التهاب المسالك البولية عند النساء والجماع
من أكثر أنواع العدوى شيوعاً عند النساء هو التهاب المسالك البولية وخاصة في الفترة الأولى بعد الزواج، حيث أن ممارسة العلاقة الزوجية في المرات الأولى تكون سبب رئيسي للعدوى وحدوث الالتهاب عند المرأة، لذلك سوف نتحدث من خلال هذا المقال عن تأثير الجماع على التهاب المسالك البولية عند النساء، وهل يمنع الحمل؟ وكيف يتم علاجه والوقاية منه؟
النشاط الجنسي هو أكثر الطرق شيوعاً التي تدخل فيها البكتريا إلى الجهاز التناسلي الأنثوي، وعادة خلال فترة الزواج الأولى تحدث الإصابة بشكل متكرر حتى أطلق عليها لقب الالتهاب المرتبط بشهر العسل، وذلك تبعاً للأسباب التالية: [1،2،3]
- احتكاك المجاري البولية والتناسلية للزوجين: إن عملية الاحتكاك الداخلي التي تحدث خلال ممارسة العلاقة الزوجية هي السبب الرئيسي الذي ينقل البكتريا من المحيط الخارجي إلى داخل المجرى البولي للسيدة.
- عدم الاهتمام بنظافة: وخاصة نظافة الأعضاء التناسلية قبل وبعد الجماع فعدم الاهتمام بتنظيف الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة قبل الجماع يعد من الأسباب الرئيسية لانتقال البكتريا إلى داخل الجهاز البولي للسيدة.
ومن المهم أن يتم تنظيف الأعضاء التناسلية أيضاً بعد الجماع منعاً من تكاثر البكتريا عند بقاءها لوقت طويل في الجهاز البولي، فمثلاً في حال تمت ممارسة العلاقة الزوجية خلال الليل لا يجب الانتظار إلى الصباح والاستحمام ويجب أن يتم التنظيف بشكل مباشر. - تكرار ممارسة الجماع: فالتكرار لعدة مرات ضمن فترات متقاربة أحد الأسباب التي تجعل الجماع سبب لالتهاب المسالك البولية في الفترة الأولى للزواج هي تكرار ممارسة العلاقة الزوجية ضمن فترات متقاربة، مما يجعل المنطقة التناسلية معرضة للبكتيريا الموجودة في المحيط الخارجي لوقت أكبر دون أن يمر الوقت الكافي للقضاء على هذه البكتيريا.
- عدم ارتداء الواقي الذكري: إن عدم ارتداء الواقي الذكري قد يكون سبب لتكاثر البكتيريا وزيادة فرص حدوث الالتهاب لدى السيدة وفي نفس الوقت قد يكون الواقي نفسه سبباً للالتهابات في حال كان ملوث أو كان لدى السيدة رد فعل تحسسي تجاهه.
- انتقال العدوى بين الزوجين: في حال كان الرجل مصاب بالتهاب المسالك البولية سوف ينقل العدوى للزوجة عند ممارسة العلاقة الزوجية بشكل مباشر، لذلك يفضل الانتظار حتى الشفاء الكامل وبعدها العودة لممارسة العلاقة الزوجية.
- عدم التجفيف بشكل كامل بعد الجماع: من المهم أن يتم تغيير الملابس الداخلية وتجفيف المنطقة التناسلية بشكل كامل بعد الجماع، لأن الرطوبة هي من تجعل الوسط ملائم لنمو البكتريا.
هنالك عدة أعراض يمكن أن تشعر فيها السيدة عند الإصابة بالالتهاب المسالك البولية، وعند التأكد من هذه الأعراض يجب عليها استشارة طبيب مختص لبدء العلاج، ومن هذه الأعراض نذكر: [4،1،2]
- الرغبة في التبول بشكل متكرر: من أبرز أعراض التهاب المسالك البولية عند النساء هو الرغبة في التبول بشكل متكرر، ولكن كمية التبول تكون أقل أو قد لا يكون هنالك بول إطلاقاً، وهذا الشعور ناتج عن الالتهاب فقط.
- الشعور بحرقة عند التبول: تشعر السيدة بحرقة شديدة أثناء التبول عند الإصابة بالتهاب المسالك البولية، وتجنباً لهذا الألم قد تمتنع عن تفريغ المثانة مما يؤدي إلى تفاقم الالتهاب.
