حقوق وواجبات المراهق في المنزل
تعرف إلى أهمية توضيح الحقوق والواجبات للمراهقين ووضع قوانين منزلية للمراهق
معروف أن معظم المراهقين لا يعيشون بسلام تام مع أفراد عائلاتهم، فيجهلون حقوقهم وواجباتهم، وقد يخلط بعضهم بين الأمور فيعتقد أن أمراً ما من حقه ولكنه ليس كذلك، وقد ينسى آخرون أن عليهم واجبات تجاه أفراد أسرهم.
في هذا المقال سوف نناقش حقوق وواجبات المراهق في المنزل.
محتويات المقال (اختر للانتقال)
- الحصول على الرعاية الكاملة: من أهم حقوق المراهق في المنزل الحصول على حقه بالتغذية والكساء وحقه بالنفقة والتعلم وتلبية احتياجاته المادية بشكل كامل، حيث تمتد حقوق الطفل إلى مرحلة المراهقة ولا تسقط عنه إلا بعد بلوغه سن الرشد.
- دعمه كمراهق: فيجب إفهام المراهق عن طبيعة مرحلته العمرية وتفهمه والتعاطف معه، ومصارحته بما يجري في جسده من تغييرات فيسيولوجية وجنسية ونفسية.
- حرية الاختيار: فمن حقوق المراهق أن يستمتع باختيار أصدقائه وستايله وتخصصه في المدرسة وغير ذلك بإشراف الأهل طبعاً، وأن يعلم أنهم يملكون حق التدخل في الاختيارات والقرارات لما يرونه مناسباً، كمنعه من مصحبة أصدقاء السوء مثلاً.
- الحصول على مساحة شخصية: فمن حقوق المراهق في المنزل هي أن يعطى مساحة شخصية؛ فهو يحب أن يختلي بنفسه لبعض الوقت، دون أن يتدخل الأهل بشكل مباشر وإزعاجه والشك بتصرفاته، فلا تقتحم خصوصية ابنك المراهق وتدخل غرفته دون استئذان أو تعطي نفسك حق تفتيش هاتفه دون سبب.
- وضع قوانين خاصة بالمنزل: من حق المراهق أن تكون حياته منظمة والقوانين المنزلية واضحة بالنسبة له، مثل آخر موعد لدخول المنزل عندما يخرج، والوقت المسموح للسهر واستخدام الهاتف الخلوي، وإنجاز الواجبات المنزلية وغيرهم.
- وضع قوانين بشأن علاقته مع الجنس الآخر: فعليك أن تفهمه عن حدوده مع الجنس الآخر، وما هو المسموح وما هو الممنوع في العلاقات؛ فلكل منزل قوانين خاصة؛ لكن يجب مراعاة القواعد الدينية والمجتمعية والآداب العامة.
- حق المراهق بالمعرفة والاستكشاف: فمن أهم حقوق المراهق هو أن تتاح له فرصة لاستكشاف العالم ليخطئ ويتعلم من أخطائه، لا أن يساعده الأهل في كل شيء.
كما أن للمراهق حقوق في المنزل، فعليه واجبات يجب أن يؤديها على أكمل وجه، منها واجبات تجاه نفسه ومنها ما هو تجاه أسرته، ومنها ما هو تجاه مجتمعه والعالم، منها:
- واجبات المراهق تجاه نفسه: فمن واجبه أن يهتم بنفسه، بما في ذلك اهتمامه بصحته وبنفسيته وبسمعته، وخاصة أن المراهق قد يمر بلحظات طيش ولن يهمه هذا الأمر، فمن واجبه تجاه نفسه عدم التدخين والإقلال من السهر مثلاً.
- واجبات منزلية: فمن واجبات المراهق أن يتحمل بعض الأعباء المنزلية كالمشاركة في تنظيف المنزل وترتيبه، فعلى الأهل أن يوضحوا المهام المطلوبة منه كرمي القمامة أو غسل الصحون أو غيرها.
- واجبات أسرية: كاحترام أفراد الأسرة ومشاركتهم اجتماعياً وعاطفياً بما يحتاجون.
