دراسة تخصص العلاج الطبيعي أو العلاج الفيزيائي
في هذه الأيام لم يعد العلاج الطبي المتكامل معتمد بشكل رئيسي على الطبيب فقط، فهنالك العديد من الاختصاصات التي يتم تطويرها مع الوقت والتي تساهم بشكل رئيسي بالعلاج وتسريع الشفاء مثل العلاج الطبيعي أو ما يسمى بالعلاج الفيزيائي، فهو اختصاص حديث العهد بدأ العمل به ودراسته في مصر والسعودية وغيرها من الدول العربية لذلك سوف نوضح من خلال هذا المقال ماذا يدرس اختصاص العلاج الطبيعي، وما هي مجالات عمله ومستقبله وما هي اختصاصاته؟
تخصص العلاج الطبيعي أو العلاج الفيزيائي هو من التخصصات الطبية التي تتفرع من تخصصات كلية العلوم الطبية وسوف نذكر بعض المعلومات حول هذا التخصص: [3،1]
- ما هو تخصص العلاج الطبيعي: العلاج الطبيعي هو تخصص تتم دراسته بعد الثانوية العامة في معظم البلدان، ويدرس الاختصاص طرق العلاج غير الدوائية وغير الجراحية حيث أن دراسته تعتمد على تعلم أسس العلاج اليدوي الفيزيائي التي تؤهل لعلاج الأفراد من كافة الأعمار والذين يملكون إصابات تحد من قدرتهم الحركية مثل الوقوف وممارسة الأنشطة اليومية.
- عدد سنوات دراسة العلاج الطبيعي: تمتد دراسة الفرع بين الخمس إلى ست سنوات تبعاً لاختلاف الجامعة، فهنالك جامعات تتضمن سنة السادسة والتي تعتبر سنة امتياز يتم خلالها التدريب العملي على الأساسيات التي تمت دراستها فقط دون مقررات جديدة.
- معدل قبول تخصص العلاج الطبيعي: لا يوجد نسبة ثابتة لقبول تخصص العلاج الطبيعي حيث تختلف النسبة من سنة إلى أخرى تبعاً لعدد الأشخاص المقبلين على الاختصاص كما تختلف بين جامعة وأخرى حسب النظام التعليمي والامتحاني الذي تعتمده.
- ماذا يفعل أخصائي العلاج الطبيعي؟ يقوم بتشخيص وعلاج المشاكل الحركية الوظيفية من أجل مساعدة الجسم على استعادة قدرته على ممارسة الأنشطة اليومية، والحد من الإعاقات حيث يركز على الجهاز الهيكلي الحركي والجهاز العصبي.
- الاضطرابات التي يعالجها: يدرس الاختصاص كيفية التدخل الطبيعي لعلاج هشاشة العظام والإصابات الرياضية والاضطرابات الحركية التي تتبع السكتات الدماغية وطرق التعامل مع الكسور، حتى استعادة القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
على الرغم من أن المختصين في العلاج الطبيعي لا يصفون الأدوية ولا يتدخلون جراحياً، إلا أنه يطلب منهم خلال دراستهم فهم تفاصيل وظائف الأعضاء، والتعمق في دراسة الجسم البشري وسوف نذكر بعض من مواد الاختصاص:
- علم الأحياء العامة.
- الفيزياء العامة.
- علم التشريح.
- علم وظائف الأعضاء.
- علم الأعصاب.
- علم الحركة.
- علم الأدوية.
- علم الأمراض.
- علم السلوك.
- العلاج الفيزيائي في علم الأعصاب.
- علاج الحروق والجروح.
- العلاج الطبيعي في طب الأطفال.
- العلاج الطبيعي لسن الشيخوخة.
- العلاج الفيزيائي في طب العظام.
إن دراسة اختصاص العلاج الطبيعي لها العديد من الإيجابيات خلال سنوات الدراسة وخلال مستقبل العمل أيضاً، فعلى سبيل المثال: [1]
- سنوات الدراسة أقل من الطب البشري: أحد ميزات الاختصاص أن عدد سنوات الدراسة تكون أقل، مقارنة بدراسة الطب البشري على الرغم من تشارك الفرعين في العديد من المقررات وحتى مجال العمل فيما بعد.
