السرقة عند الأطفال، ابني يسرق!

تُعرف السرقة على أنها محاولة تملك الطفل لشيء بغير حق له، وهنا علينا أن نبين للطفل أن هذا الشيء ليس له وليس من حقه، وعلينا أن ندرك أن الأطفال لا يفهمون معنى السرقة ولا أبعادها أو أضرارها، وأنهم يمارسونها فقط من باب الحصول على ما يريدون.

وتعد مشكلة السرقة عند الأطفال من أكثر الأمور التي تقلق الأهل وتزيدهم خوفاً على مستقبل أبنائهم وتعاملهم مع من حولهم.

تشتكي العديد من الأمهات من سلوك أطفالهن في مرحلة المدرسة، ولكن من أصعب هذه السلوكيات لجوء بعض الأطفال للسرقة، مما يسبب الإحراج للأهل وللطفل نفسه،  لنجد الأم تتساءل " ابني يسرق، ماذا أفعل؟". فكيف نتعامل مع مشكلة السرقة عند الأطفال؟

وهنا نجد أن سلوك السرقة عند الأطفال في المدرسة هو ناتج عن بعض الأسباب لدى الأطفال كالشعور بالنقص والحرمان أو فقط من باب الرغبة بالتملك. وسنشرح المزيد عن أسباب السرقة في الفقرة التالية.

لماذا يسرق الطفل؟[1]

• الجهل بمعنى الملكية: من أهم أسباب السرقة عند الأطفال خاصة عند الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات هو الجهل بخصوص الملكية. فهو لا يعرف السرقة ويشعر أن كل ما هو حوله ملكه.
• الحرمان وعدم إشباع حاجات الطفل من أحد أسباب السرقة لدى الأطفال، كأن يسرق الطفل الخبز أو السندويشات أو المصروف من أصدقائه، لذا على الأهل التأكد من تأمين حاجات الطفل في مرحلة المدرسة من الغذاء والمصروف.
• قد يلجأ الطفل للسرقة بهدف الغيرة والانتقام، فقد تكون السرقة عند الطفل بغرض التنفيس عن الكبت أو الغضب الموجود لديه بسبب غياب أحد الوالدين، أو تكون السرقة بدافع الغيرة من أحد أصدقائه.
• يعمد الطفل إلى السرقة كنوع من أنواع حب التملك، فقد يرى لعبة تعجبه في يد صديقه يعمل على سرقتها منه ليتلذذ باللعب بها.
• تعكس البيئة المحيطة بالطفل على كافة أمور حياته فمنها يتعلم السلوكيات الصحيحة والسلوكيات الخاطئة.
• يعد العقاب أهم أسباب السرقة عند الأطفال، بمعنى أنه قد يلجأ الطفل لسرقة زميله عند فقدانه لغرض ما خوفاً من عقاب والديه.
• قد يلجأ الطفل للسرقة للتباهي والتخلص من الشعور بالنقص، فقد يكون لدى الطفل كل شيء إلا أنه يرغب بالحصول على المزيد فقط من باب المفاخرة والتباهي وإشباع الغرور لديه.
• في مرحلة متقدمة يلجأ بعض الأطفال إلى السرقة لمجاراة من حولهم من الأصدقاء.
• الدلال الزائد أيضاً يضر أطفالنا، فالأطفال الذين اعتادوا الحصول على كل شيء يريدونه يأخذون كل ما تقع عليه أعينهم باعتقادهم أن هذا التصرف من حقهم.

عند وقوع السرقة عند الطفل نجد الأم في دهشة من أمرها تتساءل "كيف نتعامل مع مشكلة السرقة عند الأطفال؟"

جمعنا هنا بعض النقاط الهامة في كيفية التعامل مع الطفل الذي يسرق[2]:

• العمل على تشجيع الطفل على إرجاع ما قام بسرقته، فمثلاً إذا سرق سلعة من محل تجاري عليه إارجاعها هناك، واذا سرق شيئاً من زميله في المدرسة عليه اعادته له.
• علينا تعليم الأطفال تعويض الآخرين عن الإزعاج الذي قد سببه لهم عند القيام بالسرقة.
• تعليم الطفل القيام ببعض النشاطات الاجتماعية للعائلة والجيران مما يزرع بداخله القيم والأخلاقيات العالية.
• تجنب الحديث كثيراً والصراخ أو القيام بحجز الطفل في الغرفة والتعويض عن ذلك بالحديث بأسلوب لين قريب ومحبب لقلب الطفل.

ولكن الآن وبعد حدوث السرقة من قبل الطفل، السؤال "كيف نعالج مشكلة السرقة عند الأطفال؟":

سنقدم هنا طرق علاج السرقة عند الأطفال[3]:

• لا يتوجب على الأهل أخذ سرقة الطفل على أنها إهانة لهم ولا يجوز مقابلتها بالصراخ والضرب، بل على الأهل احتواء مشكلة السرقة عند طفلهم والعمل على حلها بهدوء من خلال احتواء الطفل والتقرب منه لمعرفة أسباب السرقة.
• الحديث بأسلوب هادىء مع الطفل عن سلوك السرقة وسلبياته على الشخص وعلى المجتمع وإقناع الطفل بأن السرقة سلوك خاطئ لا يرضى الله عنه.
• إيجاد حلقة وصل دائماً بيننا وبين أطفالنا من أبرز الأمور التي تساعد في حل مشكلة السرقة لديهم.
• الابتعاد عن الكلمات الجارحة للأطفال مثل : " أنت سارق" أو "أنت لص" وغيرها من الكلمات التي من شأنها أن تزيد الطين بلة.
• مساعدة الطفل على إعادة ما تم سرقته ولكن دون تجريح كرامته.
• الابتعاد عن تأنيب الطفل أمام الآخرين حتى لا تُجرح مشاعره.
• تجنب تضخيم فعل الطفل باشعاره أنه مجرم.

• تُعرف السرقة عند الأطفال على أنها سعي الطفل إلى تملك ما هو ليس له باعتقاده أن كل ما حوله ملكه.
• تزداد السرقة عند الأطفال في المدرسة لعدة أسباب منها التفاخر والتباهي، أوبدافع الغيرة من الأطفال حوله.
• تتعدد أسباب السرقة عند الأطفال، وعلى الأهل إدراك الطريقة السليمة في التعامل مع الطفل الذي يسرق بعيداً عن تهويل الأمر واعتبار الطفل مجرم.
• عند وقوع الطفل بالسرقة هناك العديد من الأساليب لعلاج الطفل دون تجريحه.