علم الفراسة وتحليل الشخصيات من شكل وملامح الوجه
ما هو علم الفراسة؟ من أين جاء علم الفراسة؟ ما الفرق بين علم الفراسة ولغة الجسد؟ ما هي أهميته، وكيف نستفيد من علم الفراسة في حياتنا؟ كيف نتعلمه؟ دعونا نبحر في هذا العلم الذي وجد منذ القدم.
- تعريف علم الفراسة
- الفرق بين علم الفراسة ولغة الجسد
- فوائد علم الفراسة
- تحليل الشخصية من خلال شكل الوجه "فراسة الوجوه"
- تحليل الشخصية من خلال شكل الأنف في علم الفراسة
- تحليل الشخصية من خلال لون العيون في علم الفراسة
- فراسة الأسنان وتحليل الشخصية من خلال شكل الأسنان
- تاريخ علم الفراسة
- كتب علم الفراسة
- المصادر و المراجع
ما هو مفهوم علم الفراسة؟
الفِراسة بكسر الفاء في اللغة تعني التبصر والعِلمُ، وهي من قولنا تفرست فيه خيراً أي شعرت بالنظر أن به خيراً، ويقال تفرس في الأمر أي نظر به وحاول فهمه، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف "اتقوا فِراسة المؤمن فإنه ينظر نور الله".
والفراسة عند العرب اصطلاحاً تعني الفطنة والحكمة في معرفة بواطن الأمور، ويطلق اسم الفراسة أيضاً على قدرة العربي على معرفة الأنساب والسلالات من خلال الشكل الخارجي، فيقول أن فلاناً من قبيلة فلان بمجرد النظر إليه.
وهناك اختلاف واضح بين معنى الفراسة في العربية ودلالاتها ومعنى الفرسة في اللغات الأخرى، فالفراسة في الإنجليزية مشتقة عن اليونانية Physiognomy وتعني الاستدلال على الشخصية من المظاهر الخارجية وتعرف أيضاً بالسيميائية، وأما الفراسة في العربية فتستمل على الذكاء والفطنة إلى جانب المعرفة بدلالات المظهر الخارجي، فمعرفة الطريق في الصحراء من الفراسة، وكذلك معرفة الخبيث من عينيه من الفراسة، ما يعني أن الفراسة في العربية تشير إلى معانٍ أعمق مما بات يعرف اليوم بلغة الجسد.
حيث يقول الشيخ شمس الدين محمد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي من القرن الخامس عشر الميلادي: "الفراسة قسمان؛ أحدهما أن يحصل خاطر من القلب أن هذا الإنسان كيت وكيت، من غير حصول إمارةٍ جسمانية أو علامة محسوسة، أما القسم الثاني فالاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة، وهو علم يقيني الأصول ظني الفروع" (بتصرف) [2].
ما هو الفرق بين علم الفراسة ولغة الجسد؟
يمكن القول أن الفراسة physiognomy تبحث في ما تنم عنه الملامح الثابتة في شخصية الإنسان، كقولنا أن أصحاب الوجوه المدورة يتميزون بالطيبة، وأصحاب الأصابع القصيرة يتميزون بالخشونة، فيما تبحث لغة الجسد في حركات الإنسان وترجمة هذه الحركات في موقف ما، كقولنا أن لمس الأنف يدل على الكذب، أو أن مصالبة اليدين على الصدر تدل على الرغبة بالانسحاب وهكذا، اقرأ مثلاً مقالنا عن كشف الكذب من خلال لغة الجسد.
- ينمي علم الفراسة قدرات الشخص لتجعله قادرًا على معرفة من يقف أمامه.
- تدريس الطلبة علم الفراسة سيفصح عن مواهبهم المدفونة التي يمكنها أن تحميهم من الممارسات الخاطئة التي يتسبب بها رفقاء السوء.
- حماية الناس من الكثير من الشرور التي تحيط بهم.
- تساعد الفراسة في تطوير الذات ومعرفة القدرات التي يمتلكها الإنسان.
- دخل علم الفراسة منذ القدم في تشخيص الأمراض والعلل التي تعتري الجسم البشري.
- من يتميز بالفراسة لا تخدعه عمليات التجميل التي تغير وجه وجسد الإنسان.
