خيانة وغدر الصديق وكيفية التعامل مع الصديق الغدار
عند التعرض إلى خيانة وغدر الصديق ستشعر بالألم والحرقة بمقدارٍ يتناسب مع مدى قربه منك، وستنتابك الغصة إثر اضطرارك لإنهاء علاقة دامت ربما لسنواتٍ عديدة إثر هذه الخيانة. وحينها ستبدأ بالتساؤل .. ماذا الآن؟ وكيف حدث ذلك؟ وهل كان بإمكاني اكتشاف الأمر لو أنني دققت قليلاً في الماضي؟
من المؤكد أنّ إجابات هذه الأسئلة لن تسمح لك بتغيير الماضي الذي سبق وحصل، ولكنها بالتأكيد قد تحميك من تكرار الموقف ذاته في المستقبل.
سينقسم الأصدقاء الذين تعرفهم دوماً إلى مجموعتين، تتضمن الأولى أصدقاءك الأوفياء المخلصين الذين يكنون لك الحب والاحترام ويتمنون لك الخير والثانية وتشمل الثانية أولئك الأصدقاء المنافقين والمزيفين الذين يتمنون لك الفشل الدائم ويحسدونك، ورغم أنّ أفراد كلا المجموعتين يُظهرون لك أنّهم يهتمون بأمرك حقاً ويتمنون لك الخير إلا التمييز بينهم ليس مستحيلاً. [1]
فالصديق المزيف قد يُحاول إخفاء نواياه ومشاعره ولكن هناك بعض الصفات التي ستُساعدك على اكتشاف حقيقته، وتشمل أهم صفات الصديق المنافق الذي قد يغدر بك عندما تحين فرصته والصفات التي يجب أن تبحث عنها:
- لا يحترمونك إلا عندما يرغبون بشيء منك: تظهر الميول الانتهازية بشكل واضح عند الصديق المزيف الذي يمكن أن يغدر بك ويخونك في أي وقت، وعليك أن تنتبه إلى هذه العلامة جيداً، فالصديق الغدّار غالباً ما يكون مصلحجي وأناني في حياته عموماً وليس معك فقط.
- قلة الأمانة وعدم حفظ الأسرار: إذا كان صديقك لا يحفظ السرّ فاعلم أنك تتعامل مع شخص غدار وقد يخونك عندما تكون الفرصة متاحة له، فالأمانة إحدى أهم عناصر الصداقة الحقيقية.
- أصدقاء بوجهين: الأصدقاء المزيفون يمتلكون شخصياتٍ بجانبين مختلفين فتجدهم يتصرفون أمامك بطريقة مختلف عن الطريقة التي يتصرفون بها مع الآخرين، ويمتلكون طباعاً متناقضة ترتبط بمصالحهم غالباً.
- غير جديرين بالثقة: في التجارب الصغيرة والمواقف الحياتية البسيطة سيكشف الأصدقاء الخائنون عن أنفيهم، فهم أشخاص مخادعون يتلاعبون بالآخرين وليسوا جديرين بالثقة أو تحمل المسؤولية.
- التنافسية المؤذية: يتميز الصديق الغدّار والمزيف بنمط تنافسية سامة تظهر عندما يحقق الصديق نجاحاً أو يكون خصماً، فالتنافس بين الأصدقاء الحقيقيين يكون تنافساً صحياً وداعماً وخالٍ من الحسد.
للأسف لن تتمكن من تحديد الأصدقاء الغدارين أو معرفة صفاتهم وخصائصهم من النظرة الأولى وقد تلازمهم لوقتٍ طويل حتى، ولكن ما يمكن أن يُساعدك على اكتشاف الحقيقة بسرعة هي الأعمال التي يقومون بها معك. تصرفات الأصدقاء المزيفين تقوم على النفاق وتفضح نواياهم وتُخبرك بأنّهم ليسوا مهتمين بك أو بصداقتك فعلاً، وتشمل تصرفات الأصدقاء المزيفين والمنافقين والتي تكشف خيانتهم لك ما يلي: [2،3]
- لا يتسامحون مع اختلاف الآراء: عندما تكون مع أصدقائك سيكون هناك الكثير من النقاش والأحاديث وبين الحين والآخر ستظهر بعض الاختلافات في الآراء والأفكار، ولكن عندما يحدث ذلك مع صديقٍ غادر فهو لن يتركك حتى يُريك كيف أن رأيه هو الصحيح فهو يحتاج لأن يريك أنه المحق دوماً مهما كان الثمن.
