أنواع نحت الجسم ومميزاتها وتكلفة عملية نحت الجسم
تعتبر عمليات نحت الجسم بأنواعها المختلفة بديلاً تجميلياً لإزالة الدهون المستعصية حتى وإن كانت كمية الدهون قليلة وكان الوزن طبيعي، حيث تستهدف العملية إعادة توزيع الدهون أو التخلص منها في مناطق معينة للحصول على تفاصيل متناسقة، في هذا المقال سنتطرق إلى بحث عن أنواع نحت الجسم وسعر وتكلفة عمليات نحت الجسم وأضرارها المحتملة.
عملية نحت الجسم (بالإنجليزية: Body Contouring) هي عبارة عن مجموعة من الإجراءات الطبية التي تستخدم تقنية شفط الدهون خارج الجسم من مناطق محددة، وذلك بهدف رسم تفاصيل الجسم وانحناءاته بشكل جميل ومتناسق أقرب إلى الملامح المثالية سواء كان ذلك بالنسبة للرجال أو للنساء.
المبدأ الأساسي لهذه العملية هو إجراء تحلل للدهون الزائدة والمتجمعة في منطقة معينة داخل الجسم ومن ثم سحبها خارج الجسم باستخدام أساليب معينة للشفط، وبهذا فهي تساعد في التخلص من الدهون المتجمعة موضعياً في مكان ما من الجسم والتي تسبب خللاً في تناسق الجسد وتعطيه شكلاً غير مرغوباً، وانطلاقاً من هذا المبدأ تم ابتكار العديد من الطرق لشفط الدهون بحيث تناسب مختلف الحالات، وهي الآن تتطور شيئاً فشيئاً للوصول إلى الطريقة الأنسب والأقل خطورة.
في بعض الأحيان يتم الاحتفاظ بالدهون المستخرجة من الجسم ومعالجتها بحيث يعاد حقنها في مكان آخر من الجسم غير الذي سحبت منه والذي يكون بحاجة لإبراز الحجم فيه وهو جزء من الإجراء التجميلي ونحت الجسم.
وعلى عكس الكثير من الاعتقادات الخاطئة، فإن تقنية نحت الجسم أو شفط الدهون لا تهدف إلى التخلص من الوزن الزائد بالمطلق، بل بالعكس، إنها لا تصلح أبداً للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، وإنما تجرى كإجراء تكميلي بعد التخلص من الوزن الزائد سواء بالرياضة أو أنواع الجراحات الأخرى الخاصة بإنقاص الوزن الزائد كعمليات تكميم المعدة وما إلى ذلك، وهذا بهدف إعادة هيكلة شكل الجلد الذي غالبً يترهل مع نقصان الوزن بالإضافة إلى تنسيق تفاصيل الجسم الأخرى والوصول بالنهاية إلى قوام جميل ومتناسق. [1]
أنواع عمليات شفط الدهون ونحت الجسم متعددة وتتطور شيئاً فشيئاً، ويتم تصنيفها تبعاً لعدة معايير، أحدها يكون بحسب كمية السوائل التي يتم حقنها وكيفية وضع أنبوب الشفط داخل الجسم، وبمعيار آخر تكون حسب أمان الاستخدام والنتيجة الأفضل، ولكن عموماً يتم اختيار نوع العلمية المراد إجرائها من قبل الطبيب المختص بحسب حاجة المريض وظروفه كصحته ووزنه وكيفية توزع الدهون في جسده والموقع المراد إزالة الدهون منه والحجم المراد التخلص منه وما إلى ذلك.
شفط الدهون التقليدي Traditional Liposuction:
تعد هذه الطريقة من أوائل الأساليب الناجحة في القدرة على تغيير شكل الجسم عن طريق شفط الدهون منه، وكان لها شعبية كبيرة في الفترة الماضية بفضل فعاليتها في التخلص من الدهون صعبة الإزالة بالرياضة واتباع النظم الغذائية وغيرها من الطرق، لكنها الآن مهملة بعض الشيء لأنها عملية صعبة تعتمد على استخدام القوة في تكسير الدهون داخل الجسم قبل شفطها عن طريق الضغط خارجياً أو الضرب على الجسم أو استخدام أنبوب يتم تحريكه ذهاباً وإياباً في مكان الدهون لتكسيرها ومن ثم شفطها، لذا فإن نتائج هذه العملية قد تكون سلبية من بعض النواحي.
