ارتفاع ضغط الدم: الأسباب، الأعراض، العلاج.
يعمل القلب على ضخ الدم إلى الأوعية الدموية التي تحمل الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وارتفاع ضغط الدم هو أمر خطير لأنه يجعل عمل القلب أكثر صعوبة لضخ الدم إلى الجسم ويساهم في تصلب الشرايين والسكتة الدماغية وأمراض الكلى وفشل القلب.
في الولايات المتحدة يعاني ما يقرب من 85 مليون شخص من ارتفاع ضغط الدم، أي حوالي شخص من كل ثلاثة أشخاص بالغين فوق سن العشرين وهذا وفقاً لجمعية القلب الأمريكية (AHA).
إذا ترك ارتفاع ضغط الدم دون علاج فيمكن أن تحدث العديد من المشاكل الصحية وتشمل فشل القلب وفقدان البصر والسكتة الدماغية وأمراض الكلى.
القلب هو العضلة التي تضخ الدم لكافة أنحاء الجسم، حيث يتم ضخ الدم الذي يحتوي على مستويات منخفضة من الأكسجين باتجاه الرئتين ويتم تجديد إمدادات الأوكسجين، ثم يضخ الدم الغني بالأكسجين عن طريق القلب حول الجسم، وضخ الدم يخلق الضغط وإذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم فهذا يعني أن جدران الشرايين تتلقى الكثير من الضغط بشكلٍ دائم.
تنقسم أسباب ارتفاع ضغط الدم إلى فئتين:
• ارتفاع ضغط الدم الأساسي: هذا ليس له سبب ويكون دائم.
• ارتفاع ضغط الدم الثانوي: تكون له أسباب أو أمراض عرضية أدت لارتفاعه.
على الرغم من عدم وجود سبب واضح لارتفاع ضغط الدم الأساسي إلا أن هناك أدلة قوية تربط بعض عوامل الخطر باحتمالية تطور الحالة.
معظم أسباب ارتفاع ضغط الدم الواردة أدناه هي عوامل لارتفاع ضغط الدم الأساسي ومنها ما يؤدي لارتفاع ضغط الدم الثانوي:
1- العمر: كلما كبرت في السن، كلما ارتفع خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم.
2- تاريخ العائلة: إذا كان أحد أفراد أسرتك المقربين مصابين بارتفاع ضغط الدم، فإن فرص تطويره أعلى بكثير لديك، فقد حددت دراسة علمية أن هنالك ثمانية اختلافات جينية مشتركة قد تزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
3- درجات الحرارة: وجدت دراسة أقيمت على أشخاص في عمر 65 عاماً أن قيم ضغط الدم الانقباضي والانبساطي اختلفت بشكل كبير على مدار العام ووفقًا لتوزيع درجة الحرارة الخارجية، فقد كان ضغط الدم أقل عندما يصبح الجو دافئاً، ومرتفع عندما يصبح أكثر برودة.
4- الأصول والعرق: تشير الدلائل إلى أن الأشخاص الذين لديهم أصول أفريقية أو جنوب آسيوية يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنةً بالأشخاص الذين ينحدرون من أصول قوقازية أو من الهنود الأمريكيين (السكان الأصليين للأمريكتين).
5- السمنة وزيادة الوزن: من المرجح أن يصاب الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة بارتفاع ضغط الدم مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
6- الجنس: بشكل عام يكون ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا بين الرجال البالغين من النساء البالغات، ومع ذلك بعد سن الستين يكون الرجال والنساء معرضون بنفس الدرجة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
7- قلة النشاط: عدم ممارسة الرياضة بالإضافة إلى وجود نمط حياة غير صحي قد يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
8- التدخين: يسبب التدخين تضيق بالأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كما يقلل التدخين من نسبة الأكسجين في الدم وهذا سيجعل القلب يضخ بشكل أسرع من أجل تعويضه مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
9- شرب الكحول: أكد باحثون بأن الأشخاص الذين يشربون الكحول بانتظام يعانون من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أكثر من الأشخاص الذين لا يشربون.
10- تناول الأملاح: أفاد باحثون بأن الأشخاص الذين لا يضيفون الكثير من الملح إلى طعامهم يتمتعون بضغط دم مستقر أكثر من الأشخاص الذين يضعون في طعامهم كميات كبيرة من الملح.