- يختلقون الأعذار ينكثون وعودهم: ستلاحظ أنّ هؤلاء الأصدقاء لن يكونوا بجانبك حين تحتاجهم ويختلقون مختلف الأعذار لتجنب مساعدتك، وفي حال وعدوك بأمرٍ ما فإنهم لن يفوا بوعودهم وسيكون هناك مبررٌ دوماً ليقنعوك بعدم قدرتهم على الوفاء.
- سيقومون بإفشاء أسرارك: وهذه قمة الخيانة بين الأصدقاء، فعندما تُخبر أحد أصدقائك المزيفين بسرٍ ما لن يبقى هذا السر بينكما فهم لن يستطيعوا إبقاء أفواههم مغلقة وسيعلم الجميع بما تُخفيه.
- يكذبون عليك ببرود: قد يكذب الصديق على صديقه حتى وإن كان صديقاً حقيقياً، لكن طبية وحجم الكذبة وتأثيره هي ما تحدد إن كان الصديق خائناً أم لا، كذلك شعور الصديق تجاه كذبه على صديقه، فهل يشعر بالذنب أم أنه يكذب ببرود!
- سيفضلون الآخرين عليك دوماً: رغم أنّ كون أحدهم صديقك لا يعني بالضرورة أنك ستكون صديقه الوحيد إلا أنّ الصديق المزيف لن يمنحك الأولوية على أي كان، قد تراه يفضل الذهاب في نزهة مع الآخرين على التواجد معك فأنت ستكون الصديق الذي يتواجدون معه عندما يحتاجونك وحسب.
- سيتفوهون بكلام سيء عنك عندما لا تكون موجوداً: الصديق الحقيقي سيقول أشياء جيدة عنك سواء كنت حاضراً أم لا، ولكن الخائن منهم سيريك وجهه اللطيف فقط عندما تكون أمامه وسيحاول إحراجك بإخبار الجميع عن أخطائك دون أن يُكلّف نفسه عناء الحديث إليك لمحاولة مساعدتك على إصلاح هذه الأخطاء.
- سيتجنبون مساعدتك على تحقيق أهدافك: هنا ليس المقصود بالضرورة الأهداف الحياتية الهامة وحسب بل حتى أبسط الأهداف فهو لن يهتم بمساعدتك عندما تحتاج إلى الذهاب للسوق وشراء بعض الأغراض التي تحتاجها ولن يُحاولوا إرشادك إلى الطرق التي تُسهل عليك الوصول إلى ما ترغب فيه.
- سيتجنبون الاعتذار إليك: ستلاحظ هذا الأمر عندما تُحاول أن تتكلم معهم بخصوص أمرٍ أساؤوا إليك به، ردود فعلهم حينها قد تظهر على هيئة غضبٍ من كلامك أو خلق الكثير من الحجج والمبررات الواهية مع الدفاع عن تصرفاتهم وسلوكياتهم ويمكن أن يتوقفوا عن الحديث إليك حتى أما الاعتذار فهو ليس مطروحاً إطلاقاً.
- قد يحاولون معرفة كافة الأخبار والمعلومات عنك: يمكن أن يُحاول بعض الأصدقاء المنافقين قضاء الوقت معك بهدف معرفة أخبارك والحديث عنك مع أصدقائهم الآخرين، هؤلاء سيكونون أصدقائك بهدف تحويلك إلى وجبة دسمة من النميمة والتسلية فقط.
- سيتجنبون دعوتك للمشاركة في الأنشطة التي تُهمهم: عندما يُخطط هؤلاء الأصدقاء للذهاب في رحلة أو حضور حفلة مثلاً ستجد الكثير من الأصدقاء المشتركين حاضرين ولكنك لن تتلقى أي دعوة، بالطبع هذا لا يحدث لمرة واحدة وحسب بل سيكون النمط العام السائد.
