صفات الأب المتحرش وكيف يجب التعامل معه
تعتبر ظاهرة التحرش ظاهرة منتشرة في كثير من المجتمعات سواءً في البلدان المتقدمة أو المتخلفة، ولم يقتصر التحرش على السيدات فقط فكثيراً ما نسمع عن حالات تحرش بالأطفال ذكوراً وإناث، ولكن في الفترة الأخيرة بتنا نسمع عن حالات أخرى أشد شذوذاً وانحرافاً وهي تحرش الأب بابنته، وهذا موضوعنا في هذا المقال.
بعض هذه الصفات لا تدل بالضرورة على الأب المتحرش، لكن اجتماعها معاً يشكل الصفات المشتركة لدى معظم الرجال الذين يتحرشون بأطفالهم:
- إدمان الكحول أو المخدرات: غالباً ما يكون الأب المتحرش شخص مدمن على الكحول والمخدرات غير واعي أو مدرك لأفعاله أو على العكس قد يستخدم الكحول والمخدرات كتبرير لانحرافه الجنسي أو لتشجيعه على القيام بالتحرش.
- مهووس بالجنس: يتصف الأب المتحرش بالهوس بالجنس ومشاهدة الأفلام الإباحية طوال الوقت والتحدث الدائم بالجنس أو بالدعابات الجنسية أو حتى الشتائم الجنسية.
- له تاريخ من الانحرافات: غالباً لا تنشأ رغبة الأب بالتحرش بابنته أو أطفاله فجأة، وفي معظم الأحوال يمتلك الأب المتحرش تاريخاً من الانحرافات الجنسية والتحرش بالأطفال أو النساء وممارسة أشكال منحرفة من العلاقة الجنسية أو الخيالات.
- يعاني من اضطرابات مزاجية: يعاني الأب المتحرش من اضطرابات في حالته المزاجية فتارة يكون في مزاج جيد وتارة يكون عصبياً سواء على ابنته أو على زوجته.
- الانطوائية والبرود مع الزوجة: الأب المتحرش قد يكون غير قادر على ممارسة العلاقة الجنسية الطبيعية مع زوجته لعدم شعوره بالإشباع الجنسي مما يجعله يتجنب العلاقة معها واللجوء إلى السلوكيات المنحرفة كالأفلام الإباحية والعادة السرية أو التحرش.
- رفض ارتباط الابنة: غالباً ما يكون الأب المتحرش رافضاً لارتباط ابنته مع رجل آخر وقد يعود ذلك لسببين، إما رغبة في عدم خسارة الشخص الذي يفرغ فيه شهواته الدنيئة أو خوفاً من انكشاف أمره وخاصة إذا ما كان التحرش قد تطور لاعتداء كامل خسرت فيه الفتاة عذريتها.
يوجد علامات كثيرة لا يجب إهمالها قد تدل على أن زوجك يقوم بالاعتداء على ابنته أو التحرش بها، فإذا لاحظتِ هذه العلامات أو بعضها حاولي إبعاد مراقبة تصرفات زوجك عن قرب: [2]
- آثار التحرش على البنت: العلامات الأقرب والأكثر أهمية هي التي تظهر على البنت التي تتعرض للتحرش، مثل البقع الحمراء أو الكدمات على رقبتها أو الذراعين والفخذين، تقرحات في المنطقة التناسلية والشرجية أو آثار نزيف على الملابس الداخلية، إذا لاحظتِ أنها غيّرت ملابسها الداخلية أو ترتديها بطريقة خاطئة بعد ترك الطفلة مع والدها خلال الفترة السابقة، وغيرها من العلامات التي يجب أن تسترعِ انتباهك.
- محاولة البقاء مع ابنته في غيابك: كثيراً ما يحاول الأب المتحرش أن يجد أي طريقة للبقاء مع ابنته لوحدهما، حيث يعرض على زوجته بشكل متكرر الخروج من المنزل وترك ابنته معه وبأنه سيعتني بها، ويكون هدفه الأساسي هو الاختلاء بابنته والتحرش بها، وستقدر الزوجة على التمييز بين الحالة الطبيعية ووجود شيء مريب في محاولات الأب الانفراد بابنته.
- كثرة الاتصال الجسدي: يصر الأب المتحرش على الاتصال الجسدي مع ابنته حتى وإن لم تكن البنت مرتاحة لذلك، مثل كثرة الأحضان والقبلات وخاصة على الفم أو لمسها بطريقة مريبة وخاصة في المنطقة الحساسة، ويجب على الأم أن تميّز بحكمة بين الاتصال الجسدي الطبيعي بين الأب وأطفاله وبين ما يمكن أن يكون علامةً من علامات التحرش.