- عدم التعامل مع الدم: يعتبر التعامل مع الدم بشكل دائم من الأشياء التي تجعل العديد من الأشخاص ينفرون من الاختصاصات الطبية، وهذا يصب في مصلحة اختصاص العلاج الطبيعي كونه لا يتم التعامل مع الدم خلال سنوات الدراسة أو حتى خلال الممارسة العملية.
- تنوع مجالات الدراسة: إن الاختصاص في مجال طبي واحد يجعل الأمر روتيني بعض الشيء، وقد يشعر الطالب خلال الدراسة بالملل من تكرار نفس الأشياء والتعمق فيها، لذلك يعتبر تنوع مجالات الدراسة لاختصاص العلاج الطبيعي من الإيجابيات الهامة، حيث أن كل سنة يتم فيها دراسة قسم معين كالكسور والحروق والتعامل مع الأطفال والمسنين وغيرها وهذا يجعل الدراسة ممتعة جداً.
- الحفاظ على اللياقة: من الإيجابيات التي تعود على المعالج بشكل شخصي هي أن العمل يتطلب منه الحفاظ على لياقته البدنية، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن مناسب وقوة عضلية كبيرة للقدرة على ممارسة العمل مع المرضى، وعلاج المرضى بحد ذاته يعود بنتيجة إيجابية على المعالج حيث يعطيه قوة عضلية كبيرة.
- تنوع فرص العمل: إن الاختصاص في مجال العلاج الطبيعي يتميز بتنوع فرص العمل، حيث يمكن التعامل مع الأطفال، أو كبار السن، أو النساء بشكل خاص، أو حتى الرياضيين وغيرها العديد من المجالات المتنوعة.
قبل الدخول في أي اختصاص من المهم معرفة سلبياته والصعوبات التي سيمر فيها الطالب سواءً كانت خلال سنوات الدراسة أو خلال فترة العمل، ومن صعوبات اختصاص العلاج الطبيعي نذكر: [1،3]
- صعوبة التأقلم مع المجالات المتنوعة: تعتبر دراسة المجالات المتعددة التي يغطيها الاختصاص أمر مُرهق على الطالب، وقد تضع على عاتقه صعوبة كبيرة في ترتيب الأفكار وحفظها وإتقانها، وهذا يتطلب منه جهد أكبر وممارسة عملية أكثر، لاكتساب الخبرة العملية التي تمنعه من الوقوع في الأخطاء.
- الدراسة تتطلب وقت طويل: إن دراسة مجال العلاج الطبيعي تتطلب أوقات دراسة أكثر من الاختصاصات الأخرى، فقد يحتاج الطالب في أوقات الدراسة إلى تفرغ كامل، ومحاولة استغلال الوقت الفارغ في زيادة ساعات التدريب العملي، من أجل النجاح والتميز في هذا المجال.
- آثار سلبية جسدية على المعالج: إن العمل في مجال العلاج الطبيعي قد يعود بآثار سلبية جسدية على المفاصل والأعصاب للمعالج نفسه، حيث أنه يتعامل مع عدد كبير من المرضى بشكل يومي وقد تستمر الجلسات لساعات مطولة، تستنفذ طاقة المعالج الجسدية بشكل كامل ومع الوقت قد تتأثر المفاصل والأعصاب لديه.
- تحتاج فترة تدريب طويلة قبل العمل: إن الدخول في مجال العمل بقوة، والتقدم لأي مستشفى أو مركز يتطلب سنوات من الخبرة كشرط للتقدم، وهذا يعتبر من الصعوبات الكبيرة في بداية الحياة العملية.
- تأثر المعالج نفسياً: من الصعوبات أيضاً التي يواجهها أخصائي العلاج الطبيعي أنه قد يتأثر نفسياً بشكل سلبي عند التعامل مع المرضى، لأنه سوف يرى آلامهم ويشعر بها بشكل مباشر، وقد يعمل لفترات طويلة من أجل الوصول لنتيجة إيجابية مع مريض وفي نهاية المطاف قد تتراجع حالة هذا المريض وقد يكون طفلاً، لذلك يعتبر هذا الاختصاص من الاختصاصات التي تؤثر بشكل سلبي على نفسية الأخصائي.