حيث تسبب عملية نحت الجسم التقليدية بظهور تورم وآلام للمريض بعد العملية مزعجة جداً وتحتاج لفترة طويلة لتشفى، بالإضافة إلى ظهور الجلد بشكل غير مستوي بحيث يكون هناك تكتلات تحت الجلد وكأنها كرات صغيرة بالإضافة إلى ترهل الجلد، وهناك أيضاً زيادة في خطر تلف الأعصاب في المنطقة التي أجريت لها عملية شفط الدهون و إصابة الأوعية الدموية فيها، وهي عملية تجرى تحت التخدير العام ولا يمكن فيها إزالة أكثر من 100 مل من الدهون أو السوائل بشكل إجمالي بسبب خطر فقدان كمية كبيرة من الدم مع تلك الدهون.
شفط الدهون بالحقن Tumescent Liposuction:
من أكثر الأنواع شيوعاً لشفط الدهون، إن كمية الدهون التي يتم التخلص منها باستخدام هذه الطريقة أقل من شفط الدهون التقليدي، ويمكن أن تجرى تحت تأثير التخدير العام بشكل غير شائع أو تحت تأثير التخدير الموضعي بشكل أكثر شيوعاً، وهي تجرى عن طريق حقن محلول يسهل إزالة الدهون مكون من سائل ملحي مع مخدر موضعي (ليدوكائين) لتخفيف الألم ومادة إضافة هي (الابنفرين أو الأدرينالين) التي تساعد في تقبيض الأوعية الدموية في مكان العملية وبالتالي تخفيف مخاطر النزف.
إن هذا الخليط يحقن في المنطقة المعالجة ثم يتم الانتظار مدة 15 دقيقة تقريباً حتى يمتص الجسم المحلول كاملاً، مما يسبب تورم واضح في تلك المنطقة، ثم تجرى عدد من الشقوق على سطح الجلد ويتم إدخال أنبوب خاص رفيع يتم من خلاله شفط الدهون مع السائل الذي تم حقنه.
يعتبر نحت الجسم بالحقن أو التورم ذو مخاطر أقل من الشفط التقليدي وآثار جانبية أخف تشمل ألم في موقع العلاج، والشعور بحرقة بسيطة وانزعاج خفيف بسبب السوائل المتبقية في الجسم بعد الانتهاء من العملية، وإن الآلية المتبعة هنا غالباً تتبع بباقي أنواع شفط الدهون الأخرى مع تغيير طريقة إذابة الدهون وشفطها.
نحت الجسم بالليزر Laser-assidted Liposuction (LAL):
إحدى التقنيات الحديثة في شفط الدهون التي تقدم نتائج أفضل وأقل خطورة، تجرى مع التخدير الموضعي غالباً، وعلى عكس الآليات السابقة يعمل الليزر المستخدم في عملية شفط الدهون أيضاً على شد الجلد في نفس الوقت مع إزالة الدهون، ويعتبر مناسباً لإزالة الدهون في المناطق الصغيرة مثل الوجه والأماكن المحيطة به، ويستخدم أيضاً لمناطق الجسم الأخرى.
ويمكن استعمال الليزر بعد عمليات إزالة الدهون السابقة بهدف إكمال سحب الدهون والمساعدة في التخلص من الترهل الحاصل وشد الجلد وإعطاء شكل أكثر تناسق وجمالية، وهذه العملية مقارنة بشفط الدهون التقليدي تعتبر أقل إيلاماً وأسرع في الشفاء وأقل خطورة في التعرض للنزيف أو أذية النسج في مكان إجراء العملية.
تشمل الآثار الجانبية لنحت الجسم بالليزر الحروق البسيطة والاحمرار والشعور بالحرارة مكان العملية بسبب اعتماد الليزر على الحرارة في تكسير الدهون واستحلابها، بالإضافة لبعض الأوجاع في العضلات والتورم والحكة.
