تأثير الشيشة والتدخين على الطفل الرضيع
حديث الولادة من المراحل العمرية المهمة والحساسة في حياة الطفل والتي يحتاج فيها إلى عناية خاصة وتوفير مناخ صحي له، فأجهزة الجسم لديه تكون غير مكتملة بعد مما يجعلها أكثر تأثراً بالعوامل الخارجية السلبية المحيطة به، ومن أكثر هذه التأثيرات السلبية انتشاراً هي التدخين والشيشة، فما أضرار التدخين والشيشة على الطفل الرضيع، وكيف يمكن تجنبها؟
للتدخين السلبي تأثير عام على أعضاء جسم الرضيع كلها، ومن هذه التأثيرات: [1]
- متلازمة الموت المفاجئ للرضع: الموت المفاجئ للرضيع أو موت الرضيع غير المبرر خلال السنة الأولى من حياته والذي يكون عادة خلال نومه، وغالباً ما يكون الرضيع متمتعاً بصحة جيدة، ومن أكثر الأسباب التي تؤدي لهذه المتلازمة حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي نتيجة التعرض المزمن للتدخين السلبي.
- التهابات الجهاز التنفسي: يعتبر الأطفال الرضع الذين يتعرضون للتدخين السلبي أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الصدرية مثل التهاب الشعب الهوائي والالتهاب الرئوي والتهاب القصبات وحساسة الصدر.
- تضرر وظائف الرئة: إن رئتي الإنسان تستمران في النمو في عمر الطفولة والمراهقة وتعتبر السنة الأولى من عمر الطفل هي فترة حساسة وضعيفة لنمو الرئتين وتطورها، ويتسبب التعرض للتدخين السلبي في انخفاض وظائف الرئة عند الطفل الرضيع ويستمر إلى مرحل المراهقة والبلوغ، قد يؤدي هذا الضعف إلى زيادة التعرض لأضرار الرئة خاصة الانسداد الرئوي المزمن وذلك مع التقدم في العمر.
- التهاب الأذن الوسطى: إن تعرض الرضيع للتدخين السلبي يمكن أن يتسبب في انسداد القناة التي تصل الأذن الوسطى بالحلق مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الوسطى وتجمع البكتريا فيها مسببة التهابات.
- أمراض جلدية: تعرض جلد الرضيع لدخان السجائر يمكن أن يتسبب بالعديد من الأمراض الجلدية له مثل التهاب الجلد والتحسس والأكزيما وذلك بسبب تأثير مادة النيكوتين الموجودة في دخان السجائر على الجلد.
- خلل التطور العصبي: يؤثر التدخين السلبي أمام الرضيع على التطور المعرفي والسلوكي للطفل ويزيد من احتمالية ضعف التعلم والذاكرة وانخفاض معدل الذكاء كما تزيد من احتمال التعرض لاضطرابات فرط النشاط ونقص الانتباه في المستقبل وذلك لأن التعرض للتدخين السلبي في فترة الرضاعة يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية للرضيع وبالتالي عدم نمو أجهزة الجسم بشكل طبيعي خاصة المخ.
- مشاكل في الرؤية: إن ملامسة دخان السجائر لعيون الأطفال الرضع قد يتسبب لهم بمشاكل في الرؤية، فالمواد السامة الموجودة فيها يمكن أن تؤدي إلى إصابتهم بمرض المشيمة الرقيقة كذلك تؤدي إلى حدوث جفاف والتهابات متكررة في العين.
- مشاكل هضمية: يوجد ارتباط بين تعرض الرضيع للتدخين السلبي والمشاكل في الجهاز الهضمي لديهم مثل التهاب المعدة والأمعاء والإسهال والمغص.
- تأخر نمو الأسنان: إن انقباض الأوعية الدموية نتيجة التعرض للتدخين السلبي يؤدي إلى ضعف في الإمداد الدموي للمخ مما يؤدي إلى مشاكل في النمو العظمي للرضيع ومنها التأخر في نمو الأسنان.
