المعدل الطبيعي لممارسة الجنس والعلاقة بين الزوجين
تعتبر العلاقة الحميمة بين الزوجين المتوازنة من أسس استمرار الزواج الناجح، فهي تحافظ على الاتصال العاطفي والجسدي بين الزوجين وتساهم في تقليل الضغوط في حياتهما اليومية، وسوف نتحدث من خلال هذا المقال عن المعدل الطبيعي لممارسة العلاقة الجنسية بين الزوجين والعوامل التي قد تؤثر على عدد مرات الجماع ونصائح لتنظيم عدد مرات الجماع بين الزوجين.
في الواقع لا يوجد عدد مرات محدد لممارسة الجنس بين الزوجين، ولكن قد تتقارب النسبة بحسب مرحلة الزواج، وقدرات التحمل لدى الزوجين على تكرار عملية الجماع، وتقدم بعض الاحصائيات التي تم البحث عنها: [1-2]
- عدد المرات الطبيعية للجماع في اليوم: في أغلب الحالات الطبيعية لا يتم حساب معدل الجماع في اليوم الواحد، وممارسة العلاقة الجنسية بشكل يومي غالباً ما تكون في الأيام والأسابيع الأولى من الزواج بمعدل مرة إلى ثلاث مرات في اليوم في حالات نادرة، فيما بعد قد يحتاج الزوجان إلى ممارسة الجنس لمرة واحدة حتى ثلاث مرات في الأسبوع، أما ممارسة الجنس يومياً بشكل منتظم فقد تعبر عن فرط الرغبة الجنسية لدى أحد الزوجين أو كلاهما.
وإذا كان السؤال عن عدد مرات الجماع الممكن في اليوم الواحد للزوجين، فقد يستطيع الزوج الشاب استعادة انتصابه من 3 إلى 7 مرات في اليوم بفوارق تتراوح من 30 دقيقة إلى 120 دقيقة، وتتناقص هذه القدرة حسب صحة الرجل وعمره وجيناته وأسلوب حياته، كما تتحكم الهرمونات والحالة الصحية والجسدية في قدرة الزوجة على مجاراة الرجل بجماع متتالي في نفس اليوم. - كم مرة تحتاج المرأة للجماع في الأسبوع: بالمتوسط تحتاج معظم النساء لممارسة الجنس من مرة واحدة إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتختلف هذه الحاجة من امرأة إلى أخرى ومن فترة زمنية إلى أخرى لدى المرأة نفسه حسب عمرها وحالتها النفسية وانتظام عمل الهرمونات في جسدها، لكن معظم الزوجات في الحالة الطبيعية يجدن في الجماع مرتين معدلاً كافٍ.
- المعدل الطبيعي للجماع للعرسان: بالنسبة للمتزوجين حديثاً، تكون الرغبة في ممارسة الجنس أكثر بكثير بالنسبة مقارنة بقدامى المتزوجين، وقد تكون ممارسة الجنس بين العروسين بشكل يومي وحتى أكثر من مرة في اليوم خلال الأسابيع أو الشهور الأولى من الزواج، تتناقص تدريجياً في الحالات الطبيعية لتصل إلى متوسط مرتين في الأسبوع أو أقل.
- كم مرة يستطيع الرجال ممارسة الجنس في اليوم: تختلف قدرة الرجل على الجماع بحسب العمر وطبيعة العمل وكذلك مرحلة الزواج، ففي البداية قد يكون الرجل مفعم بالقوة والقدرة على ممارسة الجماع بشكل يومي في مرحلة شهر العسل، وقد تنخفض هذه القدرة بمجرد العودة للعمل والنشاط اليومي المعتاد.
- معدل ممارسة الجنس عند كبار السن: رغم أنه لا يوجد حد واضح لسن النشاط الجنسي، إلا أنه بعد مرور سنوات طويلة على الزواج تتحول العلاقة من جنسية إلى علاقة تعايش وتفاهم لا يشكل فيها الجنس حجر الأساس بالضرورة، علاوة على ذلك تضعف قدرة الزوجين على ممارسة الجنس بنفس المعدل مع التقدم في السن، فقد تكون مرة واحد في الشهر أو أقل كافية لتلبية الرغبة الجنسية لدى الزوجين.
هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية والصحية والاجتماعية التي قد تؤثر على عدد مرات ممارسة الجنس بين الزوجين، ومن هذه العوامل: [5-6-7]
- التقدم بالسن: يؤثر التقدم في السن على الرغبة والقدرة الجنسية عند الرجل والمرأة، فقد يعاني الرجل من مشاكل الانتصاب أو استعادة الانتصاب بعد القذف اعتباراً من العقد الخامس، ما يجعله أقل قدرة على الحفاظ على استمرار العلاقة الجنسية بنفس المعدل، أما بالنسبة للنساء فقد تكون أقل قدرة على تحمل هزات الجماع كما قد تفقد الكثير من الرغبة والشغف الجنسي بسبب تغير هرمونات الجسم مع مرور الزمن.
- الشخصية الجنسية للزوجين: أهم ما يجب على الزوجين إدراكه قبل التفكير في المعدل الطبيعي للجماع أن هناك اختلافات جذرية وطبيعية بين كل شخص والآخر بالرغبة والقدرة الجنسية، ولا يمكن أن تنظر الزوجة لمعدل العلاقة الزوجية مع زوجها مقارنةً بما تقوله لها صديقتها أو قريبتها، كذلك الأمر مع الزوج، لذلك فإن اتفاق الزوجين على الجماع مرّة واحدة في الشهر لا يعتبر مشكلة ما داما قادرين على التأقلم مع هذا المعدل، كذلك اتفاقهما على الجماع بمعدل أعلى من المتوسط.
ما يجب أن يسعى له الزوجان هو إيجاد نقطة تلاقٍ بينهما في الرغبة والقوة الجنسية، للوصول إلى علاقة جنسية متوازنة وصحية بعيداً عن الحسابات والأرقام والمعدلات! والتفكير بحاجة كل منهما للجنس بدلاً من محاولة الوصول إلى المعدل أو تجاوزه كأنهما في سباق للعلاقة الحميمة. - طبيعة العمل: تؤثر طبيعة عمل الرجل والمرأة على القدرة والرغبة الجنسية، سواء من ناحية المجهود البدني الذي يبذله كل منهما في العمل، أو الضغوطات النفسية والتوتر المستمر الذي يضعف الرغبة والقدرة الجنسية، وقد ينطبق ذلك على أعمال الزوجة في المنزل التي قد تستهلك طاقتها وتجعلها أقل قدرة ورغبة بالعلاقة الحميمة بشكل منتظم ومتقارب.
- الروتين والملل: بعد مرور سنوات على الزواج قد يشعر الزوجان أو أحدهما بفتور أو ملل نتيجة الروتين اليومي، وخاصة إذا كانت ممارسة الجنس بشكل شبه يومي بين الزوجين، ما يسبب في تراجع عدد مرات الجماع.
- الحمل والولادة: يعتبر حمل الزوجة من الأسباب الشائعة لتغير معدل الجماع بين الزوجين ووصوله إلى أدنى مستوياته -غالباً لأول مرة منذ بداية الزواج- وذلك خوفاً على الحمل في بدايته ولوجود صعوبات في العلاقة الجنسية في نهاية الحمل، كما أن الولادة تؤثر بشكل كبير على علاقة الزوجين الحميمة وعدد مرات الجماع بعد الإنجاب.
شاهدي مقابلة مع الخبيرة في موقع حلوها ميساء حموري تتحدث فيها عن تأثير الحمل والإنجاب على الزوجين، انقري هنا. - تأخر الانجاب: عندما يحدث تأخر في الإنجاب قد يعاني الزوجان من فتور في العلاقة نتيجة الحالة النفسية والضغوط الاجتماعية المحيطة بهما، حيث تصبح ممارسة الجنس عبارة عن عملية للحصول على الحمل، ويكثر الجماع في أيام الاباضة بشكل خاص، فيما ينخفض المعدل خارج أيام الإباضة، كما تكتسب العلاقة الحميمة بينهما طبيعة ميكانيكية جافة.
- المشاكل الأسرية: تعتبر المشاكل الأسرية والخلافات الزوجية من لأمور التي تؤثر على العلاقة الحميمة بين الزوجين، حيث تنعكس حالة العلاقة اليومية بين الزوجين على العلاقة الحميمة بالكم والنوع.
