سلبيات الزواج من مدمن متعافي وفرص نجاح العلاقة

تعرفي إلى سلبيات وإيجابيات الزواج من مدمن متعافي، وهل يعود المدمن إلى التعاطي بعد الشفاء ومتى ترفضين الزواج من مدمن متعافي
سلبيات الزواج من مدمن متعافي وفرص نجاح العلاقة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

عندما يتقدم أحد الشباب لخطبة فتاة فمن المعتاد أن يتحرى أهلها عنه ويسألوا عن أخلاق الشاب وعائلته وعاداته وطبيعة حياته وذلك بهدف الاطمئنان على ابنتهم والتأكد من أنها سوف تقضي حياتها مع شخصٍ يصونها ويُسعدها في حياتها، ولذلك قد تجد فتاةً رفضت لأنها علمت أنه بخيل أو لأنه عصبي ومتقلب المزاج مثلاً.
ولكن ماذا لو كان الشاب الذي قد تقدّم لخطبتكِ شاباً مثالياً في كافة النواحي ولكنه كان مدمن مخدرات في السابق وتعافى من إدمانه هذا؟ هل سيكون زوجاً مناسباً أم أنّ إدمانه السابق قد يكون سبباً مبرراً لرفض الزواج؟

عندما يُطلب منك اتخاذ القرار سيضعكِ هذا السؤال في موقفٍ صعب وستجدين نفسك واقعةً في الحيرة، ولكن قبل أن تُجيبي على هذا السؤال عليك أولاً أن تعلمي أنّ الإجابة ليست بسيطة ويمكن أن تُجيبي بالنفي والإيجاب وفقاً لطبيعة الحالة الموجودة، فالشخص المتعافي من الإدمان لا يجب أن يكون شخصاً سيئاً بالضرورة وفي المقابل تعافيه من الإدمان لا يعني أنّه أصبح تماماً في برّ الأمان.
لتوضيح الأمور أكثر قد يكون من المناسب أن نُشبه الإدمان بمرض مزمن كالسكري مثلاً، هذه الأمراض المزمنة غير قابلة للعلاج وأفضل ما يمكن فعله عند الإصابة بها هو إدارة الأعراض بشكل جيد ومتابعة العلاج وكذلك هو الحال بالنسبة للإدمان حيث يستمر علاج الإدمان مدى الحياة ويحتاج للعمل ومراقبة حالة الجسم وإجراء العديد من العلاجات المختلفة.
الخبر الجيد هنا هو أنّ علاج الإدمان يمكن أن يكون فعالاً ومفيداً عندما يكون الشخص متعاوناً واستمر في تلقي العلاج والاهتمام بنفسه، وهذا يقودنا بدوره للخبر السيء وهو أنّ الشفاء يفشل عندما يمتنع الشخص عن تلقي العلاج.
والآن بالعودة لإجابة سؤال "هل أوافق على الزواج من مدمن متعافي" فالإجابة هي نعم.. في حال كان المدمن المتعافي يبدي اهتماماً واضحاً في الاستمرار في العلاج ورغبةً في متابعة حياته بعيداً عن التعاطي والإدمان.
وبالطبع لا يجب اتخاذ القرار بالموافقة دون أخذ كافة العوامل الأخرى لقبول الزواج أو رفضه فالإدمان ليس كل شيء يجب أخذه بعين الاعتبار في الزواج. [1]

animate

رغم أنّ العديد من الأشخاص الذين يتعافون من الإدمان يتوقفون عن التعاطي لبقية حياتهم إلا أنّ العودة للإدمان بعد التعافي ليست أمراً مستحيلاً، وهنا من المهم أن نميز بين حالة الانتكاس أو عودة المدمن لإدمانه (الانتكاسة) وحالة الزلل.
حالة الزلل تتضمن استخدام المخدر دون إظهار سلوكيات الإدمان كأن يقوم بذلك في حفلة مثلاً وفي هذه الحالة تم استخدام المخدر دون إظهار بقية السلوكيات المرتبطة بالإدمان فلم يُحاول الحصول على كمية كافية من المخدر أو محاولة إخفاء الكمية أو التواصل مع التاجر الذي يقوم بتأمين المادة.
حالة الانتكاس في المقابل هي الحالة التي يستعيد فيها المدمن كافة السلوكيات المرتبطة بالإدمان ويقوم باستهلاك المخدر بشكل مرضي ومتواصل ويعود أيضاً إلى أوساط الإدمان ويقضي الوقت مع الأشخاص الذين كان يتعاطى برفقتهم.