- من يتميز بالفراسة فإنه يستمتع بمجالسة من حوله لأنه يعتبرهم كتابًا مفتوحًا بالنسبة له. [3]
ما الحكم الذي يتمثله الإنسان من خلال شكل الوجه؟ على ماذا يدل الوجه المربع؟ وما معنى الوجه الرفيع في علم الفراسة؟ وما هي شخصية صاحب الوجه البيضاوي؟ كيف نحلل الشخصية من خلال شكل الوجه؟
- الوجه المربع: يتمتع صاحب الوجه المربع بشخصية قوية، وهو قيادي في عمله، لديه الإصرار في الوصول إلى غاياته وهو محب للنظام، سريع الانفعال، يجمع بين الشدة واللين بنفس الوقت، محبوب، صلب في قراراته، يقنع الآخرين بوجهة نظره لأنه يملك القوة والحجة والإقناع.
- الوجه الرفيع: صاحب الوجه الرفيع مثالي، يسعى للتميز والاستقلالية، ويشعر بالإحباط إذا عاكسته الأمور، ومع ذلك يهمه أن يكون لامعًا.
- الوجه البيضاوي: يتميز الوجه البيضاوي بالجمال ويعكس السحر. صاحبه جاد وصلب يواجه الفشل، شاعري ومتسامح، ويميل للرومانسية، وللأسف بسبب طيبته وثقته الزائدة بالآخرين علاقاته مصيرها الفشل، لا يتمتع بشعبية كبيرة ويفضل العزلة بعالمه الخاص، والعلماء يسمون أصحاب هذا الوجه بأنهم صانعو أنفسهم.
- الوجه المثلث أو الجبلي: يعتبر صاحب الوجه المثلث ذا تميز بطلة وجهه ودقة ملامحه. عقلاني ذو ذهن حاد ومتفائل وناقد جيد، يحاسب نفسه على الأخطاء بكثرة، وهو ذو حماسة للعمل.
- الوجه المستدير أو القمري: معظم أصحاب هذا الوجه يميلون للسمنة، يعانون من مشاكل كثيرة، ولديهم القدرة على التأقلم السريع مع ظروف الحياة ومواقفها الجديدة والمستجدة.
للأنف أهمية في علم الحضارات والأمم، فنجد أن الشعوب أو الدول البدائية والتي ما زال يسيطر عليهم طابع البداوة يتميزون بأنف ضعيفة وصغيرة عكس الحضارات الراقية والتي تتميز أنوف ساكنيها بالعظمة والجاه والنفوذ.
فيختلف الأنف من شخص لآخر، ومن أسرة إلى أسرة. وكذلك فكل بلد تتميز بأشكال وصور معينة للأنوف وكل حضارة لها أنف تميزها، ومن ذلك:
أشكال الأنف في علم الفراسة
- الأنف الرومانية: والتي تتميز باستواء عظمة الأنف، فهي أنف الملوك والأمراء وكذلك أصحاب المناصب العليا، فهذه الأنف دلالة على القوة.
- الأنف اليونانية: وهي أنف مستوية تكاد توازي الجبين فهي دلالة على مدى الذوق وحب الفنون، والسيدة التي تحمل هذه الأنف دلالة على حبها لكل ما تراه جميلًا في الحياة، كارتداء الثياب الحسنة والجواهر الغالية الثمن والنوم على الوسائد.
- الأنف الإسرائيلية: تتميز بارتفاع القصبة من المنتصف وإذا زاد هذا التحدب، دل ذلك على أن صاحبها يميل إلى الحسد والحقد على الآخرين.
- الأنف الفطساء: وهي الأنف التي تميل إلى الداخل، وأصحاب هذه الأنوف يتميزون بالهمهمة وكثرة الحديث في أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع أي الثرثرة. كما أنهم يميلون إلى اللهو واللعب.
- الأنف البارزة: وهي الأنف البارزة عن بقية الوجه وهي دلالة على القوة والميل إلى الدفاع عن النفس وعن الآخرين سواء الأهل أو الوطن.