- يُسببون لك الكثير من المشاكل: هؤلاء الأشخاص ليسوا جيدين في اتباع القواعد وقد يطلبون منك بشكل متكرر كسر بعض القواعد والقيام بأشياء غير قانونية حتى وقد يغضبون في حال رفضت.
لذلك وقبل أن تمنح ذلك الصديق المنافق كل الثقة التي يطمح للوصول إليها قد يكون من الأفضل لك أن تمعن النظر جيداً وتُدقق فيما يقوم به وكيفية تصرفه سواء كان ذلك في أوقات وجوده بقربك أو عندما لا تكون موجوداً، فالأفعال كما يُقال أبلغ من الأقوال وهي ما ستعكس الرغبات والنوايا الحقيقة.
اكتشاف حقيقة الشخص الذي يدعي أنه صديقك قد تُسبب لك الألم وتتركك في حالة من الارتباك، أسئلة كثيرة يمكن أن تجول في خاطرك ومشاعر مختلطة وصدمة كبيرة بالطبع. ولكن وسط هذه الفوضى هناك شيءٌ مضمون هو أنّ اكتشافك للحقيقة يجب أن يدفعك لتغيير الأسلوب الذي تُعامل به صديقك المزيف، بدلاً من أن تتساءل كيف تتعامل مع صديقك المنافق إليك بعض النصائح التي يمكن أن تُساعدك: [4]
- ابق بعيداً وقلل من التعامل معهم: وهي الخطوة الأهم حيث يتوجب عليك تجنب قضاء الوقت مع هذا الشخص لأنّ هذا سيمنحه فرصاً أقل لأذيتك، وبالطبع في حال توجب عليك أن تكون معه في حدث جماعي مثلاً فمن الممكن أن تبقى بعيداً عنه بشكل مهذب بدلاً من تجاهله أو التصرف بوقاحة.
- لا تُبالغ في ردود أفعالك: تصرفات الصديق الغدّار قد تكون مزعجةً دون شك ولكن الخيار الأفضل سيكون الحفاظ على أعصابك بدلاً من الانفجار في وجهه غضباً، يمكنك أيضاً أن تتحدث وتُخبره أنّ سلوكاً معيناً يُزعجك وأن يلتزم بحدود معينة.
- تحدث عن سلوكيات النفاق والكذب والخداع التي يقوم بها: في حال كان الشخص المقصود هنا شخصاً مقرباً يمكن أن يكون تجنبه أصعب لذلك والخيار الأفضل سيكون الحديث معه وخاصة إن ظهر سلوكه هذا بشكل مفاجئ.
- حاول السيطرة على مشاعرك: التعرض للخيانة من شخصٍ كنت تعتبره مقرباً إليك مؤلمٌ بكل تأكيد، ولكن استجماع شتات نفسك والسيطرة على مشاعرك هي خطوة هامة للغاية، عليك أن تتذكر أنّ ما حدث ليس خطأك بل خطأ الصديق الخائن وأنك يجب أن تكون ممتناً لظهور حقيقة الشخص أمامك بدلاً من استمرار الخدعة لوقتٍ أطول.
- احصل على أصدقاء آخرين: تعرضك للخيانة من صديقك ليست نهاية العالم، قم بالاستفادة من هذه التجربة المؤلمة كي تكون أكثر حذراً وقدرةً على اكتشاف الأصدقاء الحقيقيين، واحصل على أصدقاء آخرين واقض وقتك معهم.
- تجنب السعي للانتقام: قد تشعر بالرغبة للانتقام من الشخص الذي كنت تعتبره صديقاً وطعنك في الظهر ولكننا نصحك بالعدول عن ذلك ففعل هذا لن يصلح أي شيء ولن يجعلك تشعر بأي تحسن.
