عملية ربط المبايض أو ربط قنوات فالوب لمنع الحمل
يبحث الكثير من الأزواج على طرق أمنة وسهلة لمنع الحمل، ويفضل البعض التوقف نهائياً عن الانجاب ما يدفعهم للتفكير في ربط المبايض، وهناك الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن المرأة قبل إجرائها، كيف تتم هذه العملية؟ وهل لها تأثيرات ومضاعفات على الصحة العامة للمرأة؟ وماهي مخاطر هذه العملية؟ وهل هي محرمة في الإسلام؟
ربط المبايض أو ربط البوق أو ربط قنوات فالوب بالإنجليزية (Tubal ligation) كلها أسماء لعملية جراحية يتم من خلالها ربط قناتي فالوب أو سدها أو قصها وخياطتها لمنع الحمل عند المرأة بشكل نهائي وتسمى أيضاً بتعقيم الأنثى، حيث يعمل البوق على نقل البويضة إلى قناة فالوب وتنتقل عبره إلى الرحم، وربط قناة فالوب يعمل على منع البويضة والحيوانات المنوية من الاتصال بالرحم وبالتالي منع الحمل بشكل فعال.
هل يمكن الحمل بعد عملية ربط قناة فالوب؟
تعتبر عملية ربط المبايض شكل من أشكال تحديد النسل، وعلى الرغم من أنه يمكن عكس ربط القنوات إلا أنه 50% فقط من النساء تكون قادرة على الحمل بعد إعادة توصيل قناة فالوب، ولهذا السبب قد لا يكون ربط المبايض هو الخيار الأفضل إذا لم تكن المرأة متأكدة مما إذا كانت تريد الحمل في المستقبل أم لا. [3-4]
عملية ربط المبايض الجراحية وغير الجراحية
تتم عملية ربط قنوات فالوب أو ربط المبايض من خلال التعقيم الجراحي وغالباً ما يتم بالتزامن مع عملية الولادة القيصرية، أو يتم ربط قنوات فالوب بعملية مستقلة عن طريق شق البطن للوصول إلى قناة فالوب، والنوع الآخر لعملية ربط المبايض هو التعقيم غير الجراحي باستخدام منظار المهبلي وصولاً إلى الرحم ووضع غرسة معدنية في قناة فالوب التي تشكل مع الوقت ندبة تسد القناة وتمنع الحمل.
تتم عملية ربط المبيض أو ربط البوق إما خلال عملية الولادة أو بشكل مستقل، وهي عملية آمنة وسريعة لا تتطلب البقاء في المستشفى لأيام، ويمكن استخدام التخدير العام أو الموضعي لإجراء العملية.
عملية ربط الأنابيب مع القيصرية
تتم عملية ربط المبايض عند النساء اللواتي ولدن بعملية القيصرية تتم من خلال نفس جرح العملية بعد الولادة القيصرية مباشرة، حيث يتم قص قناة فالوب أو سدها ثم اغلاق الجرح، تستغرق هذه العملية بعد الولادة حوالي ال 30 دقيقة، وهي لا تحتاج للإقامة في المشفى لفترة أطول بعد الولادة.
عملية برط المبايض بعد الولادة الطبيعية (المهبلية)
- تتم بعد العملية بفترة وجيزة إذا كانت المرأة ترغب في الحصول على طريقة منع حمل دائمة وآمنة يمكن لها القيام بعملية ربط البوق أو قص قناة فالوب بعد الولادة الطبيعية بعدة ساعات إلى عدة أيام من الولادة.
- يتم فتح شق صغير في البطن بعد العملية من خلال رفع الأنابيب عن طريقها وقصها أو سدها باستخدام أدوات أكثر بساطة من تلك المستخدمة في التنظير.
- يكون الرحم قريب من البطن وحجمه كبير يعتبر القيام بهذه العملية بعد الولادة الخيار الأفضل بالنسبة للمرأة التي ترغب بعملة ربط المبايض لكون الرحم يكون أكبر حجماً وقريباً من سطح الجلد، لذا يفضل القيام بها قبل عودة الرحم إلى مكانه الطبيعي.