- ابنتك تخبرك بأشياء غريبة: من الشائع أن يقدم الأب المتحرش تفسيرات لابنته عندما يتحرش به من قصص خيالية ومبررات غريبة، عندما تسمعين من ابنتك قصصاً غريبة حاولي الانتباه أكثر لما يجري.
- اعتراف البنت أن والدها يتحرش بها: للأسف أن الكثير من الأمهات تتجاهل اعتراف الطفلة سواء كانت صغيرة أو حتى مراهقة، ذلك أن الأم تحاول إنكار تحرش الأب بأطفاله أو تريد الستر على الموضوع أو تعتقد أن ابنتها تختلق الأمر بمحاولة أيضاً للإنكار النفسي.
إذا أخبرتك ابنتك عن تعرضها للتحرش من والدها خذي الأمر بجديّة، فليس من سبب يجعلها تقول ذلك إلا إذا كان الأمر فعلاً قد وصل لحد خارج عن الطبيعي. - الخوف من الأب: إذا لاحظت أن ابنتك بدأت فجأة بكره والدها والخوف منه دون أن تخبرك بالسبب فحاولي مراقبة علاقة الأب بابنته فيمكن أن يكون كرهها ناجماً عن قيام الأب بالتحرش بها.
- إعطاء الهداية والأموال: غالباً ما يحاول الأب المتحرش استمالة ابنته بالهدايا والأموال التي يعطيها بدون سبب، وذلك حتى تقوم بمسايرته ولضمان عدم إخبار أمها بفعلته، وسيكون ذلك واضحاً بالنسبة للأم إن لم تكن من طبيعة الأب كثرة الهدايا والدلال وظهرت عليه بعد وصول البنت لسن معينة، أو كانت هذه طريقته مع أحد أطفاله دون الآخرين.
- التركيز على طفل محدد: قد يكون للأب المتحرش عدة أطفال ولكنه يتودد إلى أحد بناته بشكل خاص ومبالغ فيه ويكون مهووساً بنموها من الناحية الجنسية.
تحرش الأب بابنته إثمٌ وجريمة كبرى باتفاق أهل العلم، وذلك لأن النظر بشهوة إلى الأجنبيات والمحارم يعتبر حراماً، فكيف تحرش الرجل بمحارمه وتحرش الأب بابنته وانتهاك عرضها، وفي معظم القوانين العربية يعاقب الأب المتحرش بعقوبة مشددة مقارنةً بغير ذي الصلة، وكذلك كل متحرّشٍ تستشعر الضحية معه الأمان بسبب الصلة بينهما ويستغل ذلك، مثل المعلّم والمؤدّب ورجل الأمن.
لكن مع ذلك اختلف أهل الفتوى في عقاب الأب المتحرش بابنته أو من اغتصب أحد أطفاله، فقال الشيخ عبد العزيز النجار مدير عام إدارة الوعظ بمجمع البحوث الإسلامية في مصر: أن الأب المتحرش بابنته يُعزّر ولا يجوز للزوجة طلب الطلاق منه، فيما قال الشيخ الإمام ابن باز: إذا ثبت على الأب مواقعة ابنته أو اللواط بها يقام عليه الحد ويقتل، لكن ثبوت ذلك عسير، والأولى أن ترفع القضية إلى المحكمة الشرعية لتنظر بها حسب سياقها. [4,5]
وذهب بعض أهل العلم للقول إنّما يعامل الأب المتحرش أو الذي ينظر إلى محارمه بشهوة معاملة الأجنبي، فلا يتعدى اختلاط البنت بأبيها حدود الاختلاط بالأجانب أو الأغراب، وتتحجب أمامه وتستتر، وإن لم يكف الأب عن فعلته لا يجوز بقاؤه مع البنت في نفس المكان، والله أعلم.
هذه أهم النصائح للتعامل مع الأب المتحرش:
- مواجهة الزوج: من المهم جداً مواجهة الزوج بسلوكه المنحرف بقوة، فالمتحرش جبان ويخاف من افتضاح أمره ويمكن أن يرده هذا عن فعلته، لكن قبل مواجهة الأب المتحرش لا بد أن تكون لديك بعد الأدلة والعلامات المؤكّدة، ومن الأفضل ألّا تواجهي الأب المتحرش وحدك، استعيني بأحد أخوتك أو أخوته أو الوالدين بعد التأكد مما يفعله.
- طلب الطلاق: فيما إذا كنت قادرة على الاستقلال عن زوجك مادياً ولديك القدرة على الإنفاق على أولادك فيعتبر الطلاق أفضل وسيلة لحماية ابنتك وأطفالك من الأب المتحرش، ومن المؤسف القول أن سلوك الأب المتحرش قد لا يمكن علاجه.
