كيف تتعامل المرأة المطلقة مع كلام الناس
تواجه المرأة المطلقة ضغطاً اجتماعياً كبيراً بغض النظر عن أسباب الطلاق والمعاناة التي تمر بها حتى تصل إلى هذا القرار، وحتى إن لم يكن قرارها الحر، ولا بد أن تمتلك المرأة بعض الأدوات بعد الطلاق لمواجهة النظرة الاجتماعية وكلام الناس عن المطلقة، سنحاول في هذا المقال تقديم بعض تلك الأدوات.
- وصمة العار ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة
- كيف تتعامل المرأة المطلقة مع كلام الناس
- ثلاث نصائح ذهبية للمرأة للطلاق الناجح
- حلول لمساعدة المرأة المطلقة على تجاوز نظرة المجتمع
- معاناة المرأة المطلقة في المجتمع وخوفها من كلام الناس
- دور المجتمع في تغيير النظرة السلبية للمطلقة
- تأثيرات الطلاق على الصحة العقلية والجسدية للمرأة
- المصادر و المراجع
تشعر النساء في مجتمعاتنا العربية بالبعد عن أصدقائهن ومعارفهن بعد الطلاق، لكن هذه مجرد البداية إذ سرعان ما تبدأ المعاناة من وصمة العار من قبل الناس عموماً حيث لم تستطع هذه السيدة الحفاظ على حياتها مع زوجها، أو أنها أمٌّ فشلت في تأمين حياة أسرية لأطفالها، مع التغاضي عن أنها تعرضت لعلاقة زواج مسيء.
وما جعل المطلقة عاراً هو ثقافة المجتمع وتقاليد بالية عفى عليها الزمن، بحيث لن تتجرأ سيدة انفصلت عن زوجها رفضها أو التمرد على نظرة تختزلها، والأسوء أن النساء هن من يشوهن سمعة المطلقات! فتعاني السيدات المطلقات بصمت، وقد يطلبن المساعدة فتتم معاملتهن وكأنهن غير جديرات بشعور أنهن على قيد الحياة، بل مجرد كائن أو سلعة كانت جديدة وباتت مستعملة!
اقرئي أكثر عن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة من خلال النقر على هذا الرابط.
كلام الناس عن المطلقة شرٌّ لا بد منه، لكن لتتعاملي مع نظرة المجتمع وكلام الناس عنكِ بعد الطلاق لا بد أن تدركي أولاً أن ذلك يتعلق بهم وليس بكِ، وكل ما يقال عنكِ بعد الطلاق هو جزء من موروث اجتماعي وسيناريو ثابت لا يجب أن يؤثر على نظرتكِ لذاتك، إليكِ أهم النصائح للتعامل مع كلام الناس عنكِ بعد الطلاق:
- دافعي عن نفسكِ: كامرأة مطلقة يجب أن تكوني قوية بمواجهة كلام الناس، هذا لا يعني أن تدخلي في سجال أو شجار، لكن لا تسمحي لأحد لإهانتك أو الحديث عنك بطريقة سيئة على الأقل بحضوركِ، كوني قوية وعبّري بشكل مباشر عن رفضك للكلام الجارح عنكِ بعد الطلاق.
- لا تصارعي طواحين الهواء: هناك سمات اجتماعية يصعب تغييرها في يوم وليلة، لذلك عليك التفكير بذكاء وحكمة بكيفية تجنب الشبهات والابتعاد عن التصرفات التي قد تجعلك أكثر عرضة للكلام عنك بعد الطلاق، لا نقول أن عليكِ الجلوس في البيت واعتزال الدنيا، لكن لا بد أن تكوني حكيمة في مواجهة هذه الموجة.
- استعيني بأشخاص موثوقين: سيكون من الجيد وجود أشخاص داعمين حولكِ لمواجهة كلام الناس بعد الطلاق، الأهل والأخوة والأقارب والأصدقاء، وربما يكون زوجك السابق مستعداً للدفاع عنكِ أيضاً، المهم أن تجدي أشخاص يقدمون الدعم والمساندة لكِ بحب.
