كيف أتغلب على بطء الاستعاب وأنمي ذكائي وثقافتي؟
هل شعرت مرة بأنك غير مدرك تماماً لما يجري أمامك أو يتم الحديث عنه؟ هل طلب أحد ما منك أداء مهمة ولم تستطع تذكر تفاصيل هذه المهمة بعد فترة قصيرة فأثر ذلك على أدائك إياها؟ وهل تحس بتقصير تجاه نفسك من حيث تنمية ثقافتك ومعلوماتك العامة؟ إن راودتك هذه الأسئلة بالفعل فقد حاولنا الإجابة عنها في هذا المقال، ويمكنك متابعته لمعرفة التفاصيل.
عليك أولاً الذهاب إلى المعالج المختص لإجراء بعض اختبارات الذكاء والاستيعاب وتحديد معدل الذكاء، وقد تتضمن هذه الاختبارات المقابلة الشخصية وبعض الأسئلة لتحديد مستوى الذكاء الافتراضي المتناسب مع العمر والبيئة، ثم بعض الاختبارات المصممة لتحديد مستوى الذكاء الفعلي.
إجراء اختبارات الذكاء والقوى العقلية أمر ضروري، لأن تقييم الاستيعاب والذكاء لا يعتمد على ما يقوله لك الآخرين ولا حتى على مشاعرك الشخصية وشعورك ببطء الاستيعاب -والذي قد يكون شعوراً وهمياً- كما تعمل هذه الاختبارات على استبعاد بعض مشاكل التركيز والتفكير، ما يساعد بدوره على علاج المشكلة بالطريقة الصحيحة.
إن شعرت بنوع من الكسل في نشاطك العقلي يمكنك اتباع بعض العادات الصحية التي تساعدك على تنمية ذكائك وقدرتك على الاستيعاب كما يلي: [2]
ممارسة الرياضة بانتظام:
- ممارسة الرياضة من أفضل الطرق لتحسين أداء الدماغ كونها تعزز النشاط في "الحُصين" وهو المسؤول عن الذاكرة وتعزز أيضاً الاتصال بين الحُصين ومناطق الدماغ الأخرى التي تنظم الذاكرة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تعمل على زيادة حجم الحصين بالإضافة لمساهمة الرياضة التي تجري في الهواء الطلق بتعزيز نمو الخلايا العصبية وبالتالي بنية الدماغ ووظيفته.
- من التمارين البسيطة التي يمكن ممارستها المشي وخاصة في الهواء الطلق، اليوجا، تمارين رفع الأوزان.
النوم بشكل جيد
عليك الحصول على قسط كافٍ من النوم للأسباب التالية:- تكمن أهمية النوم في ضرورته لدعم الوظيفة الإدراكية لدى الإنسان، حيث يعمل عقلك عندما تنام على توحيد الذكريات التي أنشأتها على مدار اليوم.
- يساهم النوم في تعزيز قدرة عقلك على تعلم معلومات جديدة عندما تستيقظ.
- أثبتت إحدى الدراسات أن الحرمان من النوم ولو بشكل خفيف سيؤثر سلباً على ذاكرتك بنحو تشعر معه أن ذاكرتك لا تخدمك كما يجب، وأن تركيزك غير جيد.