- واجبات مجتمعية: فمن واجبات المراهق تجاه مجتمعه مشاطرتهم اجتماعياً، ومراعاة حقوق الآخرين، وأن يكون فرداً منتجاً وفعالاً في المجتمع.
- واجبات تجاه العالم: كالحفاظ على البيئة مثلاً واستثمار طاقاته وقدراته ليكون فرداً إيجابياً في العالم.
هناك بعض الشروط التي على الأهل اتباعها قبل سن القوانين ووضع حقوق وواجبات للمراهق في المنزل، منها:
- التوضيح بشأن مرحلة المراهقة: يجب أن يعرف المراهق التغييرات التي ستطرأ على حياته في المنزل وخارجه مع دخوله مرحلة المراهقة، ولتكون القوانين المنزلية فعالة يجب أن يدرك المراهق التغيرات النفسية والجسدية التي سيمر بها وكيف ستنعكس على حقوقه وواجباته.
- إعلامه بحقوقه وواجباته في المنزل: فيجب أن يعرف المراهق بحقوقه وواجباته وأن يتم مناقشتها معه وتوضيحها له وإشراكه في وضعها؛ فمثلاً إن قرر الأهل السماح لابنهم المراهق بالخروج مع أصدقائه، فعليهم توضيح هذا البند أكثر؛ كأن يقولوا له كم مرة في الأسبوع يسمح له بالخروج، وكم المدة الزمنية المسموحة له، وما هو الوقت الذي لا يسمح له بتجاوزه عندما يعود للمنزل، ومن هم الأصدقاء الذين لا يسمح له بالخروج معهم إن كان لديهم تحفظ عن بعض.
- تذكيره فيها من حين لآخر: فيجب أن يتم تذكيره في هذه الحقوق والواجبات من وقت لآخر عندما يخطئ فيها أو تمر مناسبة.
- تحقيق المبادئ الأساسية فيها: فهناك مبادئ أساسية يجب أن يتم تحقيقها في هذ الحقوق والواجبات كالعدل مثلاً، فلا يسمح بالتجاوز عن أخطاء أحد الأبناء بينما يحاسب الآخر في ظروف مماثلة.
- التقيد بها: فإن تم وضع قوانين وحقوق وواجبات للمراهق ولم يتم التقيد بها من قبله أو من قبل الأهل؛ فلم يعاقب إن قصر في واجباته مثلاً وتم التجاوز عن حقوقه ولم يعط واجباته، فلا داعي لوضعها أصلاً، لأن الأهل سيفقدون مصداقيتهم أمامه، كما أنه لن يثق في المجتمع ككل لأن نواة المجتمع لم تلتزم معه.
- إعطاؤه فرصة لتصحيح خطئه: أعط المراهق فرصة لتصحيح خطئه إن أخطأ وأن يتعلم منه، وسامحه أحياناً وتعاطف معه لتعلمه التعاطف أيضاً ولتثبت له أن هدفك هو أن يتعلم؛ فأنت لست ضده، فيمكنك مسامحته في أداء واجباته الاجتماعية تجاه الأسرة الممتدة مثلاً بالاعتذار عن حضور مناسبة ما بسبب معاناته من التعب أ لأن عليه الدراسة لامتحانه.
- حافظ على هدوئك: عليك أن تحافظ على هدوئك لأن المراهق الصعب يتعمد استفزازك بالرد على الكلام والعصيان وكسر القوانين والاستهزاء وغير هذا، وهو يشعر بأنه هو المسيطر على الموقف إن فعل هذا، فتجاهل وحافظ على هدوئك.
- أن تراعي طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها: فلا تطلب منه مثلاً أن يدرس طوال الوقت وأنت تعلم أنه يمر في مرحلة عمرية حرجة نوعاً ما، وسيمر بسببها بحالة عدم استقرار نفسي وعاطفي، وسوف يتغير سلوكه اجتماعياً.
- أن تراعي حقوقه وواجباته كإنسان: فمن الأصل هناك حقوق وواجبات للإنسان بشكل عام ولا بد أنه كان يتمتع بحقوق وعليه واجبات معينة عندما كان طفلاً، وهذه الحقوق والواجبات الجديدة لا بد أن تراعيها مع بعض التغييرات لتناسب مرحلة المراهقة.