- ألم وضغط في منطقة الحوض: من أعراض الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند النساء أيضاً هو شعورها بالألم والضغط في منطقة الحوض والبطن وقد يمنعها من التحرك بحرية أو حتى الجلوس بشكل صحيح.
- رائحة ولون غير طبيعي في البول: عند الإصابة بالالتهاب المسالك البولية عند النساء تظهر رائحة كريهة للبول مع لون مختلف عن اللون الطبيعي قد يكون مصاحب للدم فيكون بلون قاتم.
- آلام في الظهر: نتيجة الالتهاب في المسالك البولية قد تشعر السيدة بآلام في الظهر قد تكون شديدة ولكنها تخف بشكل تدريجي مع بدء العلاج.
- ظهور دم في البول: في حالات الالتهابات الشديدة قد تلاحظ السيدة قطرات من الدم في البول وغالباً ما تصل لهذه الدرجة عند إهمال الأعراض الأولية والوصول لدرجة شديدة من الالتهاب.
التهاب المسالك البولية يكون أكثر شيوعاً خلال فترة الحمل عند النساء، وسوف نوضح بعض المعلومات الخاصة بفترة الحمل: [5]
- التغيرات الهرمونية: إن التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل من أكثر الأسباب شيوعاً لحدوث التهاب المسالك البولية.
- ضغط الجنين على الجهاز البولي: من الأسباب التي تخص الحمل أيضاً هو تأثير مكان وجود الجنين على الجهاز البولي للأم، حيث أن ضغط الرحم على المثانة بشكل متكرر قد يكون أحد أسباب حدوث الالتهابات.
- احتواء البول على السكر والبروتينات والهرمونات: في الحالات الطبيعية يكون الجسم قادر على التخلص من مسببات الالتهاب قبل وصولها للجهاز البولي، ولكن خلال فترة الحمل قد يحصل خلل هرموني، مما يؤدي لزيادة كميات السكر والبروتين وبعض الهرمونات في البول مما يؤثر على نمو البكتريا في الجهاز البولي.
- العلاقة الزوجية خلال الحمل: تعتبر فترة الحمل فترة حساسة قد تلتقط فيها السيدة العدوى بشكل أسرع من المعتاد، وقد تكون العلاقة الزوجية سبب في حدوث الالتهاب في المسالك البولية والتأثير على الجنين بشكل سلبي وقد تصل للإجهاض، لذلك من المهم ممارسة العلاقة الزوجية بعد انقضاء أشهر معينة والالتزام بإرشادات خاصة يحددها الطبيب مع الحفاظ على النظافة الشخصية بشكل مضاعف.
- العلاج: يتم علاج الالتهاب بالصادات الحيوية التي تكون آمنة خلال فترة الحمل ومن المهم ألا تتناول السيدة أي دواء قد تم وصفه لها مسبقاً لأنه قد لا يكون آمن خلال الحمل وقد يؤثر على الجنين خاصة خلال الثلث الأول.
التهاب المسالك البولية هل يمنع الحمل؟
التهاب المسالك البولية بحد ذاته لا يمنع الحمل ولا يسبب عقم، ويمكن علاجه بشكل دوائي بسيط وبعدها يحدث الحمل بشكل طبيعي، ولكن أثناء وجود التهاب المسالك البولية سوف تتأثر العلاقة الزوجية من الأساس حيث أن الألم الناتج عن الالتهاب يعيق الجماع مما يؤدي إلى عدم وصول النطاف إلى الرحم لبدء الانغراس لذلك يجب علاج الالتهابات قبل التفكير بالحمل.
عند ملاحظة ظهور أعراض التهاب المسالك البولية لدى المرأة يجب أن تتوجه بشكل مباشر للطبيب المختص، الذي يحدد نوع الالتهاب ويعطي الدواء المناسب، ولا يجب تجريب منتجات عشبية على المنطقة الحساسة قبل استشارة طبيب، ويكون العلاج بالشكل التالي: [4،2،3]
- المضادات الحيوية: عند تشخيص الالتهاب من قبل الطبيب يقوم غالباً بطلب تحليل للبول للكشف النوعي عن البكتريا المسببة للالتهاب واختيار الصاد المناسب المضاد لها، ويجب الالتزام بالوقت والجرعة المحددة لكامل فترة العلاج حتى ولو لاحظت السيدة تحسن بعد الأيام الأولى من العلاج، فأكبر خطأ قد يحصل في هذه الحالة هو إيقاف الصاد الحيوي بعد التحسن وذلك لأن البكتريا سوف تعود وتتكاثر بشكل أقوى ولا تتأثر بالصاد الحيوي نفسه مرة أخرى، لذلك يجب إتمام الكورس العلاجي بشكل كامل.