ممارسة التأمل:
للتأمل دور جيد يظهر فيما بعد خلال أداء المهام الذهنية أو الاستذكار والانتباه وكذلك القدرة على التعرف، بالإضافة إلى أنه يساعد على تخفيف القلق وتحسين المزاج ما يجعل الذهن أصفى ويتيح مساحة أكبر للتركيز.تعلم عزف آلة موسيقية:
لا تستغرب إن علمت أن العزف على آلة موسيقية وسيلة لتعزيز الذكاء بالإضافة لكونه ممتع حيث يساعد في زيادة الأداء الإدراكي والعصبي كونه يتضمن مهارات عدة مثل:- الإدراك السمعي
- التنسيق الجسدي
- الذاكرة
- التعرف على الأنماط المختلفة
ممارسة القراءة:
وجدت بعض الأبحاث إمكانية مساهمة القراءة في تعزيز الذكاء كونها تحفز كل جزء من دماغك بالتزامن مع الروابط العصبية بينها وهذا يتطلب وظائف معرفية متعددة مثل:- الانتباه
- التوقع والاستقراء
- الذاكرة النشطة
- ذاكرة التخزين طويلة المدى
- التفكير المجرد
- الفهم
مواصلة التعلم:
ربما سمعت أكثر من مرة نصيحة من أشخاص كبار أو ذوي خبرة بأن تصرّ على التعلّم في كل وقت وأي سنّ ومدى الحياة، والحقيقة أن هذا الأمر جدّي فعلاً حيث أثبتت دراسة أن ارتفاع مستوى الذكاء يرتبط بمدة تعليم أطول، حيث يزيد التعليم المستمر من الوظيفة الإدراكية ويعمل على حماية العقل، وللاستمرار في التعلم يمكنك:- الاستماع إلى البودكاست
- حضور المحاضرات أو ورش العمل
- تعلّم هواية جديدة وممارستها
- تعلم لغة جديدة
- قراءة كتب عن موضوع جديد
الاختلاط بالناس:
ربما تقضي أوقاتاً مع أصدقائك بشكل عفوي لكنك لا تعلم أن هذا الوقت سيكون في صالحك وخاصة عند استثماره بنشاط جماعي مفيد، كون الإنسان مخلوق اجتماعي، والمشاركة مع الجماعة تعمل على تحفيز العقل والقدرة المعرفية. وإن لم يُتَح لك إنشاء علاقات جديدة أو مقابلة ناس تعرفهم يمكنك:- التطوع في مجتمعك
- الانضمام إلى نادٍ أو صالة ألعاب رياضية أو فريق رياضي
- إعادة الاتصال بالأصدقاء القدامى
بما أن العقل السليم في الجسم السليم فإن الحفاظ على أداء جيد للوظائف العقلية والإدراكية يتطلب تغذية جيدة ونوعية والتركيز على بعض المشروبات والأطعمة كما يلي: [2]
- القهوة: الكافيين الموجود في القهوة يمنع إفراز الأدينوزين وهي مادة كيميائية في الدماغ توقف المواد المنشطة في الدماغ، وبالتالي فإن تناول القهوة يعمل على إعطائك دفعة من الطاقة ما يساعد في تعزيز التعلم والأداء العقلي والانتباه، وهذا بالتالي يساهم في زيادة التركيز واستيعاب المعلومات، ومع ذلك لا ينصح بالإفراط في تناول القهوة حتى لا تسبب القلق وفرط النشاط.
- الشاي الأخضر: يمكن أن يساعد تناول الشاي الأخضر في دعم وظائف المخ وزيادة الانتباه والتركيز لاحتوائه على الكافيين ومادة كيميائية تسمى (Epigallocatechin gallate) (EGCG)، وهي تساعد في نمو المحاور والتشعبات ضمن الخلايا العصبية والتي تتيح التواصل والقيام بالمهام المعرفية.
- أحماض أوميجا 3: أثبتت إحدى الدراسات أن دهون أوميغا 3 مكونات رئيسية في بنية الدماغ، وتشمل المصادر الغنية بها: السمك، المحار، الأعشاب البحرية، الكتان، الأفوكادو، المكسرات.
- الفلافونويد: مركبات الفلافونويد هي مركبات نباتية ذات فوائد وقائية للأعصاب، تعمل على زيادة جودة الأداء العقلي والإدراكي وتحسين الذاكرة. وتشمل المصادر الغنية بمركبات الفلافونويد: التوت، الشاي، الكاكاو، فول الصويا، البقوليات.
- فيتامين K: يلعب فيتامين K دوراً في الحفاظ على صحة خلايا الدماغ وتحسين الأداء المعرفي، ويوجد بشكل أساسي في الخضار الورقية مثل: الملفوف، السبانخ.
مع كل ما ذكر سابقاً باستطاعتك العمل على تنمية ثقافتك وتوسيع مداركك من خلال ما يلي:
- مشاهدة التلفزيون: بالدرجة الأولى تأتي نشرات الأخبار كمصدر للمعرفة والمعلومات عمّا يجري على امتداد العالم وعلى المستوى المحلي أيضاً، بالإضافة لمشاهدة بعض القنوات الغنية بالوثائقيات الممتعة والمفيدة مثل: "Discovery" و "National Geographic" و "History".
- الاستماع إلى الراديو: يؤدي الراديو وظيفة كالتلفزيون مع ميزة الخفّة؛ حيث يمكنك الاستماع إليه أثناء القيام بالأعمال المنزلية أو السفر وحتى أثناء أداء الرياضة اليومية.