تتساءل العديد من الأمهات المدخنات إذا ما كان التدخين خلال فترة الرضاعة يؤثر على طفلها الرضيع، والجواب هو "نعم" حيث تنتقل مادة النيكوتين إلى حليب الأم المرضعة وبالتالي ينتقل إلى الطفل خلال الرضاعة الطبيعية، وذلك ينتج عنه العديد من الأضرار والمشاكل منها: [2]
- التأثير على كمية الحليب: للنيكوتين الموجود في السجائر تأثير كبير على نشاط هرمون البرولاكتين في الجسم وهو هرمون ضروري لإنتاج الحليب لدى الأم، وبالتالي تقل كمية الحليب في الثدي وتصبح غير مشبعة للرضيع.
- التأثير على جودة الحليب: يؤثر النيكوتين الداخل لجسم الأم المرضعة عن طريق السجائر في التقليل من جودة حليبها فيكون أقل في البروتين والدهون ومضادات الأكسدة والطاقة مقارنة بحليب الأم غير المدخنة.
- النيكوتين في حليب الأم: ينتج عن امتصاص الطفل للنيكوتين الموجود في حليب الأم المرضعة أعرض قصيرة الأمد مثل الإسهال والقيء والغثيان والأرق وزيادة ضربات القلب، وتنتهي هذه الأعراض بمجرد خروج النيكوتين من جسم الرضيع عبر البول.
- أعراض طويلة الأمد: أما الأعراض طويلة الأمد والتي تؤثر على الطفل طيلة حياته فتشمل قلة امداد الطفل باليود، الحد من خلايا البنكرياس، تلف الأنسجة في الرئة والكبد، انخفاض تحمل الجلوكوز وفرط بوتاسيوم الدم.
- زيادة الإصابة بالأمراض: يقلل النيكوتين الموجود في حليب الأم من قدرة هذا الحليب على تقوية الجهاز المناعي للطفل ضد الأمراض خاصة الأمراض التنفسية بالتالي يزيد احتمالية إصابة الطفل بالمشاكل في الجهاز التنفسي والزكام وغيرها من الأمراض.
قد يظن البعض أن دخان الشيشة أقل ضرراُ على الرضيع من دخان السجائر، ولكن هذه المعلومة خاطئة تماماً حيث أن أضرار الشيشة نفس أضرار التدخين على الرضيع والتي سبق ذكرها إن لم تكن أكبر، حيث أن الشيشة: [3]
- تحوي غاز أول أوكسيد الكربون: تحتوي الشيشة على ضعف كمية غاز أول أوكسيد الكربون الموجود في الدخان وذلك نتيجة احتراق التبغ بالفحم مما يزيد من نسبة هذا الغاز في الجو مسبباً مشاكل تنفسية للرضيع أكبر من دخان السجائر حيث أن دخان الشيشة يعادل استنشاق 100 سيجارة.
- تحتوي على النيكوتين: تحتوي الشيشة على نفس كمية النيكوتين الموجودة في السجائر بالتالي يسبب نفس مشاكل التدخين على الرضاعة الطبيعية والتدخين السلبي للرضيع.
- تحتوي مستويات أعلى من المواد السامة: تحتوي الشيشة على مواد سامة مثل الزرنيخ، الرصاص، الكروم، النيكل والقطران بمستويات أعلى من السجائر ويقوم الطفل باستنشاق كل هذه المواد السامة من دخان الشيشة.
- تتسبب بتغيير في طعم الحليب: يتسبب تدخين الأم المرضعة للشيشة في تغيير طعم حليبها مما يجعل الطفل ينفر من الرضاعة الطبيعية.
- تدمر الفيتامينات والمعادن في الحليب: تؤثر الشيشة على جودة الحليب لدى الأم المرضعة فتقوم بتدمير الفيتامينات والمعادن في الحليب والتي تعتبر ضرورية لنمو الطفل.
