حكم التعامل مع أخ الزوج وحدود التعامل مع زوجة الأخ

كيف أتعامل مع أخو زوجي؟ وهل يجوز الكلام والجلوس مع زوجة الأخ؟ ما حكم السكن مع أخو الزوج؟ تعرفوا إلى حدود وأحكام التعامل مع الزوجة مع أخو الزوج في الشرع
حكم التعامل مع أخ الزوج وحدود التعامل مع زوجة الأخ
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

أخ الزوج يعتبر من الرجال المحرمين على السيدة وهو من الأجانب بالنسبة إليها وينطبق عليهم من أحكام وحدود ما ينطبق على أي رجل أجنبي آخر، لذلك سوف نجيب من خلال هذا المقال على جميع التساؤلات حول حدود التعامل مع أخ الزوج، وما هي أهم الفتاوى الشرعية التي تنظم العلاقة بين السيدة وأخ زوجها.

هنالك حالات خاصة عند التعامل مع أخ الزوج يجب أن تكون المرأة على علم ووعي كافي للحكم الشرعي لهذه الحالات:

  • حكم خلع الحجاب أمام أخ الزوج:

    أخ الزوج يعتبر من الرجال الأجانب على المرأة لذلك يجب أن ترتدي حجابها أمامه، ولا يجوز لها كشف شعرها أمام أشقاء زوجها لأنهم ليسوا من الرجال المحرّمين عليها، ويمكنها كشف وجهها وكفيها فقط، وذلك تبعاً لفتوى للإمام ابن باز.
  • حكم السكن مع أخ الزوج:

    حسب لدار الإفتاء المصرية يجوز للأخ أن يقيم مع أخوه وزوجته، فعلى الرغم أنه من حق المرأة المتزوجة أن تستقر لوحدها في منزل مع زوجها وأطفالها فقط، ولكن في حال اضطر الزوج للعيش مع أخيه فيمكنه ذلك ولا يعتبر محرّماً، وذلك له ضوابط وشروط أهمها:
    1. لا يجوز تواجد أخو الزوج والزوجة لوحدهما في المنزل ولا يجب أن يختليا ببعضهما خلف بابٍ أو حجاب، وفي حال كانت الخلوة بين المرأة وأخي زوجها ستتحقق بأي حال من الأحوال هنا لا يجوز أن يقيم الأخ مع أخيه المتزوج.
    2. لا يجب أن تكون المرافق مشتركة بين الزوجة وأخو الزوج كالمطبخ أو الحمام أو السطح، فإذا كانت هذه المرافق مشتركة قال بعض أهل العلم مكروه وقال بعضهم لا يجوز.
    3. أن يلتزم أخو الزوج بآداب الإقامة مع أخيه وزوجته، فلا يدخل أو يخرج دون استئذان، ويغض بصره وسمعه.
    4. أن تراعي الزوجة وجود أخو زوجها في البيت، فتستر نفسها ما استطاعت وتلتزم بالضوابط الشرعية والأخلاقية للتعامل مع أخو الزوج. [1]
  • حكم السلام على أخو الزوج:

    يبقى أخ الزوج من الرجال المحرمين على المرأة لذلك لا يجوز السلام عليهم مصافحة باليد، ويجب الاكتفاء بالسلام عن بعد، والسلام والترحاب من واجبات الزوجة تجاه أهل زوجها عموماً، على ألّا يتعدى مع أخ الزوج حدود الترحيب والسلام العادي دون مصافحة. [4]
  • حكم السفر مع أخ الزوج:

    لا يجوز للمرأة أن تسافر مع أخ زوجها لوحدهما دون وجود طرف ثالث محرم وذلك لإبعاد الفتنة، ويجوز للزوجة أن تسافر مع أخو زوجها بحضور الزوج أو أحد محارمها مثل والد زوجها أو والدها أو شقيقها، وتنطبق حدود التعامل مع أخو الزوج من تجنب الخلوة والمصافحة وغيرها في هذه الحالة. [5]
  • حكم الكلام مع أخ الزوج:

    يجوز التحدث مع أخ الزوج فلا بأس في ذلك بحضور الزوج وعند اجتماع العائلة كاملة، مع المحافظة على الحجاب والتستر، ولا يحق لأخ الزوج الكلام مع زوجة أخيه في خلوة لوحدهما دون علم الزوج تبعاً للحديث الشريف" لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما". [1]
animate