- قراءة الصحف والمجلات: من أهم الوسائل هم لتحسين المعرفة العامة من خلال تنوع وتفصيل المعلومات التي تتضمنها، وتتميز برخص ثمنها وتوافرها بشكل كبير وكذلك إمكانية حملها ونقلها لأي مكان معك.
- مواقع المعرفة العامة: تتيح لك شبكة الإنترنت العديد من المواقع التي تساعد على إثراء معرفتك العامة مجاناً مثل: موسوعة ويكيبيديا، يوتيوب.
- كتب المعرفة العامة: لا بد لك من اقتناء كتاب واحد على الأقل للمعلومات العامة، مثل الكتب المتضمنة أسئلة ثقافية متنوعة تضمنتها برامج المسابقات مع إجاباتها، بالإضافة إلى الموسوعات.
- مجالسة الأشخاص المثقفين: حتى إن لم تكن قادراً على مجاراتهم في حواراتهم العميقة، ولم تكن قادراً على فهم ما يقولونه بالضبط، يكن مجالسة المثقفين ستمنحك معرفة تراكمية وقدرة على التحليل.
إذا كنت تسأل نفسك عن سبب بطء استيعابك لبعض ما يطرح أمامك من أفكار أو أسئلة فهذا يمكن أن يعود لأمور مثل: [3]
- خمول العقل: على الرغم أن العقل ليس من العضلات التي يمكن تدريبها في النادي الرياضي! لكن قلة ممارسة الأنشطة الذهنية قد يكون سبباً في قصور بعض الوظائف المعرفية والعقلية، لذلك ينصح دائماً بممارسة بعض الألعاب العقلية والهوايات التي تنمي المهارات الذهنية.
- المشاكل النفسية: تؤثر المشاكل والاضطرابات النفسية الحادة والمؤقتة على سرعة ومدى الاستيعاب والمعالجة العقلية، مع ذلك لا يمكن تقييم هذا الأثر دون اختبارات علمية يجريها شخص متخصص.
- توهم بطء الاستيعاب: المشكلة الأخطر من بطء الاستيعاب هي توهم بطء الاستيعاب، نتيجة التعرض للتنمر والانتقادات اللاذعة قد تتزعزع ثقة الفرد في قدرته على الفهم، والعقل الباطن يدفعه لتجنب التعمق في التفاصيل ورفض معالجة المعطيات، دون أن يكون هناك سبب موضوعي لبطء الاستيعاب.
- التقدم في السن: قد يكون السن هو العامل الأساسي لبطء الاستيعاب، حيث تتباطأ سرعة المعالجة الذهنية مع التقدم بالعمر وهو أمر بديهي عند معظم الناس، ويتضمن ذلك حل المشكلات أو اتخاذ القرارات، وعلمياً قد يعود ذلك لتآكل المادة البيضاء في الدماغ والتي تربط أجزاء الدماغ ببعضها، ما قد يسبب تباطؤ نقل المعلومات وبالتالي إعاقة سرعة معالجتها.
- الظروف الصحية: من الممكن وجود أسباب أخرى تجعل استيعابك بطيئاً مع الزمن دون أن تعلم مثل مرض السكري، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم، والتي تسبب تآكل الأوعية الدموية التي تغذي المادة البيضاء في الدماغ والافتقار إلى الأكسجين والجلوكوز الضروريين لإتمام الدماغ لوظائفه.
في حالات أخرى قد يدل بطء استيعابك على وجود مرض تنكسي عصبي مثل مرض الزهايمر، وهنا أنت بحاجة لاستشارة طبية وعلاج.
في الختام.. لكل نقص سبب، وإذا تم تدارك هذا السبب يمكن العمل على سد النقص وتلافي الثغرة إن كانت في الفهم أو الاستيعاب أو التذكر حتى، والوظائف العقلية من أهم وظائف الجسم لذا فإن الانتباه إليها واجب، كونها تؤثر بشكل أو بآخر على شخصيتك وتظهرك إما بمظهر الذكي النبيه الفطن أو بطيء الاستيعاب عدم القادر على المعالجة العقلية اللازمة.. حاول أن تكون صحياً بعاداتك وما تتناوله من غذاء، وانتبه لنفسك فكل شيء قابل للإصلاح.