11- اتباع نظام غذائي عالي الدهون: يقول العديد من الأخصائيين أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون يؤدي إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويؤكدون بأن المشكلة ليست بكمية الدهون المستهلكة وإنما بنوع الدهون، فإن الدهون المستخرجة من النباتات مثل الأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون وزيوت الأوميغا مفيدة جداً، على عكس الدهون المشبعة التي تعتمد على لحوم الحيوانات فإنها سيئة جداً للصحة.
12- الضغط النفسي: قدمت دراسات مختلفة أدلة على أن الضغط النفسي وخاصة على المدى الطويل يمكن أن يكون له تأثير خطير على ضغط الدم.
13- مرض السكري: الأشخاص المصابون بمرض السكري أكثر عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وذلك بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل زيادة الوزن والسمنة وبعض الأدوية وبعض أمراض القلب والأوعية الدموية.
14- الصدفية: وجدت دراسة أجريت على 87 ألف امرأة لمدة 14 عامًا أن الإصابة بالصدفية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري.
15- الحمل: النساء الحوامل أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم من النساء الغير حوامل في نفس العمر، وهي أكثر المشكلات الطبية شيوعًا التي تصادف النساء أثناء الحمل وتحصل بنسبة 2- 3٪ من جميع حالات الحمل.
معظم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا تظهر عليهم أي أعراض، لذلك يسمى المرض باسم "القاتل الصامت".
ولكن عندما تصل قراءات ضغط الدم إلى حوالي 180/110، فإن الحالة تعتبر حالة طوارئ طبية تعرف باسم أزمة ارتفاع ضغط الدم، وفي هذه المرحلة سوف تظهر الأعراض التالية:
• صداع.
• غثيان.
• قيء.
• دوخة.
• عدم وضوح بالرؤية أو رؤية مزدوجة.
• نزيف في الأنف.
• الخفقان ، أو ضرب القلب بشكل غير منتظم أو قوي.
• ضيق التنفس.
أما عن أعراض ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال فهي:
• صداع.
• إعياء.
• عدم وضوح الرؤية.
• نزيف في الأنف.
• عدم القدرة على التحكم في عضلات الوجه من جانب واحد من الوجه.
وبالنسبة لأعراض ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال الرضع فهي:
• ضعف في النمو.
• تشنج.
• التهيج.
• سبات.
• ضيق في التنفس.
إذا لم يتم علاج ارتفاع ضغط الدم والتحكم في الضغط الزائد على جدران الشرايين يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية وكذلك الأجهزة الحيوية، ومدى الضرر يعتمد على عاملين: شدة ارتفاع ضغط الدم ومدة استمراره دون علاج.
وفيما يلي قائمة ببعض المضاعفات المحتملة لارتفاع ضغط الدم:
• السكتة الدماغية.
• نوبة قلبية.
• جلطات الدم.
• تمدد الأوعية الدموية.
• تضيق الأوعية الدموية في العين.
• متلازمة الأيض.
• خلل في وظائف المخ والذاكرة.
يعتمد علاج ارتفاع ضغط الدم على عدة عوامل مثل شدته والمخاطر المرتبطة بتطور الجلطة أو القلب والأوعية الدموية وغيرها.
• ارتفاع ضغط الدم البسيط
في هذه الحالة قد يقترح الطبيب بعض التغييرات في نمط الحياة وذلك إذا كان ضغط الدم مرتفعًا قليلاً فقط وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يعتبر ضئيلاً.
• ارتفاع ضغط الدم المعتدل
إذا كان ضغط الدم مرتفعًا إلى حد ما، فإن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يتطور خلال السنوات العشر القادمة بنسبة 20٪ ، وبهذه الحالة ربما يصف الطبيب الدواء وينصح بتغييرات في نمط الحياة.
• ارتفاع ضغط الدم الشديد
إذا كانت مستويات ضغط الدم تصل إلى 180/110 أو أعلى، فسيحيل الطبيب المريض إلى أخصائي.
علاج ارتفاع ضغط الدم بتغيير بعض أنماط الحياة
فيما يلي بعض تغييرات نمط الحياة الموصى بها التي يمكن أن تساعدك على خفض ضغط الدم لديك، لاحظ أنه يجب عليك دائمًا مراجعة الطبيب لمناقشة تغييرات نمط الحياة قبل إجراء أي تغييرات في نمط حياتك.