- مراقبة الزوج: في الحالات التي يتعذر بها الانفصال والطلاق يجب أن تراقبي زوجك وعلاقته بأطفالك عن كثب، حتى لو ندم الزوج على فعلته ووعد بعدم تكرارها لا تهملي مراقبته أبداً ولا تتركي ابنتك معه لوحدهما ابداً.
- تهديد الأب المتحرش: في حال كنت غير قادرة على الانفصال قومي بتهديد زوجك بفضحه والشكوى عليه وإدخاله السجن في حال كرر فعل التحرش بأطفاله.
- رفع قضية تحرش: في حال أنكر زوجك فعلته أو كررها أو نتج عن هذا الاعتداء خسارة الفتاة عذريتها لا تترددي برفع قضية تحرش أو اعتداء جنسي على زوجك خوفاً من الفضيحة! بل يجب عقاب مرتكب هذا الجرم لا التستر عليه. [3]
بعد حادثة التحرش تحتاج الفتاة إلى اهتمام وعناية خاصة من قبل الأم، وأهم ما يمكن أن تقوم الأم به:
- اصطحاب الفتاة للطبيب: أول ما يجب أن تقوم به الأم أخذ البنت -أو الطفل- التي تعرضت للتحرش إلى الطبيب المختص للكشف عليها والتأكد من سلامتها الجسدية وعذريتها وتوثيق أي علامات للتحرش والحصول على تقرير طبي بالحالة.
- تجنب بقاء الفتاة مع والدها لوحدهم: من المهم عدم ترك ابنتك مع والدها لوحدهما أبداً كذلك إلقاء النظر عليها خاصة في الليل للاطمئنان عليها، لتجنب تكرار حادثة التحرش.
- توعية الابنة: في حال كانت الفتاة صغيرة فيجب على الأم أن تقوم بتوعيتها حول مناطق جسدها والتي لا يجوز أن يلمسها أي شخص حتى لو كان والدها، وفي حال قيام أي أحد بلمسها فعليها الهرب وإخبار والدتها بذلك.
- عرض الفتاة على طبيب نفسي: يجب اصطحاب الطفلة أو الفتاة إلى طبيب نفسي لتجنب الأعراض النفسية التي تنتج عن هذا التحرش خصوصاً أنه جاء من الأب.
- منحها الحنان والحب: بعد هذه حادة تحرش الأب تحتاج الفتاة لتعويض مشاعر الخذلان وعدم الثقة تجاه والدها، لذلك على الأم أن تمنحها المزيد من الحب والحنان والاهتمام حتى تستطيع الفتاة تخطي هذه المرحلة.
- ملئ الفراغ: حاولي ملء فراغ ابنتك بأحد الأشياء التي تحبها مثلاً العزف أو معهد لتعلم الرسم أو اصطحابها لنزهات وذلك لمساعدتها في نسيان الحادثة وتجنب تذكرها.
يتسبب التحرش بكافة أنواعه بنتائج سلبية على شخصية البالغين والأطفال ولكن هذه الآثار تصبح أسوأ في حال كان المتحرش هو الأب مصدر الأمان والثقة للفتاة، ومن هذه الآثار:
- الأذى الجسدي: والذي يشمل تعرض الفتاة للعنف الجسدي أثناء تحرش الأب بها سواء نتيجة التحرش نفسه أو لإخافته من إخبار أحد، إضافة إلى احتمال تعرضها لأذى كبير في المناطق التناسلية وفتحة الشرج بسبب صغر سنها، والتي قد تصل إلى فقدان العذرية وتشوه المناطق التناسلية.
- الأذى النفسي: الآثار النفسية التي تنتج عن التحرش من قبل الأب كبيرة وتستمر للمدى البعيد فيمكن أن تعاني من الخوف والقلق والرهاب واضطرابات ما بعد الصدمة والانطوائية.
- التفكير بإيذاء النفس: يتسبب التحرش من قبل الأب في حدوث مشاكل نفسية للفتاة عديدة للفتاة وربما تعاني من اضطرابات عقلية ويصبح لديها ميول عدوانية أو أذى نفسها والذي يصل إلى التفكير بالانتحار.
- العزلة الاجتماعية: يتسبب التحرش في شعور الفتاة بالدونية وعدم القدرة على الانخراط في المجتمع والعجز عن تخطي ما تتعرض له من مشكلات اجتماعية فتميل للعزلة والوحدة.
