أسباب سرعة التنفس عند حديثي الولادة وعلاج ضيق التنفس
يتنفس الوليد (الطفل حديث الولادة تحت عمر الشهر) ما يقرب من 50 حركة تنفسية في الدقيقة وسطياً، قد تصل حتى الـ 60 حركة ولا يشكل ذلك أيّة مشاكل صحية على الطفل، كما يعد تنفس الرضيع تنفساً بطنياً بمعنى أنه يتنفس عن طريق البطن طبيعياً بشكلٍ يتوافق مع حركة الصدر أثناء الشهيق، لكن في المقابل عندما تزيد حركات التنفس عن 60 مرة في الدقيقة يسمى عندها حالة تسرع تنفس ما قد يشير إلى وجود مشكلة لدى الطفل.
- ما المقصود بسرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة؟
- ما هو معدل التنفس الطبيعي عند حديثي الولادة؟
- طريقة قياس معدل التنفس عند الأطفال
- أعراض سرعة التنفس عند الرضع حديثي الولادة
- ضيق التنفس عند الوليد أثناء الولادة القيصرية
- أسباب سرعة التنفس عند حديثي الولادة
- طرق علاج سرعة التنفس عند حديثي الولادة
- المصادر و المراجع
سرعة التنفس عند حديث الولادة هو زيادة عدد مرات التنفس لتصل إلى 60 مرة وما فوق في الدقيقة الواحدة عند الأطفال تحت عمر الشهر، ولا شك أن هذا المعدل يختلف من رضيع لآخر وقد تترافق مع أعراض أخرى أو قد تكون علامة أساسية لمشكلة مرضية، كما يختلف الشكل العام للتنفس عند حديثي الولادة عنه عند الأطفال الأكبر سناً، إذ أنه يبدأ بشكلٍ سريع يتناسب مع حجم الطفل وقد يتخلله نوبات توقف تنفس طبيعية لمدة 10 ثوانٍ أو أقل دون أي مشاكل مرضية. [1]
يختلف معدل التنفس عند الأطفال حسب العمر، وتتراوح القيم الطبيعية للتنفس عند الرضع حديثي الولادة بين الحد الأدنى 30 والحد الاعلى 60 حركة، ويعتبر ما دون ذلك مرضياً وبحاجة إلى متابعة طبيّة، وسنقوم بتصنيف معدل التنفس الطبيعي عند الرضع بناءً على أعمارهم إلى: [2]
- معدل التنفس عند المولودين حديثاً: يبلغ عدد مرات التنفس عند الأطفال المولودين حديثاً تحت عمر الشهر حتى الـ 60 حركة تنفسية/ د دون أن يدعو ذلك للقلق.
- معدل التنفس بين شهر و6أشهر: يصل عدد مرات التنفس بين 30 وال 55 حركة تنفسية/ د عند الأطفال بين عمريّ الشهر والـ 6 أشهر.
- معدل النفس حتى عمر سنة: يصل عدد مرات التنفس بعد عمر الـ 6 أشهر من 25-40 حركة تنفسية/ دقيقة حتى عمر السنة.
- معدل التنفس أثناء النوم: قد ينخفض معدل التنفس عند الأطفال تحت عمر الـ 6 أشهر إلى 20 حركة في الدقيقة، ويعتبر هذا الأمر طبيعياً فقط أثناء النوم.
- حالات توقف التنفس: من الطبيعي أن يتوقف التنفس عند حديثي الولادة مدة أقل من 10 ثوانٍ دون أن يشكل ذلك تهديد لصحّة الطفل.
ضعي يدك عزيزتي على صدر أو بطن الطفل دون إحداث أي ضغط فوقها وقومي بضبط المؤقت الزمني على 60 ثانية ثم ابدئي بعدّ كل حركة ينخفض فيها البطن أو يرتفع فيها جدار الصدر كحركة تنفسية واحدة، في النهاية قومي بجمعها فينتج لدينا ما يسمى بمعدل التنفس عند طفلك. [2]
تدل الأعراض السريرية التي ترافق زيادة سرعة التنفس عند حديثي الولادة على شدة وخطورة العرض السابق، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن أية حالة مرضية مرافقة، في المقابل فإن سرعة التنفس كعرض وحيد قد لا يقلق كثيراً، ونذكر هنا أهم الأعراض السريرية التي تلاحظ على الأطفال حديثي الولادة: [4]
- زيادة عدد مرات التنفس في الدقيقة (الزلّة التنفسية): بسبب نمط التنفس السريع الذي يصيب الطفل زيادة عدد مرات التنفس في الدقيقة لتصبح أعلى من معدلها الطبيعي وهذا ما يدعى بالزلة التنفسية والتي تلاحظ كثيراً في حالات فقر الدم عند الأطفال.