- ابتعدي عن وسائل التواصل الاجتماعي: وبشكل نهائي خلال فترة الطلاق بشكل خاص، وتوخى الحذر قبل نشر أي شيء على حساباتكِ، ففي حين أنه قد يبدو من غير المؤذي التنفيس عن وضعك الحالي أو التباهي بحريتك (الحالية) بعد علاقة زواج صعبة وقاسية ومؤذية ربما؛ فقد يؤثر ذلك سلباً على عملية الطلاق ويجلب لكِ مشاكل وكلام أنتِ بغنى عنه.
وفي هذه الأيام قد تُستخدم منشوراتكِ على مواقع التواصل الاجتماعي ضدكِ، خاصة فيما يتعلق بكشف حقيقة ما أو تشويه سمعة زوجكِ أو العكس، كما قد يكون أهل وأصدقاء زوجك طرفاً محرّضاً على إثارة خلافٍ افتراضي لإثبات مثاليته أو العكس قد يقوم بذلك أهلكِ وأصدقائكِ أنتِ، وفي النهاية الطلاق قضية خاصة بين شخصين لها حرمتها، وذلك كفيل بإسكات ألسن الناس أساساً.. لكن للأسف لن تسكتْ! - شاركي همومكِ مع المقرّبين: لا تكبتي ما تشعرين به، الطلاق تجربة صعبة حتى وإن كانت نجاة من حياة سيئة، لذلك عليكِ مشاركة همومكِ دائماً مع المقربين، ومنها ما تواجهين من النظرة الاجتماعية وكلام الناس.
- التزمي بالروتين: سيقلب الطلاق حياتكِ رأساً على عقب، لذا سيساعدك إذا حاولتِ طبعاً؛ إبقاء الأمور طبيعية قدر الإمكان، فلا تفوتي وجبات الطعام أو تغيري عادات النوم، لأن الروتين يمكن أن يساعدكِ في الحفاظ على التركيز، كما أن الرياضة والتمرين طريقة مهمة لتخفيف التوتر، وإذا استطعتِ.. حاولي الحفاظ على حياتك الاجتماعية أيضاً.
- حاولي الحفاظ على نظرة إيجابية: ولا تخضعي لأي فرصة صراع أو شجار مع زوجكِ أو أهله أو أهلكِ، لذا حددي شكل وطريقة تواصلك وأين تختارين إجراء مناقشات الطلاق، كذلك تجنب المواقف التي قد تدفعكِ لملاحقة زوجكِ الذي يحاول الدخول في علاقة جديدة مثلاً لإغاظتكِ أو أن تأخذي الأولاد من المدرسة قبل حصولكِ على إذن قضائي أو حق الحضانة، وغيرها من المواقف التي قد تؤجج كلام الناس وأحكامهم الظالمة على المرأة المطلقة أو التي تمرّ في مرحلة طلاق.
أتذكر موقفاً محزناً مرّت به صبية خلال طلاقها وكيف تعرضت للتنمر من أقرب الناس إليها، لأنها نشرت صوراً مع صديقها في أحد المطاعم متحديّة زوجها الذي كان نشر صوراً مماثلة.. أثارت جبهة كلام الناس بحقها وليس بحق طليقها، لم تنتهِ حتى يومنا هذا وهي على وشك الزواج ثانية! - ضعي خطة للمستقبل: ركزي على الحاضر وليس الماضي، حاول أن تتحكمي بالأشياء التي تحت سيطرتكِ، لأن العديد من الأشياء في الطلاق خارجة عن إرادتكِ، لكن لا يمكنكِ التصرف بغوغائية، لذا ضعي خطة واعملي عليها للسيطرة على طلاقكِ وعدم السماح له بالسيطرة عليكِ.