- المشاكل الجنسية: تعتبر الاضطرابات الجنسية هي أبرز ما يواجه الفتاة عندما تكبر فيمكن أن تصاب بالبرود الجنسي أو القرف من الجنس أو على العكس يمكن أن تصبح منحرفة جنسياً.
- الخوف من الأب والجنس الآخر: من الطبيعي أن تشعر الفتاة بالخوف من الأب المتحرش والنفور منه كذلك غالباً ما تكره الرجال جميعهم بشكل عام لفقدانها الثقة بالجنس الآخر واعتقادها أنهم جميعاً متشابهون.
لا يوجد أسباب محددة وواضحة تجعل الأب يعتدي على ابنته أو يتحرش بها أو يغتصبها، ولكن يوجد ظروف وعوامل قد تدفعه للقيام بهذه الجريمة دون وعي، ومنها ما يكون فيها واعياً وقاصداً سلوكه المنحرف، ومن هذه العوامل: [1]
- ضعف الوازع الديني والأخلاقي: ضعف الوازع الديني والأخلاقي وسوء التربية وسوء النشأة الاجتماعية أحد الأسباب المهمة التي تدفع الأب للاعتداء والتحرش بابنته أو أطفاله، مع ذلك لا يمكن ملاحظة غياب الوازع الديني والأخلاقي بسهولة، فالكثير من الآباء المتحرشين يتسترون خلف التدين والمبادئ لتستر على أفعالهم واستعداداً للدفاع عن أنفسهم أمام الآخرين في حال تم اكتشاف أمرهم.
- إدمان الأفلام الإباحية: إدمان الأفلام الإباحية وما فيها من أفلام تخص زنا المحارم؛ يجعل الأب يصل إلى مرحلة لا يكون فيها قادراً على الرضا عن العلاقة الجنسية الطبيعية مع زوجته، مما يجعله يقوم بسلوكيات منحرفة للحصول على النشوة الجنسية ومنها التحرش بابنته وأطفاله.
- تعاطي المخدرات: في هذه الحالة غالباً لا يكون الرجل واعٍ لتصرفاته فيقوم بالتحرش بابنته وغالباً ما يشعر الأب بالندم الشديد بعد ذهاب مفعول المخدرات ومعرفة سلوكه المنحرف.
- المرض النفسي: تحرش الأب بابنته لا يصدر إلا عن شخص مريض يعاني من اضطرابات نفسية، فقد يكون ناتج عن تعرض الأب في طفولته للاعتداء الجنسي، أو معاناته من اضطرابات نفسية تفقده السيطرة على المحاكمة العقلية.
- رفض الزوجة العلاقة الجنسية: لا يمكن القول أن امتناع الزوجة عن ممارسة العلاقة سبب أو مبرر لتحرش الزوج بأطفاله، لكن عندما لا يجب الأب المنحرف أصلاً مكاناً لتفريغ نزواته الجنسية سيجد في ابنته الصغيرة ضحية سهلة ومتوفرة وخاصة إذا كانت الأم تقضي معظم وقتها في الخارج وتترك الطفلة معه، لكن السبب الرئيسي ليس امتناع الزوجة عن الجنس وإنما انحراف الأب ورداءة أخلاقه.
في سؤال على موقع حِلّوها عرضت إحدى المتابعات مشكلتها، وهي أن لديها ثلاث بنات وأن زوجها الخمسيني يحب واحدة من الفتيات بالتحديد ويفضلها على باقي بناته ولكتها تشعر بريبة من هذا الحب، حيث يقوم بتقبيلها والثناء على جمالها، وكانت القبلات عبارة عن قبلات أبوية على الخدين ولكن الفتاة أخبرت والدتها أنها عندما كانت خارج المنزل قام والدها بتقبيلها من فمها فهربت منه الفتاة خائفة، وعندما واجهته الأم أنكر أنه يشتهي ابنته.
وطلبت المتابعة النصيحة من خبراء حلوها وفيما إذا كان من الأفضل أن تفضح الأب أم تنسى الواقعة.
وكان الرد من قبل أخصائية علم النفس في موقع حلوها سراء الأنصاري بأن ظنون الأم قد تكون في محلها وأن الأب يتحرش بابنته ولا يجوز للأب أن يقبل ابنته من فمها، ولكن لم تنصحها بفضح الأب لأن لذلك تداعيات خطيرة على الفتاة، ونصحتها بإبعادها عن الأب والمراقبة الشديدة وتنبيه ابنتها بعدم التقرب من الأب كثيراً وتجنب بقائها معه لوحدهما، بالإضافة إلى محاولة إشباع الزوج جنسياً حتى لا يشتهي ابنته.
لمراجعة الاستشارة وآراء الخبراء وتفاعل مجتمع حِلّوها أنقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الربط.