الحديث عن الأمر بصراحة: أولاً يجب أن يعلم الشريك بوجود مشكلة تتعلق بعدد مرات الجماع وممارسة العلاقة، سواء كانت الزوجة أو الزوج من يعاني من كثر أو قلة العلاقة، وتعتبر هذه الخطوة المفتاح لحل أي مشكلة تتعلق بعدد مرات الجماع أو حتى طبيعة العلاقة الجنسية نفسها.
- التجديد في العلاقة الحميمة: تكرار العملية الجنسية في وتيرة واحدة وبنفس الطريقة تسبب شعور بالملل والروتين، ويمكن تجنب هذه الحالة من خلال معرفة تفاصيل الشريك الجنسية، ويمكن طرح بعض الأسئلة عن أفضل الوضعيات الجنسية التي يشعر بها الشريك بالسعادة أو الوقت الذي يشعر به بعدم الرضى، كما يمكن تجربة استخدام الألعاب الزوجية التي تساعد في انتعاش الحياة الجنسية.
- تحسين التواصل بين الزوجين: يساعد التواصل المستمر والجيد بين الزوجين على بناء علاقة أكثر قوة في جميع المجالات الحياتية، فعلاوة على أنه يزيد من شعور الشريك بأهميتيه وزيادة الثقة والاحترام بين كلا الزوجين، يعتبر التواصل وسيلة للتعبير عن المشاعر والعواطف تجاه الشريك، مما يؤدي إلى الحصول على حياة جنسية أفضل وشعور أكبر بالراحة لدى الزوجين.
- المداعبة قبل الدخول إلى غرفة النوم: قد تحتاج الزوجة لفترة مداعبة طويلة، وقد تكون المداعبة الجسدية على السرير قبل ممارسة الجنس مباشرةً غير كافية، يعتبر أيضاً البدء في المعاملة بلطف وعاطفة واستخدام بعض كلمات الغزل، قبل وقت من دخول غرفة النوم، نقطة انطلاق لعلاقة حميمة عميقة ورائعة.
- تناول بعض الأطعمة التي تزيد من الرغبة الجنسية: قد يحدث ضعف في الرغبة الجنسية لدى أحد الزوجين، ما يؤثر على الحياة الجنسية بينهما، يمكن استخدام بعض الأغذية التي تساعد في زيادة الرغبة، ومنها المحار بالإضافة إلى بعض اللحوم، والمكسرات مثل الكاجو والبندق التي تعمل على زيادة الرغبة الجنسية لاحتوائها على تراكيز عالية من الزنك، الذي يساعد على رفع هرمون التستوستيرون.
- عدم ممارسة الجنس بشكل مفرط: تؤثر ممارسة الجنس بشكل مفرط على الأعضاء التناسلية، حيث يسبب تورم شديد في المهبل، وكذلك عند الرجل يسبب تورم في القضيب الذكري، ما يسبب ألم والتهابات خلال عملية الجماع، ما يولد شعور بعدم الرحة خلال العلاقة الحميمة ويضعف الرغبة الجنسية. [4-6]
تساعد ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين على تحسين العلاقة بينهما بشكل عام، كما لها دور كبير في الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية لدى الزوجين، وبشكل عام تساعد هذه الفوائد في تحسين الحياة والقدرة الجنسية ومنها: [3-7]
- الحفاظ على جهاز المناعة: وجدت بعض الدراسات أن المتزوجين الذين يقومون بممارسة الجنس لمرة أو مرتين في الأسبوع لديهم مستويات أعلى من الأجسام المضادة، والتي تساعد الجسم في مقاومة الجراثيم والفيروسات بشكل أفضل، مقارنة مع الذين يمارسون الجنس بشكل أقل، ما يجعلهم يشفون من الأمراض بشكل أسرع.
- يحسن من وظيفة المثانة عند النساء: تساعد ممارسة الجنس مرة بالأسبوع عند المرأة المتزوجة في تقوية عضلات المثانة وعضلات النسج المحيطة، حيث تعتبر ممارسة الجنس بمثابة تمرين لعضلات قاع الحوض، ما يجعل القدرة على التحكم في وظيفة المثانة أفضل وتجنب السلس البولي، وكذلك تقوية عضلات الرحم.
- يخفض ضغط الدم: تشير الأبحاث لوجود رابط بين ممارسة الجنس وانخفاض ضغط الدم، حيث يعتبر الجنس تمرين لتقوية عضلة القلب والعضلات الملساء في الأوعية الدموية، لهذا السبب تساعد في خفض ضغط الدم الانقباضي، وكذلك يحسن من تدفق الدم في الجسم.
- يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية: بالإضافة لفوائد ممارسة الجنس عند المتزوجين في رفع معدل ضربات القلب، يساعد في الحفاظ على توازن مستويات هرمون الاستروجين والتستوستيرون، فإذا كان أحد الهرمونين منخفضاً يسبب العديد من المشاكل وأهمها هشاشة العظام وأمراض القلب، ما يجعل الرجال الذين يمارسون الجنس بمعدل مرة في الأسبوع على الأقل أقل عرضة من خطر الوفاة بالنوبات القلبية من الذين يمارسون الجنس بشكل نادر.
- يحسن النوم: بعد ممارسة الجنس يتم افراز هرمون البرولاكتين بعد الوصول للنشوة الجنسية، وهو المسؤول عن الشعور بالاسترخاء والنعاس بعد ممارسة الجنس، فيمكن النوم بسرعة أكبر.
- يخفف التوتر: تعمل ممارسة الجنس على افراز هرمون السيروتونين استجابة للإثارة الجنسية، وهو ما يسمى بهرمون السعادة، كما يساعد التقرب من الشريك في تهدئة التوتر والقلق، ما يعزز من الشعور بالسعادة والرضى لكلا الزوجين، حيث تعتبر العلاقة الحميمة وصفة مثالية لحياة زوجية سعيدة.
- يفيد الصحة العقلية: تساعد ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين على زيادة الشعور بالثقة والألفة والحب في العلاقة، كما تعمل على تحسين القدرة على التعبير عن المشاعر للشريك بشكل أفضل، وهي تعتبر مثل التمارين الرياضية في قدرتها على تحسين الحالة النفسية والعاطفية وزيادة الشعور بالسعادة والحصول على حياة زوجية أفضل.
ليس من الضروري ممارسة الجنس باستمرار للحصول على حياة زوجية سعيدة، إلا أن انخفاض ممارسة الجنس بشكل كبير قد يؤثر سلباً على الحياة الزوجية، وكذلك الحالة النفسية وقلة الثقة بالنفس، ومن التأثيرات السلبية التي يعاني منها الزوجين في حال ممارسة الجنس بشكل نادر: [5-7]
- زيادة التوتر في العلاقة بين الزوجين: تظهر المودة والارتباط الوثيق بين الزوجين من الفوائد الشديدة لممارسة الجنس بشكل منتظم، فعند نقص عدد مرات الجماع بين الزوجين يزيد من حالات التوتر بين الزوجين لعدم القدرة على الاكتفاء بالمشاعر، ما يزيد من الخلافات الزوجية اليومية وزيادة اضطراب العلاقة الزوجية.
- ضعف احترام الذات: تساعد ممارسة الجنس في الشعور بالقرب من الشريك، فأي خلل في هذه العلاقة قد يؤدي إلى اضطراب العلاقة بين الزوجين، حيث يشعر الشريك بأنه غير مرغوب وبالتالي يتولد الشعور للطرف الأخر بضعف الثقة بالنفس واحترام الذات نتيجة عدم تلبية رغبات الشريك بشكل كافي.
- الارتباك والإحباط: ينتج الإحباط في حالات العجز الجنسي غالباً، الذي قد يرتبط بعوامل نفسية قد تنتج عن عدم رغبة أحد الزوجين في ممارسة العلاقة الحميمة، ما يدفع الشريك للشعور بالخزي وأنه غير قادر على تلبية الطرف الآخر.
- الطلاق والانفصال: في حال ندرة ممارسة الجنس بين الزوجين، قد تنتج خلافات أسرية مستمرة وتتطور إلى مشاكل اجتماعية ونفسية وقد تؤدي إلى الاكتئاب والابتعاد عن الشريك تدريجياً، قد تصل إلى الانفصال لعدم الشعور بالراحة واشباع الرغبات.
- التفكير السلبي وسوء الفهم: قلة ممارسة الجنس في الزواج لها بعض التأثيرات الخطيرة، ومن أهمها سوء الفهم، وقد تبدأ تساؤلات من قبل الشريك عن السبب الذي قد يجعل الطرف الأخر لا يرغب في معاشرته، هل هي الخيانة أو وجود طرف ثالث، ما يؤدي إلى تصاعد في عدم الثقة في النفس والوصول إلى الإحباط الجنسي، الذي يفسد الأمور بشكل أكبر.