كيفية معاملة الزوج بعد اكتشاف الخيانة
تعتبر الخيانة الزوجية مفترق طريق في العلاقة الزوجية، إذ تسبّب خيانة أحد الزوجين الكثير من الألم للشريك الآخر، وقد يختار الكثير من الأزواج الطلاق بعد اكتشاف خيانة أحدهما. ولكن في كثير من الحالات، يمكن أن تختار المرأة بعد اكتشاف خيانة زوجها مسامحته وتحسين العلاقة الزوجية بينهما، فكيف تتصرف المرأة بعد خيانة زوجها؟ وهل يمكن المضي قدماً بعد اكتشاف خيانة الزوج وتخطّي جروح الخيانة؟
ليس من السهولة التنبؤ بتصرفات الزوج بعد الخيانة، لكن هناك بعض التصرفات التي غالباً ما يلجأ الزوج إليها عندما تكتشفين خيانته:
- الإنكار والتهرّب من الموضوع: غالباً ما تكون التملص والتهرّب والإنكار هي ردود الفعل الأولى، سيحاول إنكار الخيانة وقد يناقش أدلتك على الخيانة ويحاول أن يجعلها تبدو طبيعية، لكن في حال تأكّد أنه مدان سينتقل للمرحلة التالية.
- الاستجواب: مرحلة الاستجواب في تصرفات الزوج الخائن تهدف إلى معرفة بعض المعلومات المهمة، على رأسها من أين عرفتِ بالخيانة وكيف، وما الذي تعرفينه بالضبط، وهل تعرفين التفاصيل الكاملة أم أنكِ تعرفين بالأمر بصورة عامة.
- إلقاء اللوم: سيتهمك الزوج الخائن بالتجسس عليه، وسيحاول أولاً تحويل النقاش من الخيانة نفسها إلى نقاش حول الخصوصية، وإن استطعت الصمود في وجه هذه المحاولة سيبدأ بإلقاء اللوم عليكِ، واتهامك بالإهمال مثلاً.
- الغضب: عندما تفشل محاولات الزوج الخائن بتشتيت الموضوع وامتصاص غضبك، سيبادرك هو بالغضب، وقد يحاول أن يضعك تحت الأمر الواقع معترفاً بخيانته بوقاحة!
- إظهار الندم والاعتذار: غالباً ما يندم الرجال على الخيانة ندماً حقيقياً، لكن مشكلتهم الكبرى في التعبير عن هذا الندم، وعندما يفقد الزوج الخائن الأمل من تمرير خيانته دون عواقب، سيعبّر عن ندمه ويحاول إصلاح الموقف بالطريقة الملائمة.
لن يكون وقع خبر الخيانة سهلًا على الزوجة، خاصًة مع وجود الكثير من الأفكار والمشاعر المعقدة التي ستواجهها المرأة خلال هذه الفترة، إليكِ بعض النصائح التي يمكن أن تساعدكِ في التعامل مع الزوج بعد الخيانة: [3,4]
- اطلبي من زوجك أن يخبرك الحقيقة: حاولي أن تفهمي الأسباب والدوافع التي أدّت لحدوث الخيانة؛ يساعد ذلك في اتخاذ قرار مناسب اتجاه علاقتك الزوجية.
- حاولي تجنّب الانفعال: تجنبي إظهار الانفعال الشديد لأن ذلك قد ينعكس سلبياً على موقفك، حاولي إعطاء زوجك الفرصة للحديث وربما وضع المبررات والحجج، تجنبي مقاطعته لأن ذلك سيساعدك على فهم ما حصل بشكل أفضل، وسيساعده أيضاً على إدراك خطئه بشكل أفضل.
- عبّري عن مشاعرك بصراحة وقوة: لا تخجلي من التعبير عن مشاعرك لزوجك بعد الخيانة، أخبريه بشكل مباشر عن حجم الألم الذي سببه لكِ، أخبريه عن مشاعرك بصدق وصراحة وقوة.
- اطلبي منه أن يمنحك الوقت لاتخاذ القرار: لا تستعجلي باتخاذ موقف من الخيانة، سواء كان هذا الموقف هو الاستمرار في الزواج والمسامحة أو الانفصال، حتى وإن كنتِ متأكدة من قرارك لا تعلني عنه فوراً، اطلبي الوقت لتفكري بالأمر ولا تجعلي المسامحة سهلة ولا الانفصال سهلاً.
