كيف أقوي شخصيتي وأدافع عن حقوقي أمام الآخرين؟
الشخصية القوية الواثقة والقادرة على تحمل مسؤولياتها والدفاع عن نفسها وحضروها؛ هي أساس الانسان الناجح والمتوازن والقادر على تحقيق ذاته والدفاع عن حقوقه أمام الاخرين، وتستمد الشخصية القوية من الثقة في النفس من خلال إدراك الفرد لقدراته والتعامل مع المواقف الصعبة وممارسة أعماله دون خوف أو خجل، وعميقاً داخل كل انسان تقبع هذه القوة الكامنة التي يجب إيقاظها ليصبح سيد نفسه في المجتمع، وفي هذا المقال سنتعرف كيف يقوي الإنسان شخصيته بدءً من بيته وبين أصدقائه وفي المجتمع ككل.
الشخصية الضعيفة هي مشكلة حقيقية يعاني منها الكثير من الأفراد، وأساس هذه المشكلة غالباً ما ينبع عن ضعف الثقة بالنفس التي يسببها فشل تجارب سابقة وأخطاء متعددة خلال مسيرة الحياة، وأبرز الأسباب التي تؤدي لضعف الشخصية هي: [1،2]
- التعرض للتنمر: أكثر ما يؤثر في الشخص هو آراء الناس به ونظرتهم له حتى ولو كان في عمر صغير، وفي هذه الفترة كثرت ظاهرة التنمر في المجتمع وأصبحت مشكلة حقيقية ومؤذية جداً وتسبب للشخص نوع من الإحباط وقلة ثقة بالنفس وهذا بدوره يؤدي لضعف شخصيته في النهاية.
- قلة الأمان والحنان في المنزل: الطفل الذي يعيش في جو أسري متوتر وقاس يعاني من نقص في الحنان والثقة لأنه لا يجد من يحتويه أو يقدره في المنزل، وهذا يشعره بأنه دائماً بحاجة الآخرين أو بحاجة لوجود أحد بجانبه يدعمه وهذا الشعور ناتج عن النقص الذي يسببه الوالدين والذي بدوره يدمر شخصية الطفل ويضعفها.
- التربية السيئة في المنزل: الأطفال الذين يتعرضون في طفولتهم لتعنيف منزلي من ضرب وقمع وصراخ وتهميش للرأي، يظلون في حالة قلق وتوتر دائم وتردد من القيام بأي تصرف أو فعل يحبونه وذلك خوفاً من التعرض للعقوبة من قبل الأهل وبذلك يمتلكون شخصية وضعيفة إلى حد ما.
- مصاحبة أشخاص محبطين: نوعية الأصدقاء التي نختارها تؤثر في بناء شخصيتنا بشكل كبير، وغالباً ما نلاحظ أصدقاء غير مشجعين أو داعمين وحتى أنهم مستهزئين بكل ما يقوم به صديقهم، وهذا يسبب للشخص نوع من الاحباط والاستسلام لجميع أفكاره لشعوره بأنها أفكار غير مجدية أو نافعة ويزداد شعوره بأن رأيه غير مهم وأنه غير جدير بالقيام بشيء ليصبح دون شخصية أو رأي.
- التجارب الفاشلة: قد يؤدي مرور الانسان في طفولته أو في مرحلة الشباب بمرحلة معينة من الفشل كالرسوب أو خسارة أصدقاء أو تجارب ومحاولات في العمل فاشلة وقاسية كل ذلك يؤدي الى تدني الثقة بالنفس، ويلازم الشخص شعور بأنه عديم القيمة في المجتمع وهذا له تأثير دائم على كيفية رؤيته لنفسك.
حين نركز عل الارتقاء بشخصيتنا الى مستوى أفضل فإننا نطور من أنفسنا ونميز شخصيتنا تميز فريد يحسن علاقتنا بأنفسنا وبالمجتمع الذي نعيش فيه، يبدأ ذلك من خلال تعزيز الشخص لثقته بنفسه بدءً منه، فالشخص وحده قادر على معرفة نقاط ضعفه وقوته، ويكون ذلك من خلال: [3]
- التصارح مع الذات: فالإنسان الصريح مع نفسه يحصد النجاح أكثر من غيره فهو يعرف أسرار نفسه وطبيعته الانسانية وكيفية إصلاح شخصيته، ويحرره ذلك من التبعية للآخرين ويصبح إنسان بصير لا يأخذ قرارات غير مدروسة.
- بناء الوعي الذاتي: لمعرفة قدراتك وقيمتك بدرجة أعمق أي تعرف ما تملك من مميزات ونقاط قوة تساعدك على تنمية مهاراتك وتزيد من حبك لذاتك، ولتعرف كيف تتشكل أفكارك وردود أفعالك يساعد هذا على بناء الشخصية بشكل أفضل، وتتمكن من تخطي أية عوائق أمامك فتصقل شخصيتك على أسس أقوى وأمتن.
