كيفية التعامل مع الأخوة غير الأشقاء

مشاكل الأخوة غير الأشقاء وأسبابها وطرق التعامل مع الأخوة غير الأشقاء، تعامل الأبوين مع الأخوة غير الأشقاء ونصائح للتعامل مع الأخ من الأب أو من الأم
كيفية التعامل مع الأخوة غير الأشقاء
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

في بعض الأحيان وإثر بعض الظروف كالوفاة أو الطلاق يضطر أحد الأبوين للزواج مرة أخرى وإنجاب أطفال، وبالتالي سيصبح للشخص أخوة غير أشقاء من طرف الأم أو الأب يبقون معه كل الحياة ويشاركونه بحقوقه وواجباته ضمن الاسرة وقد تحدث بعض الخلافات أو تنمو علاقات أقوى من الأشقاء بينهم، لذلك من المهم التعرف على كيفية مجاراتهم والتعامل معهم وهذا ما سنوضحه في هذا المقال.

طبيعة العلاقة بين آباء الأخوة غير الأشقاء وتعامل كل منهم مع أبناء الآخر بطريقة تميزهم عن أبنائهم وأسباب أخرى خلقت في بعض الأسر فجوة قد تملئ بالمشاكل الأسرية إذا لم يحسن التعامل معها ومن هذه المشاكل: [1]

  • الميراث: وهو من أكثر المشاكل والنزاعات التي تحدث بين الأخوة غير الأشقاء عندما يصلون لسن التفكير في هذه المسائل فكل يرى الحق من وجهة نظره ويقاربه لمصالحه، وتعتبر القوانين والشرائع هي الحاكم في مثل هذه الخلافات.
  • العيش في منزل واحد: تحدث المشاكل ضمن إطار المنزل حيث لا يقبل أحد الأخوة التعدي على خصوصيته أو دخول غرفته مع أنه في بعض الأحيان قد يتهاون في مثل هذه المسائل مع الأخ من الأبوين أكثر من الأخ الشقيق.
  • الحسد والبغض: كثيراً ما قد يتسلل شعور الحسد والغيرة والبغض بين الأخوة، ولكن في حالة بعض الأخوة غير الأشقاء قد يكون الأمر أكثر تعقيداً لأسباب عديدة قد يغار الشخص من اهتمام ودلال أحد الأبوين لأخوته غير الأشقاء أكثر منه، ومن هنا تتطور مشاعر الغيرة والحسد وربما الغض البغض وقد تنتهي بالأذية ومشاكل كبيرة.
  • التنافس السلبي: لطالما كان التنافس محفزاً للتقدم نحو الهدف، ولكن في أغلب حالات تنافس الأخوة غير الأشقاء يكون التنافس سلبياً في كل المجالات كالدراسة أو الرياضة أو في ميدان العمل، فتنشأ مشاكل جراء هذا التنافس والسعي للحصول على الأفضلية.
  • التمييز الأسري: يعاني الأخوة غير الأشقاء من تفاوت في المكانة الاسرية فقد يميل أحد الآباء إلى تمييز أحد الأبناء دوناً عن غيره وتكون هذه المشكلة هي المسبب الأكبر والخطوة الأولى لبدء النزاعات بين الأخوة غير الأشقاء.
animate

 بعض الأسباب قد تؤزم العلاقة بين الأخوة غير الأشقاء وتدفع أكثر باتجاه الخلافات والمشاكل وعدم التفاهم، فالكراهية لا تنشأ بلا سبب أو محفز وفي هذه الفقرة سنذكر الأسباب المؤدية للمشاكل بين الأخوة غير الأشقاء لتجنبها ومعرفة كيفية الحد منها: [2]