- عاقبيه بحكمة: هناك الكثير من الأساليب لعقاب الزوج على الخيانة لكنها جميعاً تتطلب منكِ الكثير من الحكمة، فالتجاهل واللوم والحرمان العاطفي والامتناع عن العلاقة الحميمة... جميعها أساليب معروفة بالرد على الخيانة، لكنها إذا خرجت عن السيطرة قد تعطي نتائج عكسية، اعرفي متى ترجعين إلى زوجك ومتى تتوقفين عن معاقبته على الخيانة.
- لا تجعلي الأمر سهلاً: لا تتسرعي بالمسامحة ولا تجعلي المغفرة تبدو سهلة، مهما كانت مشاعرك متضاربة يجب أن تظهري القوة والحزم، ومهما كان قرارك لا يجب أن يشعر زوجكِ أنك قادرة على تجاوز الأمر بسهولة.
- اتفقي معه على عاقبة تكرار الخيانة: غالباً ما يرتبط تكرار الخيانة الزوجية بردة فعل الزوجة على اكتشاف الخيانة أول مرة، فإذا شعر الزوج أن رد فعل الزوجة كان محمولاً وأن المخاطر منخفضة سيزداد احتمال تكرار الخيانة، لذلك تأكدي من الحصول على التزام واضح وأخبريه بعاقبة تكرار الخيانة، وتذكري أن عليك الالتزام بهذا الوعيد إذا حدث وتكررت الخيانة.
- احذري من المساومة: إن التعامل مع الزوج الخائن النادم يحب ألّا يتضمن مساومة على أمور لا تتعلق فعلياً بالخيانة والعلاقة الزوجية، لا تطلبي منه تعويضات مادية مثلاً، أو أن يترك عادة لا علاقة لها بالخيانة حتى إن كانت هذه العادة مزعجة لكِ، اجعلي الأمر محدّداً حول الخيانة فقط.
- ابدئي بتعديل سلوككِ: إذا كنتِ متأكدة من ندم زوجك على الخيانة واستعداده لإصلاح الأمر؛ لا بد أن تفكري أيضاً بإصلاح نفسك وتعديل سلوككِ لتعويضه عن النقص الذي ربما كان سبباً بالخيانة، لا نقول أن هناك مبرر للخيانة مهما كانت المشاكل بينكما، لكن في نفس الوقت قد تكون إعادة النظر في سلوككِ مع زوجك خياراً مفيداً لحماية هذا الزواج.
هناك الكثير من الزيجات التي جعلتها الخيانة أفضل، لأن شعور الزوج بأنه قد يخسر زوجته بسبب هذه النزوة قد يخلق لديه المزيد من التمسك والحب والاهتمام واللهفة، كذلك شعور الزوجة أنها قد تخسر زوجها قد يدفعها لتغيير روتين العلاقة بينهما وتجديد العلاقة، لكن عودة الحب والمودة بعد الخيانة الزوجية ترتبط بالكثير من العوامل، أولها أن تكون خيانة الزوج نزوة وليست عادة، وأن تقتنع الزوجة بندم الزوج على الخيانة وأن تكون قادرة على المسامحة والغفران أو على الأقل قادرةً على النسيان،
تجد العديد من النساء اللواتي تعرّضن للخيانة صعوبة في تقبّل خيانة الزوج وغضّ النظر عنها، لأن الخيانة تسبب الكثير من المشاعر المؤلمة للمرأة وقد تتسبّب لها فقدانها الثقة بنفسها، لكن في كثير من الحالات تختار المرأة أن تسامح وتعفو عن الخيانة، خصوصاً عندما يبدي الزوج الذي قام بفعل الخيانة الندم حيال ما فعل، ويسعى بشكل جدّي لتحسين علاقة زوجته به واستعادة ثقتها به. [5،6]
- بعتذر بصدق: أنتِ أقدر الناس على معرفة إن كان اعتذار زوجكِ صادقاً أم لا، وعلى الرغم أن الرجال يتهربون من الاعتذار لكن الندم الحقيقي على الخيانة سيكون أكبر من كبريائهم.
- لن يشعر بالملل من المحاولة: في الكثير من الزيجات يكون موقف الزوجة صارماً وترفض الاستمرار في الزواج أو المسامحة، لكن تمسك الزوج وإصراره يثبت ندمه وشعوره بالذنب، إذا كان زوجك نادماً فعلاً على الخيانة فلن يملّ من المحاولة لإصلاح العلاقة.