- الاجتهاد والمثابرة: من الصفات الضرورية للشخصية القوية والتي تتطلب منا المواظبة على تطوير شخصيتنا ومتابعتها دائماً والصبر لكي نعطي نفسنا وقتاً للتطور، ويجب أن نحافظ على شخصيتنا التي طورناها ونعتني بها لكي لا نهدر الوقت الذي أمضيناه للحصول على تطور شخصيتنا يذهب سدى.
- التأمل العميق: يساعد هذا الموضوع على ضبط النفس وبناء شخصية صبورة لا تتأثر بالانفعالات من غضب أو خوف أو توتر وهذا أساس لكل شخصية قوية، بالإضافة لأن التأمل عادة تزيد من اكتساب الوعي بالذات ويكون ذلك من خلال الاسترخاء والتفكير والقراءة وتعلم كل ما هو جديد.
- سجل ملاحظات حول تطورك: اكتب ملاحظات كل يوم واحتفظ بها، وراقب يومياً مستوى التطور في الشخصية أو إخفاقها في ذلك، وخذ هذه الملاحظات دافعاً للتطور أكثر فأكثر.
- زيادة الثقافة والمعرفة: الشخص الذي يملك معارف وخبرات أكثر دائماً ما يلقى احترام الآخرين وتقديرهم، ويكون أكثر نجاحاً في التعامل مع الظروف المختلفة واتخاذ القرارات الصحيحة، وهذه المسائل من الأسس الهامة في بناء الشخصية القوية.
على الانسان أينما كان، المحافظة على صورة نفسه أمام الناس والظهور بشكل قوي منسجم مع ذاته وذو كلمة وقرار، وسيداً لنفسه حتى وإن كان يشعر من الداخل بقلق أو توتر أو لديه خوف من الوجود بين مجموعة كبيرة من الناس، وهذه أهم الطرق لتقوية الشخصية امام الناس: [4]
- تحدث حتى لو كنت خجولاً: اسمح لصوتك أن يسمعه الآخرين، اسأل وتواصل وعبر عن رأيك بثقة ودافع عن آرائك بصوت مسموع وبهدوء، واجعل صوتك واضحاً ولا تخجل، هذا يساعدك على زيادة معرفتك من قبل الآخرين ويعطي لشخصيتك مسحة أكبر للتواصل والتطور.
- كن منفتحا ومتطوراً: كلما زادت مهارات المعرفة والثقافة لديك يساعدك ذلك على الظهور بين الناس أكثر ويمكنك ذلك من خوض أي نقاش دون تردد أو خوف وهذا يؤمن لك فرص كبيرة في الحياة من حيث العمل وأشياء أخرى.
- تقرب من الآخرين: لا تكن ذو دائرة منغلقة ومحدودة من الأشخاص، بل ابق على احتكاك دائم مع من حولك وتقرب منهم وتعلم من اخطائهم ونجاحهم، وتحاور معهم عن أفكارك وأهدافك واستفد من نصائح أشخاص تثق بهم كل ذلك يساعدك على الثقة بنفسك وتنمية شخصيك بشكل جيد.
- حافظ على التواصل البصري: النظر بالعين مباشرة مع من تحدثه من أهم مؤشرات الثقة بالنفس ويدل ذلك على أنك شخص واثق وصادق وله هدف، ونظرة الآخرين لك تكون تقدير واحترام.
- تعلم المشي بثقة: امشي بثقة واعتدال وظهر مشدود مستقيم، حيث ستكون محط أنظار للناس، ويعطي هذا انطباع لمن حولك عن مدى ثقتك بنفسك، كما أن لذلك تأثير على شخصيتك ويعطيك شعوراً بانك قوي وواثق وذو قيمة.
الأسرة هي التربة التي تنمو فيه شخصية الفرد وتكون السبب في بناء أفراد صالحين أو سيئين، وكل أسرة سليمة ومتعاونة ينتج عنها أشخاص صالحين وذوي شخصية متميزة، لذلك يجب على الشخص البدء بتطوير نفسه بين أفراد أسرته فهي الأساس في تقوية الشخصية ومنها تصقل وتصبح قوية: [5]
- احترم الأهل: كن دائم الامتنان لأهلك ومقدراً لما يقدموه لك، وتعامل معهم بتقدير هذا يجعلهم يحترمونك ويضعونك موضع ثقة دائم، ويعزز ذلك من قيمتك بين والديك، ويزيد من ثقتك بنفسك وحبك لذاتك مما يزيد من قوة شخصيتك.
- تنفيذ ما يمليه عليك أهلك: هذا يثبت بأنك شخص جدير بتحمل المسؤولية وقادر على القيام بمهمات متعددة، مما يجعلك سند لأهلك وتكون شخص ذو قيمة دائمة وموضع ثقة.