ستمرين بالطلاق (الأفضل) إذا صحّ هذا التعبير؛ من خلال تحديد توقعاتك بعقلانية ومحاولة عدم الإصغاء للناس وبأن تكوني لطيفة مع نفسك، مثلاً يمكنكِ ألا تلتفتي لكلام الناس بأن تعلّمي نفسك ما ستترتب عليه عملية الطلاق بطلب مشورة مفصّلة من محاميكِ، وإليكِ بعض النصائح التي تجعلكِ قوية أمام كلام الناس وتهجم البعض عليكِ خلال وبعد الطلاق وتقرّبك من الحصول على الطلاق الناجح: [4]
- ابحثي عن الضمان المالي: كوني حريصة على وجود حساب بنكي مستقل لكِ ولأطفالكِ خاصة إذا كنتِ امرأة عاملة أو كان لديكِ ميراث خاص من أهلكِ، وإذا لم تكوني عاملة خلال زواجكِ يجب أن تعرفي كل القوانين الخاصة بضمان حقوقكِ وحقوق أطفالكِ في حال كنتِ أمّاً، لأن الحياة بعد الطلاق ستكون صعبة عليكِ اقتصادياً خاصة في حال وجود الأطفال وحصولك على حق الحضانة.
وهذا لا يعني أن الرجل هو الشرير دوماً، لكن أغلب حالات الطلاق في مجتمعاتنا العربية تكون المرأة فيها هي الطرف الأضعف وفقط بسبب الشق المادي وانقطاع الدعم المالي عنها من الزوج ثم من الأهل، كي لا تتمتع بحرية ما! - استخدمي مفكّرة الطلاق: لا تدعي الأمور خارج سيطرتكِ أو أن تسلميها فقط للمحامي أو شقيقكِ أو والدكِ للمتابعة مع المحامي، بل عليكِ أنتِ وأنتِ فقط؛ تدوين أي تواريخ ومهام يطلبها القضاة منكِ ووضعها على الفور في مذكرتكِ لتتابعي تقدم القضية خاصة في حال كنتِ تخوضين دعوى طلاق صعب وتحاولين الحصول على حقوقكِ وحقوق أطفالكِ والحق في حضانتهم.
ثم مع المفكّرة ستكونين على علم بكافة تكاليف القضية، ولن تخضعي لابتزاز أهلكِ أو شقيقكِ أو صهركِ مثلاً بأنهم يدفعون دون حساب من أجلك ولن تستطيعي مهما فعلتِ الوفاء ولو معنوياً! لذا ابقي مرتبة في حفظ ملفاتكِ وكافة الإيصالات والمدفوعات وكل ما يتعلق بكِ. - قومي بالأبحاث: "القانون لا يحمي المغفلين".. لذا من المفيد أن تتعلمي كل ما يمكنكِ تعلمه عن الطلاق في وقت مبكر من هذه العملية، إذا كنتِ تعرفين القليل أو لا شيء، فقد لا تكون لديكِ رفاهية القرار والخيار، وبالمعرفة وحدها يمكنك رفع مستوى راحتك واحتمالات نجاحك وتحديد ما سيحدث قبل الآوان، ولا تتركي مصيركِ في يد الأخ والعم وحتى الأمّ... وقد لا تتوفر هذه الرفاهية لكِ لأسباب كثيرة، لكن بين يديكِ شبكة انترنت وموقع بحث ضخم اسمه غوغل، إلا إذا كنتِ سيدة لا تعرف القراءة والكتابة، عندها لا بد أن يكون لديكِ شخصٌ يأخذ بيدكِ وينظر برحمة إليكِ خاصة إذا أتى طلاقكِ بسبب علاقة مسيئة وحياة قاسية مع رجلٍ كان أبغض من الطلاق.