هناك العديد من الأسئلة الشائعة التي تطرح فيما يخص التدخين والشيشة وتأثيرها على الطفل الرضيع وفي هذه الفقرة قمنا بتجميع أكثر هذه الأسئلة شيوعاً والإجابة عليها:
- هل الشيشة الالكترونية مضرة للمرضعة؟ الجواب: نعم الشيشة الإلكترونية تؤثر على الأم المرضعة وعلى الرضيع فهي قد لا تحتوي على النيكوتين لكنها تحتوي على منكهات ومواد كيميائية سامة.
- هل يمر النيكوتين في حليب الأم؟ الجواب: نعم يمر النيكوتين الموجود في السجائر والشيشة إلى حليب الأم ويمتصه الرضيع مع الحليب خلال الرضاعة من ثدي الأم المدخنة.
- متى يخرج النيكوتين من حليب الأم؟ يحتاج النيكوتين ليخرج من حليب الأم المرضعة إلى حوالي ساعتين إلى ثلاث ساعات تقريباً بعد انتهائها من تدخين السيجارة أو الشيشة.
- ما عدد السجائر المسموح بها للمرضع؟ من الأفضل للمرضع التوقف النهائي عن التدخين ولكن تدخين سيجارة واحدة على الأكثر في اليوم مع شرب كمية كبيرة من الماء يمكن أن يقلل بشكل كبير من أضراره.
- هل التدخين السلبي يؤثر على الرضاعة الطبيعية؟ نعم يمكن أن يتسبب تعرض الأم المرضعة للتدخين السلبي في التأثير على الرضاعة الطبيعية بحيث تقلل من كمية الحليب في الثدي.
بعد الحديث عن أضرار دخان السجائر والشيشة على الطفل الرضيع نقدم بعض النصائح التي تساعد في حماية الرضيع من هذه الأضرار، حيث ينصح بـ:
- إقلاع الأم عن التدخين: من المهم قيام الأم المرضعة بالإقلاع عن التدخين أو على الأقل إطالة الوقت بين آخر سيجارة وبين وقت الرضاعة، نظراً لأن مدة بقاء النيكوتين في حليب الأم يبلغ حوالي الساعتين ثم يتم طرحه خارج الجسم.
- تجنب التدخين في الأماكن المغلقة: في حال الرغبة في التدخين فيجب اختيار مكان مفتوح كالحديقة أو خارج المنزل حتى لا يتأثر الرضيع بالدخان وتجنب التدخين في الأماكن المغلقة خاصة السيارة والغرف الصغيرة حيث تظل آثار التدخين عالقة فيها حتى بعد مضي عدة أيام.
- تهوية المنزل بشكل دائم: إذا وجد في المنزل شخص مدخن فيجب تهوية المنزل بشكل دائم ويفضل تشغيل مروحة كهربائية في فصل الصيف للمساعدة في تهوية المنزل بشكل أسرع وتخفيف الضرر على الرضيع.
- منع المحيطين بالطفل من التدخين: مهما حاولت تهوية الغرفة فالدخان سيعلق في الأجواء لذلك حاولي منع الأشخاص المحيطين بالطفل من التدخين بجانبه قدر الإمكان حماية لصحة طفلك وجهازه التنفسي.
- غسل الأشياء التي تعرضت للدخان: في حال التدخين أو شرب الشيشة في غرف المنزل فيفضل مباشرة غسل الأشياء التي تعرضت للدخان خاصة الملابس والفرش والألعاب والأسطح الصلبة.
- الإكثار من شرب الماء للمرضع المدخنة: عند قيام الأم المرضعة بالتدخين فينصح بشرب كمية كبيرة من الماء بعدها حتى يخرج النيكوتين من الجسم عن طريق البول ولا يمر بحليبها.