  • صراع الأمهات: الأم هي الأكثر تأثيراً على ابنها وفي حال أرادت له أن يكره أخوته فسيكرههم، وتتجه الزوجات لزرع شعور الحقد والبغض في أطفالهم تجاه أخوتهم غير الأشقاء فتبدأ المشاكل منذ نعومة أظفارهم تلبية لغيرة الزوجات من بعضهن البعض.
  • انحياز الأب أو الأم: قد ينحاز الأب -أو الأم- لأطفاله من زوجته الجديدة ويدللهم ويلبي رغباتهم ومتطلباتهم وينسى أمر أطفاله من زوجته السابقة "والعكس صحيح" فيزرع الغيرة والحسد في قلوب الأبناء تجاه أخوتهم غير الأشقاء وللغيرة مساوئ كثيرة تلحق الدمار بنفسية الأبناء وبحياتهم أيضاً.
  • التفكير الخاطئ: في بعض الأسر يبقى مفهوم الأخوة غير الأشقاء مفهوم عداوة وبغض وغيرة بسبب عدم الاطلاع على الضوابط الدينية والمعرفية وعدم استيعاب أن الأخ غير الشقيق هو أخ حقيقي ويجب احترامه ومحبته والاستناد عليه في مشاكل الحياة.
  • المحيط والمجتمع: في كثير من الأحيان قد تغرس الأسرة والمجتمع المحيط بها من أقارب أخوال وأعمام وحتى الأجداد مشاعر عدم التقبل في نفس الشخص تجاه أخوه غير الشقيق نتيجة رفض وجوده أو رفض وجود أحد أبويه أو النظرة المسبقة السلبية المتواجدة في المجتمع تجاه الأخ غير الشقيق.
  • المشاكل النفسية: قد يعاني أحد الأبناء من مشاكل نفسية جراء موت أحد الوالدين أو قضايا الطلاق أو بسبب زواج أبيه أو أمه مرة أخرى وعادةً لا يتم معالجة هذه المشكلة أو الاكتراث لها وهنا في أغلب الظن سوف يتشكل لده مشاعر رفض وعدم تقبل تجاه الأخ غير الشقيق في حال وجوده على اعتبار أنه يأخذ من حصته بالرعاية والاهتمام من أحد والديه.

قد يحتم على الشخص العيش مع أخوته الغير الأشقاء في نفس المنزل يأكل مما يأكلونه ويعيش ما يعيشونه، ولتسهيل الحياة معهم يمكن اتباع بعض النصائح التي تهدئ الأجواء المشحونة بينهم وتقي من المشاكل، ومن هذه الطرق نذكر: [3]

  • احترام الخصوصية: قد لا يتقبل الأخ غير الشقيق تطفل أخاه عليه وقد ينزعج من مجرد دخوله إلى غرفته أو استخدام أغراضه أو مساعدته في حل مشاكله، فإذا كان الأخ من هذا النوع يفضل احترام خصوصيته والابتعاد عن ممتلكاته لتجنب المشاكل.
  • التركيز على الأشياء المشتركة: يمكن إجراء بعض المناقشات الهادئة حول الهواية أو الرياضة المفضلة فإذا تقبل الطرف الآخر هذا الحديث وشارك هوايته وألعابه المفضلة يمكن طرح فكرة المشاركة كلعب الشطرنج أو كره القدم فذلك يقرب بين الأخين ويكون رابطاً مشتركاً بينهما.
  • تجنب الأذى اللفظي: من المهم جداً تجنب الألفاظ الجارحة أو مصارحة الأخ بكلمات "أكرهك" "ارحل" "لا أطيق العيش معك" لأن ذلك سيزيد من المشاحنات والمشاكل وسيسبب الأذى لكلا الطرفين، كما يجب تجنب اللوم عديم الفائدة مثل "والدتك أخذت مكان والدتي" لأن الأبناء لا علاقة لهم بالزواج ولا لوم عليهم.
  • لا تحكم بسرعة: من السيء أن يحكم الشخص على أخيه دون التعرف على عليه أكثر أو أن يعامله معاملة سيئة لمجرد أنه من غير أب أو من غير أم فذلك سيزيد الطين بلة، بل يجب تبادل الأحاديث معه والتقرب إليه للتعرف على داخله وما يجول في خاطره ورفض أي تدخل في علاقتهما لكي تبقى قوية ومتينة.
  • المبادرة الحسنة: كن أنت صاحب الخطوة الأولى دوماً وخاصة إذا كنت الأكبر سناً، كن العطوف والحنون واصفح وسامح عن الأخطاء البادرة من أخوتك غير الاشقاء وانصحهم بالخير وتبادل معهم المشاعر والحنان ليكونوا لك سنداً طويل الأمد.

