كيفية الإجابة على أسئلة المراهقين المحرجة
على الأهل الإجابة على جميع أسئلة المراهقين التي قد تكون محرجة لهم في بعض الأحيان، لا يشترط أن تكون الإجابة تفصيلية أو حقيقية 100%، لكن لا بد أن يحصل المراهق على إجابة تناسب سنه والمرحلة التي يمر بها.
فكيف يمكن إجابة المراهق عن أسئلته المحرجة؟ وما هي الأخطاء التي يجب تجنبها عند الإجابة على أسئلة المراهقين؟
يبدأ الأشخاص في سن المراهقة بالوعي والسؤال حول أكثر الأشياء شيوعاً في الحياة، لمحاوله فهم ما يدور من حوله، ومن أكثر الأشياء التي يسأل عنها المراهقين هي: [3-4-6]
- أسئلة عن الحب: الحب هو شعور يخلق مع الإنسان بالفطرة ويبدأ تجاه الأم في الطفولة، ولكن مع الوصول لسن المراهقة يبدأ المراهقين بالأسئلة المحرجة للأهل عن الحب والتجارب العاطفية التي تواجههم خاصة في ظل رؤية رفاقهم الذين يدخلون في علاقات عاطفية كثيرة، مثل سؤال الفتاة لأمها متى سوف أتزوج؟ هل أدخل في علاقة عاطفية؟ أو قد يسأل الشاب والده كيف دخلت في علاقة مع أمي؟ وهل كان لديك علاقات سابقة؟
وهنا دور الأهل بتوعية ابنهم واحتوائه وإجابته عن جميع الأسئلة العاطفية، لكي يتكلم عن تجاربه العاطفية دون خوف، وهذا ما يسمح للأهل بالتدخل لحماية ابنهم في حال حصل له شيء خارج عن السيطرة، وما عدا ذلك يجب تركه يخوض معركته الخاصة ليكوّن منها خبرة تحميه فيما بعد وتكون سبب بنضج شخصيته وأفكاره تجاه الحب. - أسئلة عن البلوغ الجنسي: يسأل المراهقين أيضاً العديد من الأسئلة حول البلوغ الجنسي، فعلى سبيل المثال كيف يختلف البلوغ بين الشاب والفتاة؟ وما هي علامات البلوغ الجنسي؟ ومن المهم توضيح جميع المفاهيم الغامضة بالنسبة إليه وتوعيتهم حيال هذا الأمر فهنالك أشياء يجب أن يفهمها من الأهل لكي لا يسأل عنها في مكان آخر.
- أسئلة المراهق عن العلاقة الجنسية: العلاقة الجنسية أيضاً هي من أوائل الأشياء التي يبحث المراهقين عن توضيح لها ويتوجب على الأهل شرح العلاقة الزوجية لأبنائهم لكسب ثقتهم، فقد يسأل المراهقين عن العلاقة الزوجية بين الأب والأم، أو قد تسأل الفتاة عن علاقة أختها المتزوجة مع زوجها، ولماذا لا يحق لها الدخول في علاقة جنسية مع من تحب وما الخطأ في ذلك؟ جميع هذه الأسئلة قد يتعرض لها الأهل وهنا يجب على الأم توضيح العلاقة الجنسية لأبنائها لتحد من وقوعهم في الأخطاء.
- أسئلة المراهق عن الدين: يبدأ المراهقين مع بداية وعيهم بالأسئلة عن الدين مثل كيف خُلِقنا؟ ومن الله ولماذا توجد أديان أخرى؟ ولماذا تختلف الأديان عن بعضها لطالما الإله واحد؟ ولطالما الإنسان مسير في حياته لماذا يعاقب على ذنوبه؟ ومن المهم للأهل هنا توضيح كل ما يتعلق بالدين بطرق بسيطة وبالترغيب دون فرض الآراء الدينية للأب على أبنائه أو التهرب من الإجابة، مع تفهم وجهة نظر الأبناء وتركهم ليبنوا أفكارهم بنفسهم مع توجيههم للطرق الصحيحة.
