كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي؟

تعرفوا إلى أسباب الانفعالات الزائدة والغضب والعصبية عند المراهقين وكيفية التعامل مع المراهق العنيد والعصبي
كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يجد معظم الآباء مشكلة في التعامل مع أبنائهم خلال فترة المراهقة وخاصة إذا كان المراهق عصبي، ولا يعي بعض الآباء حساسية هذه المرحلة وأهميتها في بناء شخصية المراهق فيتعاملون معه بطريقة ندّية أو بالعنف الأمر الذي قد يتسبب في حدوث مشاكل وعقد نفسية له عند الكبر، في هذه المقالة سنتحدث عن كيفية تعامل الوالدين مع المراهق العصبي وما هي الأخطاء التي يجب أن يتجنبوها عند التعامل معه ومتى يجب استشارة مختص.

مرحلة المراهقة هي الفترة التي تحدث فيها التغيرات الجسدية والعاطفية وتغيرات في المزاج لدى المراهق، فالغضب والعصبية جزء طبيعي من هذه المرحلة غالباً ما تنتهي بانتهائها، كما أنها عاطفة ثانوية عند المراهقين تخفي عواطف أخرى أساسية مثل الحزن والأذى والشعور بالعار والخوف.
ويمكن أن تكون عصبية المراهق رسالة للوالدين أنه بحاجة إلى الحب والدعم والأمان والرغبة في لفت انتباههما للاهتمام به، أو يمكن أن تكون رد فعل طبيعي تجاه الضغوط الخارجية والانتقاد المستمر من قبل الأهل.
ويجب على الوالدين أن يعو بأن المراهق لا يعرف السيطرة على انفعاله والتعامل مع غضبه وهذا ما يجعله خائف ومحبط، لذلك فإن مهمة التعامل مع عصبية المراهق وعلاجها يقع على عاتق الأهل. [1]
ويتساءل معظم الآباء إذا ما كانت عصبية المراهق خطيرة أم لا، وهنا يجب أن نوضح أنه على الرغم من أن العصبية والغضب مرحلة طبيعية ومقبولة وغير خطيرة ولكن يجب التمييز بينها وبين السلوك العدواني فعندما يرافق العصبية سلوك عدواني يجب على الوالدين الحذر واستشارة مختص نفسي.

animate

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تتسبب في فقدان المراهق لأعصابه وانفعاله بشكل متكرر، ومن أهم الأسباب التي تؤثر في شخصية المراهق وتجعله عصبي وسريع الانفعال: [2]

  • المشاكل الأسرية: تعتبر المشاكل الأسرية من أهم الأسباب التي تؤثر على نفسية ابنك وابنتك في مرحلة المراهقة حيث يبقى المراهق في حالة قلق وتوتر تدفعه في النهاية إلى أن يصبح شخص عصبي.
  • حدث صادم: يمكن أن يتسبب أحد الأحداث الصادمة في حدوث تغيير في شخصية المراهق وجعله أكثر عصبية وانفعال، مثل وفاة أحد الأشخاص المقربين أو الانفصال عن شخص يحبه.
  • الاكتئاب: من الممكن أن تكون الانفعالات العصبية أحد أعراض الاكتئاب، حاول أن تراقب تصرفاتهم إذا ما كان هناك أي أعراض أخرى تشير إلى الاكتئاب وخاصة الشعور الدائم بالحزن والبكاء بدون سبب.
  • التعرض للتنمر: التعرض المتكرر للتنمر خاصة في المدرسة من الأسباب المهمة التي تدفع المراهق في أن يصبح عدوانياً وعصبياً في المنزل، حيث يحاول أن يثبت نفسه أمام أسرته وأن يعوض مشاعر النقص وعدم الثقة بالنفس الناتجة عن التنمر.
  • لفت الانتباه: غالباً ما يحاول المراهق من خلال تصرفاته العنيفة والعصبية لفت انتباه والديه للاهتمام به وخاصة في حال وجود أطفال في العائلة يقوم الأبوين بالاهتمام بهم أكثر من المراهق.
  • القلق والتوتر: تعتبر مرحلة المراهقة مليئة بالقلق والخوف والإحباط وكثيراً من المراهقين لا يعرفون كيفية التعامل مع هذه المشاعر لذلك قد تظهر ردود أفعالهم بصورة غضب وانفعال شديد.
  • التغيرات الهرمونية: التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة المراهقة تجعل المراهقين أكثر تقلباً في المزاج مما يجعلهم عصبيين وغاضبين اغلب الأوقات.