1- التمارين الرياضية:
ممارسة التمارين الرياضية لمدة تتراوح ما بين 30- 60 دقيقة ضمن خمسة أيام في الأسبوع عادة ما تقلل ضغط دم الشخص بمقدار 4 - 9 مم زئبق.
من المهم التأكد من مراجعة طبيبك قبل البدء في أي برنامج ريا ضي، ويجب أن تكون التمارين تناسب احتياجات وصحة الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم.
2- خسارة الوزن:
فقد كشفت الدراسات أنه حتى فقدان الوزن البسيط يمكن أن يكون له أثر كبير في خفض ضغط الدم المرتفع.
كلما اقتربت من وزنك المثالي كلما زاد احتمال انخفاض ضغط دمك، كما ستصبح الأدوية التي تتناولها لارتفاع ضغط الدم أكثر فعالية عندما تفقد وزنك.
3- النوم:
يقول علماء من جامعة شيكاغو بعد أن راقبوا أكثر من 500 شخص في منتصف العمر لمدة 5 سنوات، إن عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بارتفاع ضغط الدم.
أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم
1- مثبطات :ACEهو دواء يستخدم في المقام الأول لعلاج ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب الاحتقاني، هذه الأدوية تسبب ارتخاء الأوعية الدموية، فضلاً عن خفض حجم الدم، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم وانخفاض الطلب على الأكسجين من القلب.
قد يطلب الأطباء بعض اختبارات الدم لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من أي مشاكل في الكلى، لأنه يمكن لمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين تقليل إمدادات الدم إلى الكليتين مما يؤثر على عملها.
قد تحتوي مثبطات ACE على بعض الآثار الجانبية والتي عادة ما تختفي بعد بضعة أيام:
- دوخة.
- تعب.
- ضعف.
- صداع.
- السعال الجاف.
2- حاصرات قنوات الكالسيوم: هذه الحاصرات تعمل على غلق قنوات الكالسيوم، وبالتالي تقلل من الكالسيوم في الأوعية الدموية، فانخفاض الكالسيوم يريح العضلات الوعائية مما يؤدي إلى اتساع الشرايين.
المرضى الذين لديهم تاريخ مع أمراض القلب أو أمراض الكبد أو مشاكل في الدورة الدموية يجب ألا يأخذوا حاصرات قنوات الكالسيوم.
قد يكون لحاصرات قنوات الكالسيوم بعض التأثيرات الجانبية والتي عادةً ما تختفي بعد بضعة أيام:
- احمرار في الجلد ، وعادة ما يكون على الخدين أو الرقبة.
- الصداع.
- تورم الكاحلين والقدمين.
- دوخة.
- تعب.
- طفح جلدي.
3- مدرات البول: تعمل مدرات البول مع الكلى لمساعدة الجسم على التخلص من الصوديوم والماء مما يجعل الجسم ينتج كمية أقل من الدم وهذا يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
قد تتسبب مدرات البول بعض الآثار الجانبية التالية:
- انخفاض البوتاسيوم في الدم الذي يمكن أن يؤثر على وظائف الكلى والقلب.
- ضعف تحمل الغلوكوز.
- ضعف الانتصاب.
كما يجب على المرضى الذين يتناولون مدرات البول إجراء اختبارات منتظمة للدم والبول من أجل مراقبة مستويات السكر في الدم والبوتاسيوم.
4- حاصرات بيتا: كانت حاصرات بيتا تستخدم على نطاق واسع جداً لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولكن بعد اكتشاف الآثار الجانبية المحتملة أصبح الأطباء يميلون إلى استخدامها اليوم إذا لم تنجح العلاجات الأخرى.
هي بشكل عام تبطئ معدل ضربات القلب مما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم.
وقد يكون لحاصرات بيتا الآثار الجانبية التالية:
- تعب.
- برودة في الأطراف.
- بطء ضربات القلب.
- غثيان.
- الإسهال.
- النوم المضطرب.
- الكوابيس.
- ضعف الانتصاب.
وفي الختام نذّكر بأن ممارسة بعض العادات الصحية من غذاء وممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن الضغط والتوتر هي من الأمور التي تسهم في علاج ضغط الدم أو استقراره.