- أسئلة عن الكون: كيف نشأة الأرض؟ وما هو مصيرها؟ وكيف توزعت البلدان؟ ولماذا الحياة فقط على كوكب الأرض؟ وهل هنالك حياة على باقي الكواكب لا نعلمها، في سن المراهقة تتجول هذه الأسئلة بكثرة في عقول المراهقين، ويحاولون البحث بشكل دائم عن تفسير لهذه الأسئلة ومن المهم أن تتم مشاركتهم من قبل الأهل في التفكير والنقاش الإيجابي للإجابة على هذه الأسئلة.
ويمكن في حال تم إحراج الأهل ببعض الأسئلة الغريبة التي لا يعرفون الإجابة عليها يجب أن يقول الأب دعنا نبحث سوياً عن الإجابة المقنعة ولا يجب إعطائه أي إجابة خاطئة.
من أهم الأشياء التي يتساءل حولها المراهقين هي العلاقة الزوجية، وهنا يكون الأهل بموقف يجبرهم على التفهم والوعي لشرح العلاقة بطريقة تجعل المراهق يقتنع ولا يبحث في أماكن أخرى أو يسأل أحد آخر، ويمكن شرح العلاقة عن طريق: [1]
- التحدث معه بشكل مباشر: التحدث المباشر يكون الخطوة الأولى والأهم في شرح العلاقة الزوجية للمراهق، فقد يلاحظ الأهل بأن ابنهم بدأ يفهم ويكون أكثر وعي تجاه العلاقة الزوجية ولعل أول سؤال يراود ذهنه ويسأل أهله حوله هو كيف أتينا؟ وكيف حدث الحمل؟ وهنا يجب على الأهل التحدث معه بشكل واضح حول العلاقة الزوجية لزيادة وعيه من جهة، وإعطاءه ما يريد من المعلومات لكي لا يبحث عنها في مكان آخر والذي قد يشكل خطر عليه وعلى أفكاره.
- اسمع كل ما لديه: بعد اتخاذ قرار المصارحة من الأهل يجب سماع المراهق للنهاية ومعرفة كل الأسئلة التي تراود ذهنه حول هذا الموضوع، وما هي المعلومات التي حصل عليها ومن أين، ويجب أن سماعه بهدوء وتفهم لكل ما حصل معه فهذا يجعله يشعر بالأمان والثقة تجاه الأهل.
- وضح له الأخطاء: بعد سماع كل ما لديه من معلومات حول العلاقة الزوجية يجب تصحيح الأخطاء، ويجب توعيته للعلاقة وكيفية حدوثها وتنبيهه من المواقع الالكترونية التي قد تعطيه المعلومات الخاطئة والتي تخالف تربيته، مع توجيه بعض النصائح لحمايته من هذه المواقع خاصة في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي التي تسهل عليه الوصول لما يريد دون رقيب، وهنا يجب كسب ثقة المراهق بالتفاهم فقط، وأن الأهل على استعداد للإجابة عن أي سؤال دون حاجته للجوء لمثل هذه المواقع.
- خذ وجهة نظره بعين الاعتبار: في هذه النقطة يجب على الأهل أخذ وجهة نظر ابنهم بعين الاعتبار دون توجيه أي ملاحظات حادة تجعله ينفر من النقاش، ومحاوله استيعابه وتفهم رأيه وتوجيهه نحو الطريق الصحيح وإعطاءه المعلومات الصحيحة التي تجعله يعرف كيف يتكلم في مثل هذه النقاشات بين رفاقه، فالنقاش في هذا الموضوع شائع بين المراهقين وهنا يكون الأهل قد قدموا لابنهم الحماية الكافية من رفاق السوء الذين يشوهون مفاهيمه حول العلاقة الزوجية.
- وضح له مخاطر العلاقات غير المنضبطة: بعد تفهم الطرفين وانتهاء النقاش يجب على الأهل توضيح مخاطر العلاقة في حال حصلت خارج إطار الزواج، وتوضيح مفاهيم المجتمع في هذه النقطة، وذلك لحماية ابنهم من الانحراف بالإقناع وتوضيح الأمراض الخطيرة التي قد تنتقل له عن طريق الجنس غير الآمن.