من المهم أن يدرك الآباء أن سلوكهم وردود أفعالهم وطريقة التعامل مع غضب المراهق له دور كبير في تحسين حالة المراهق العصبي ومساعدته في التخلص من نوبات الغضب وذلك من خلال: [3]

  • محاولة فهم المراهق: إن إحساس المراهق بأن والديه يسيئان فهمه ويعاملانه كشخص غريب الأطوار يزيد من عصبيته وانفعاله لذلك يجب محاولة تفهم عصبيته خلال هذه المرحلة ومعالجة أسبابها.
  • حاول تعزيز ثقة المراهق بنفسه: يحاول المراهق الفاقد لثقته بنفسه أن يثبت نفسه من خلال الصراخ والصوت العالي لذلك حاول تعزيز ثقته بنفسه وبأنه شخص محبوب وذكي، حيث سيساعد ذلك في تقليل عصبيته وانفعاله.
  • التشجيع على إيجاد هواية: حاول أن تشجع المراهق على اكتشاف هواية ما مثل الرسم أو العزف أو السباحة أو أي رياضة أو هواية أخرى ومحاولة تنميتها فذلك يساعد على ملئ وقته وتفريغ طاقة الغضب والعصبية والتحكم بمشاعره السلبية.
  • ضع حدوداً للعصبية: عندما يهدأ المراهق يجب أن تقوم بالحديث معه كشخص واعي وتخبره بالتصرفات غير المقبولة عند غضبه والتي لا يمكن التسامح معها مثل تكسير الأشياء والكلام البذيء والعنف وإلا سيتم عقابه حيث يمكن أن يساعد ذلك في وضع المراهق لنفسه حدود عند الغضب.
  • تنفيذ العقوبات: عند خرق المراهق للقواعد التي وضعتها وقيامه بتصرفات عنيفة عند دخوله في نوبة غضب لا تهمل تنفيذ العقوبات التي هددته بها سابقاً وإلا سيشعر المراهق بأنه يمكنه القيام بكل شيء عند غضبه دون عقاب، وذلك سوف يزيد الوضع سوءً ويجعل المراهق يتمادى في تصرفاته لأنه يعرف مسبقاً أن والديه لن يعاقبانه ككل مرة.
    من الضروري أن نوضح أن عقاب المراهق لا يكون أبداً بممارسة العنف عليه واللجوء إلى الضرب وإنما بحرمانه من الأشياء التي يحبها مثل هاتفه أو مصروفه مثلاً.
  • دعمه وإظهار الحب: يحتاج المراهق للشعور بالحب والدعم من قبل والديه، لذلك حاول أن تطمئنه وتخبره أنك تحبه وستظل تحبه على الرغم من جميع تصرفاته، ذلك سوف يساعده في تخطي المرحلة بشكل صحي وبدون ترك آثار سلبية في شخصيته.
  • الحد من استخدام التكنولوجيا: يحتاج المراهق بشكل عام والمراهق العصبي بشكل خاص إلى الانخراط في المجتمع والتخلص من الوحدة التي يسببها الاستخدام الدائم للتكنولوجيا والتي تجعل المراهق يعيش في عزلة بعيداً عن المحيط مما يتسبب في جعله أكثر انفعالاً، لذلك حاول أن تضع قواعد تحد من استخدام التكنولوجيا في الجلسات الأسرية أو عند الخروج من المنزل مع العائلة.
  • قضاء الوقت مع ابنك المراهق: يحتاج كل مراهق أن يشعر بأنه محبوب من والديه، لذلك حاول قضاء وقت ممتع معه والقيام بنشاطات مشتركة، قضاء ساعة على الأقل يومياً مع ابنك والقيام بنزهة في العطل مع العائلة يمكن أن يساعد المراهق في تخطي هذه المرحلة.