- ناقش أهلك بأفكارك بهدوء: أثبت صحة أفكارك واقتراحاتك أمام أهلك بالأدلة والبراهين، ودافع عن معتقداتك بهدوء، هذا يشجعك على الاختلاط والنقاش الدائم ويكسر حاجز الخوف والتردد لديك.
- تجنب الكذب عليهم: حافظ على صراحتك مع أهلك وأخبرهم بكل ما تقوم به بثقة، تحدث مع والديك عن كل الأشياء التي تقلقك بكل صراحة، فالصدق يساعد على بناء ثقة بعلاقتك مع والديك، وتتحسن علاقتك معهم، وذلك من أهم القواعد لحب الذات واعطائها قوة وثقة، وهذا يساعدك على بناء شخصية قوية وصادقة أمام أهلك.
- تقبل النقد: لا تتحسس من اراء أبويك المخالفة لك أو الناقدة لما تقوم به، فملاحظاتهم لا تدل على فشلك بل هي نقد بنّاء يهدف للتطور والظهور بصورة أفضل، فابق على نقاش متبادل ودائم مع والديك لتقوم بالأفعال الصحيحة ولتستفيد من خبراتهم.
- الاعتماد على النفس: لا تتطلب كثيراً ولا تكن شخص اتكالي ويعتمد على أبويه كالأطفال، بل يجب أن تقو م بأفعالك بنفسك هذا يبين أنك شخص قادر على تحمل مسؤولية نفسه وغيره مما يزيد من تقدير والديك لك ويزيد من قوة شخصيتك وثقتها.
- كن عند حسن ظنهم ولا تخيب أملهم: أسرتك دائماً تتمنى لك النجاح والتقدم، وعندما تجدك شخص ناجح في دراسته وعمله وقادر على تحمل مسؤولياته ومدعاةً لفخرهم واعتزازهم، هذا سوف يجعلهم يثقون بك أكثر ويحترمون قراراتك واراءك وأفكارك.
المجتمع الخارجي ومجتمع العمل بالذات يفرض علينا التعامل مع أشخاص من شرائح وأفكار مختلفة وشخصيات متعددة وطبيعة أي عمل تفرض علينا تحمل هؤلاء الأشخاص بسلبياتهم وإيجابياتهم، وهذا يتطلب منا شخصية قوية وصلبة وثقة بالنفس في أي مكان للعمل، وذلك من خلال: [6،7]
- الخبرة والمعرفة: كلما كنت شخصاً ذو خبرة ومعلومات قيمة وصحيحة كلما زادت أهميتك في مكان عملك وزادت قدرتك على المناقشة في أي حديث يطور العمل، وهذا من أهم ما يقوي شخصيتك ويزيد من حضورها في العمل.
- الانضباط والصبر: يساعدك ذلك على تحمل كل الاعمال الموكلة لك واتمامها على أكمل وجه، وبالتالي تتغلب على كل عقبة تواجهك وتتمكن من حلها فتزيد من مرونتك في العمل، وهو أهم اسلوب للاستمرارية في العمل ويزيد من ثقة الإدارة بك بأنك قادر على تحمل المسؤولية وذو شخصية قوية صلبة.
- إدارة وقتك: الالتزام بالمدة الزمنية المحددة للقيام بالأعمال الموكلة إليك من قبل المسؤولين في العمل، فتنظيم الوقت من أهم طرق النجاح وتطوير الذات، والنجاح بإنهاء الأعمال الموكلة اليك يعطيك دافعاً كبيراً وقوة شخصية في مكان عملك.
- التحلي بالشجاعة: دافع عن نفسك ووجهات نظرك في العمل وكن ذو صوت مسوع ولا تخشى التحدث عن أفكارك، ويقدر أصحاب العمل هذه الشجاعة لديك لأنهم سيثقون بأنه يمكن الاعتماد عليك دائماً لتحقيق أهداف العمل وهذا ما يجلب نتائج جيدة وأرباح.
- عدم مقارنة نفسك بالآخرين: اعط نفسك وقتاً كافي للتطور، ولا تستعجل النجاح أو تقارن نفسك مع غيرك من الزملاء الذين سبقوك فهذا يضعف النفس ويحبطها، وتصبح شخصاً خائفاً غير واثق من نفسه ولا تستطيع العمل بقوة وبالتالي يمكن أن تخسر عملك.