ذكرنا أعلاه أهمية دعم ومساعدة النساء في مرحلة الطلاق وبعدها، ونظراً لهشاشة الشخص بعد الطلاق لا فرق بين رجل وامرأة، قد يكون الوضع أصعب على المرأة من الرجل في مجتمعنا، لذا يمكنك كصديق أو صديقة لامرأة تمرّ في هذه المرحلة من حياتها أن تقدم/ تقدمي لها المساعدة وتشجعها / تشجيعنها على تجاوز ذلك من خلال [5]:
- دعوتها للخروج من المنزل: حتى لو لم تستطع بسبب رفض أهلها أو رفضها الخروج ولقاء الآخرين، فإن دعوة السيدة وتضمينها في خطط أصدقائها سيبعث لديها مشاعر إيجابية وبأنها ليست منبوذة أو وحيدة.
- المساعدة في حزم الأمتعة: من أصعب الأمور على سيدة تمرّ في مرحلة انفصال وانعدام اليقين حول حياتها، لذا فإن تواجد داعمين حقيقين من أصدقائها بشكل خاص في مرحلة ترتيب أغراضها لترك بيت الزوجية؛ سيكون له أثر كبير في دعمها لتجاوز هذه المرحلة.
- الإصغاء: بحيث لا يحتاج معظم الناس إلى مشورة القاصي والداني أثناء الطلاق، كل ما يحتاجون إليه هو أن يعرفوا أنهم ليسوا وحيدين وأن الناس يهتمون بهم فقط بصرف النظر عن التفاصيل، فقط بالتركيز على الاستماع دون تأكيد الأحكام السلبية التي قد تطلقها السيدة على طليقها، لأنها حتماً تمرّ في مرحلة ضياع وخوف وغضب.
- عدم الضغط عليها للحصول على التفاصيل: لا تحكموا على المرأة المطلقة لو اختارت التزام الصمت حول ما حدث حتى تصل الأمور إلى الطلاق فكل شخص يتعامل مع حزنه ومشاكله بشكل مختلف، ومهما كنتِ قريبة من صديقتكِ المطلقة.. فقد لا تكون مستعدة للكلام بانفتاح بعد.
- عرض المساعدة: لمراقبة الأطفال ريثما تعود من عملها أو من جلسة المحاكمة، بحيث يمكنكِ دعم صديقتكِ المطلقة ولو بطي جوارب أطفالها أو تحضير وجبة غداء خلال انشغالها بترتيب المنزل، كل هذه الأمور البسيطة، ستُبعد السيدة المطلّقة عن تأثيرات كلام الناس السلبي.
- السؤال عما تحتاج إليه: واحدة من أفضل طرق المساعدة هي أن تكون مباشراً وأن تسأل على وجه التحديد وبشكل متكرر ما الذي يساعد وما للذي لا يساعد، ومن المهم أن تعرف السيدة بأنها يمكن أن ترفض أي مساعدة وأن تكون صريحة دون التسبب بجرحك؛ فأنت تأخذ الأمور بشكل شخصي على العكس تقدر بأنها تمرّ بظرف صعب.
- التواجد الدائم: وليس فقط في بداية مرحلة الطلاق ووقوعه، حيث من الأهمية بمكان أن تشعر السيدة بأن شبكة الدعم الاجتماعي المحطية بها ثابتة وستقوى مع الأيام.
بعد الطلاق لن تعود حياتكِ إلى سابق عهدها في عُرف المجتمع وأنتِ للحقيقة تغيرتِ كثيراً، أصبحتِ أكثر نضجاً وقدرةً على تحمّل المسؤولية أو باتت شخصيتكِ مجرد تابعةٍ للظرف الحالي! فتخافين كلام الناس وأحكامهم ونظرتهم المسبقة إلى كيف تلبسين أو تمشين أو تتحدثين ونبرة صوتك وطريقة ضحكك وموانع الكلام مع الرجال والغرباء بشكل خاص، إذ يؤثر الطلاق على حياتكِ الاجتماعية من خلال: [3]
- الصداقة في حياة المرأة المطلقة: عندما كنتِ متزوجة كانت علاقات الصداقة واضحة وتعرف أصدقائك على زوجك وتعرفتِ على أصدقائه وكونتم صداقات جديدة، بعد الطلاق لن تثقي بمتانة كل هذه العلاقات في حياتكِ الجديد كامرأة مطلقة، كما لن تعود علاقاتكِ مع أصدقائك قبل الزواج كما السابق، ربما ستعانين من الوحدة وحتى أقرب صديقاتكِ قد تتخلى عنكِ لا سيما إذا كانت عزباء.. فالمجتمع لن يرحمها بأحكامه وأنتِ تعلمين سخافة القيل والقال في مثل هذه الحال!