انتكاس المدمنين وعودتهم إلى الإدمان من جديد هو أمرٌ شائع بين المدمنين في مرحلة التعافي وقد يحدث لأي كان وفي أي وقت وإليك بعض الأسباب الشائعة لانتكاس المدمنين المتعافين بعد التعافي:

  • الحالة النفسية السيئة: الإدمان بحد ذاته مشكلة، لكنه أيضاً قد يكون نتيجةً لمشاكل كامنة أخرى حيث يستخدمه بعض المدمنين كوسيلة للهروب، عندما يُحاول المدمن التعافي من إدمانه دون حل المشاكل الكامنة يوجد احتمال أن ينتكس من جديد عند عودة الضغط الناتج عن هذه المشاكل.
  • التواجد قرب المدمنين: عندما يُعاود المدمن المتعافي قضاء الوقت حول أصدقائه القدامى الذين كان يقوم بالتعاطي برفقتهم فهو يزيد من مخاطر الانتكاس، وضع حدود صحية بين المتعافي وبين معارفه المدمنين هو أحد الخطوات الأساسية للتعافي من الإدمان.
  • العلاقات العاطفية: بدء علاقة عاطفية خلال الفترة الأولى من التعافي قد يحمل أثراً سلبياً في بعض الأحيان فالمشاعر السلبية التي قد تظهر في العلاقات الجديدة والخلافات التي تحدث بين الشريكين قد تُسبب ضغطاً نفسياً عليه وتؤدي لعودته للتعاطي من جديد.
  • الغرور والثقة الزائدة: عندما يعيش المدمن المتعافي حالة من فرط الثقة بالنفس فقد تقوده إلى هذه الثقة للتفكير في أنه لا مانه من التجربة لمرة وأن الاستخدام البسيط لن يُعيده للإدمان وهو ما قد يستمر حتى يجد نفسه قد عاد لبداية الطريق من جديد. [2]

عندما توافقين الزواج من مدمنٍ متعافي يجب أن تُدركي تماماً أن الأمر لا يخلو من بعض الوجوه السلبية، تعافي الشخص من الإدمان قد لا يعني تماماً أنّ الشخص تخلص من الخطر وهذا يعني أنّ على الزوجة تحمل سلبيات الزواج من مدمنٍ متعافي والتي قد تتضمن: [3]

  • التعامل مع المشاعر السلبية للزوج: يجب أن تُدركي أنّ البقاء بعيداً عن المخدر للمدمن قد لا يكون أمراً سهلاً طوال الوقت وخاصة عندما تظهر المشاكل ويعيش الزوج في وضعٍ سيء، خلال الأوقات الصعبة قد تنتاب الزوج الكثير من المشاعر السلبية ويدخل في حالة نفسية سيئة.
  • القلق من عودة الزوج للإدمان: بعد التعافي قد تمر على الزوج أوقاتٌ يشعر فيها بالرغبة الشديدة في الحصول على المخدر واستخدامه، ورغم أنّ الكثيرين يتعلمون طرق التعامل مع هذه المشاعر وتجنبها إلا أنّ هناك احتمالاً بأنّ الزوج قد يستجيب إليها أو على الأقل هذا ما قد تضطر الزوجة للقلق منه بشكلٍ دائم.
  • احتمال ظهور بعض المشاكل في العلاقة: الشعور بالقلق من طرف الزوجة والمشاعر السلبية للزوج إضافة لغير ذلك من المؤثرات الخارجية يمكن أن تلعب دوراً في التأثير على العلاقة الزوجية وتُهدد بزيادة المشاكل بين الزوجين وتصعيد الخلاف بينهما في حال عدم اتباع أسلوب للتفاهم بين الزوجين.
  • مشاكل مالية: قد تنتج هذه المشاكل المالية عن نفقات غير ضرورية أو عن تكاليف مرتفعة للعلاج أو نتيجة لبعض الديون التي نتجت عن مرحلة التعاطي.
  • مشاكل في الحياة الاجتماعية: يتوجب على المدمن المتعافي الابتعاد عن الأوساط القديمة له وترك أصدقائه القدامى الذين يمكن أن يتسببوا بعودته للتعاطي من جديد، والنقطة السلبية لهذه النقطة هي أنّ الزوج قد ينغمس في الوحدة ويصبح غير قادر على التواجد مع أشخاص آخرين.
  • قد يُعاني من بعض المشاكل النفسية: يُعاني أغلب من يبدؤون بتعاطي المخدرات من مشاكل نفسية وقد تكون هذه المشاكل هي السبب في دخولهم لهذا العالم أساساً، وقد يحدث أن يتعافى الشخص من التعاطي دون أن يُحاول العثور على حلٍ لهذه المشاكل النفسية.
  • الخوف من الإنجاب وتعامله مع الأطفال: وربما يكون هذا من أكبر هواجس المرأة عند التفكير بالارتباط بمدمن متعافي، من جهة قد تخشى على أطفالها في المستقبل من سمعة أبيهم ومن خطر عودته إلى الإدمان، ومن جهة أخرى قد تخشى عليهم من تعرضهم لتجربة مماثلة بسبب الجوانب الوراثية المتعلقة بقابلية الإدمان.