- ضيق التنفس وصوت التنفس المصاحب: ينتج عن زيادة سرعة التنفس لسببٍ ما صوت ظاهر ينتج عن زيادة مرور المفرزات القصبية أو ما يدعى بالبلغم ضمن الشجرة الهوائية السفلية أو العلوية كما في الالتهاب الرئوي وذات رئة وقصبات، أو التهاب القصيبات الشعرية، أو صوت صرير (صوت يصدر من الحنجرة يشير إلى عائق هوائي علوي) مثل مرض الربو.
- السعال أو العطاس: قد يترافق مع زيادة سرعة التنفس سعال متكرر بأنماط مختلفة يدل على السبب الممرض، منها السعال الرطب الذي ينتج القشع كما في ذات الرئة، ومنها السعال الجاف أو الكحة المستمرة الذي يشير إلى عائق انسدادي على مستوى القصبات والرغامى كما في الربو، بالإضافة إلى السعال النباحي (كما صوت نباح الكلاب) المشاهد في مرض الخناق، أو السعال الديكي المشاهد في مرض الشاهوق في فصليّ الخريف والشتاء.
- الزرقة المركزية والمحيطية: وهو تحول وجه الطفل الرضيع إلى اللون الأزرق، إنما يقصد بالزرقة المركزية تحول لون اللسان والشفاه إلى الأزرق، بينما الزرقة المحيطية هي ازرقاق الأطراف العلوية والسفلية، والتي تحدث نتيجة توقف أخذ الطفل للنفس فجأةً وتدل على مشكلة قلبية أو اضطرابات تنفسية أو وعائية وتحتاج إلى علاج.
- نوبات حبس النفس المتكررة: وتحدث خاصّةً أثناء النوم، وتنتج عن صعوبة أخذ النفس أثناء البكاء أو النوم أو السعال، يصبح لون بشرة الطفل شاحبة ثم تتراجع تلقائياً، وتشاهد كثيراً في نوبات الغشي وفقر الدم أو بعض الاضطرابات النفسية.
قد يمر الجنين أثناء الولادة القيصرية بعدة مراحل منها عسرة الولادة (صعوبة في الولادة) مما يسبب الضغط الميكانيكي على الرغامى والطرق الهوائية والصدر، بالإضافة إلى مشاكل قبل الولادة مثل الاستسقاء الدماغي (زيادة السائل الدماغي مما يتسبب في زيادة محيط الرأس) وهذا ما ينتج عنه صعوبة إخراج الرأس أثناء الولادة فيضغط على الصدر ويسبب سرعة التنفس عند الجنين أثناء الولادة وعند حديث الولادة بعد الولادة.
والجدير بالذكر أن الولادة المبكرة لسبب طبي ما أو بشكل مفاجئ تسبب نقص مادة السورفاكتانت وهي مادة لزجة تفيد في نضج الرئتين عند الجنين وإعدادها لاستقبال الهواء المحيط وتأقلم الجهاز التنفسي على طريقة التنفس الجديدة خارج الرحم، والتي تتواجد بشكل أكبر في حال الولادة الطبيعية منها في القيصرية.
يستغرق تشكل الرئتين للجنين في الحياة الرحمية 9 أشهر ويعد آخر4 أسابيع أهمها حيث تنضج الرئتين بشكلٍ كامل، وعند الولادة يتم مص المفرزات العالقة ليبدأ تنفس الطفل عن طريق الأنف من الوسط الجوي المحيط به، ونذكر أسباب سرعة التنفس عند حديثي الولادة: [3]
- بقاء السائل الأمنيوسي في الرئتين بعد الولادة: المقصود بالسائل الأمنيوسي هو السائل المحيط بالجنين لحمايته من أي عامل خارجي تسبح به بقايا الجنين ضمن الرحم، وفي بعض الحالات يبقى هذا السائل عالقاً بين النسيج الرئوي والقصبات الهوائية مما يسبب زيادة سرعة التنفس.
- الولادة المبكرة: تتم الولادة الطبيعية بين 38 حتى 42 أسبوع حملي، إن الولادة تحت اسبوع 38 هو ولادة مبكرة، وقد ذكرنا أعلاه أن الرئة تكتمل نموها في آخر الأسابيع، لذلك عدم اكتمال الرئة ينتج عنه خلل في الوظيفة التنفسية وبالتالي زيادة عدد مرات التنفس عند الرضع.
- انسداد الأنف واحتقانه: عند الولادة قد يصاب الطفل بالزكام وامتلاء الخلايا الشمية بالمفرزات الالتهابية مما ينتج عنه انسداد المجرى التنفسي الأنفي وبالتالي زيادة عدد مرات التنفس كآلية معاوضة.
- بعض أمراض السبيل التنفسي: ويعد أهم سبب لزيادة سرعة التنفس عند الرضّع، إذ أن السعال محرّض قوي جداً لزيادة عدد مرات التنفس أو ضيق التنفس بآلية انعكاسية، كما في الربو والالتهابات الرئوية.