إنّ اكتشاف حقيقة الصديق الكذاب والمخادع والخائن لا تعني بالضرورة أنّ عليك أن تقطع اتصالك به فوراً فمن الممكن أن تبقى على اتصال معه وتقلل من تعاملك معه، ولكن هناك بعض المواقف التي يوجب قيام الصديق الخائن بها أن تهجره وتقطع تواصلك معه نهائياً. والإجابة الأفضل لسؤال متى تهجر الصديق الغادر هي بعد قيامه بالتصرفات التالية: [5]
- أن تتعرض لغدر وخيانة مباشرة: مثل أن يكذب عليك في أمر مصيري أو يحاول أخذ فرصة هي من حقك من خلال الاحتيال والخديعة.
- تجاوز الحدود التي ترسمها: والتي لا تقبل لأحد تجاوزها كأن يقوم الصديق بالتطفل عليك بشكل مفرط، كأن يتدخل في عملك مثلاً.
- أن يقوم بمحاولة استغلالك: دون أن يُحاول تقديم أي شيء في المقابل، فلا يلجأ إليك إلا في حال تعرّض لضائقة مالية مثلاً.
- أن يُحاول فرض آرائه عليك: دون أن تطلبها أساساً، وأن يقوم بتقديم نصحك وتقريعك لأنك لم تسمع منه.
- أن يكون سلبي باستمرار: قيامه بخلق الكثير من الدراما عن حياته بشكل مستمر، واستعطافك بهدف مسامحته على ما فعله بحقك.
الوجود قرب مجموعةٍ من الأصدقاء المزيفين قد يترك تأثيراً أكبر مما تتصور عليك من الناحية النفسية، فهو يعني أنك تقضي وقتك بقرب مجموعةٍ من الأشخاص الذين لا يهتمون حقاً بك أو بمشاعرك وفي الوقت نفسه يقومون بمختلف التصرفات والسلوكيات ذات التأثير السلبي على صحتك النفسية، تأثير الأصدقاء الغدّارين سيظهر بشكل أساسي بأحد أو بعض الأشكال التالية: [6]
- يمنحك شعوراً بالعزلة عن الآخرين: قضاء الوقت معهم سيجعلك تشعر بالتجاهل المستمر وعدم الاهتمام من الأشخاص الذين يفترض بهم أن يكونوا بقربك.
- يزيد من الضغط النفسي والقلق: تقليل الضغط النفسي والتوتر هو أحد أهم الفوائد للصداقة ولكن التواجد مع أصدقاء مزيفين لن يحرمك من هذه الفائدة وحسب بل سيؤدي لزيادة الضغط النفسي المطبق عليك.
- يحرمك من الحصول على الدعم النفسي في المواقف الصعبة: أول ما يقوم به الأشخاص عادة عند التعرض لموقف سلبي هو اللجوء لأحد الأصدقاء، ولكن مع الأصدقاء الغدّارين لن تجد من يستمع لك ويُخفف عنك ويمنحك الشعور بالتعاطف.
- يقلل من ثقتك بنفسك: عندما يُعاملك شخص ما بشكل سيء مراراً وتكراراً ستبدأ بالشك في قدراتك ونقاط قوتك والنتيجة هي أنك ستكون مقتنعاً بأنك ضعيف وعاجز.
- سيجعلك تلوم نفسك عند محاولة مواجهتهم: ستبدأ بالشعور بأنك السبب في ردود فعلهم الغاضبة عند المواجهة وأنك المخطئ وتستحق اللوم الذي يلقونه عليك.
- ستعاني من صعوباتٍ في علاقاتك الأخرى: العلاقة السامة مع صديقٍ خائن لا تلبث أن تؤثر على غيرها من العلاقات السليمة وتُسممها، وستبدأ بالتفكير في أنك صديق سيء.
في النهاية.. عليك أن تعلم أن صحبة الأصدقاء المنافقين ليست لصالحك وأنك ستتضرر كثيراً منها وتتعرض لكثير من الخيانة والغدر اللذين سيتحولان إلى خناجر تُدمرك ببطء، انتبه للإشارات واعمل على الابتعاد عن هذا النوع من الأشخاص مع التركيز على التواجد مع أشخاصٍ أفضل.