التخرج من اختصاص العلاج الطبيعي يتميز بمجالات عمل واسعة ومتنوعة حيث يمكن العمل بعد قضاء مدة التدريب الكاملة في أحد المجالات التالية: [4،3]
- العمل ضمن المستشفيات: بالدرجة الأولى يتوجه الخريجين من اختصاص العلاج الطبيعي للعمل في المستشفيات سواءً في قسم الأطفال الذين لديهم إعاقات حركية، أو ضمن قسم الكسور وغيره العديد من الأقسام التي تحتاج إلى هذا الاختصاص.
- الأندية الرياضية: يمكن للخريجين من هذا الاختصاص أيضاً العمل ضمن الأندية الرياضية والتدريب على اللياقة البدنية، بالإضافة إلى الاهتمام باللاعبين الرياضيين والإصابات الرياضية الناتجة، والتعامل معها بحرفية، من أجل الحفاظ على الوظائف الحركية للاعبين بشكل سليم.
- مراكز التأهيل والتدريب: من مجالات العمل أيضاً العمل ضمن مراكز التأهيل والتدريب المختصة بالإعاقات الحركية أو بعلاج بعض المتلازمات المرضية التي تؤثر على الحركة.
- دار الرعاية الاجتماعية: إن التعامل مع المسنين ضمن دار الرعاية الخاص يحتاج إلى مختصين من اختصاصات متنوعة ومنها اختصاص العلاج الطبيعي، فالمسنين بشكل خاص يتعرضون لكسور عديدة نتيجة هشاشة العظام التي يصابون بها مع التقدم في السن ويحتاجون لرعاية خاصة.
- العمل الأكاديمي: يمكن أيضاً العمل بعد دراسة اختصاص العلاج الطبيعي ضمن النظام الأكاديمي، وذلك بعد دراسة الدكتوراه التي تؤهل المختصين فيها للتدريس العملي والنظري في الجامعات.
العلاج الطبيعي من الاختصاصات التي لها عدة تخصصات فرعية يمكن التعمق فيها حسب الرغبة الشخصية لكل شخص على حدى، فمثلاً يمكن التخصص في: [2،3]
- تأهيل كبار السن أو طب الشيخوخة (GCS): يملك هذا الاختصاص عدة أسماء تختلف بين كل بلد ولكن بشكل عام هو الاختصاص الذي يدرس طرق علاج المرضى المسنين الذين يعانون من أمراض في الجهاز العضلي الهيكلي مثل التهاب المفاصل الشائع مع التقدم في السن، أو هشاشة العظام، ويدرس أيضاً طرق التعامل مع أمراض الشيخوخة كالزهايمر وداء باركنسون.
- تأهيل الأطفال أو العلاج الطبيعي للأطفال (PCS): من الاختصاصات التي تدرس الأمراض الهيكلية التي يتعرض لها الأطفال حديثي الولادة حتى وصولهم لسن المراهقة كالشلل الدماغي واضطرابات التوحد وضعف النمو وغيرها من الاضطرابات الخاصة بالأطفال.
- العلاج الطبيعي لتأهيل المفاصل والعظام أو طب العظام(OSC): هو بشكل عام التخصص الذي يدرس طرق التعامل مع أمراض العظام والعضلات والأوتار كالكسور والرضوض وتأهيل الأطراف بعد البتر وغيرها من الاضطرابات.
- طب الأعصاب السريري (NCS): الاختصاص في هذا المجال يكون عبارة عن دراسة مختلف الاضطرابات العصبية والإعاقات الناتجة عن خلل في الجهاز العصبي بشكل خاص، وطرق علاج هذه الأمراض سريرياً.
- أخصائي الطب الرياضي (SCS): يعالج المتخصصون في هذا المجال الرياضيين المحترفين بدءً من التدريب الفيزيائي لهم والإشراف على لياقتهم البدنية، وحتى دراسة طرق علاج الإصابات التي يتعرضون لها بشكل متكرر.