قد يرتكب الأبوين بعض الأخطاء عند التعامل مع ابنتهم أو ابنهم المراهق العصبي ظناً منهم أنهم يعالجون المشكلة ولكنهم في الحقيقية يزيدون الأمر سوءً، ومن هذه الأخطاء: [4]

  • التعامل بعنف معهم: يجب تجنب استخدام العنف مع المراهق فهذا الأسلوب سيزيد من عناده وعصبيته بل اتبع أسلوب الثواب والعقاب، فمثلاً إذا استطاع المراهق السيطرة على غضبه يمكن مكافأته بشيء يحبه ويرغب به أما في حال زادت عصبيته عن مجرد الصراخ والصوت العالي فيمكن عقابه من خلال حرمانه من هاتفه أو الخروج من المنزل.
  • مسايرة المراهق العصبي: لا تحاول أن تظهر للمراهق خوفك من تصرفاته وصراخه وتنفيذ ما يطلبه كي يهدأ، فذلك يشجعه على تكرار السلوك العصبي كوسيلة للحصول على ما يريد.
  • عدم توفير مساحة خاصة لهم: المراهق بشكل عام يحتاج إلى الشعور بأن له مساحة خاصه به، فمن أكثر الأخطاء التي يقع فيها الآباء مع أبنائهم المراهقين هو التدخل بالتفاصيل الخاصة بهم والرغبة في معرفة كل شيء عنهم والتفتيش في هواتفهم وأغراضهم الشخصية مما يجعل المراهقين وخاصة العصبيين منهم ينفعلون لشعورهم بعدم الثقة من قبل أهلهم.
  • التعامل ببرود ولامبالاة: قد يظن الأبوين أن أفضل طريقة للتعامل مع المراهق العصبي خلال نوبة غضبه هو التعامل ببرود ولا مبالاة، ولكن هذه الطريقة خاطئة فهي تتسبب في استفزازه أكثر وزيادة عدوانية سلوكه، بدلاً من ذلك حاول أن تشعره بالاهتمام والاستماع إليه ومعرفة مشكلته وجعله يشعر بالأمان فذلك سيساعد في تهدئته.
  • معاملة المراهق على أنه طفل: يجب التخلي عن النبرة المتسلطة عند التحدث مع المراهق والتوقف عن توجيه الأوامر والنقد له باستمرار، لا تحاول اجباره على اختيار الأشياء حسب رغباتك أنت، فمثلاً ماذا يلبس، كيف يأكل، ماذا يدرس، فذلك يجعله يشعر أنه لا يزال طفلاً وهذا أكثر ما يستفز المراهق العصبي ويجعله يدخل في نوبات غضب.

هناك حالات يجب فيها الحصول على مساعدة من قبل أخصائي نفسي أو اجتماعي لتقييم الغضب المزمن لدى ابنك المراهق ومعرفة إذا ما كان ناتجاً عن مشكلة تتعلق بالصحة العقلية أو النفسية أو مجرد مشكلة عادية يمكن حلها من خلال العلاج السلوكي المعرفي أي بالتحدث مع المراهق ومحاولة ارشاده، وهنا نذكر الحالات التي يجب فيها عرض المراهق على مختص: [2،5]

  • تعاطي المخدرات: قد تكون عصبية المراهق العدوانية والخطيرة ناتجة عن تعاطي أحد أنواع المخدرات، فإذا اكتشفت ذلك فلا تحاول التستر عليه ظناً منك أنه بمقدورك أن تعالج الأمر بنفسك، بل قم باستشارة طبيب نفسي مختص بمعالجة الإدمان والذي قد يستطيع علاج المشكلة قبل أن تتفاقم.
  • الاكتئاب: قد تكون سرعة الغضب عند المراهق أحد أعراض الاكتئاب وذلك إذا رافقها علامات أخرى مثل الرغبة في الانعزال والبكاء المستمر والتدهور الدراسي، حيث يمكن أن يصف الطبيب في هذه الحالة مضادات اكتئاب أو مثبتات الحالة المزاجية التي تساعد في تخطي الاكتئاب وعلاج آثاره.
  • العدوان اللفظي: يشمل العدوان اللفظي التحدث بسخرية مع الوالدين وإحراجهما في الأماكن العامة وإهانة الأشخاص عمداً واستخدام الألفاظ النابية بشكل متكرر.
  • العدوان الجسدي: ويشمل العدوان الجسدي تكسير وتحطيم الأشياء، إيذاء الحيوانات، المشاجرات الجسدية المتكررة، إيذاء النفس، فإذا تصاعد غضب المراهق إلى عدوان جسدي ولفظي وعنف ونوبات غضب فيجب استشارة مختص نفسي.
  • حالة الانهيار العصبي المتكرر: إذا لاحظت دخول ابنتك أو ابنك المراهق في حالة انهيار عصبي وبشكل متكرر فينصح بالقيام بعرضه على مختص نفسي لعلاج هذه الحالة قبل أن تتفاقم.

المراجع