دواعي عملية ربط عنق الرحم ومضاعفاتها

ما هي عملية ربط عنق الرحم ومتى تكون ضرورية؟ تعرفي إلى دواعي ومضاعفات ربط عنق الرحم واحتياطات يجب مراعاتها بعد العملية
دواعي عملية ربط عنق الرحم ومضاعفاتها
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يلجأ الطبيب إلى عملية ربط عنق الرحم للوقاية من انفتاح عنق الرحم في وقت مبكر قبل اكتمال نمو الجنين بسبب ضعف في عضلات عنق الرحم، فمتى تحتاج المرأة لعملية ربط الرحم؟ وما هي أضرارها على المرأة الحامل وكيف تؤثر على عملية الولادة؟ ماهي الاحتياطات التي يجب اتباعها بعد القيام بعملية ربط عنق الرحم؟ وهل يجب ربط عنق الرحم في كل حمل؟ جميع هذه التساؤلات سوف نوضحها من خلال هذا المقال.

عملية ربط عنق الرحم Cervical Cerclage هي إجراء طبي يتم من خلاله تطويق عنق الرحم الذي ينفتح على المهبل باستخدام خيوط أو عن طريق إضافة غرزة إلى عنق الرحم لتقوية عضلات عنق الرحم أو علاج حالات توسعه التي ينتج عنها الولادة المبكرة، تتم هذه العملية خلال أقل من ساعة واحدة، ويمكن إجراء عملية ربط عنق الرحم من خلال المهبل وفي حالات أقل شيوعاً من خلال البطن وتتم إزالة هذا التطويق في الأسبوع 36 أو 38 من الحمل. [2-3]
يقوم الأطباء بربط عنق الرحم للوقاية من حالات الإجهاض المتأخر والمتكرر أو الولادة المبكرة الناتجة عن توسع فتحة عنق الرحم في الثلث الثالث من الحمل، لكن قبل القيام بهذه العملية يجب العلم أنها لا تناسب جميع النساء خاصةً التي تكون عرضة للإجهاض المبكر لأنه من الممكن أن تسبب تقلص في عضلات الرحم مما يزيد احتمال الولادة المبكرة..

animate

في بعض الحالات تكون هذه العملية ضرورية للوقاية من خطر الولادة المبكرة الناتجة عن فتح عنق الرحم قبل أن يكون الطفل مكتمل النمو، فما هي الحالات التي يجب على المرأة القيام بعملية ربط عنق الرحم: [4-5]

  1. ضعف عضلات عنق الرحم: قد ينتج ضعف عضلات عنق الرحم نتيجة الولادة الطبيعية أو نتيجة عمليات الإجهاض المتكررة حيث يكون الرحم غير قادر على حمل الطفل في مكانه بشكل صحيح مما يسبب المخاض المبكر عند المرأة الحامل مما يولد مخاطر على حياة الجنين.
  2. عنق الرحم القصير: ممكن أن يكون السبب خلقي أو أسباب مكتسبة مثل حوادث تعرضت لها المرأة أو عمليات إجهاض سابقة مما يؤدي إلى قصر في طول عنق الرحم، حيث أن الطول الطبيعي لعنق الرحم يتراوح بين 30 إلى 50 مم، مما يسبب ضعف في قدرة عنق الرحم على حمل الجنين مما يؤدي إلى الولادة المبكرة أو الاجهاض.
  3. الإجهاضات المتكررة: تتعرض بعض النساء لحالات من الإجهاض خلال الثلث الأول من الحمل لأسباب خلقية مثل الرحم ذو القرنين حيث تكون المساحة الداخلية للرحم أصغر من الحجم الطبيعي مما يجعلها أكثر عرضة للإجهاض.
  4. تاريخ من الولادة المبكرة: تعاني بعض النساء من الولادة المبكرة لأسباب غير معروفة، حيث يبدأ اتساع عنق الرحم من الشهر الثامن مما يحرض على المخاض المبكر.
  5. حالات ربط عنق رحم سابقة: إن ربط عنق الرحم يؤدي إلى تمزق في الأنسجة في عنق الرحم مما يؤدي إلى ضعف في كفاءة عنق الرحم ما يسبب الحاجة إلى ربط عنق الرحم في كل ولادة خاصةً في حالات الحمل المتتالية.

