعلم واللغة الإنجليزي.الدراسة في بريطانيا:
وهي التي تحتوي أفضل الجامعات المشهورة في العالم مثل أكسفورد وكامبريدج والعديد من الجامعات عالية الجودة في جميع أنحاء البلاد ، كما حصلت على المركز الأول في العالم للوصول إلى تعليم عالي الجودة.
أضف إلى وجود البيئة الحضرية الصاخبة في لندن وشوارع إدنبرة التي تعود إلى القرون الوسطى؛ ما يشجع الطلاب على المغامرة وممارسة الحياة الاجتماعية الجديدة بتفاصيلها، ومن جهة ثانية فإن مدناً مثل إدنبرة وجلاسكو ومانشستر وبلفاست لها مواقع وأصوات وتجارب خاصة بها، كما تحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث ثقافتها وأسلوب حياتها.الدراسة في سويسرا:
تعتبر من أكثر الجامعات التي توفر للطلاب والباحثين بيئة مبتكرة للطلاب والباحثين وبشكل عام فإن الجامعات السويسرية مواظبة على احتلال مرتبة علمية عالية، كما أنها بلاد ممتدة على جبال الألب، ما يجعلها بيئة جبلية متنوعة وجميلة.
الجدير بالذكر أن تعداد السكان الكبير من الناس القادمين للدراسة في سويسرا؛ يسهل على الطلاب إيجاد أصدقاء من جميع أنحاء العالم، وهي واحدة من أكثر البلدان أماناً في العالم، إذ يمكن للطلاب استكشاف منازلهم الجديدة أو أماكن سكنهم دون أدنى شعور بالقلق.الدراسة في هولندا:
تقدم الجامعات الهولندية المعروفة بإجادتها العالية للغة الإنجليزية العديد من الدورات في تلك اللغة لذلك هناك الكثير من الفرص للطلاب الدوليين للعثور على برنامجهم الدراسي المثالي في هولندا، وإذا كانت اللغة الإنجليزية هي لغتك الأم، فإن اللغة الهولندية تعتبر أيضاً واحدة من أسهل اللغات للتعلم.
أسباب عدة تدفع الشباب بعد حصولهم على الشهادة الثانوية للسفر وإكمال دراستهم الجامعية في الخارج؛ منها: [1]
- أغلب الطلاب يبحثون عن تعليم عالي الجودة: وخاصة في جامعات مشهورة على مستوى العالم وذات شهادات معترف عليها دولياً، بالإضافة لرغبتهم في التعرف على ثقافة جديدة وخوض التجربة والانغماس فيها لتنتهي هذه التجربة وقد أضافت إلى متبعها العديد من الخبرات الحياتية بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى الخبرة العلمية.
- الرغبة بدراسة تخصص نادر: هناك العديد من التخصصات التي قد لا توفرها الجامعات في بلد الطالب ولا حتى في الدول المجاورة، أو قد تكون جامعة ما مشهورة بهذا التخصص على وجه التحديد.
- خوض التجربة: بعض الشباب يعلمون أن الدراسة في الخارج أمر ينطوي على قدر غير قليل من المشقة حيث يواجهون كل ما يواجهونه لوحدهم؛ إلا أنهم يفضلونها كتحدٍّ مثير يساعدهم على تحسين مداركهم وفهمهم للعالم بعناصره المختلفة وتحسين آفاق فرص العمل لديهم.
بالإضافة لمقابلة أناس من مجتمعات وقوميات مختلفة تزيد مستوى الانفتاح لدى الشاب يوماً بعد آخر، وتقبله للاختلافات في المجتمع والمشاركة فيه بكل تفاصيله المرغوبة والغريبة. - اكتساب خبرات جديدة: يعلم الشباب أن العيش في الخارج سيطور خبراتهم جداً تبعاً للمكان الذي اختاروا الدراسة فيه، وهنا تأتي أهمية الاختيار الصحيح والمدروس للبلد والجامعة التي تريد الدراسة فيها بناء على اهتماماتك الشخصية والسمعة الأكاديمية للبلد.
- مستقبل العمل: غالباً ما يرغب الطلاب بالدراسة في الخارج بحثاً عن مكان يوفر السلامة والرفاهية وسوق العمل الجيد للخريجين بالإضافة إلى تكاليف مقبولة للدراسة والمعيشة، وهذه المعادلة صعبة التحقيق في أحيان كثيرة كون متطلبات البعض التي يعولون على تحقيقها أثناء الدراسة للخارج صارمة، والبعض الأخر يسهل طلباته حتى يتحقق أكبر قدر من الشروط الخاصة به للدراسة في الخارج.
- البحث عن نمط حياة معين: قد ترغب بالسفر للخارج ومتابعة دراستك الجامعية هناك لوجود نمط حياة تحبه في بلد ما يتوافق مع الجو الذي ترغب توافره أثناء دراستك، كدور للفنون أو المسارح أو وجود قرى وبلدات صغيرة أو الدراسة في مدينة هادئة.. وهذه الظروف النفسية والاجتماعية تؤدي وظيفة جيدة لدى الطالب أثناء مرحلة الدراسة.
في الختام.. كلمة للطلاب والأهالي.. الدراسة في الخارج من أفضل الطرق لصقل الشخصيتين العلمية والاجتماعية صقلاً مميزاً، كونها سفر بالنهاية وبالتالي التعرف على معلومات وأدوات وناس وعادات وتقاليد وتصرفات؛ قد يستفيد منها الطالب أثناء رحلته الدراسية الحياتية تلك والتي ستنقله بلا شك بعد إتمامها إلى مرحلة أخرى من الثقافة والخبرة الحياتية.
وبالعودة إلى الدراسة بالخارج فهي قرار بالدرجة الأولى والأخيرة لكنها تحتاج خطوات مدروسة واختياراً دقيقاً للبرنامج الدراسي المطلوب والجامعة، وتجدر الإشارة على أن وجود الأهل مهم كداعم لخطوة الدراسة في الخارج ومساعد لترتيبات هذه الدراسة.