شفط الدهون بالأمواج فوق الصوتية Ultrasound-assisted Liposuction (UAL):
أيضاً من الطرق الحديثة في شفط الدهون وذات المخاطر الأقل من أي نوع آخر، فهي تستخدم قوة الأمواج فوق الصوتية التي تحلل الدهون وتجعل من السهل سحبها خارج الجسم، تتشابه مع تقنية الليزر في الفوائد وليس في الطريقة، يمكن أيضاً استخدامه بعد شفط الدهون بالطرق التقليدية لتحديد الجسم بشكل أكثر دقة وتحسين شكل الجلد، لأن هذه الطريقة تقدم ميزة شد الجلد جنباً إلى جنب مع عملية الشفط، وتعد مخاطر هذه العملية قليلة وآثارها الجانبية تتعلق ببعض الكدمات والآلام لفترة قصيرة بعد العملية.
نحت الجسم بالفيزر VASER Liposuction:
تعتبر تقنية الفيزر من أحدث الأجيال الموجودة حالياً التي لتقنية شفط الدهون بالأمواج فوق الصوتية وباتت الأكثر استخداماً في الآونة الأخيرة، تستخدم هذه التقنية طاقة عالية تساعد في تفتيت الروابط بين الخلايا الدهنية الموجودة في الجسم، تستهدف هذه التقنية الخلايا الدهنية دون غيرها وتفصلها عن العضلات فهي بذلك لا تضر بالأنسجة الأخرى في الجسم وتساعد في إنجاز عمل دقيق ومريح لكل من المريض والجراح. [5-4-3-2-1]
تكلفة إجراء عملية نحت للجسم ليست بسيطة فغالباً أسعارها عالية، وليس هناك رقم دقيق للسعر المطلوب لإجراء عملية نحت الجسم حيث تختلف كل حالة عن الأخرى، بحسب مساحة الجسم التي يتم العمل عليها ونوع الجهاز المستخدم ونوع التخدير وباقي التفاصيل الأخرى، وهي أيضاً متفاوتة من بلد لأخرى، وتكون الأرقام التقريبية للتكلفة المتوقعة لكل نوع من أنواع النحت كالتالي: [6]
نوع عملية نحت الجسم | تكلفة عملية نحت الجسم |
---|---|
نحت الجسم بالحقن | تبدأ من 2000 وتصل إلى 11000 دولار أمريكي. |
نحت الجسم بالأمواج فوق الصوتية | تبدأ من 1500 وتصل إلى 10000 دولار أمريكي. |
نحت الجسم بالليزر | تبدأ من 2500 وتصل إلى 5500 دولار أمريكي. |
نحت الجسم بالجراحة التقليدية | تبدأ من 8000 وتصل إلى 20000 دولار أمريكي. |
نحت الجسم بالفيزر | تبدأ من 3500 وتصل إلى 6500 دولار أمريكي. |
شفط الدهون بالقوة | تبدأ من 2000 وتصل إلى 8000 دولار أمريكي. |
تتمثل أضرار عمليات نحت الجسم في ناحيين، في الناحية الأولى هي الآثار الجانبية المرافقة لهذه العملية بعد الخروج منها والتي يمكن أن تسبب المتاعب لفترة من الزمن وتعطل الشخص عن إنجاز العديد من مهامه كالدراسة والعمل وما إلى ذلك، أما الناحية الثانية تتمثل بالمخاطر المحتمل حدوثها أثناء العملية، وهذه المخاطر هي مرافقة لأغلب أنواع الجراحات وتكون على الشكل التالي:
- الاختلاطات الشكلية: قد تحدث بعض الأذيات الشكلية للجسم بعد عملية النحت، تتمثل بترك الجلد بشكل مجعد أو متعرج بعد العملية بسبب ضعف مرونة الجلد أو إزالة الدهون بالطرق التقليدية غير المتكافئة أو عدم الشفاء التام، وغالباً ما تصبح دائمة، بالإضافة لأن الأنبوب الرفيع (الكانيولا) الذي يوضع تحت الجلد أثناء إجراء العملية ويشفط الدهون، يمكن أن يترك مكانه تلف تحت الجلد فيعطي مظهراً منقطاً دائماً.
- تراكم السوائل: يمكن أن يظهر بعد عملية نحت الجسم أكياس مصلية تحت الجلد، تكون مؤقتة غالباً وأحياناً تحتاج إلى الإزالة بالإبرة عند الطبيب.
- الإصابة بعدوى: من الاحتمالات النادرة حدوث عدوى خطيرة في الجلد بعد العملية، وفي حال كانت شديدة تكون مهددة للحياة.