- لتقليل الخلافات بين المراهق والأهل: فسن القوانين ووضع حقوق وواجبات للمراهق داخل المنزل يؤدي لتقليل الخلافات بينه وبين أهله، لأنه يعلم مسبقاً ما له وما عليه، وأنه لا مجال للتراجع أو التهاون أو المساومة فيها فإنه لن يناقش أهله وستقل الخلافات بينهم.
- لتخفيف الضغط النفسي على المراهق والأهل: فعندما يكون كل شيء واضح سيرتاح الجميع وسيخف الضغط النفسي الواقع على المراهق والأهل.
- لتعليم المراهق الالتزام: فعندما يلتزم بواجباته ويضمن حقوقه في المنزل يخرج للمجتمع فرداً ملتزماً يعرف حقوقه ويطالب فيها، ويلتزم بأداء واجباته على أكمل وجه، ما يعود على المجتمع بالنفع.
- مساعدة المراهق في ضبط النفس: فعندما يتم تحديد حقوق وواجبات للمراهق في المنزل، كأن يعرف المراهق أن عليه العودة للمنزل قبل الساعة العاشرة مساء إن خرج مع أصدقائه فسيتعلم ضبط النفس وعدم المساومة والغضب من أمر محسوم.
- تعليمه أمور كثيرة: مثل احترام الوقت واحترام الآخرين وسيادة القانون والإخلاص والالتزام والديمقراطية وغير ذلك.
- المراهقون يبحثون عن الانتماء: المراهقون يبحثون عن الانتماء للعائلة وللأصدقاء وللمجتمعات، لكننا كثيراً ما نرى مراهقين منعزلين على أنفسهم أو في صراع مستمر مع عائلاتهم، ويهربون منهم لاجئين لأصدقائهم مثلاً، هذا لأنهم لم يجدوا منهم التفهم أو الاحتواء ؛ فربما أن عائلهم قللت من شأنهم أو وضعتهم في صور نمطية أو قارنتهم بجيل آخر...
- المراهقون يبحثون عن هويتهم: صحيح أن المراهقين يبحثون عن الانتماء لكنه يبحثون في نفس الوقت عن الاستقلالية وعن مساحة خاصة لهم، يريدون أن يعرفوا عن هويتهم؛ من هم، ماذا يحبون وماذا يكرهون، وكيف هي شخصياتهم بعيداً عن سيطرة الوالدين.
- يحتاج المراهقون للوالدين أكثر من أي وقت مضى: من المفارقة أن المراهقين يعتمون على آبائهم أكثر من أي وقت مضى في الوقت الذي يبحثون فيه عن الاستقلالية، فهم يحتاجون دعمهم وتشجيعهم وخبرتهم وحبهم واحتوائهم.
- قد لا يشعرون بالأمان النفسي: فقد لا يشعر المراهقون بالأمان النفسي بسبب أسلوب التربية بالضغط المستمر عليهم ومقارنتهم مع الجيل السابق أو حتى مع أفراد جيلهم.
- المراهقون هم الجيل الأذكى بالتكنولوجيا: يمكنك أن تعرف أن المراهقين هم الجيل الأذكى تكنولوجياً؛ فمثلاً لا يفكر المراهقون في الإنترنت على أنه امتياز أو حداثة كما هو الحال بالنسبة لنا، بل يعتبرونه حق أساسي.
- يمكن للمراهقين التفكير وإيجاد الحلول: فمن قال أن مرحلة المراهقة هي مرحلة طائشة وأن المراهقين ضائعون ولا يستطيعون التفكير وإيجاد الحلول.
- يمر المراهقون بتغيرات تسبب لهم توترات نفسية وجسدية: فهم في مرحلة انتقالية بين مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب، فتختلف مستويات هرموناتهم ما يؤدي بهم لتغيرات جسدية هم غير معتادين عليها كظهور الشعر على أجسادهم وبروز بعض المناطق كالثديين وغير ذلك، كل هذه الأمور تسبب لهم توترات نفسية فتعلهم قلقين وأحياناً خجولين من هذه التغييرات ومن طريقة تفكيرهم الجديدة وتقلبات مزاجهم.