- الأمراض القلبية: وتعتبر سرعة التنفس العرض الأساسي هنا، مع ترافقها بالزرقة المركزية أو المحيطية (اللون الأزرق للشفاه والأطراف) أو أية أعراض أخرى.
- تشوه الجهاز التنفسي: فقد يكون الجهاز التنفسي ما زال غير مكتمل عند الرضّع من ناحية القصبات الهوائية والأسناخ الرئوية (حويصلات هوائية في نهاية الجهاز التنفسي ذو شكل كروي تسمح بتبادل الهواء بين الوسط الجوي والدم) .
- صغر مساحة الصدر: مساحة سطح الصدر عند الأطفال الصغار صغير جداً مقارنةً مع الأكبر سناً.
- البيئة الرحمية: قد تكون بعض المفرزات في الحياة الرحمية عالقة حتى بعد الولادة في القصبات التنفسية.
- توقف التنفس الطبيعي: يتوقف التنفس بشكل طبيعي مدة أقل من 10 ثوانٍ عند حديثي الولادة وتغيب هذه الصفة عند الأطفال الكبار.
- أسباب أخرى: بعض التشوهات التشريحية مثل انسداد الأنف وحيد الجانب، أو ارتفاع درجة حرارة الطفل، أو بسبب فقر الدم عند الأطفال.
قبل أن نتحدث عن العلاج يجب على الأم أن تراقب وتقوم بحساب معدل عدد مرات التنفس، ثم نقوم بالتقييم المناسب للحالة السريرية، حيث قد يقتصر التدبير على إجراءات منزلية أو اسعافية، ونذكر أهم العلاجات لسرعة التنفس عند حديثي الولادة كالآتي:[5]
- تغيير وضعية الطفل: أيّاً كانت وضعية طفلك أثناء تسرّع التنفس، فقومي بوضعه على الظهر هذا يساعد في زيادة المسافة بين المري والمعدة ويمنع الارتداد المعدي المريئي وحموضة المعدة من تخريش المري والبلعوم الأنفي وبالتالي يمنع من زيادة سرعة التنفس.
- العلاج الدوائي: في الحالات المرضية التي تسبب زيادة سرعة التنفس بسبب الجراثيم والبكتريا الممرضة قد نلجأ إلى العلاج الدوائي وخاصّةً عند الإصابة بالالتهاب الرئوي والسعال الديكي، بالإضافة إلى استخدام قطرات أنفية لتقليل الانسداد أو احتقان الأنف الحاصل في الرشح وذلك بعد استشارة الطبيب المختص.
- اللجوء إلى مصادر الأكسجين: قد تستمر حالة تسّرع التنفس عند طفلك بشكلٍ غير مسيطر عليه، وبترافقه مع الزرقة قد نحتاج إلى الأكسجين لمساعدة طفلك على تحسين التنفس وتجنّب الاختناق أو توقف القلب.
- التزوّد بجلسات الإرذاذ: ويقصد بالإرذاذ أو الرذاذ الحصول على المادة الدوائية عبر الاستنشاق من الأنف، وعلى سبيل المثال الربو والتهاب القصبات الشعرية حيث نستخدم فيهما الموسعات القصبية أو الستيروئيدات الإستنشاقية (عبر الأنف) وهذا يسمح بتقليل المفرزات العالقة في الشعب الهوائية.
- إدخال الرضيع إلى الحاضنة: تستخدم هذه الحالة عند الأطفال المولودين مبكراً والذين لم تنضج لديهم الرئتين بعد، عندها نقوم بالحفاظ على تنفس الطفل أو للوقاية من تسرع التنفس نقوم بوضعهم ضمن الحاضنة (مكان دافئ يحصل الطفل فيه على الأكسجين ودرجة الحرارة اللازمين لنموه).
- العلاج الجراحي لضيق التنفس: قد نلجأ إلى العلاج الجراحي عند عدم تحسّن الطفل على الأدوية السابقة أو عند وجود تشوّهات على مستوى الطريق القصبي والهوائي كما ضخامة الناميات أو انسداد الأنف التام وبالطبع بعد مراجعة طبيب مختص وتقييم الحالة السريرية وإقرار الجراحة.
- علاجات أخرى لضيق التنفس عن الرضيع: اجعلي محيط الطفل آمن قدر الإمكان بعيداً عن التدخين والغبار والمحسسّات القصبية التي تحرّض الربو والالتهاب الرئوي وتزيد من سرعة التنفس، بالإضافة إلى تدفئة الطفل بشكل مناسب، وفي حال ترافق الطفل مع أمراض القلب الخلقية أو التشوهات الولادية نقوم بعلاج المشكلة المرضية المرافقة والمسببة لتسرع التنفس.