أسباب التهاب المسالك البولية عند النساء وطرق علاجه
إن التكوين البيولوجي للمرأة وخاصة المناطق التناسلية والبولية لديها يجعلها أكثر عرضة للعديد من الأمراض خلال حياتها، ومن أكثر الأمراض الشائعة عند النساء هو التهاب المسالك البولية، لذلك سنخصص مقالتنا هذه للتحدث عن أسباب التهاب المسالك البولية عند النساء وأسباب تكرارها وأعراضها وطرق علاجها بالإضافة إلى بعض النصائح التي تساعد النساء في الوقاية من التهاب المسالك البولية.
تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية مقارنةً بالرجال نتيجة قصر طول الإحليل عند الإناث بالإضافة إلى قرب فتح الشرج من الفتحة البولية، ومن أسباب التهاب المسالك البولية عند النساء: [1-2]
- عدوى المسالك البولية والجماع: يمكن أن يؤدي الجماع إلى نقل البكتريا من المنطقة حول فتحة الشرج إلى المثانة مما يسبب التهاب المسالك البولية.
- استخدام الواقي الذكري في الجماع: يمكن أن تتسبب بعض أنواع الواقي الذكري المستخدمة أثناء الجماع إلى تهيج المهبل بسبب الاحتكاك القوي والذي بدوره يؤدي إلى خطر انتقال البكتريا من المهبل إلى المسالك البولية.
- سن اليأس: خلال فترة انقطاع الطمث تنخفض مستويات هرمون الأستروجين مما يؤدي إلى تغير البكتريا الطبيعية في المهبل وهذا يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- إهمال النظافة الشخصية: يعد اهمال النظافة الشخصية عند النساء من أكثر أسباب التهاب المسالك البولية شيوعاً، خاصة إهمال غسل المنطقة التناسلية والبولية بعد التبول أو الجماع.
- التهاب المسالك البولية المرتبط الحمل: عدد كبير من النساء يصبن بعدوى المسالك البولية خلال الحمل، وذلك بسبب زيادة ضغط الجنين على المثانة مما يؤدي إلى مشاكل في إفراغ البول وتجمعه فيها، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند الحامل.
- التهاب المسالك البولية بعد الولادة: نسبة كبيرة من النساء تتعرض لالتهاب المسالك البولية بعد الولادة نتيجة انتقال الجراثيم من المخاض أو الجراحة القيصرية أو الأدوات المستخدمة إلى مجرى البول، أو في حال تركيب قسطرة بعد الولادة القيصرية أيضاً، حيث تسهل القسطرة انتقال البكتريا إلى السبيل البولي.
- الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية: يؤدي الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية إلى ضعف الجهاز المناعي وبالتالي عدم قدرته على مقاومة الفيروسات والبكتريا الداخلة للجسم مما يعرض السيدة لخطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- الإصابة بحصى الكلى: قد تؤدي حصى الكلى إلى انسداد المسالك البولية مما يؤدي إلى تجمع البول في المثانة وبالتالي تكاثر البكتريا فيها وحدوث التهابات بولية.
يعتبر التهاب المسالك البولية متكرر أو مزمن إذا حدث لأكثر من مرتين خلال 6 أشهر إلى سنة، ومن أسباب تكرار التهاب المسالك البولية عند النساء: [3-4]
- انقطاع الدورة الشهرية: غالباً ما تتعرض النساء بعد انقطاع الطمث للإصابة بالتهاب المسالك البولية، وذلك بسبب انخفاض هرمون الإستروجين مما يؤدي إلى تغير في درجة حموضة المهبل، حيث أن التوازن في درجة الحموضة يحمي المنطقة التناسلية والبولية من البكتريا، وانخفاضها يتسبب بارتفاع خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
- الولادة القيصرية: قد تتسبب الغرز التي يتم احداثها لإغلاق الشق الجراحي في الولادة القيصرية بحدوث التهابات، وذلك عندما لا يتقبلها جسد المرأة ويعتبرها جسم غريب، فتتكون البكتريا حول الغرز بشكل مستمر وتنتقل بشكل متكرر إلى المثانة.