- نظرة الرجل للمرأة المطلقة: للأسف أن الكثير من الرجل ينظرون للمرأة المطلقة كفرسية سهلة المنال ويمكن الوصول معها أبعد بكثير مما يمكن مع الفتاة العزباء، لذلك توقعي أن تواجهي الكثير من العاطلين عن الضمير الذين سيحاولون التحرش بكِ لفظياً أو حتى جسدياً، وكوني مستعدة للدفاع عن نفسك.
- الحياة بعد الطلاق: وتغيير الأنشطة من أبسط الأمور المتعلقة بذهابك إلى السينما إلى أعقدها بحضورك مناسبات اجتماعية كالأفراح والأتراح، لن تكون حياتكِ كسيدة مطلّقة سهلة بالمطلق! فكل حركاتكِ وسكناتكِ محسوبة وعين الغادي والرائح عليكِ، لن تستطيعي الخروج من المنزل كيفما ومتى تشائين، ولو كنتِ مستقلة في منزلٍ مع أطفالكِ بعد الطلاق وليس مع أهلكِ، يغدو الأمر في بعض المجتمعات العربية كسجنٍ مؤبد حتى الموت أو أن يأتي عريس يناسبُ وضعكِ الحالي.
- قيود على مخططات حياة المطلّقة: لن تستطيعي التخطيط أو وضع الأهداف بحرية مطلقة، وحتى لو توفرت لديكِ رفاهية بدء مشروعكِ الخاص، سينظر إليك المجتمع بعين مريبة وشكاكة دوماً وأبداً حتى تعودي وتتزوجي من جديد!
- تغيرات اقتصادية (الدخل والوظيفة): هذا يتوقف على عملك خلال الزواج وتحقيقكِ دخلاً مالياً يضمن لكِ الاستقلال، وإلا ستكون التبعية المالية بما يتكرم عليك الزوج به من نفقة الأولاد أو على ما يمنحه لكِ أخوتكِ وذويكِ للعيش في ظلّهم مجدداً.
- ضغوط ما بعد الطلاق: من غير الوارد أن تكوني اجتماعية وتقاومي صدمة تغيير واقعك بعد الطلاق مباشرة، وتزداد هذه الضغوط الاجتماعية والخوف من نظرة الناس إليكِ كلما كنتِ مختلفة وأردتِ أن تثبتِ للآخرين أنكِ لم تخطئي ولم تتسببي بخراب بيتكِ وترك رجلٍ سيكون محطّ أنظار الكثيرات بينما تنتظرين الفرج بأن يتقدم إليك رجلٌ قد يكون بعمر والدكِ فالمهم الستر، إذا يُلاحظ في مجتمعاتنا الرغبة الملحّة لدى أغلب السيدات المنفصلات (المطلّقات) أن تجدن زوجاً بأسرع ما يمكن.. لتثبتن عكس نظرة الناس إليهن!
يأتي دور النهوض بالمجتمع بخصوص وصمة العار المتعلقة بالمرأة المطلقة من خلال:
- دحض ومحاربة التصورات الخاطئة عن الطلاق، بأنه عيب وعار ونقص في شخصية المطلقة.
- الدفاع عن السيدات المطلّقات ممن تعرضن لتلطيخ سمعتهن بسبب الطلاق.