يقع على عاتق الأبوين سواء كانت الأم أو كان الأب تربية الأخوة غير الأشقاء على المحبة والتآلف وإنشاء أسرة متكاملة، على الرغم أن هذه المهمة صعبة ولكن الدور الأكبر للأبوين فيها، لذلك سنطرح بعض النصائح التي تساعد الابوين لتحقيق هذه الغاية: [4]

  • المساواة بين الاخوة: وهي الخطوة الأهم للوصول إلى عائلة متحابة ومتفاهمة، من الضروري عدم التمييز وتفضيل أحد الاخوة لأي سبب كان عن الآخر أو استخدام مراتب ومنازل للتفريق بينهم وخاصة بالنسبة لمعاملة الأب لأبناء أحد زوجاته بفارق عن الآخرين فذلك سيولد شعور الحقد والغيرة لديهم.
  • النقاش والحوار: وهي الطريقة الأنسب لتبادل الآراء والأفكار والإفصاح عن المشاعر وتقريب الأخوة من بعضهم البعض، فإجراء جلسات عائلية يومية أو حتى أسبوعية تمتن الروابط الاسرية وتعزز من المحبة والتآلف.
  • التنشئة على المحبة: البدء باكراً في تربية الأطفال على محبة بعضهم أمر ضروري، وبشكل خاص في حال تعدد الزوجات، ويقع على عاتق الأم زرع المحبة في قلوب صغارها لأخوتهم غير الأشقاء من الزوجة الثانية ليكبروا ويكونوا يداً واحدة.
  • المكانة محفوظة: من المهم توضيح فرق المكانة في العلاقة فزوجة الأب لا تحل مكان الأم وزوج الأم لا يحل مكان الأب وأي خلل في هذه الأفكار سيجرح الأبناء ولن يتقبلوا الطرف الآخر أو أبناءه وستنشأ عداوة تجاه العائلة الجديدة.
  • العقوبات: يمكن استخدام أسلوب العقوبات في حال تعارك الأخوة غير الاشقاء بين بعضهم البعض والعقوبة لن تفيد بحد ذاتها بل آثارها ستؤثر على الأبناء ويدركوا أن العراك بين الأخوة غير الأشقاء غير صحيح ويعاقب عليه لأنه تصرف خاطئ.

في نهاية هذا المقال سنطرح بعض النصائح التي تفيد في تقوية العلاقة بين الأخوة غير الأشقاء وتمتين الأواصر بينهم، ففي حال اتبع الأهل والأبناء هذه النصائح سيتجاوز الأخوة كل ما فات من المشاكل التي تحدثنا عنها سابقاً، ومن هذه النصائح نذكر:

  • اتخاذ الخطوة الأولى: المبادرة تفتح أبواب عديدة لتحسين العلاقات قد تكون الخطوة الأولى هي الأصعب دوماً ولكنها تحقق سلسلة من الخطوات الجيدة والمرغوبة، ومن المهم تحقيق المساواة في التعامل مع الأخ الشقيق والأخ غير الشقيق فذلك سيزرع المحبة والود في نفسه.
  • صلة الرحم: الزيارات المتبادلة بين الاخوة تبعد عنهم القطيعة وآثارها السلبية وتقرب الشمل وتشتت الكره والحقد، وتدعم العلاقة وتقويها فيجد الأخ من يكون له سنداً يؤتمن عليه ويشاركه الحياة بحلوها ومرها ويتقيد بتعاليم الله تعالى في وجوب صلة الأرحام.
  • التسامح والعفو: من الجيد تجاهل الأخطاء البسيطة والهفوات الغير مقصودة عند التعامل مع الأخوة غير الاشقاء لأن ذلك سيختصر شوطاً كبيراً من النزاعات والخلافات ويلين القلوب ويرقق النفوس وفي حال أساء أحد الطرفين التصرف أو أخطأ بحق أخيه فإن التسامح مطلوب لأنه صفة من صفات الله عز وجل والحل الأنسب للحفاظ على العلاقات.
  • تجاهل العوائق: تجاهل العوائق والعقبات يسهل التعامل ويطري العلاقة، مهما كان العائق ضخماً أو المشاكل كبيرة يمكن تجاوزها كما أن تجاهل لقب "الأخ غير الشقيق" خطوة جيدة ومرغوبة لتقوية العلاقة وتقريب الاخوة من بعضهم البعض.
  • عدم التفريق بين الأبناء: وهذه المهمة تقع على عاتق الآباء فالمساواة بين الأبناء تمنع نشوء البغض والحسد في نفوسهم، كما يجدر على الآباء تنشئة أطفالهم على الخصال الحسنة والأخلاق الحميدة منذ الطفولة وعقابهم في حال أساء أحدهم إلى الآخر.

المراجع