- بكتيريا الإشريكية القولونية: الإشريكية القولونية أو بكتريا E_ coli هي نوع من البكتريا التي تعيش بشكل طبيعي في الأمعاء الغليظة، تصبح هذه البكتريا ضارة عندما تنقل إلى المجرى البولي فتسبب التهابات في المسالك البولية بشكل متكرر حتى بعد علاجها، وتحدث نتيجة قرب المجرى البولي من القولون عند النساء مما يسهل انتقال بكتريا القولون إليه.
- إصابة الشريك بالالتهابات: غالباً ما يكون سبب الالتهابات البولية المتكررة بعد علاجها هو إصابة الشريك نفسه بالالتهابات حيث يقوم بنقلها في كل مرة يمارس فيها الجماع مع السيدة، في هذه الحالة يجب أن يخضع كلا الشريكين للعلاج.
- مرض السكري: يعتبر مرض السكري من النمط الثاني أحد الأسباب التي تؤدي إلى تكرار التعرض لالتهاب المسالك البولية، فمرض السكري يعمل على إضعاف الجهاز المناعي في الجسم مما يجعله أكثر عرضة للبكتريا، كما أن ارتفاع تركيز ونسبة السكر في البول يجعله بيئة مناسبة لنمو البكتريا فيه.
- المثانة العصبية: في حال كانت السيدة تعاني من المثانة العصبية والتي تؤدي إلى صعوبة انقباض المثانة وبالتالي صعوبة التبول، فذلك يسبب احتباس البول في المثانة والاصابة بالتهاب المسالك البولية المتكررة.
تتعدد الأعراض التي تشعر بها النساء عند الإصابة بالتهاب المسالك البولية، وهنا نذكر أكثر هذه الأعراض شيوعاً: [4]
- ألم أثناء الجماع: غالباً ما تشعر السيدة المصابة بالتهاب المسالك البولية بألم أثناء الجماع بسبب الضغط على الجهاز البولي خلالها.
- حرقة في البول: الشعور بحرقة عند التبول هو من أكثر أعراض التهاب المسالك البولية شيوعاً.
- تغير في لون البول: يمكن أن يتغير لون البول فيصبح لونه داكناً ومعكر وذو رائحة كريهة، كما يمكن أن يصاحب البول نزول دم، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب فوراً فقد يكون الالتهاب وصل إلى الكليتين.
- تقطع البول: غالباً ما يلاحظ مريض التهاب المسالك البولية خروج بول متقطع وبشكل قطرات.
- تكرار التبول: يؤدي التهاب المسالك البولية إلى الشعور برغبة ملحة ومتكررة في التبول مع الاحساس بعدم إفراغ المثانة لكامل البول.
- ألم أسفل البطن أو الخاصرتين: في حال كان الالتهاب في المثانة فغالباً ما تشعر المريضة بألم في أسفل البطن أما إذا كان الالتهاب في الكليتين فستشعر بألم في الخاصرة.
- ارتفاع حرارة الجسم: يمكن أن تشعر المريضة بارتفاع درجة حرارة جسمها أو الشعور بالحر أو الرجفة.
يجب التأكيد على عدم إهمال علاج التهاب المسالك البولية لأن إهمالها قد يؤدي إلى وصول الالتهاب إلى الكليتين ويتسبب بقصور كلوي، لذلك يجب استشارة طبيب متخصص بالجراحة البولية عند الشعور بأعراض التهاب المسالك البولية، والذي قد يصف أحد أو بعض العلاجات التالية: [4-5]
- المضادات الحيوية: يعتمد شكل المضاد الحيوي المستخدم في علاج التهاب المسالك البولية على الجزء المصاب فالمسالك البولية السفلية تعالج بالمضادات الحيوية الفموية من ثلاثة أيام إلى أسبوع، أما المسالك العلوية تعالج عن طريق المضادات الحيوية الوريدية لمدة أسبوعين، إن الطبيب هو الذي يحدد نوع المضاد الحيوي ومدة العلاج، ويجب التنبيه إلى أنه يجب الالتزام بمدة العلاج بشكل دقيق وعدم ترك الدواء حتى عند الشعور بالتحسن، غالباً ما يصف الطبيب المضادات الحيوية للزوج أيضاً للتأكد من أن الالتهاب غير منقول من قبله.