العينان نافذة الروح. فهما تدلان على الحساسية والشعور والتصرف العام والطبع لكل منا، قكيف نحلل شخصية الإنسان من خلال لون عينيه؟ ماذا يمثل مكنون النفس المرتبط بلون العينين؟
- العيون السوداء: إنها كالعيون البنية ولكنها زيادة على ذلك تتميز بأنها تحمل سيئات العيون البنية وحسناتها في أقصى أطرافها. أصحاب العيون السوداء يتسمون بالحسد والغيرة ولكنهم مخلصون في الحب.
- العيون الزرق: تتحكم بضبط النفس، متفائلة، مليئة بالنشاط والحيوية، تبصر وتحسن الحكم على الأشياء. أصحاب العيون الزرقاء يركزون تفكيرهم جيدًا وهم منطقيون ويتميزون بالأصالة وهم عمليين ذاكرتهم ليست جيدة تمامًا.
- العيون الرمادية: أصحاب العيون الرمادية نظاميون ويتحكمون بضبط النفس وواقعيون وينتظمون بالعمل وهم باردون وصارمون. ويتميزون عادة بالنجاح.
- العيون الخضراء: هي رمز العقل الراجح والمواهب الكثيرة والطاقات الكبيرة وحب المشاريع. أصحاب العيون الخضراء مزاجيون وقد ينزعون إلى الخدعة أحيانًا.
- العيون البنية: هي رمز الشخص العاطفي المتسم بحب كبير، وقدرة كبيرة على البغض أيضًا. صاحب العيون البنية طيب ومحب للفنون ومعبر. لا يقوى على التحكم بعواطفه كما يجب، ولذلك يتأثر بكل ما يحيط به ويظهر ذلك بتصرفاته.
للأسنان أشكال ومزايا ولكل منها مدلول مختلف عن الآخر، كيف نحلل الشخصية من خلال شكل الأسنان؟
- الأسنان المفلجة: وهي التي توجد بين كل واحدة منها فتحة صغيرة، فهي دليل على حسن أخلاق صاحبها فتراه طيب القلب سليم النية.
- الأسنان المعتدلة: وهي التي تدل على أخلاق صاحبها وحبه للناس وتمني الخير لهم قبل نفسه، فهو شديد الذكاء والفطنة والغيرة على أهله.
- الأسنان الطويلة العريضة: كثيرًا ما تراه محبًا للشهوات، كثير الكلام في كل شيء سواء كان يفهم فيه أم لا.
- الأسنان غير المنتظمة: فتكون دليل على حب المسكرات والميل للهو والمتع.
ما هو تاريخ علم الفراسة؟ ومن أين نشأ؟
من الصعب تعقب تاريخ الفراسة physiognomy، بل ومن الصعب الجزم بها إن كانت علماً أم فناً أم موهبة، لكن الثابت أن أرسطو من أوائل الفلاسفة الذين تحدثوا عن السمات الجسدية وعلاقتها بالشخصية وعلاقتها بمستوى الذكاء وغيرها من الصفات غير المادية، فقال مثلاً أن الأنوف السميكة المدببة تنم عن شخصيات خاملة وباردة المشاعر، والأنوف الحادة تنم عن أشخاص يتميزون بالغضب... وهكذا. [1]
مع تطور الحياة الاجتماعية للإنسان تطورت المهارات المتصلة بعلم الفراسة بشكل كبير، وضمت المكتبة العربية عشرات المؤلفات عن الفراسة، كما ضمت المكتبة العالمية آلاف المؤلفات عن الفراسة ولغة الجسد، وفي يومنا هذا يتم اختزال الفراسة في قراءة تعابير الوجوه وملامح الإنسان.
إليكم بعض أهم كتب علم الفراسة التي ننصحكم بقراءتها في حال رغبتكم بالتعمق أكثر في بحور هذا العلم:
- كتاب الفراسة - ابن القيم الجوزية.
- كتاب احترف فن الفراسة - إبراهيم الفقي.
- كتاب الفراسة دليلك لمعرفة أخلاق الناس وطبائعهم - فخر الدين الرازي.
- كتاب علم الفراسة الحديث - جرجي زيدان.
- كتاب الفراسة قراءة البشر عن بعد - أحمد بهيج.
- كتاب الفراسة طريقك إلى النجاح - الدكتور عز الدين محمد نجيب.
- كتاب الفراسة وقوة الحدس قوانين النجاح العقلية - فيليكس إيشباخر.