- مسكنات ألم: يصف الطبيب ضمن الخطة العلاجية مسكنات للألم للتخفيف من شدة الأعراض كالباراسيتامول والإيبوبروفين ومسكنات أخرى يتم وصفها حسب الحالة.
- تحاميل مهبلية (لبوس): يصف الطبيب غالباً تحاميل مهبلية مطهرة ومضادة للالتهاب حيث أن العلاج الموضعي هو علاج فعال وسريع ولكنه لا يغني عن العلاج الفموي.
- استخدام غسول مهبلي: يجب استخدام الغسول المهبلي بالحالات الطبيعية للحفاظ على النظافة الشخصية والوقاية من الالتهابات البولية، ومع ذلك عند حدوث التهاب المسالك البولية قد يصف الطبيب نوع معين يحوي مضادات التهاب خاصة.
- مغاطس طبيعية بالأعشاب: العلاج الطبيعي لا يكفي ولكنه قد يفيد في بعض الحالات مثل مغاطس البابونج المعروف بخصائصه المضادة للالتهاب، ومع ذلك يجب أن يطبق هذا المغطس عند وصفه من قبل الطبيب فقط.
الزوجين معرضين بشكل كبير للإصابة بالتهاب المسالك البولية خلال العلاقة الزوجية والذي ينتج عنه مضاعفات شديدة على النساء بشكل خاص، لذلك من المهم الالتزام بطرق الوقاية، وسوف نذكر هنا بعض النصائح الهامة: [1،3،4]
- التبول قبل وبعد الجماع: خلال الجماع قد يتم الضغط على المثانة ويحدث تسرب لقطرات من البول إلى المجرى البولي مما يعيق ممارسة العلاقة الزوجية وقد تشعر السيدة بالألم، لذلك يجب أن يتم التبول وإفراغ المثانة قبل الجماع تجنباً للألم من جهة، وأيضاً لمنع تأثير المكونات السامة للبول عند وجودها بالمجرى البولي على الحيوانات المنوية التي تمر من نفس المجرى وتعيق حركتها ووصولها إلى الرحم من جهة أخرى، بالإضافة إلى أنه يجب التبول أيضاً بعد الجماع من أجل إزالة البكتريا من المسالك البولية إلى خارج الجسم.
- تجنب وضع المنتجات المعطرة: المواد المعطرة جميعها تسبب تهيج في الجهاز البولي وتؤثر على البكتريا النافعة الموجودة في المهبل وتغير من درجة حموضته، مما يجعله معرض بشكل أكبر لتكاثر البكتريا الضارة وحدوث الالتهابات.
- الاهتمام بالنظافة: النظافة الشخصية هي عامل الوقاية الأهم في الحماية من التهاب المسالك البولية، حيث يجب على الرجل تنظيف أعضاءه التناسلية قبل الجماع لمنع انتقال أي بكتريا إلى الجهاز البولي الأنثوي، بالمقابل يجب على السيدة تنظيف المهبل قبل وبعد الجماع بالغسولات الطبية.
- استخدام المزلقات المهبلية: إن تكرار احتكاك القضيب مع المهبل قد يسبب انتقال البكتريا إلى داخل الجهاز البولي، لذلك يفضل وضع المزلقات المهبلية التي تسهل حركة القضيب بالإضافة إلى أنها تشكل طبقة عازلة عن المحيط الخارجي مما يحمي من الالتهابات.
- شرب كوبين من الماء بعد الجماع: قد يفيد شرب كوبين من الماء بعد الجماع في زيادة كمية البول وبالتالي تسريع إزالة البكتريا من المجرى البولي إلى خارج الجسم قبل أن يتم نموها وتكاثرها.
- استخدام وسائل منع حمل آمنة: قد تكون وسائل منع الحمل كالواقع الذكري أو مبيد النطاف سبباً في التهاب المسالك البولية وانتقال البكتريا لذلك يجب استخدام الوسائل الأكثر أماناً.