هنالك العديد من الفتاوى الشرعية التي تنظم العلاقة بين السيدة وأخ زوجها وسوف نشرح هنا أهم الفتاوى الصحيحة حول هذا الأمر:

  • هل يجوز جلوس المرأة مع أخو زوجها؟

    لا يجوز أن تبقى المرأة لوحدها مع أخ زوجها في المنزل دون أن يكون هنالك شخص ثالث، فالأفضل أن يكون يرافقهما شخص من المحرمين أو النساء الأقارب وهنا يجوز أن تجلس المرأة مع أخ زوجها، تبعاً للحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم" لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم". [ 3، 4]
  • هل يجوز الأكل مع زوجة الأخ؟

    هناك خلاف بين عدة فتاوى حول تناول الطعام مع زوجة الأخ فبعض العلماء يقولون أنه لا يجوز تناول الطعام مع زوجة الأخ من باب منع الاختلاط خاصة في حال كانا لوحدهما على الطعام فلا يجوز هذا إطلاقاً، والبعض الآخر يقول أنه يجوز تناول الطعام في حال كانت العائلة جميعها في المنزل بشرط أن يجلس النساء على مائدة خاصة، والرجال في طرف آخر على مائدة أخرى لكي لا تتم رؤية النساء عند تناول الطعام [6،7]
  • ما حكم دخول أخو الزوج بيتي في غيابي؟

    في الحديث المتفق عليه للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال" إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو، قال: الحمو موت" رواه البخاري في صحيحه، والحمو هنا هو أخ الزوج ويوضح الإمام النووي في شرحه للحديث الشريف أن الحمو موت بمعنى الخوف والحذر منه يجب أن يكون أكثر من غيره من الرجال لتمكنه من الدخول لبيت أخيه بحرية دون استغراب أو إنكار من أحد، وبهذه الحالة يتمكن من الوصول للمرأة ويخلو بها دون أن ينتبه أحد، لذلك لا يجوز دخول أخ الزوج للمنزل في غياب الرجل دون علمه أو وجوده. [1]
  • هل يجوز كشف الشعر أمام أخو الزوج؟

    لا يجوز للمرأة أن تكشف عن شعرها أمام أخو زوجها فهو ليس من المحارم وحتى لو كان مقيم معهم في نفس المنزل، لا يجوز لها أن تخلع حجابها أمامه، حيث ينطبق عليه ما ينطبق على أي رجل آخر غريب عنها. [2]
  • هل يجوز إعطاء مفتاح البيت لأخو زوجي؟

    لا يجوز أن يمتلك مفتاح البيت إلّا أهل البيت وهم الزوج والزوجة والأبناء، ولا يجوز أن يكون مع أخ الزوج مفتاح لبيت أخيه، إلّا إذا كان السكن مشتركاً فقد أجاز بعض أهل العلم أن يكون مع أخو الزوج مفتاح البيت على أن يلتزم بآداب الدخول والخروج.
  • هل يجوز للمعتدة رؤية أخو زوجها في العدة؟

    خلال أيام العدة من طلاق أو وفاة يمكن للمرأة أن تكلم أخ زوجها فلا بأس في ذلك ولكن من خلف حجاب، و يحق لها رؤية أخو زوجها بشرط النظر إليه بغير شهوة وفي حال النظر إليه بشهوة تحرم رؤيته، وفي حال تمت رؤيته يجب أن يطبق عليه ما يطبق على غيره من الرجال الأجانب فلا تنكشف عليه دون حجاب ولا تجلس معه لوحدهما، كما يحرم عليها زيارة أي أحد قبل انتهاء فترة العدة وذلك اقتداء بقوله تعالى" يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدّتهن وأحصوا العدّة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة وتلك حدود الله ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً" سورة الطلاق. [8]

من المهم أن يكون هنالك ضوابط خاصة للعلاقة بين المرأة وأخ زوجها، حيث يجب أن تتسم العلاقة بعدة أشياء مثل:

  • الاحترام المتبادل: من المهم أن تتسم العلاقة بين المرأة وأخ الزوج بالاحترام المتبادل حتى ولو كان أحد الطرفين لا يرغب بالطرف الآخر في العائلة، لأنه في النهاية فُرض على الزوجة معاملة أهل الزوج باحترام، بالمقابل يجب على أخ الزوج احترام رغبة أخوه واختياره وبالتالي معاملة زوجته وأطفاله بمودة ولطف.
  • المحافظة على الحجاب والتستر: مهما كانت العلاقة جيدة من المودة واللين بين المرأة وأخ زوجها، هذا لا ينفي وجوب حفاظها على سترها وحجابها فهو يبقى رجل غريب عنها وليس من المحرمين.
  • عدم رفع الصوت بوجوده: من الآداب العامة للمرأة عند تعاملها مع أي رجل غريب هو خفض الصوت والتكلم دون النظر إليه، وبما أن أخ الزوج يعد من الرجال الغرباء فيجب على المرأة أن تخفض صوتها بحضوره بشكل عام، وفي حالات خاصة من المهم إن حصل بينهما خلاف ألا تنفعل حتى ولو كان الأمر شديد ويجب أن تترك الحل لزوجها حفاظاً على صورتها العامة وأدبها.
  • عدم بقاء المرأة لوحدها مع أخ الزوج: من المهم ألا تبقى المرأة لوحدها مع أخو زوجها في المنزل كما أنه لا يجب أن تذهب معه لوحدها إلى مكان ما، فمثلاً في حال كانت المرأة في مكان ما واضطرت للمغادرة لا يجب أن تطلب من أخ الزوج إيصالها إلى حيث تريد، وهنا يجب أن تنتظر زوجها أو تطلب من أحد المحرمين عليها.
  • الالتزام بالعادات والتقاليد: في هذه النقطة من المهم أن تبقى المرأة ملتزمة بالعادات والتقاليد والأوامر الدينية الصحيحة مهما كانت العلاقة جيدة مع أخ الزوج ولا يجب أن تخرق أي من العادات حفاظاً على احترامها وأدبها.

في بعض الحالات الخاصة تكون علاقة الأخوة ببعضهم قوية حتى بعد زواجهما وقد تندمج العائلتان بشكل مفرط مما يؤهب لوقوع بعض الأخطاء عند تعامل المرأة مع أخ الزوج، ويجب تجنب هذه الأخطاء والوعي إليها مثل:

  • الثقة المبالغ فيها: قد تكون العلاقة بين الأخوين قوية مما ينقل الثقة بلا وعي للزوجات وفي هذه الحالة قد تثق المرأة بأخ الزوج بشكل مبالغ فيه، مما يجعلها تقع في أخطاء فقد تفشي سراً لا يجب قوله عن حياتها الزوجية، أو تذهب مع أخ الزوج لوحدها ليوصلها لمكان ما كمنزل أهلها وما إلى ذلك.
  • التقرب والاعتياد: في بعض الأحيان الاعتياد على الشخص ورؤيته بشكل متكرر وتشارك كامل اليوميات معه قد يجعل المرأة تقع في بعض الأخطاء وتتجاوز بعض الضوابط في التعامل مع أخ الزوج دون قصد.
  • المزاح بشكل خارج عن المألوف: من الأخطاء التي تقع دون قصد بين المرأة وأخ الزوج هو المزاح بشكل متكرر خاصة في حال كانت المرأة مقاربة بالعمر من أخ الزوج فهذا قد يؤدي للابتعاد عن الاحترام أو كسر بعض الحواجز بينهما. 
  • تجاوز بعض الضوابط الدينية: مهما كان الرجل ذو أخلاق جيدة ومهما شعرت المرأة بالثقة تجاه أخ الزوج وأنه يريد الخير لعائلتها، مع ذلك لا يجب أن تتجاوز الضوابط الدينية والعادات والتقاليد بالتعامل معه فهو بالنهاية رجل غريب عنها.
  • المبالغة بوضع الحدود قد تنشأ خلاف بين الأخوة: على عكس الحالة السابقة فإن المبالغة في وضع الحدود لأخ الزوج وابتعاد الزوجة عن الكلام والتعامل مع أخ الزوج من باب الحرص الزائد؛ قد يولد خصام بين الأخوة، لذلك الأصح أن تكون علاقة الأخوة وزوجاتهن قوية ضمن حدود الدين.

المراجع