قد لا يتقبل الأهل في بعض الأحيان أسئلة المراهقين ويتجنبون الإجابة كنوع من الحفاظ على حدود الأدب بين المراهقين والأهل، وقد يقولون أشياء لا يتوجب قولها لهم، لذلك يجب على الأهل تفهم استفسارات أبنائهم واحتواء جميع أفكارهم، ومن الأشياء التي لا يجب قولها لهم نذكر: [2]
- هذا أمر لا يخصك: من الأخطاء التي لا يجب قولها للمراهقين جملة "هذا أمر لا يخصك" وذلك عندما يقع الأب أو الأم بالأخطاء ويمنعون أبنائهم عنها دون تبرير، فمثلاً قد يكون الأب مدخن ومدمن كحول ويمنع ابنه عن التدخين وشرب الكحول بالقوة، وعندما يسأل المراهق السؤال المنطقي وهو لماذا تمنعني من التدخين وانت تدخن أمام عيني ليقوم الأب بالإجابة أن هذا أمر ليس من شأنك دون تبرير منطقي أو وعد بأنه لن يعود للتدخين مرة أخرى، هذا الخطأ قد يجعل الابن يبتعد عن والده ولا ينفذ أي من توجيهاته.
- سوف تعرف الإجابة عندما تكبر: قد يخطأ الأهل أيضاً عند مواجهة أسئلة أبنائهم المحرجة، فمثلاً قد يسأل الشاب أو الفتاة عن العلاقة الجنسية بين الأبوين، ليتهرب الأبوين من الإجابة بقول "سوف تعرف الإجابة عندما تكبر" هذا الخطأ يجعل الأبناء يبحثون عن الإجابة في أماكن قد تشكل خطر عليهم.
- افعل ما تريد عندما تكبر: في حال لم يعد لدى الأبوين أي تبرير أو إجابة منطقية لأسئلة الأبناء قد يتهربون من الإجابة بقول "افعل ما تريد عندما تكبر" وهذا خطأ لا يجب قوله، فمثلاً قد يُمنَع الابن عن التدخين بالوقت الذي يقوم فيه الأب بالتدخين أمام أبنائه، وعندما يتم سؤاله يقول للابن "افعل ما تريد عندما تكبر" هذه الطريقة تجعله يشجع ابنه على الخطأ ولا يمنعه منه كما يعطيه شعور بأنه لايزال صغيراً وهذا ما يكرهه المراهقين لأنهم في مرحلة يشعرون فيها بأنهم لم يعودوا أطفالاً.
- أفعل هذا دون أسئلة: من المهم معرفة أن إقناع الأبناء هي الوسيلة التي تجعلهم يفعلون ما يريده الأهل وليس إجبارهم عليه، فمن الأشياء التي لا يجب قولها هي "أفعل هذا دون أسئلة" وخاصة عندما يتعلق الأمر بالواجبات الدينية فقد يشعر المراهق بأنه غير مقتنع بهذه الواجبات وغير مجبر على تأديتها وعندما يتم إجباره من الأهل دون مناقشته والإجابة على أسئلته وإقناعه قد لا يقوم بأي من هذه الواجبات لأنه يشعر بأنه غير مضطر للقيام بها دون قناعة.
- لا أسمح لك بفعل هذا: يجب على الأهل معرفة أن عدم السماح للمراهق بفعل شيء معين يجعله يفعل هذا الشيء رغماً عنهم لمجرد فرض شخصيته وإبراز وجوده، فمن الخطأ قول لا أسمح لك بفعل هذا الشيء دون تبرير منطقي، وهنا يجب السماح له بفعل ما يريد ضمن التوجيهات التي تمنعه من الوقوع في الخطأ.