عملية ربط الأنابيب بالتنظير
تتم هذه العملية بشكل مستقل باستخدام أدوات خاصة من خلال ثقب في البطن للتعقيم بالخطوات التالية:
- سيجري الجراح شقاً صغيراً في البطن بالعرض أسفل السرة وكذلك ثقب آخر لإدخال الأدوات اللازمة لإجراء العملية.
- يقوم الطبيب بضخ الغاز في البطن لزيادة حجم الرحم والأنابيب ما يمنح الطبيب رؤيا أوضح ومساحة أكبر للعمل.
- يستخدم الطبيب أدوات رفيعة وطويلة يتم من خلالها ادخال منظار إلى البطن من خلال الثقب للعثور على قناة فالوب والامساك بها.
- يتم قطع الأنابيب أو ربطها أو إغلاقها باستخدام تيار كهربائي أو ما يسمى بالتخثر الكهربائي، أو ادخال رباط أو مشبك يوضع فوق الانابيب لربطها أو استخدام جهاز لفصل الانابيب عن الرحم وإزالتها من الجسم.
- إغلاق الجروح الصغيرة بعد ربط الانابيب: بعد انجاز عملية فصل أو ربط الانابيب أو البوق يتم إغلاق الثقوب التي عملها الطبيب في البطن وتضميدها، ويمكن للمرأة أن تغادر المستشفى بعد العملية بأربعة ساعات. [3-4-5]
يرغب العديد من الأزواج باستخدام طريقة ربط المبايض لمنع الحمل لنتائجها المضمونة وتأثيراتها الجانبية القليلة على المرأة التي تسببها الطرق الأخرى من موانع الحمل الأخرى:
- عدم وجود طرق أخرى لمنع الحمل: تعتبر عملية ربط المبايض الخيارات التي يفضلها بعض الأزواج لضمان فعاليتها إذا كانوا لا يرغبون في الاستمرار في الانجاب وخاصة إذا كانت المرأة لا تستطيع استخدام الأدوية التي تمنع الحمل لآثارها الجانبية.
- إذا كانت تعاني من مرض مستعصي ولا تستطيع الحمل: تعاني بعض النساء من بعض الأمراض التي تمنعها من الحمل ويكون الحمل مهدداً لحياتها، مثل ارتفاع ضغط الدم الحاد وبعض أمراض القلب، وتحتاج لطريقة دائمة لمنع الحمل مع تجنب الأعراض الجانبية التي تسببها الطرق الأخرى لمنع الحمل.
- عدم الرغبة بالإنجاب بشكل نهائي: في حال الرغبة في إيقاف الانجاب بشكل نهائي يعتبر ربط المبايض من الخيارات الأفضل بالنسبة للمرأة لكونها أكثر الطرق أماناً وضماناً لمنع الانجاب خاصة في مراحل العمر المتقدمة (فوق ال 35 عام).
- تفادي التأثيرات الجانبية لموانع الحمل الأخرى: عندما تكون المرأة مصابة بمرض السكر أو الضغط المرتفع أو أحد أمراض القلب لا تستطيع استخدام الأدوية الهرمونية لتأثيراتها الجانبية على مرضى الضغط والسكر، وكذلك لها أعراض كثيرة من ألم في الصدر وغيرها من التأثيرات الغير مرغوبة بسبب تأثيرها على هرمونات الجسم كما تسبب عدم انتظام في الدورة الشهرية، فتلجأ المرأة لعملية ربط المبايض تفادياً لهذه التأثيرات لكون عملية ربط المبايض لا تؤثر على هرمونات الجسم.