- المحافظة على علاقتنا مع النساء اللاتي اخترن إنهاء الحياة الزوجية بالطلاق.
- لا بد من دعم كل سيدة عانت وتعاني وصمة العار بسبب الطلاق، من خلال تعزيز احترامها لذاتها ومساعدتها.
- تربية الطفل وتعليمه بأن الطلاق لا يقلل من قيمة أي شخص سواء امرأة أو رجل.
غالباً ما يتم تجاهل حقيقة أن النساء المطلقات يعانين من ضغوط نفسية متفاوتة، وقد استنتجت دراسات مختلفة أن مثل هذه الضغوطات يمكن أن تكون نذيراً لأمراض نفسية مثل: الاكتئاب والقلق، بالتالي ينبغي أخذها في الاعتبار من خلال الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين وغيرهم ممن يقدمن المساعدة لهؤلاء النساء.
فمن بين عدد كبير من أحداث الحياة المحتملة، تم تصنيف الطلاق على أنه أحد أكثر الأحداث إرهاقاً، وله تأثير كبير على وضع حياة أولئك الذين يمرون به، وقد أظهرت الدراسات التجريبية تكراراً: [1]
- فسخ الزواج مرتبط بعدد من المشكلات الاجتماعية، على سبيل المثال يتمتع المطلقون بشبكات اجتماعية أصغر ومن المرجح أن يفتقروا إلى الدعم الاجتماعي.
- يعاني المطلقون في كثير من الأحيان من أحداث سلبية في الحياة، واعتلال الصحة الجسدية والنفسية.
- تتعرض النساء المطلقات لصعوبات اقتصادية.
- مستوى الضائقة النفسية كان أعلى بشكل ملحوظ بعد الطلاق مباشرة.
- ينطوي الطلاق أيضاً على إجهاد دائم لدى الفرد.
قد يتطلب أخذ الصحة النفسية للمرأة المطلقة بعين الاعتبار في المجتمعات العربية؛ بنية قانونية وتغيّر تراكمي لما ترسّخ في أذهان الناس من نمطية سلبية، حتى تحصل المرأة المنفصلة عن زوجها أو المطلقة على مكانتها اللائقة.
في الدنمارك مثلاً؛ البلد الذي لا يُنظر إلى الطلاق فيه كوصمة عار بالإضافة إلى تمتع المرأة بحقوق متساوية مع الرجل، وجد باحثون "أن المستويات الأعلى من الصراع في الطلاق تنبأت بصحة عقلية أسوأ لدى كل من الرجال والنساء"، لكن وتوقعت النتائج "صحة جسدية أسوأ عند النساء، بغض النظر عن العوامل الاجتماعية والديموغرافية الأخرى أو خصائص الطلاق" [2].
وأكد الباحثون ضرورة وجود تدخلات مباشرة أو عبر الانترنت قائمة على الأدلة يمكن أن تساعد المطلقين فور الطلاق، وذلك للحدّ من الآثار السلبية على الصحة العقلية والبدنية للطلاق، ولن يكون هذا مفيداً للمطلقات فحسب، بل يمكنه توفير المال من خلال مواجهة الآثار السلبية للطلاق على الأسرة والمجتمع.
ختاماً.. لا يمكنكِ سيدتي أن تتعاملي مع كلام الناس ونظرة المجتمع ضد المرأة المطلّقة لوحدك، فهذه جبهة مواجهة متعبة، الأمر بحاجة لرأفة وتعاطف مع ضعفك خلال هذه المرحلة وهذا ما تحث عليه القيم الإنسانية الأصيلة والدين، لكن ما بقي من آثار العادات البالية يتفاقم اليوم بفعل وسائل التواصل الاجتماعي، فكوني حذرة وصبورة واعملي العقل والحدس معاً لتتجاوزي هذه المرحلة وحتماً سيكون حولك أشخاص داعمين.