- العلاج بالأستروجين: قد يصف الطبيب بالإضافة للمضادات الحيوية للنساء في سن اليأس العلاج الموضعي بالأستروجين، لتقليل خطر الإصابة المتكررة بالتهاب المسالك البولية.
- البروبيوتيك: قد يصف الطبيب مع المضادات الحيوية كبسولات البروبيوتيك أو البكتريا النافعة والتي تحارب البكتيريا الضارة المسببة لعدوى التهابات المسالك البولية.
- تناول فيتامين C: يفضل تناول حبوب فيتامين C مع المضادات الحيوية لتحسن المناعة فالمضادات الحيوية تضعف مناعة الجسم.
- الباراسيتامول: لا يساعد الباراسيتامول في علاج التهاب المسالك البولية ولكن يمكنها التخفيف من أعراضه وخاصة حرقة البول والألم عند التبول.
هناك علاجات منزلية تساعد في علاج التهاب المسالك البولية مع التنويه إلى أن هذه العلاجات لا تغني أبداً عن المضادات الحيوية ولكنها تساعد في تخفيف الأعراض والوقاية من الالتهاب، ومن هذه العلاجات: [4-5]
- شعر الذرة: يحتوي شعر الذرة على مواد مطهرة ومعقمة ومواد مضادة للالتهابات ومدرة للبول، مما يجعلها علاج فعال لالتهاب المسالك البولية، يمكن تناوله من خلال إضافة ملعقتين منه لكوب من الماء المغلي، ويشرب كوب واحد في اليوم لمدة 3 أيام.
- لبن الزبادي: اللبن مفيد جداً في حالة التهاب المسالك البولية فهو يعزز البكتريا الطبيعية في الجسم والتي تحارب البكتريا الضارة التي تسبب الالتهاب.
- الشاي الأخضر: يعتبر الشاي الأخضر من المشروبات المدرة للبول والتي تمنع تجمعه في المثانة بحيث لا يصبح جو خصب لنمو البكتريا، ينصح بشرب كوبين يومياً.
- التوت البري: التوت البري من الأطعمة المحبذة والتي تساعد في تحسين المناعة ومحاربة التهابات البول المتكررة بسبب احتوائها على مادة الأنثوسيانين، وهي من أكثر المواد التي تحارب البكتريا المسببة لالتهابات البول ينصح بشرب كوب في اليوم بشرط ألا يكون محلى.
- البقدونس: إن البقدونس من الأغذية التي لها مفعول السحر في التقليل من أعراض التهابات المسالك البولية، بشرط ألا يكون هناك حصوة في الكلى حيث أن البقدونس يزيد من ترسيب هذه الحصوات ويتسبب في حدوثها بشكل أكبر.
هناك العديد من الإرشادات التي يساعد اتباعها من قبل النساء في تجنب تكرار التهاب المسالك البولية أو الوقاية منها، ونذكر أهم النصائح التي تعتبر جزء لا يتجزأ من العلاج والوقاية من التهاب المسالك البولية: [5]
- الإكثار من شرب الماء: ينصح بشرب ما لا يقل عن لترين من الماء يومياً حيث أنه يساعد في طرد البكتريا من الجهاز البولي من خلال تحفيز المثانة للتخلص من البول الشاحب.
- الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية: يجب الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية من خلال القيام بغسل المنطقة بعد التبول مباشرة، واستخدام غسول مهبلي والذي يساعد في منع انتشار البكتريا.
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية: ينصح بارتداء الملابس الداخلية القطنية والتي تساعد في الحفاظ على المنطقة التناسلية والبولية جافة وتمنع انتشار البكتريا.
- التبول بعد الجماع مباشرة: يجب القيام بإفراغ المثانة بعد الجماع مباشرة لإخراج أي بكتريا دخلت إلى الإحليل خلال الجماع وذلك قبل وصولها للمثانة.
- التنظيف من الأمام إلى الخلف: عند تنظيف المنطقة الشرجية أو التناسلية ينصح بمسح المنطقة من الأمام إلى الخلف باتجاه الشرج منعاً من انتقال البكتريا إلى الإحليل.
- إفراغ المثانة مباشرة: من المهم إفراغ المثانة مباشرة عند الشعور برغبة في التبول وعدم حصره منعاً من تخمر البول في المثانة وانتشار البكتريا فيها.