كما يوجد مساوئ هناك أيضاً عددٌ من الميزات للزواج من الشخص الذي تمكن من التعافي من الإدمان فقد يعني تمكنه من التعافي من إدمانه أنّه اكتسب عدداً من الخصائص الهامة لاستمرارية الزواج والحصول على علاقة زوجية جيدة، حسنات الزواج من مدمن متعافي يمكن أن تتضمن: [4]

  • القدرة على العمل لإنجاح العلاقة الزوجية: يعود هذا بشكل أساسي إلى امتلاك المدمن المتعافي للعديد من مهارات التواصل ولذلك سوف يكون قادراً على التعبير عن نفسه والتواصل بشكل جيد مع الزوجة وبالتالي سوف يزيد التفاهم في العلاقة الزوجية وتزيد القدرة على تجنب المشاكل.
  • استيعاب الحدود الشخصية: رسم الحدود هو أحد العناصر التي يحتاجها المدمن المتعافي كي يتمكن من تجاوز إدمانه فعليه أن يتعلم متى يقول لا وما هي الأماكن التي عليه أن يرفض الذهاب إليها ومن هم الأشخاص الذي عليه أن يتجنب قضاء الوقت معهم. قدرة المدمن المتعافي على استيعاب الحدود ستمكنه من تقديم مساحة شخصية لزوجته وهو ما يُعتبر ضروريا في العلاقات الزوجية.
  • سيمكنك من عيش حياة سعيدة: العلاج الذي يتطلبه التعافي لا يتضمن التوقف عن استخدام المخدرات وحسب، بل يجب أن يتضمن العلاج النفسي أيضاً وتعلم تقنيات نفسية للتعامل مع المشاعر السلبية وطرق لتجاوزها، النتيجة سوف تكون زيادة قدرة الزوج على عيش حياة مرضية.
  • المدمن المتعافي سيساعدك على عيش حياة صحية: بما أنّ التعافي من الإدمان عملية طويلة تستمر على مدى الحياة فالزواج من مدمنٍ متعافي تعني الزواج من شخصٍ يعمل بشكلٍ مستمر على تحسين نفسه وحياته، هذا يعني أنك ستكونين مع شخصٍ يُطور نفسه باستمرار ويهتم بنفسه بشكل دائم.

قرار الزواج من شخص مدمن يجب أن يُتخذ بتأني مع التفكير فيه بشكل جيد مع أخذ الحسنات والسيئات معاً بعين الاعتبار، ومن أجل مساعدتك على اتخاذ القرار عليكِ أن تعلمي أولاً:

  • كم من الوقت قضى هذا الشخص بعيداً عن الإدمان؟ وهو سؤال بالغ الأهمية لطرحة على من تعافى من الإدمان حيث أنّ كون الشخص قد قضى مدة طويلة دون إدمان يزيد من احتمال عدم عودته.
  • هل ما زال مسجلاً في برنامج للتأهيل والتعافي؟ بما ان التعافي عملية طويلة فوجود الشخص في برنامج تأهيل سيكون مفيداً في الاستمرار بالتعافي والابتعاد عن الانتكاس.
  • هل أنت مستعدة لتلبية اجتياجات الشريك؟ عليكِ أيضاً أن تعلمي مدى استعدادك لهذه العلاقة فقد يكون للزوج هنا بعض المتطلبات النفسية لمساعدته على الاستمرار في طريق التعافي وعليكِ أن تكوني مستعدة لهذا النوع من الالتزام في حال رغب في استمرار العلاقة.

قبل اتخاذ القرار عليكِ التفكير بالأمر من كافة النواحي ومعرفة ما إن كنتِ مستعدة لهذا النوع من العلاقات أم لا وإن كان الشريك مستعداً للعمل من إنجاح العلاقة. [5]

من الضروري أن تعلمي أنّ قبول أو رفض الزواج من شخص متعافي من الإدمان هو خياركِ ويجب أن يأخذ نظرتكِ له بعين الاعتبار فوق كل شيء.
نظرة الزوجة عن الإدمان شديدة الأهمية فقد تخلق حساسية بينها وبين الزوج وقد تخلق المشاكل في المستقبل وخاصة أنّ البعض ينظرون إلى الإدمان كنوع من الضعف وتبقى هذه النظرة حتى عند التعافي من الإدمان.
لذا في حال لم تشعري بالراحة من إتمام هذا الزواج حتى وإن كانت كافة المؤشرات إيجابية؛ قد يكون من الأفضل أن ترفضي الزواج من شخصٍ متعافي.

في النهاية... الزواج من الشخص المتعافي هو قرار هام كأي قرار زواجٍ آخر ويجب أخذ كافة المعايير بعين الاعتبار قبل الموافقة أو الرفض.

المراجع