تعتبر عملية ربط عنق الرحم عملية بسيطة وسريعة ولكن مثل كل عملية ممكن أن يكون لها مضاعفات وتأثيرات، من أكثر التأثيرات التي قد تتعرض لها المرأة:[1-2]

  • العدوى الجرثومية: من الممكن حدوث تلوث جرثومي خلال عملية ربط عنق الرحم مما يودي إلى حدوث التهابات قد تنتقل إلى أغشية الجنين، وفي هذه الحالة يجب فك الربط وتحريض الولادة فوراً.
  • حدوث نزيف عند المرأة: قد تتعرض المرأة بعد عملية ربط عنق الرحم إلى نزيف ينتج عن تخريش في جدار عنق الرحم أو الأنسجة المحيطة مما يزيد خطورة حدوث نزيف عند المرأة.
  • زيادة المفرزات المخاطية: من الطبيعي تعرض المرأة بعد العملية لزيادة في المفرزات النسائية ممكن أن تستمر طيلة فترة الحمل، لكن في حال زيادة هذه المفرزات يجب اخبار الطبيب للتأكد من حالة عنق الرحم.
  • خطر الولادة المبكرة: تقوم عملية ربط عنق الرحم بتحريض عضلات الرحم على التقلص مما يزيد من خطر المخاض المبكر وبالتالي زيادة احتمال التعرض للولادة قبل اكتمال نمو الجنين.
  • عدم قدرة عنق الرحم على التمدد: حيث تعتمد عملية ربط عنق الرحم على تقوية عضلات عنق الرحم مما قد يتسبب بصعوبة في تمدد عنق الرحم خلال عملية الولادة الطبيعية.
  • التمزق المبكر لأغشية الجنين: ممكن أن تحدث إصابة للكيس الأمينوسي الذي يحيط بالجنين والمسؤول عن حمايته طيلة فترة الحمل خلال عملية ربط عنق الرحم مما يسبب تمزق الأغشية المحيطة بالجنين في وقت مبكر.

هناك بعض الحالات التي تزيد فيها عملية ربط عنق الرحم من الخطورة على الحمل وصحة المرأة الحامل سنذكر البعض من هذه الحالات: [2]

  • النزيف المهبلي: في حال تعرض المرأة للنزيف يجب عدم القيام بعملية ربط عنق الرحم كونه يزيد من حالات النزيف وكذلك يزيد احتمال تعرض المرأة للالتهابات الناتجة عن العملية.
  • حالات المخاض المبكر: يجب تجنب عملية ربط عنق الرحم في حال حدوث المخاض المبكر كونها تسبب زيادة في تقلصات بطانة الرحم مما يحرض عملية الولادة أو الإجهاض.
  • الحمل في توأم: إن الحمل في توأم أو أكثر يزيد من الضغط على عنق الرحم مما يزيد من احتمال فشل عملية ربط عنق الرحم والحاجة لتكرار العملية خلال الحمل نفسه مما يريد من ضعف عضلات عنق الرحم.
  • تدلي أغشية الجنين: في حالات خروج الكيس الأمينوسي في الأشهر الأخيرة من الحمل حيث أنه تؤدي عملية ربط عنق الرحم إلى تخريش الكيس الأمينوسي في مراحل مبكرة مما يسبب خطورة على الجنين وكذلك التأثير على عملية الولادة.
  • حالات تمزق شديدة في عنق الرحم: ممكن أن تتعرض المرأة في حياتها إلى العديد من العمليات والتخرشات في منطقة عنق الرحم مما يسبب ضعف في القدرة على تحمل إجراء عملية ربط عنق الرحم لذلك يجب تجنبها في هذه الحالة لأنه محكوم عليها بالفشل مسبقاً.