الظهور بمظهر القوة والثقة في المجتمع يتطلب القدرة عن الدفاع عن النفس والحقوق، التي قد يحاول الآخرين استلابها أو التقليل من شأنها، وهذا لا يتطلب قوة بدنية بل يتطلب حلول لفظية وتصرفات تساعدك في الحفاظ على حقوقك من خلال مواقف تتعرض لها بين الناس: [8،9]
- ابدأ بنفسك: عليك أولاً إدراك الموقف الذي تتعرض له بكل جوانبه السلبية والايجابية، وعليك أن تدرك كيف تتعامل مع أصناف مختلفة من الناس، وهذا يساعدك في الحفاظ على حقوقك دائماً وتكسب في أي موقف.
- كن شفافاً وصادقاً: ليس مطلوب منك مجاملة الآخرين في أشياء لا ترضيك، وليس مطلوب منك الابتسام في أوقات غير مريحة بالنسبة لك، بل عبر عن مشاعرك بكل صدق ولاتسمح لأحد باستغلالك من خلال استغلال عاطفتك أو رغباتك فيساعدهم ذلك على سلبك حقوقك، بل ضع نفسك وراحتك قبل أي شيء وبذلك تحافظ على حقوقك.
- تجاوز ما يزعجك: ليس كل مشكلة تتعرض لها في حياتك سواء كانت صغيرة أو كبيرة تستحق منك التفكير والاهتمام أو الخوف، وبذلك لن تسمح لأحد بإزعاجك أو تجاوز حقوقك.
- ابق واثقاً بنفسك: عندما تكون ذو شخصية قوية وواثق ن نفسك لن يجرؤ أحد على محاولة سلبك حقوقك لأنك تكون ذو قدرة في الدفاع عن آرائك وحقوقك دون تردد وتكون قادر على صد أي شخص يحاول ايذاءك ويمكنك مواجهة أي شخص يحاول تجاوزك.
- وضح مايزعجك بهدوء: عندما تكون على حق لا تنفعل وأنت تدافع عن حقك بل احتفظ بهدوئك وثقتك الكاملة وأنت تدافع، واشرح وجهة نظرك بدقة وهدوء، لاتكن عاطفياً بالدفاع بل اتخذ النبرة الجدية وبذلك تحافظ على حقك وتضع حداً للشخص الذي يحاورك وتمنعه من التعدي عليك.
أغلب الناس يقضون معظم اوقاتهم في مكان العمل، والجميع يسعى للحفاظ على عمله والحصول على فرص مميزة، ولكن أي شخص معرض في عمله للنمر أو القليل من حقوقه من قبل زملاء أقدم منه او معرض للاستغلال من قبل رؤسائه في العمل، ولذلك يجب أن تدافع عن حقوقك في عملك ولا تسمح لأحد باستغلالك من خلال: [9،10]
- ضع حدوداً للتعامل: حافظ على مساحة شخصية لحياتك في العمل ولا تعطي صلاحيات لأحد بتجاوزها أو فرض رأيه عليك، وابق أنت من يقرر عن نفسك، وهكذا لن يجرؤ أحد على تجاوزك أبداً وتبقى حقوقك محفوظة.
- أطلب حقوقك بشكل واضح: في بعض مجالات العمل قد يتعرض الإنسان للظلم من نواحي عدة مثل الأمور المادية أو الترقيات أو المكافئات، وهنا يجب على الشخص أن يقدر نفسه وأهميته في العمل بشكل صحيح والطلب على أساس ذلك كامل حقوقه، وإذا تعرض للظلم ولم يلقى استجابة من الرؤساء فمن الأفضل ترك العمل في حال وجود بديل.
- تعلم قول لا: لا يعني ذلك أن ترفض دائماً ما يطلب منك في عملك لتفرض رأيك، لا فقط إن كان هناك شيئاً ليس في مصلحة عملك أو فيه ضرر على مسيرة العمل، فتعلم رفض مايسيء لعملك دون خجل أو خوف.
- أتقن فن التجاهل: مكان العمل يجمع جميع الشخصيات السيئة والجيدة، والداعمة والمؤذية، وأي شخص معرض للأذية أو محاولة سلب حقوق من قبل زملاء عمل سيئين، والتعامل الأفضل معه هو التجاهل وعدم اعطائهم أية أهمية، فيفقدون الأمل في أن يكون لهم القدرة على تجاوزك أو النيل من حقوقك.
- كن حازماً: ليس عليك اختلاق أعذار عندما تدافع عن حقك أو عن نفسك، ولك الحرية في اختيار الطريقة التي تدافع بها عن نفسك، دون أن تؤذي الآخرين، وارفض أن يقترب أحد من حقوقك بكل حزم ومهما كان ذو مكانة مهمة في العمل.
- لا تتكل على أحد: لا تطلب من الآخرين القيام بأعمال موكلة لك فهذا يفتح لهم باب لسلبك واستغلالك، ومحاول السيطرة على حقوقك، بل قم بجميع أعمالك لوحدك ولو أخذت وقتاً أطول وبذلك تحمي نفسك وحقوقك من الاستغلال.