- سيقدم الضمانات المطلوبة: الزوج النادم على الخيانة سيكون متساهلاً في تقديم الوعود والضمانات، صحيح أن معظم هذه الوعود والضمانات قد لا تستمر طويلاً بعد عودة العلاقة إلى طبيعتها، لكن الوعد الذي يجب أن تهتمي به فقط هو الإخلاص، ولا تحاولي استغلال هذا التساهل لتحقيق مكاسب أخرى.
- يكون أكثر وضوحاً وصراحة: واحدة من السلوكيات التي يجب أن تظهر على الزوج تعبيراً عن الندم هي محاولة رفع السرية عن تحركاته واتصالاته، سيكون أكثر انفتاحاً ويسمح لكِ بالتأكد أنه لن يعود إلى الخيانة ثانيةً.
- يتغير سلوكه اليومي: قد يتوقف عن الذهاب إلى المقهى مع أصدقائه ويهتم بقضاء وقت أطول معك، ربما تتغير طريقة معالجته للمشاكل بينكما، سيحاول أن يكون سلوكه نقطة قوة في صالحه ليحصل على المسامحة.
- يحزن بصدق عند تذكيره بالخيانة أو اتهامه: سيشعر الزوج النادم بحزن عميق عندما تذكرينه بالخيانة أو تتهمينه بشكل متكرر أو تتهكمين عليه.
على الرغم من كون إعادة إصلاح العلاقة الزوجية بعد خيانة الزوج أمراً ليس بالسهل، إلا أنه ليس بالمستحيل، خاصةً في حال أبدى الزوج أسفه على ما حدث وأظهر رغبته بتحسين العلاقة. وقد تساعدكِ النصائح التالية في جعل علاقتكما تمضي قدماً وهي: [5،6]
- التحدّث بوضوح وشفافية حول ما حدث: مع السعي إلى فهم وتقبّل ما يقوله الزوج. من المهم أيضاً طرح أسئلة حول ما جعلَ الزواج عرضة لتدخل علاقات عاطفية عابرة، وذلك لتحقيق فهم أكبر للخيانة التي حصلت.
- قبول أن التشافي من الخيانة يحتاج إلى وقت: فلن تعود الأمور كسابق عهدها بينكما بشكل سريع، إنما ستكونين بحاجة لبعض الوقت لتقبّل ما حدث ومسامحة شريكك.
- العمل معاً على إعادة بناء العلاقة العاطفية بين الزوجين: وذلك من خلال العمل على حل الخلافات العالقة، وتفهّم مشاعر الطرف الآخر، وتعلّم إجراء حوار فعّال بين الشريكين.
- العمل على إعادة بناء الثقة بين الزوجين: وهو أمر مهم للغاية لإعادة بناء العلاقة العاطفية بعد الخيانة، وذلك من خلال الحوار الصريح بين الزوجين وتعلّم التحدث بصراحة عن كل ما يخصّ العلاقة
- تجنبّي الحديث حول خيانة زوجك للكثير من الأشخاص في محيطك: لأن ذلك قد يعرَضك للوّم والنقد، كما أنك ستكونين معرّضة للعديد من الآراء التي قد تسيء لعلاقتك الزوجية أو قد تسبّب بإنهائها، لذا حاولي حصر الموضوع بينكما وإذا تدخل أي من أهلك أو عائلة زوجك أو الأصدقاء أخبريهم بحزم أنها مشكلة خاصة بكما وستعملان على إيجاد الحل.
- المسامحة: كما لا يمكن أن نغفل عن أهمية المسامحة في تحسين العلاقة الزوجية بعد الخيانة، خاصًة إذا كان الزوج يحاول استعادة ثقتك.ولا يعني أن تسامحي الشخص الذي قام بخيانتكِ أنك قد نسيتي ما حدث، بل يعني أن لديك الخيار بأخذ قرار واعي في تحسين العلاقة العاطفية بينك وبين زوجكِ مع تجاوز ما حدث في الماضي.
أخيراً.. وعلى الرغم من كون الخيانة الزوجية حدث وقعه صعب ومؤلم للغاية، إلا أنه يمكن تخطّي الخيانة وتجاوز آثارها بعد عمل الزوجين معاً على إعادة بناء الثقة من خلال اختيار مسامحة وتخطّي الخيانة والعمل بشكل حقيقي على تحسين العلاقة الزوجية بينهما.