تختلف مدة التعافي من عملية ربط عنق الرحم من امرأة إلى أخرى ويجب أن تكون المرأة حذرة بعد عملية ربط عنق الرحم وأخذ الاحتياطات اللازمة وتشمل: [1-2]

  1. الراحة التامة: قد تحتاج المرأة في الأيام القليلة الأولى بعد اجراء عملية ربط عنق الرحم إلى الراحة، فيجب الابتعاد عن الأنشطة البدنية فهي تحتاج إلى الراحة معظم اليوم ويمكن العودة إلى النشاطات المعتادة بعد التعافي من العملية مع تجنب النشاطات التي تتطلب جهد.
  2. تجنب الجماع: بعد إجراء عملية ربط عنق الرحم يجب تجنب ممارسة العلاقة الجنسية عند المرأة الحامل لمدة لا تقل عن 32-33 اسبوعاً فالجماع قد يسبب اتساع عنق الرحم كذلك فشل عملية ربط عنق الرحم.
  3. الزيارة الروتينية للطبيب: يجب على المرأة الحامل بعد عملية ربط عنق الرحم زيارة الطبيب باستمرار لتتحقق من حالة عنق الرحم، كذلك إذا شعرت بأي تغيرات تطرق عليها.
  4. تناول بعض الأدوية للوقاية من الولادة المبكرة: من الأعراض التي تتعرض لها المرأة بعد اجراء عملية ربط عنق الرحم زيادة تقلصات في الرحم لذا تحتاج المرة لتناول بعض مثبتات الحمل مثل البروجسترون لمنع الولادة المبكرة.
  5. الوقاية من العدوى: يجب مراجعة الطبيب في حال حدوث نزيف عند المرأة بعد إجراء العملية حيث أن الدم وسط ملائم لنمو الجراثيم، كذلك في حال ملاحظة زيادة المفرزات النسائية التي تشير لوجود فطور في الرحم.
  6. الوقاية من حالات الإمساك: يعتبر الإمساك من الأعراض الأكثر شيوعاً خلال فترة الحمل ويجب على المرأة الحامل الوقاية منه خصوصاً في حالة إجراء ربط عنق الرحم، تتم الوقاية من الإمساك عن طريق الإكثار من شرب الماء وكذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

أثبتت الدراسات أن النساء اللواتي تعرضن لعملية ربط عنق الرحم أكثر عرضة للولادة المبكرة وذلك لأسباب عديدة منها: [4،6]

  • المواد المستخدمة في عملية ربط عنق الرحم: تعتبر الخيوط والمواد التي يتم فيها ربط عنق الرحم جسماً غريباً مما يولد رد فعل مناعي وظهور حالات التهاب عند المرأة مما يسبب زيادة الخطورة على الجنين والاضطرار إلى تسريع عملية الولادة.
  • التقلصات الناتجة عن عملية ربط عنق الرحم: في أغلب الأحيان تتعرض المرأة إلى تقلصات في بطانة الرحم مما يحرض عملية المخاض المبكر، لذلك يفضل استخدام الأدوية التي تخفف من هذه الأعراض مثل النيفيديبين.
  • ربط عنق الرحم لمرات متعددة في كل حمل أو في نفس الحمل: إن عملية ربط الرحم المتعددة بحد ذاتها تزيد ضعف كفاءة عنق الرحم نتيجة التخريج الذي قد يسببه ربط عنق الرحم مما يزيد من خطورة الولادة المبكرة عند المرأة الحامل خاصةً في حالات ربط عنق الرحم لسبب وقائي مثل حالات زرع الأجنة.
  • الفترة التي تم فيها ربط عنق الرحم: رغم عدم وجود دراسات كافية حول العلاقة بين ربط عنق الرحم والمرحلة التي تمت فيها عملية ربط الرحم إلا أن ربط عنق الرحم في مراحل متقدمة من الحمل يزيد من خطورة الولاد المبكرة.
  • مخاطية عنق الرحم: في الحالات الطبيعية تكون قناة عنق الرحم مليئة بسدادة مخاطية وقائية كثيفة التي تقي من حالات الولادة المبكرة، تؤثر عملية ربط عنق الرحم على هذه المادة المخاطية مما يجعل المرأة أكثر عرضة للولادة المبكرة.

المراجع