- أضرار على القلب والكلى: بسبب تقنية حقن السوائل أثناء عملية نحت الجسم وإعادة شفطها، يمكن أن تحدث تغيرات في مستوى السوائل بالجسم فتؤثر على القلب والكلى والرئة وتسبب مخاطر مهددة للحياة.
- الخدر وتهيج الأعصاب: من الممكن ملاحظة شعور المريض بحالة من الخدر الدائم أو المؤقت في مكان إجراء العملية، بالإضافة لوجود احتمالات لتهيجات مؤقتة للأعصاب في نفس المنطقة.
- ثقب داخلي: في حالات نادرة قد يحدث ثقب داخلي بأحد أعضاء الجسم نتيجة خطأ في إدخال أنبوب الشفط وهذا يتطلب تدخلاً طبياً طارئاً.
- التسمم بالليدوكائين: الليدوكائين هو المخدر الموضعي الذي يتم حقنه بالسائل أثناء عملية شفط الدهون، وعلى الرغم من أن نسبة أمانه عالية فقد تحدث في حالات نادرة جداً حوادث من التسمم بسبب حقنه، تكون خطيرة على الجهاز العصبي المركزي والقلب. [5]
على الرغم من التطورات المهمة التي جعلت عملية نحت الجسم أقل خطورة وإيلاماً، إلا أنها تبقى عملية جراحية تحتاج للحذر في كثير من النواحي، أولها هو امكانية ترشيح الشخص لمثل هذا النوع من العمليات حيث هناك شروط معينة لا يمكن تجاوزها فيما يتعلق بصحة المريض ووزنه، ومن أبرز تلك الشروط التي تؤهل الشخص للخضوع لهذه العملية: [7]
- الوزن وكتلة الجسم: كما ذكرنا سابقاً لا تصلح هذه العملية لمن يعانون من السمنة المفرطة، فهي أولاً غير ملائمة لخسارة الوزن وثانياً تحمل مخاطر عدة على صحة الشخص البدين، وتكون مناسبة للأشخاص الذين يعطي مؤشر كتلة الجسم لديهم نسبة تكون بحدود ال 30 % من الوزن المثالي وليس أكثر، ونحسب هذا المؤشر عن طريق تقسيم الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالأمتار وليس بالسنتيمتر.
- عمر الشخص: لا تُجرى عملية نحت الجسم لمن هم أقل من عمر ال 18 عاماً، وتكون أقل قابلية لتحقيق نتائج مرضية لمن هم يزيدون عن ال 50 عاماً، أما عن العمر الأكثر مثالية لعملية شفط الدهون تكون بما يقارب سن ال 40.
- مرونة الجلد: مرونة الجلد عامل مهم جداً يحدد قابلية إجراء عملية نحت الجسم أم لا، فيجب أن تكون البشرة قوية ومتينة ومرنة في نفس الوقت ليتم الخضوع للعملية، أما إذا كانت ضعيفة وقليلة المرونة فربما يؤدي هذا لعدم قدرة الشخص للخضوع لعملية شفط الدهون.
- الحالة الصحية: من أهم الأمور الواجب تقييمها، فيجب أن تُقيم الحالة البدنية للمريض بأنها قوية العضلات وخالية من الأمراض المزمنة كمرض السكري والضغط ومشاكل القلب والأوعية الدموية أو أمراض العدوى الجرثومية أو الفيروسية أو أي أمراض أخرى يمكن أن تشكل خطراً على صحة المريض خلال العملية، بالإضافة لأنه من الأفضل أن يكون الشخص غير مدخن.
- التحلي بالإرادة والصبر: إن نتائج عملية نحت الجسم ليست بفورية وإنما تحتاج لبعض الوقت قد يمتد لبضع شهور بعد إجرائها للحصول على النتائج المرجوة، وخلال هذه المدة يجب أولاً تحمل بعض الآثار الجانبية للعملية كالآلام والإزعاجات المرافقة لها، وثانياً يكون نمط الحياة مختلف بعض الشيء بعد عملية نحت الجسم، حيث يجب الالتزام دوماً بنوع من الأنظمة الغذائية والرياضية التي تحافظ على نتيجة العملية ولا تؤدي إلى الرجوع للحالة السابقة.