- وجود مرض قد ينتقل من الأبوين للطفل: هناك بعض الأمراض الوراثية أو العضوية التي قد تنتقل من الام والأب إلى الطفل ما يجعلهم غير قادرين على الانجاب، ففي حال وجود مرض وراثي في الأسرة يرغب الأبوين في قطع النسل تفادياً لانتقال المرض للأطفال. [1-4-5]
تتعرض الكثير من النساء لمضاعفات قد تكون خطيرة نتيجة عملية ربط المبايض، إما بسبب العملية بحد ذاتها أو بسبب الجراحة التي قامت بها: [1-2-4]
- عدم القدرة على الحمل مرة أخرى: رغم أنه يمكن عكس عملية ربط المبايض عن طريق إعادة توصيل قناتي فالوب إلا أنه في معظم الحالات لا تعود المرأة قادرة على الحمل بعدها، لهذا السبب يفضل عدم القيام بعملية ربط المبايض عندما تكون امرأة في عمر صغير.
- مضاعفات العمل الجراحي: قد تظهر مضاعفات نتيجة خلل في العمل الجراحي مثل انتقال العدوى، بسبب تلوث في الأدوات او عدم التطهير بشكل كافي إلى المرأة خلال العمل ما يسبب التهابات وإصابات جرثومية عند المرأة.
- فشل في الربط ما يسبب حمل غير مرغوب: قد يكون الربط غير محكم أو غير تام للمبايض ما قد يسبب فشل العملية، والجدير بالذكر أن احتمال فشل العملية يزداد كل ما كانت المرأة بعمر أصغر، ما يسبب حدوث حمل غير مرغوب به.
- قد يحدث حمل خارج الرحم: من أكثر المضاعفات خطورة عند اجراء عملية قص قناة فالوب هو حدوث حمل خارج الرحم الذي يعتبر مهدد للحياة عند المرأة لحدوث الحمل في إحدى قناتي فالوب، لذا يجب التحدث مع الطبيب فوراً عند الشعور بألم شديد في منطقة الحوض.
- تراجع في وظيفة المبيض: قد تسبب عملية ربط المبايض مع الوقت ضعف في وظيفة المبيض عند المرأة حيث يسبب ربط البوق في تقليل الدم المتدفق للمبيض، ما قد يسبب حدوث تغييرات في الهرمونات ويؤثر على الدورة الشهرية.
- تعرض الرحم أو المثانة للإصابة خلال العمل الجراحي: قد يحدث خلال عملية ربط المبايض تخريش في بطانة الرحم أو المثانة وغيرها من النسج المحيطة ما يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابات الجرثومية وتأخذ وقتاً أطول للتعافي من العملية.
- انخفاض سريع في هرمون البروجسترون والاستروجين: قد ينتج عن عملية ربط المبايض ما يسمى بمتلازمة ما بعد ربط البوق نتيجة الانخفاض السريع في هرموني البروجسترون والاستروجين، ومن أعراضها القشعريرة والتعرق الليلي والقلق وفقدان الرغبة الجنسية.
رغم أن عملية ربط المبايض تعتبر آمنة إلا أنها مثل أي عمل جراحي تملك آثار جانبية غالباً ما تكون ناتجة عن العمل الجراحي وتنتهي في غضون أيام، ومن التأثيرات التي قد تعاني منها المرأة: [1-4]
- نزيف مهبلي: قد تتعرض المرأة بعد العملية إلى نزف مهبلي خفيف لعدة أيام بسبب التخريش الذي تتعرض له المرأة أثناء العملية، أو بسبب بعض التغيرات التي تتعرض لها بطانة الرحم.
- نفخة شديدة نتيجة الغاز الذي يتم ضخه في البطن: تصاب المرأة بنفخة قوية قد تستمر ليومين نتيجة الغاز الذي يتم ضخه في بطن المرأة خلال العملية مسببة ألم شديد في البطن والأكتاف.
- ألم في منطقة البطن: تعاني بعد النساء بألم في منطقة البطن بعد اجراء عملية ربط المبايض بسبب تقلصات الرحم الناتجة عن العملية وسرعان ما يختفي هذا العرض خلال أيام بعد اجراء العملية.
- شعور بالدوار والغثيان: تعاني بعض النساء من شعور بالدوران والغثيان بعد العملية بسبب التخدير غالباً ما يزول هذا العرض خلال ساعات، وإذا استمر الشعور بالغثيان أكثر من 24 ساعة يجب الاتصال بالطبيب أو مراجعته.