قد يخطأ الأهل في بعض الأحيان عند الإجابة على أسئلة المراهقين المحرجة ظناً منهم بأنهم يحمون أبنائهم عند عدم توضيح هذه الأشياء، وهذا خطأ كبير لأنه يجب إعطاء أبنائهم الأفكار الصحيحة، ومن الأخطاء التي يقترفها الأهل نذكر: [3-4-6]
- عدم إعطاء الجواب الصحيح: من الأخطاء التي يقترفها الأهل عند الإجابة على أسئلة المراهقين، هو الالتفاف على الإجابة وعدم إعطاء المراهق الجواب الصحيح فهذا لن يقنعه وقد يدفعه بطريقة غير مباشرة للوقوع في الأخطاء.
- التهرب من الإجابة: إغلاق النقاش والتهرب من الإجابة على أسئلة المراهقين المحرجة يعتبر من الأخطاء الشائعة حيث يظن الأهل بأن هذه الأشياء لا يجب عليهم توضيحها والنقاش فيها بشكل صريح من باب التربية، ولكن هذه الطريقة تجعل المراهق يسأل أشخاص قد لا يكونوا على وعي كافي وقد يأخذونه لسبل غير صحيحة.
- عدم تقبل أسئلة المراهقين: من الأخطاء الشائعة أيضاً هي عدم تقبل أسئلة المراهقين وردعهم بالشجار فهذا يحطم سبل التفاهم، ويجعل هنالك فجوة بين الأهل والمراهق، تجعله يتجنب مصارحة أهله بكل ما يحدث معه.
- عدم إعطائهم الوقت الكافي للتعبير عن أنفسهم: بعض الأهالي يوجهون العديد من النصائح والتوجيهات التي قد لا يتقبلها المراهق ويقعون في أخطاء كبيرة مع المراهقين ولا يعطونهم الوقت الكافي للتعبير عن أنفسهم وهذا قد يجعل المراهق يبتعد عن أهله.
- عدم إعطاء فرصة للنقاش: من الأخطاء عند الإجابة على أسئلة المراهقين المحرجة هو عدم إعطاء فرصة للنقاش وعدم سماع رأي المراهق وفهم ما يشعر فيه، وهذا سوف يجعل الفجوة بين الأهل والمراهق تكبر شيئاً فشيئاً فمن المهم إعطائهم الفرصة للنقاش من أجل التقرب منهم وحمايتهم.
من المهم أن يفهم الأهل الطريقة الصحيحة للإجابة على أسئلة المراهقين المحرجة فبشكل أو بآخر سوف يعرفون الإجابة، لذلك الأفضل أن يسمعونها من الأهل، وهنا بعض النصائح عند الإجابة على أسئلة المراهق: [5]
- السماح له بالتعبير عن نفسه: من حق المراهق أن يسمح له الأهل بالتعبير عن أفكاره وما يشعر به وعدم قمعه أو توبيخه ويجب تقديم النصيحة والإقناع والتوجيه للطريق الصحيح.
- الإجابة بشكل صريح: لا يجب تهرب الأهل من الإجابة على أسئلة المراهق أو تجاهلها، فالإجابة الصريحة تبني جسر من الثقة بين المراهق والأهل.
- إعطاء المراهق الشعور بالنضج وتحمل المسؤولية: إن ترك المجال مفتوحاً أمام المراهق بعد إعطائه الإجابة الصحيحة تجعله يشعر بالنضج وتحمله مسؤولية قراره وهذا ما يجعله يفكر عدة مرات قبل ارتكاب أي خطأ واتخاذ أي قرار.
- تنبيه المراهق من الأخطاء التي قد يقع فيها: من المهم أن يتم تنبيه المراهق فقط على الأخطاء التي قد يقع فيها ومحاوله حمايته منها من خلال توعيته ونقاشه وإقناعه بفعل الصواب.
- عدم التأثير على أفكاره وشخصيته: يجب على الأهل عدم التأثير بالقوة على أفكار الأبناء وعلى العكس يجب ترك الحرية لهم لبناء أفكارهم وشخصيتهم بالطريقة التي يرغبون بها، فمن غير الضروري أن يشبه الأبناء آبائهم ولا يوجد شيء ما يجبرهم على تبني أفكارهم فكل منهم يملك شخصيته المستقلة.