- اضطرابات في الدورة الشهرية بعد الخضوع للعملية: قد تصاب المرأة بعد الخضوع لعملية ربط المبايض إلى اضطرابات في الدورة الشهرية بسبب تغيرات طفيفة في الهرمونات عادة ما تزول هذه الإضرابات بعد أشهر من إجراء العملية.
- زيادة التعرض لبعض المشاكل الصحية: قد تزيد عملية ربط المبايض من فرص إصابة المرأة ببعض المشاكل الصحية مثل الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة.
- أخذ قسطاً من الراحة: يجب على المرأة أخذ قسطاً من الراحة لعدة أيام بعد إجراء عملية ربط المبايض والعودة إلى النشاطات اليومية بشكل تدريجي مع تجنب النشاطات القاسية مثل التمارين الرياضية وحمل أوزان ثقيلة لفترة.
- الحذر في التعامل مع مناطق شقوق البطن: يمكن إزالة الضماد الذي يضعه الطبيب بعد العملية بيوم واحد مع أخذ الحذر والحفاظ على الجروح جافة وتعقيمها بشكل منتظم للمساعدة في تعافيها بشكل أسرع.
- عدم ممارسة الجماع بعد العملية لقترة: ينصح بتجنب ممارسة العلاقة الجنسية مع الزوج لمدة أسبوع على الأقل بعد إجراء عملية ربط المبايض لتجنب المضاعفات التي قد تنتج عنها مثل حدوث الحمل خارج الرحم أو فتح القنوات بعد اغلاقها.
- عدم قيادة السيارة: على المرأة عدم قيادة السيارة خلال 24 ساعة على الأقل من اجراء العملية حتى يذهب تأثير التخدير بشكل كامل، بسبب الدوار الذي قد تتعرض له المرأة بعد العملية.
- الاستحمام بعد العملية: يجب تجنب الاستحمام لمدة يومين بعد إجراء العملية مع الامتناع عن فرك مكان الشق الجراحي لمدة أسبوع على الأقل بعد العملية وتجفيف المنطقة بلطف لتجنب فتح الجرح أو حصول أي مضاعفات.
- التحدث إلى الطبيب عند الشعور بأي مضاعفات: عند استمرار الشعور بتأثيرات عملية ربط المبايض لفترة طويلة أو الشعور بأي مضاعفات محتملة يجب الاتصال بالطبيب فوراً.
تعتبر الوسائل التي يتم فيها قطع النسل بشكل نهائي ومنها ربط المبايض محرمة شرعاً إذا لم يكن هناك ضرورة ملحة لذلك، أما في حال وجود ضرورة ملحة لعملية ربط فنوات فالوب كوجود مرض ينتقل للجنين فيجوز ربط المبايض ويحكم في ذلك الطبيب المختص.
ومن الفتاوى المذكورة بخصوص عملية ربط قنوات فالوب أو ربط المبايض:
- قال الشيخ ابن باز في جواز عملية ربط المبايض: في حال وجود مرض عند المرأة ويسبب لها الحمل الكثير من المضاعفات والأذى لا ضير في ربط المبايض بعد موافقة زوجها على إجراء العملية، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
- وحدد الشيخ أحمد وسام أمين من لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية شرطين أساسين لإجراء عملية ربط المبايض وهما أن تكون صحة المرأة لا تسمح بالحمل بتقرير الطبيب، وثانياً أنه لا يوجد طريقة مناسبة لمنع الحمل عند المرأة سوى ربط المبايض، فإذا تحقق الشرطان يجوز ربط المبايض. والتعقيم النهائي
- قال الدكتور محمود الشلبي أن هناك نوعان من ربط المبايض المؤقتة والتي تعتبر جائزة عند موافقة كلا الزوجين على ذلك ويمكن عكسها، أما عملية ربط المبايض الدائمة التي يترتب عليها إفساد العضو التناسلي عند المرأة ويترتب عليها عدم القدرة على الإنجاب مرة أخرى حرام شرعاً.